رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 8374 - 2025 / 6 / 15 - 17:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من التحديات الرئيسية التي تواجه العراق هو تكرار مواسم الجفاف وسوء الأدارة لموارد المياه المتاحة واستمرار سياسة الامر الواقع من قبل دول المنبع في اكمال مشاريعهم الهيدروليكية في حوضي نهري دجلة والفرات ورافدهما وتغير المناخ هو تحدي وجودي للعراق.؟
الاستعداد - أي "حالة الاستعداد" للعراق هو استعداد مرحلي ووقتي ولمعالجة الحالات عند وقوعها وليس استعداد استراتيجي وخطط لسياسات بعيدة المدى للتقلبات المتزايدة في الظروف السياسية وكذلك المناخية في البلاد، لا سيما فيما يتعلق بعدم انتظام وإدارة الإمدادات المائية المتوفرة، وتقلص الأراضي الزراعية، وهجرة الأرياف والنزوح المستمر، والوضع الصحي المرتبط بآثار الجفاف والتلوث. ويشمل تأثير التقلب المتزايد في الظروف الجوية والمحاصصة السياسية عدم القدرة على تخزين المياه أثناء هطول الأمطار الغزيرة والسيول، وهجر الأراضي الزراعية أثناء الجفاف، وتفاقم النقص في معدلات التصريف المتناقصة أصلاً في عمود نهري دجلة والفرات وروافدهما في العراق كدولة مصب، والاتجاه المقلق لتراجع مستوى المياه في الأهوار، وفقدان التربة وتدهورها وبالتالي خصوبتها، وزيادة ملوحة شط العرب والاستخراج الجائر لموارد المياه الجوفية، لا سيما في وسط وجنوب البلاد. تشمل الأعراض الظاهرة للجفاف انخفاض تدفق المياه السطحية، وانخفاض منسوب المياه الجوفية وتلوثها غير المرئي، وجفاف الآبار السطحية الضحلة المفتوحة، (جفاف هيدرولوجي) أدى الى زيادة ملوحة المياه وتملح التربة، وتفاقم التصحر، وانخفاض الإنتاج الزراعي، وتزايد وتيرة العواصف الغبارية، وما يصاحبها من زيادة في التهابات الجهاز التنفسي. وقد أدى الجفاف إلى تدهور سبل العيش والصحة لسكان المجتمعات الضعيفة اهوار جنوب البلاد مثالاً لا حصراً. ومن المرجح أن يؤدي تدهور الظروف البيئية إلى تفاقم ما سبق. وسيظل نقص الوصول إلى مياه الشرب ونقص خدمات الصرف الصحي المناسبة في العديد من المناطق يشكلان تحديًا متزايدًا للشعب العراقي في المرحلة المقبلة، خلال الجفاف واستمرارها يفقد العراق الأراضي الزراعية، ويعرض الثروة الحيوانية للهلاك. ونزوح عدد كبير من سكان الريف بحثًا عن سبل عيش أكثر استدامة. وهذا يجعل العراق يفقد العراق حاليًا حوالي 100,000 دونم سنويًا من الأراضي الزراعية بسبب التصحر وملوحة التربة. حيث أن ما بين 40-50% مما كان يُستخدم كأراضٍ زراعية في سبعينيات القرن الماضي أصبح الآن عرضة للتصحر، لذا ولكون العراق لا يملك أي خطة عمل استراتيجية لمعالجة الاستجابة المناسبة، أو أي تدابير تخفيفية أو استراتيجيات تكيفية. ومن المتوقع أن تؤدي أحداث مماثلة في المستقبل إلى زيادة الضغط على البنية التحتية الحكومية وتوفير الخدمات الأساسية وتفكك في النسيج الاجتماعي للمجتمع العراقي.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟