أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - العراق في لحظة مفصلية من تاريخها المائي!














المزيد.....

العراق في لحظة مفصلية من تاريخها المائي!


رمضان حمزة محمد
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 8356 - 2025 / 5 / 28 - 14:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا لم تعالج الازمات المائية، فسيتم ترييف المدن العراقية، وتبدأ تسليع الخدمات العامة مما يخلق بيئة لتفكك اجتماعي ومشروعاً لخضوع البلاد لدول التشارك المائي.
منذ مطلع الثمانينيات، شرعت دول المنبع في تغيير وجهها للعراق بعد دخولها في حروب استمرت لأكثر من عقد من الزمن تلاها حصار دولي جائر على البلاد. وهذا الامر لم يكن مجرد تحوّل في السياسة المائية تجاه العراق، بل كان أكثر من ذلك بكثير. والعراق تحول من دولة وطنية شمولية متدخلة في كل مفاصل الاقتصاد والمجتمع حتى العام 2003 حيث تحولت إلى دولة تقود التحوّل نحو السوق، لكنها لا تتنازل عن أدوات التحكم والسطوة، بل تعيد توظيفها حسب ما يستجد على الساجة الدولية والاقليمية. شيئاً فشيئاً، لم تعد الأولوية للتشغيل أو العدالة الاجتماعية أو التوازن بين مكونات البلاد، بل للاستثمار الذي لا يزال يكتنفه الكثير من الغموض.
العام 2025 يبدو انه نقطة ولحظة تحوّل حاسمة في هذا المسار، حيث يمرُ العراق حالياً في لحظة مفصلية من تاريخها المائي، إذ دشّنت دول المنبع جميع مشاريعها الخزنية في حوضي نهري دجلة والفرات. وهذه السياسات، التي ارتكزت على تقليص التصاريف المائية الى العراق كدولة مصب، بينما في المقابل العراق توجه نحو سياسة تقليص الدعم لقطاعي الزراعة والري، وعملت على تشجيع الخصخصة، لم تعد للدولة العراقية دوراً فاعلاً ومحورياً في إدارة مواردها المائية، بل أصبحت في موقع تلقي ما تقرره دولتي المنبع اللتان قامتا يضبط قواعد اللعبة لصالح سوق صادراتهم الى العراق والاستحواذ على المال والاقتصاد العراقي وخاصة من خلال تجارة "المياه الافتراضية". هذه الحقائق انكشفت للقاصي والداني، وتحوّلت التناقضات البنيوية في العراق إلى أزمات مائية وبيئية واجتماعية واقتصادية متفاقمة، رافقها تصاعد في مظاهر التهميش والتفاوت للأرض والحرث. مما بدأت ترسم ملامح خيبات أمل كبيرة لمستقبل العراق المائي والغذائي. الخبز أصبح أغلى، والوظيفة صارت حلماً بعيد المنال، والتعليم لم يعد بوابة للترقية والتطوير. في المقابل، وُلدت طبقة جديدة، جمعت بين القدرة الاقتصادية والقرب من دوائر القرار، وأصبحت واجهة الدولة والحكومة والتحكم في إدارة مواردنا المائية، وهي لا تعكس اية إنجازات وطنية بل إعادة لإنتاج الامتيازات الخاصة بهم، واصحبت الدولة بعيدة عن تقاسم المكاسب، بل تحولت الى موقع لتوزيع الفرص ولكن بتفاوت حادّ وفق شبكات المصالح الخاصة بهم وبعيدة كل البعد عن مصلحة الدولة والمجتمع. لذلك وفي ظل هذه الازمات المائية التي تتفاقم يوماً بعد يوم يتطلب إعادة هندسة دقيقة لموازين القوى في البلد لتصحيح المسار وتعزيز التنمية، قبل ان تُفرغ سياسات الدولة من بعدها الاجتماعي والاقتصادي، وان تتحوّل الدولة إلى وسيط بين مصالح رأس المال المحلي والاجنبي ويكون همها الأول والأخير هو تأمين وضمان الأرباح.
اليوم، ونحن أمام مأساة إنسانية يواجهها العراق بسبب النقص الشديد في الواردات المائية من تركيا وإيران وتطرف مناخي يسبب موجات من الجفاف والسيول وأكثر من عشرون عاماً تتوالى الحكومات على عرش السلطة دون انجاز يذكر، وهنا علينا أن نبدأ وبجدية وحرص على مصلحة الوطن والخوف من ضياعه من المراجعة لهذا الواقع المأساوي واجابة هذا السؤال الوجودي، هل ترك الملف المائي بهذا الحال يبدو مشروعاً لخدمة دولتي المنبع، واستراتيجية لإعادة إنتاج الهيمنة على البلاد؟ اوهل يمكن فهم ما يجرى كسياسات لإدارة المتوفر من الموارد المائية وإلغاء المواسم الزراعية كبديل لحلحة الازمات المائية، أم يتطلب من الحكومة والدولة والمجتمع إعادة تشكيل معمّقة للعلاقة بين الدولة والمجتمع، ليعيد للانتماء الوطني معنى؟



#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه: ما له وما عليه ودوره في حل ...
- -مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه: هل يواجه العراق أزماته ال ...
- هل العراق قادر لاستثمار مؤتمر بغداد الخامس للمياه بما يخدم م ...
- المياه لم تعد مجرد مورد طبيعي، بل ستتحول إلى مكون جوهري في م ...
- العراق بحاجة الى محطة مفصلية في مسار الدعاوى لضمان حقوقها ال ...
- متى ستحصل المناطق المهمشة في العراق الدعم من الحكومة لمكافحة ...
- الم يحن الوقت لإعادة التفكير في كيفية إدارة مواردنا المائية. ...
- ما الذي قد يعنيه تعليق معاهدة مياه نهر السند بالنسبة لباكستا ...
- التوترات السياسية والعسكرية بين الهند وباكستان وتأثيريها على ...
- -أزمة المياه في العراق: تحديات متعددة وحلول وطنية شاملة لضما ...
- خطورة الوضع المائي في العراق.؟
- البحث عن الحلول الاستراتيجية لازمات العراق المائية بدلاً من ...
- استدامة إنعاش الاهوار العراقية ضمان للأمن المائي لجنوب البلا ...
- الخطط المناخية المدروسة بعناية، كفيلة بجلب الاستثمارات وخلق ...
- المياه السطحية -المورد المرئي- والمياه الجوفية- المورد غير ا ...
- هل يجيز القانون الدولي دول المنبع تصنيع المياه كسلعة للمقايض ...
- الحاجة الى صياغة مفاهيمية للواقع الراهن لموارد العراق المائي ...
- مياه العراق تحمل روح زمن كامل هل يعرف عنه الجيل الناشئ شيئاً ...
- المياه حقوق إنسانية والتزامات دولية قبل الصفقات الاقتصادية.؟
- ضرورة وضع منهج كنهج للتوعية المجتمعية لتوجيه المسار كنقطة وص ...


المزيد.....




- فرنسا: حظر شامل للتدخين في الأماكن العامة والمتنزهات وعلى ال ...
- ماذا نعرف عن مقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة؟
- الكوليرا في زمن الحرب: الوباء يحصد أرواح السودانيين
- لماذا يجب على أوروبا تطوير منظومة -قبة ذهبية- خاصة بها؟
- ألمانيا تكافح نقص العمالة: سفينة تعمل بالتحكم عن بعد
- مستوطنون يشيدون سياجا حول قرية فلسطينية في غور الأردن (فيديو ...
- قيادي في -حماس-: قدمنا خطة بضمانات أمريكية.. ولكن -كل شيء تغ ...
- بيسكوف: وفدنا جاهز للتفاوض.. ولقاء بوتين مع ترامب وزيلينسكي ...
- وسائل إعلام: طائرة الرئيس الليبيري كادت أن تتحطم أثناء الهبو ...
- ليبيا.. تحقيقات موسعة في وفيات سجن -الجديدة- وانتهاكات أمنية ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - العراق في لحظة مفصلية من تاريخها المائي!