أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - تبادل الزيارات واجتماعات اللجان حول الشأن المائي هل هي مفارقات للواقع أو خفايا الإخضاع.؟














المزيد.....

تبادل الزيارات واجتماعات اللجان حول الشأن المائي هل هي مفارقات للواقع أو خفايا الإخضاع.؟


رمضان حمزة محمد
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 8358 - 2025 / 5 / 30 - 17:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


متى تأتي الزيارات وتجتمع اللجان المكلفة بإيجاد الحلول لازمات الموارد المائية؟ الحقيقة حين تشتد الحاجة الى المياه في العراق باعتبارها دولة مصب، ولكن لا يرى على أرض الواقع اية تنفيذ ولو بمراحل أولية لنتائج اجتماعات هذه اللجان، في الوقت الذي الجميع بانتظار استجابة عقلانية تتضمن حلول عادلة ومنصفة للأزمات المائية الخانقة التي تعصف بأسس الدولة وسيادتها.
تراكم العجز المائي، تنامي وازدياد ظاهرة التصحر والنزوح، تراجع النمو الاقتصادي وخسارة الغطاء الأخضر والثروة الحيوانية، زيادة كثافة العواصف الغبارية، كلها مؤشرات تدفع نحو البحث عن خلاص من هذه الازمات المائية المتكررة، وفي خلفية هذا المسار، يتموضع سؤال سيادة الدولة العراقية ومستوى الاستقرار السياسي. وخاصة عندما يصبح الملف المائي شأناً تقنياً وإدارياً محصوراً بين دوائر الدولة المعنية والوزارات، في مناخ تغيب عنه الشفافية ويهيمن عليه منطق الانصياع للمتنفذ.
لذا الحاجة الى طرح برنامج إصلاح هيكلي لوزارتي الموارد المائية والزراعة في المرحلة الأولى ضرورة ملحة. والأدهى أن الخطاب الحكومي نفسه، الذي يروّج للشفافية والمسائلة والمحاسبة، لم يجد له مكاناً في تطبيقاته الواقعية. إذ تتحول تنفيذ المشاريع إلى مزاد مغلق، وتوزيع الامتيازات إلى حقل للريع السياسي. بدون أن تكون هناك منافسة حقيقية، بل إعادة نشر للنخب المسؤولة، في الوقت الذي يتم عزل الكفاءات وأهل الخبرة والاختصاص، وتهميش المقاولات المحلية غير المرتبطة بالشبكات التي تمتلك السلطة. في هذا المشهد، لا يبدو غريباً أن تتضاعف نسب البطالة للخرجين الشباب، في ظل منظومة اجتماعية كاملة تعيد رسم الحدود بين من يملك ومن يُقصى، بين من يُدرج ضمن قائمة المستفيدين ومن يُهمّش، ومن اختفاء فضاءات البلاد التي كانت مزدهرة، أو على الأقل واعدة للنمو والتطور، إلى ساحات يعجُّ فيها التناقض والتمزق الاجتماعي، حيث تتلاقى مشاريع الدولة مع مقاومة السكان الذين يجدون أنفسهم خارج حسابات هذه السياسات بسبب فقدانهم لمصادر معيشتهم "اهوار حنوب البلاد "مثال غير حصري.
في صميم هذا التحول الذي شهده البلاد بعد العام 2003، يتبدّى مشهد خطير ومتناقض تشكّل من المفارقات الصارخة بين وعود التنمية والتطوير وتوطين التكنولوجيا الحديثة لقطاع المياه والزراعة، وواقع التهميش ونزع التصنيع بتعطيل المصانع في البلاد. التي أدت إلى ضرب البنية الإنتاجية للبلاد. فبينما كانت الدولة الوطنية خلال الستينيات والسبعينيات تؤسس لمجتمع صناعي قائم على مزيج من السياسات الاجتماعية وتوفير فرص العمل، جاء تفكيك المعامل والمصانع كهياكل الدولة التنموية، لتتحول الى أنشطة مؤقتة وهشّة، لذا جاء برنامج الانفتاح على السوق ليقوّض طموحات التنمية المستدامة، ويدفع باتجاه اقتصاد استهلاكي هشّ يتمثل في بناء المولات والابراج السكنية الباهظة الكلفة لذوي الدخل المحدود وتوظيف هذه الفضاءات العمرانية في ترسيخ تقاليد التمييز الطبقي بين افراد المجتمع العراقي.
ضمن الاستراتيجيات الجديدة للدولة العراقية التي تحوّلت نحو تنظيم أنشطة الري والزراعة لا على أساس الحاجيات الاجتماعية ودعم الاقتصاد، وحتى توفير السكن اللائق أصبح على أساس كونها وسيلة للضبط والمراقبة لا للتنمية والاستدامة، هذه المشاهد عملت على اجراء تحولات عميقة في العلاقة بين المجتمع والدولة، لذا، لا يمكن اختزال هذه الظواهر في مجرد انعكاسات لسياسات اقتصادية أو مؤشرات تنموية. فهي تعبير عن فشل الدولة في تثبيت اركان الاقتصاد غير الريعي للبلاد من خلال ضمان حصص العراق المائية وانتهاج سياسة رشيدة لإدارة المتوفر من موارد البلاد المائية، ونحن بانتظار من يفهم الواقع ويستشرف المستقبل ومن يتحدث باسم الوطن الذي يحاصره العطش في كل مواسم السنة.



#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق في لحظة مفصلية من تاريخها المائي!
- مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه: ما له وما عليه ودوره في حل ...
- -مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه: هل يواجه العراق أزماته ال ...
- هل العراق قادر لاستثمار مؤتمر بغداد الخامس للمياه بما يخدم م ...
- المياه لم تعد مجرد مورد طبيعي، بل ستتحول إلى مكون جوهري في م ...
- العراق بحاجة الى محطة مفصلية في مسار الدعاوى لضمان حقوقها ال ...
- متى ستحصل المناطق المهمشة في العراق الدعم من الحكومة لمكافحة ...
- الم يحن الوقت لإعادة التفكير في كيفية إدارة مواردنا المائية. ...
- ما الذي قد يعنيه تعليق معاهدة مياه نهر السند بالنسبة لباكستا ...
- التوترات السياسية والعسكرية بين الهند وباكستان وتأثيريها على ...
- -أزمة المياه في العراق: تحديات متعددة وحلول وطنية شاملة لضما ...
- خطورة الوضع المائي في العراق.؟
- البحث عن الحلول الاستراتيجية لازمات العراق المائية بدلاً من ...
- استدامة إنعاش الاهوار العراقية ضمان للأمن المائي لجنوب البلا ...
- الخطط المناخية المدروسة بعناية، كفيلة بجلب الاستثمارات وخلق ...
- المياه السطحية -المورد المرئي- والمياه الجوفية- المورد غير ا ...
- هل يجيز القانون الدولي دول المنبع تصنيع المياه كسلعة للمقايض ...
- الحاجة الى صياغة مفاهيمية للواقع الراهن لموارد العراق المائي ...
- مياه العراق تحمل روح زمن كامل هل يعرف عنه الجيل الناشئ شيئاً ...
- المياه حقوق إنسانية والتزامات دولية قبل الصفقات الاقتصادية.؟


المزيد.....




- روسيا توسع سيطرتها في منطقة سومي الأوكرانية وسط مخاوف كييف م ...
- فيديو متداول لـ-حدث غريب- خلال عاصفة الإسكندرية الأخيرة.. هذ ...
- ويتكوف يوجه رسالة لحماس بعد تسليمها للمصريين والقطريين ردها ...
- حماس تسلم ردها على مقترح الهدنة: طالبنا بوقف دائم لإطلاق الن ...
- وزير الدفاع الأمريكي يحذّر من تهديد صينيّ -وشيك- لتايوان، وي ...
- ليبيا .. هل تكسر الاحتجاجات والاقتتال حالة الجمود السياسي؟
- لثلاثة أشهر.. السعودية وقطر تقدمان دعما ماليا مشتركا للقطاع ...
- فاغنكنيخت: على ميرتس والأوروبيين أن يحثوا زيلينسكي على قبول ...
- -ستجرنا إلى الحرب-.. خطط مفوضة السياسة الخارجية تجاه روسيا ت ...
- نائب الرئيس الفلسطيني يدين منع إسرائيل وصول الوفد العربي الإ ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - تبادل الزيارات واجتماعات اللجان حول الشأن المائي هل هي مفارقات للواقع أو خفايا الإخضاع.؟