أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - المياه لم تعد مجرد مورد طبيعي، بل ستتحول إلى مكون جوهري في معادلة الاستقرار السياسي في المنطقة.؟














المزيد.....

المياه لم تعد مجرد مورد طبيعي، بل ستتحول إلى مكون جوهري في معادلة الاستقرار السياسي في المنطقة.؟


رمضان حمزة محمد
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 8340 - 2025 / 5 / 12 - 17:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق في مواجهة أسوأ أزمات المياه نتيجة تكرار مواسم الجفاف، الاستنزاف المفرط للمياه الجوفية، عدم تأهيل البنية التحتية للمياه، تلوث المصادر المائية، النزوح من الريف الى ضواحي المدن، سياسات دول التشارك المائي، وتغير المناخ مما يقلل من إمكانية الوصول إلى مياه كافية وقابلة للاستخدام. وتعكس هذه الأزمة تداخلاً عميقًا بين عدم الاستقرار السياسي والبيئي وتغير المناخ وسياسات دول التشارك المائي.
في ظل هذه الظروف، يُشكّل الاعتماد على المياه الجوفية خيارًا صعباً للغاية، لأن هذا المورد غير المرئي نفسه يواجه تهديدات متصاعدة جراء عمليات الاستخراج الجائر عبر آلاف الآبار المائية غير المرخصة، وفي ظل غياب رقابة مؤسسية فعالة أو استراتيجيات تضمن استدامة استخدام هذا المورد المخفي تحت الارض.
من خلال قراءة مستقبل العراق المائي من الجوانب التقنية، والبيئية، والمؤسسية، والاجتماعية. يتبين بان البلاد في مواجهة أعمق وأخطر التحديات التي تعيق تحقيق الأمن المائي والغذائي والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في المستقبل المنظور في ضوء غياب الحوكمة وتآكل البنية التحتية، واستمرار الضغوط البيئية والديموغرافية. وفي هذا السياق، يتضح أن الموارد المائية لم تعد مجرد مورد طبيعي، بل ستتحول إلى مكون جوهري في معادلة الاستقرار السياسي في المنطقة. ومن هذا المنطلق، يصبح من الضروري تفكيك ديناميات الأزمة عبر مقارنة مرحلتين أساسيتين في تاريخ البلاد - مرحلة الوفرة المائية حتى نهاية الثمانينيات من القرن المنصرم وما بعده وصول العراق الى مرحلة العوز المائي، وذلك لتشكيل تصور متكامل حول طبيعة التحولات التي مر بها قطاع المياه، وتعقيداتها الراهنة، والمسارات الممكنة لاستعادة التوازن والاستدامة في هذا القطاع الحيوي، كون العراق من أكثر الدول تعرضاً لأزمات مائية مزمنة، إذ يقع العراق ضمن الحزام الجغرافي الذي يتسم بظروف مناخية قاسية تتراوح بين الجفاف وشبه الجفاف. واعتماد البلاد بدرجة كبيرة على المياه السطحية من نهري دجلة والفرات التي تتسم بضعف انتظامها وتفاوتها الجغرافي والزماني الحاد بسبب سياسات دول التشارك المائي وتغير المناخ، مما يقلل من كمية المياه وهي لا تفي بالحد الأدنى من احتياجات البلاد المائية، ما يؤدي إلى عجز دائم في الموارد السطحية.
ولان التحديات المائية، تعود جذورها إلى تراكب عوامل طبيعية وأخرى مؤسسية وهي ليست ناتجة عن صدمة ظرفية، بل تشكّلت عبر عقود من ضعف التخطيط، وسوء إدارة المتوفر من الموارد المائية، وتآكل البنية التحتية في بيئة سكانية نامية تفتقر لمصادر مائية كافية، والتي تتجلى في توظيف نحو 80% من المياه المتاحة في القطاع الزراعي، الذي يعتمد بدوره على أساليب ري تقليدية منخفضة الكفاءة. هذا النمط من الاستهلاك المفرط سيؤدي إلى استنزاف متسارع للمخزون الاستراتيجي في خزانات السدود والخزين الجوفي، حيث تفيد التقديرات بأن معدلات الاستخراج السنوية تتجاوز بكثير معدلات التغذية الطبيعية، ما يؤدي إلى انخفاض سنوي في مستويات المياه الجوفية يتراوح بين متر وعشرات الأمتار سنويًا. من جهة اخرى شبكات مياه الاسالة تعاني من معدلات تسرب مرتفعة تتجاوز 50% من إجمالي الكميات المنقولة، ويرجع ذلك إلى التآكل الهيكلي وتقادم عمر الشبكات وقصور أعمال الصيانة. يضاف الى ذلك افتقار المؤسسات المعنية بإدارة المياه إلى الحد الأدنى من التنسيق الداخلي والخطط الاستراتيجية بعيدة المدى، ما يفضي إلى ازدواجية السياسات، وإهدار الموارد، وتداخل الأدوار بين الجهات المختلفة. وتزامن ذلك مع التسارع الكبير للنمو السكاني في البلاد، إلى جانب التوسع العمراني العشوائي، الأمر الذي يزيد من الطلب على المياه بشكل غير منظم ويفاقم الازمات المائية ومع تصاعد وتيرة الازمات المائية تصبح الامور أكثر تعقيدًا وخطورة، وعلى نحو غير مسبوق. في غياب الصيانة وتعطيل شبكات الصرف، وارتفاع حاد في معدلات التلوث، كل هذا يتسبب بتفشي أوبئة وأمراض خطيرة للصحة العامة للسكان.
لذلك فالمطلوب هو إعادة تشكيل المنظومة الحاكمة لإدارة الموارد المائية، لكي يتعدى تأثيراتها الأبعاد الظرفية، بل ليمتد وليحدث تحولات بنيوية طويلة الأمد تطال البنية التحتية، والحَوْكَمة، وآليات التوزيع، والتوازنات الاجتماعية والاقتصادية. ضمن مسارين متداخلين منها المباشر، الذي يرتبط بفعل الامر الواقع وما يرافقه من سوء ادرة وتبعيات ذلك على مختلف جوانب حياة العراقيين، وغير مباشر، ويتعلق بتداعيات الفوضى المؤسسية وتآكل القدرات المجتمعية والمؤسساتية.



#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بحاجة الى محطة مفصلية في مسار الدعاوى لضمان حقوقها ال ...
- متى ستحصل المناطق المهمشة في العراق الدعم من الحكومة لمكافحة ...
- الم يحن الوقت لإعادة التفكير في كيفية إدارة مواردنا المائية. ...
- ما الذي قد يعنيه تعليق معاهدة مياه نهر السند بالنسبة لباكستا ...
- التوترات السياسية والعسكرية بين الهند وباكستان وتأثيريها على ...
- -أزمة المياه في العراق: تحديات متعددة وحلول وطنية شاملة لضما ...
- خطورة الوضع المائي في العراق.؟
- البحث عن الحلول الاستراتيجية لازمات العراق المائية بدلاً من ...
- استدامة إنعاش الاهوار العراقية ضمان للأمن المائي لجنوب البلا ...
- الخطط المناخية المدروسة بعناية، كفيلة بجلب الاستثمارات وخلق ...
- المياه السطحية -المورد المرئي- والمياه الجوفية- المورد غير ا ...
- هل يجيز القانون الدولي دول المنبع تصنيع المياه كسلعة للمقايض ...
- الحاجة الى صياغة مفاهيمية للواقع الراهن لموارد العراق المائي ...
- مياه العراق تحمل روح زمن كامل هل يعرف عنه الجيل الناشئ شيئاً ...
- المياه حقوق إنسانية والتزامات دولية قبل الصفقات الاقتصادية.؟
- ضرورة وضع منهج كنهج للتوعية المجتمعية لتوجيه المسار كنقطة وص ...
- هور الحويزة العراقي بين الجفاف الطبيعي من قلة المياه والتجفي ...
- لنجعل العراق بلداً آمناً مائيًا وغذائيا من خلال التنمية الري ...
- تتبنى الحلول القائمة على الطبيعة (NBS) لتعزيز القدرة على الص ...
- حاجة العراق الى خطط لبناء أنظمة مائية تخدم زراعة مرنة ومستدا ...


المزيد.....




- ارتفاع أسعار الفواكه الصيفية في مصر.. وتجار يكشفون الأسباب
- ما المفاجآت التي يحضرها الحوثي لإسرائيل؟
- مصر.. تحرك واسع للسلطات يمنع كارثة طبية بالبلاد
- مؤشر الديمقراطية 2025: تراجع شعبية أمريكا عالميًا وإسرائيل ف ...
- أوكسفام: غزة على شفا مجاعة وأطفال ينهكهم الجوع حتى البكاء
- اجتماع سوري-تركي-أردني: دعم للاستقرار الإقليمي وقلق مشترك بش ...
- ترامب يحتاج إلى زنزانات إضافية... فهل أوروبا على استعداد للم ...
- طائرة قطرية لترامب بـ400 مليون دولار.. كيف ردت الإدارة الأمر ...
- ماكرون و-المنديل الأبيض-.. ما حقيقة فيديو -الكوكايين- في اجت ...
- ساويرس يطالب بإزاحة الجيش عن مزاحمة القطاع الخاص في مصر


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - المياه لم تعد مجرد مورد طبيعي، بل ستتحول إلى مكون جوهري في معادلة الاستقرار السياسي في المنطقة.؟