أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - ألمانيا رأس حِرْبة الإمبريالية الأوروبية – 1 / 2















المزيد.....

ألمانيا رأس حِرْبة الإمبريالية الأوروبية – 1 / 2


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 8384 - 2025 / 6 / 25 - 11:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدّمة
أطلقت ألمانيا النّازية الحرب العالمية الثانية التي دَمّرت أوروبا والعديد من بلدان العالم، وخصوصًا المُستعمَرات البريطانية والفرنسية، وبعد خمس سنوات من الحرب تمكّن الجيش السوفييتي من دحر الإحتلال الألماني من ستالينغراد إلى برلين، ومن تحرير أسرى المُحتشدات الأوروبية، وتراوح عدد الضحايا السوفييتيين بين عشرين مليون وسبع وعشرين مليون، وإثر انتهاء الحرب، احتلت الولايات المتحدة ألمانيا الغربية ونصبت بها قواعد عسكرية تُقدّر حاليا بنحو أربعين قاعدة موزعة بين حلف شمال الأطلسي والجيش الأمريكي، وجميعها تحت إشراف ضُبّاط أمريكيين، وما لا يقل عن 35 ألف جندي وضابط أمريكي في ألمانيا، فضلا عن حوالي خمسين ألف "مدني" ( أُسَر الجنود وموظفي القواعد والسّفارة والقُنصليات والجواسيس...)، وفَرَضَتْ الولايات المتحدة على الدّول الأوروبية سنة 1953 التّنازل عن مبالغ الدّيُون التي وجب على ألمانيا تسديدها، فيما رفضت ألمانيا والولايات المتحدة التنازل عن دُيُون اليونان – عضو الإتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي - التي عاشت أزمة خانقة بين سنتَيْ 2008 و 2015...
بذلت الولايات المتحدة ما في وسْعها لتعزيز اقتصاد الدّول التي تسبّبت في إشعال الحرب العالمية الثانية، وفي مقدّمتها ألمانيا واليابان، لتُصبح الدّولتان قوى امبريالية عتيدة مُهيمنة على محيطها، تحت إشراف أمريكي، على أن تبقى الولايات المتحدة قادرة على لَجْم الشركات والمصارف التي قد تُنافس الشركات والمصارف الأمريكية في الأسواق الأمريكية والدّولية، واستعادت ألمانيا قُوّتها – بفضل الدّعم الأمريكي – لتُصبح القُوّة المُهيمنة على أوروبا.

من دولة منزوعة السّلاح إلى قُوّة ضاربة
نشرت مجلة "دير شبيغل" الأسبوعية الألمانية تقريرًا خلال شهر حزيران/يونيو 2024، عن الصّعوبات ( المُفترضة أو المُحتملة) التي تلاقيها وزارة الحرب الألمانية لتجنيد ما لا يقل عن 75 ألف جندي إضافي لتلبية مطالب حلف شمال الأطلسي المتمثلة في رفع الميزانية الحربية وعدد جنود القوات المُسلّحة لأن ألمانيا تُشارك في كافة الحروب العدوانية الأمريكية والأطلسية وتُعَدّ أكبر داعم مالي وعسكري واقتصادي وعقائدي للكيان الصهيوني بعد الولايات المتحدة، وأشار نفس التقرير إلى إمكانية زيادة إجمالي قوة الجيش الألماني إلى أكثر من 272 ألف جندي، تحسُّبًا لحرب مُحتملة ضد روسيا، وعجزت الحكومة عن تجنيد 75 ألف شاب فخفّضت وزارة الحرب طموحاتها، وأعلن وزير الحرب الألماني، يوم الخامس من حزيران/يونيو 2025، بمناسبة اجتماع حلف شمال الأطلسي (الناتو) إن الجيش يحتاج إلى ما بين خمسين وستين ألف جندي إضافي خلال السنوات القادمة ( دون تحديد الفترة) لتتمكن ألمانيا من تلبية أوامر الولايات المتحدة التي اشترطت زيادة المساهمة المالية والعسكرية والبشرية للدّول الأعضاء ( أكثر من تسعين بالمائة منها دُوَل أوروبية) ويتعين على ألمانيا توفير أربعين ألف جندي لتلبية احتياجات حلف شمال الأطلسي...
شجّعت الولايات المتحدة الصناعات العسكرية الألمانية التي تُزوّد الكيان الصهيوني بغوّاصات قادرة على حمل رؤوس نووية بثُلُثَيْ ثمن بيعها المُعْلَن، ويتحمل المُقيمون في ألمانيا ثُلُثَ الثّمن الذي تُهْديه الحكومات الألمانية للكيان الصهيوني، وأصبحت الصناعات العسكرية بألمانيا – بعد تبرئَتِها من قِبل الإمبريالية الأمريكية من جرائم النازية - من أقوى الصناعات العسكرية الأوروبية، وحتى الدّولية، وأصبح جيشها – الذي يُساهم في جميع الحُرُوب العُدوانية الأمريكية - يعمل على زيادة عدد جنوده من 180 ألف إلى 200 ألف بحلول سنة 2030، ويستفيد الكيان الصهيوني من القُوّة الإقتصادية الألمانية حيث يحصل على حوالي 3,5 مليار يورو سنويا فضلا عن الأسلحة المتطورة بأقل من سعرها، مهما كان لون الحكومة، فقد وافقت الحكومة الألمانية الحالية، بقيادة المستشار فريدريش ميرتس، منذ توليها السلطة ( الأسبوع الأول من أيار/مايو 2025)، على تصدير أسلحة إلى العدو الصهيوني بقيمة تقارب أربعة ملايين يورو، وفق المعلومات التي قدّمتها وزارة الشؤون الاقتصادية، استجابةً لطلبٍ من ديزيريه بيكر، عضو الكتلة البرلمانية لحزب اليسار في البوندستاغ وهي المرة الأولى التي تضطر فيها الحكومة الألمانية إلى الإعلان عن حجم وقيمة صادرات الأسلحة إلى العدو الصهيوني، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية (DPA التي أضافت: "تمت الموافقة، خلال الفترة ما بين السابع من أيار/مايو 2024 والعاشر من حزيران/يونيو 2025، على شحنات أسلحة إلى الكيان الصهيوني بقيمة إجمالية بلغت حوالي أربع مليارات يورو، ويبدو إن المبلغ الحقيقي أعلى من ذلك، إذْ أشار مجلس الوزراء في وقت سابق إلى سرية المعلومات المتعلقة بصادرات الأسلحة، خصوصًا منذ تزايد الدعوات لفرض حظر على توريد الأسلحة إلى الجيش الصهيوني، إثر العدوان الذي لا يزال مستمرًّا وعمليات الإبادة الجماعية في غزة، وانتقد بعض السياسيين من مختلف الأحزاب الألمانية المستشار الحالي زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي، فريدريش ميرتس، لقوله "إن إسرائيل تقوم بالأعمال القذرة نيابةً عن الجميع وإنني مُمتَنٌّ لما تفعله إسرائيل ضدّ إيران"، ودعت سيمتيه مولر، نائبة رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الإجتماعي الألماني (SPD) في البوندستاغ، إلى توخي الحذر في اختيار الكلمات عند مناقشة الوضع "الحساس والخطير للغاية" في الشرق الأوسط، وأكدت قائلةً: "في مثل هذه الأوقات، يجب على جميع السياسيين التحلي بضبط النفس الدبلوماسي في تصريحاتهم العامة"، وفي الواقع فإن حزبها فعل نفس الشيء لما كان يقود الحكومة والأغلبية البرلمانية، وحطّم المستشار السابق ( من الحزب الدّيمقراطي الإجتماعي) الرقم القياسي في زيارة حُلفائه في فلسطين المحتلة وفي تلبية طلبات حكومة العدو ودعمها المُطْلَق، منذ السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023...
من جهة أخرى ونظرًا للإنحياز الألماني المبالغ فيه للسياسة الأمريكية وللنظام القائم في أوكرانيا ( تحالف بين فصائل يمينية متطرفة ) وعداء الحكومة الألمانية ( السابقة والحالية) لروسيا، أعلنت وزارة الخارجية الروسية يوم الخميس 19 حزيران/يونيو 2025 "بَدْءَ عملية الإنسحاب من الإتفاقية الروسية الألمانية للتعاون العسكري التقني المبرمة يوم الرابع عشر من حزيران/يونيو 1969، لأن هذه الإتفاقية صارت لاغية عمَلِيًّا في ظل الظروف الراهنة، وتتعارض تمامًا مع الوضع الراهن للعلاقات الروسية الألمانية، التي تطورت سَلْبًا نتيجةً للسياسة العدائية الصريحة لسلطات جمهورية ألمانيا الاتحادية، والتطلعات العسكرية العدوانية المتزايدة للحكومة الألمانية"، وفق موقع وزارة الخارجية الروسية بحسب وكالة إنترفاكس الروسية بتاريخ 19/06/2025، مع الإشارة إلى الأضرار الكبيرة التي لحقت بالإقتصاد الألماني نتيجة بعد مقاطعة قطاع المحروقات الرّوسية وتخريب الإستخبارات الأمريكية أنبوب نقل الغاز "نورد ستريم 2 "...
لم يتمكّن زعماء بلدان "مجموعة السّبع" المجتمعين في كندا من حل خلافاتهم بشأن العديد من المواضيع، غير إنهم اتفقوا على دعم الكيان الصهيوني بذريعة "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" وعلى إعلان رفضهم امتلاك إيران السلاح النووي حاضرًا أو مُستقبلاً، فيما لم يُشيروا إلى امتلاك الكيان الصهيوني الأسلحة النّووية، واستمر أعضاء مجموعة السّبع ودول الإتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، في دعم الكيان الصهيوني الذي قتل أكثر من خمسين ألف فلسطيني في غزة، خلال ثمانية عشر شهرًا، مُستخدمًا الصواريخ والقنابل الألمانية والفرنسية والبريطانية والكندية والأمريكية ( أعضاء مجموعة السّبع) كما قتلت هذه القنابل لبنان وقتلت اللبنانيين والسُّورِيِّين واليَمَنِيِّين والإيرانيِّين بتِعِلّة "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، أو لكي "تُنفّذ إسرائيل العمل القذر" نيابة عن هذه القوى الإمبريالية التي تدعم الإحتلال بشكل مُطْلَق...

الثَّوْب الجديد للنازية
"إن الوضع سيئ للغاية بخصوص حرية التعبير في كل مكان تقريباً من ألمانيا، ولم أشعر قط بالإختناق وبنقص الأكسجين كما أشعر به هنا في ألمانيا" وفق فرانشيسكا ألبانيزي المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 ( أ.ف.ب. 24 شباط/فبراير 2025)
عودة النّازية "بوسائل ديمقراطية"
حصل الحزب النّازي على 2,6% من أصوات النّاخبين سنة 1928 وعلى 18% سنة 1930 وارتفعت نسبة المُصَوِّتِين له إلى 37% خلال انتخابات تموز/يوليو 1932، وكانت تلك القفزات العملاقة نتيجة للكساد الرهيب وتهديد مقاومة العمال، فهل يواجه الاقتصاد الألماني المتراجع الآن كسادًا جديدًا؟ وهل يمثل العمال اليساريون تهديدًا؟ لقد حصل حزب البديل من أجل ألمانيا ( وريث النّازية التّقليدية ) يوم الأحد 23 شباط/فبراير 2025، على نسبة 20,8%، أو أكثر من ضِعْفَ نسبة 9,4% التي حصل عليها خلال الانتخابات السابقة سنة 2021، وشهدت انتخابات 23 شباط 2025 نجاح كبيرًا لليمين، حيث تصدَّرَ حزب الإتحاد الدّيمقراطي المسيحي ( CDU )، حزب المستشارة السابقة أنغيلا ميركل، النتائج ونجح حزب البديل من أجل ألمانيا ( اليمين المتطرف - AfD ) في مُضاعفة الدّعم وعدد النواب في البرلمان الإتحادي، مُقارنة بانتخابات سنة 2021، بحصوله على قرابة 21% من الأصوات في عموم البلاد، وعلى أغلبية أصوات الناخبين في ولايات ألمانيا الشرقية سابقاً، وتمكّن هذا الحزب من "غسيل وتطْهير" الفكر الفاشي ليُصبحَ العداء للشعوب العربية وللشعب الفلسطيني بشكل خاص، وبث السّموم حول المُهاجرين و"المُسلمين" واللاجئين، من القواسم المُشتركة للأحزاب الرئيسية، مع بعض الفوارق الطّفيفة...
نأى حزب البديل من أجل ألمانيا بنفسه، في بداية سنة 2024، عن بعض الشخصيات متوسطة المستوى التي حضرت مؤتمرًا حول "قلب تيار الهجرة"، أي الترحيل القسري لطالبي اللجوء والمهاجرين وأحفاد المهاجرين من الأراضي الألمانية، ولكنه دَمَجَ هذه الفكرة في برنامجه الإنتخابي الذي نَشَرَهُ يوم 12 كانون الثاني/يناير 2025 (بمصطلحات أقل خشونة) أملاً في المُشاركة في ائتلاف حكومي مع حزب الإتحاد الدّيمقراطي المسيحي، على غرار ما حصل في عدد من بلدان الإتحاد الأوروبي ( النّمسا أو هولندا أو بولندا والمجر أو إيطاليا...) على المستوى الوطني أو على مستوى الأقاليم ( كما حصل في إسبانيا بين حزب الشعب – اليمين التقليدي - وحزب فوكس اليميني المتطرف – أيار/مايو 2023) أو كما حصل في فرنسا حيث تحالف جزء من اليمين التقليدي ( أنصار ساركوزي و ماكرون) مع اليمين المتطرف خلال الإنتخابات البرلمانية الأخيرة ( حزيران/يونيو 2024 ) غير إن أحزاب اليمين التّقليدي الأوروبي تضع اليمين المتطرف واليسار "المعتدل" في نفس الكفّة، وفي الواقع تلقّت نسبة 21% من الاقتراحات التي قدمها حزب البديل لألمانيا ( اليمين المتطرف) بين سَنَتَيْ 2019 و2024 دعمًا من أحزاب رئيسية أخرى وفي مقدّمتها حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الحر والديمقراطيون الاجتماعيون، ولم يسلم حزب الخضر وحزب اليسار من هذا التعاون التشريعي مع اليمين المتطرف، على المستوى المحلي أو الإقليمي بشكل خاص، وفق بحث نشره مركز العلوم الاجتماعية في برلين ودراسة أجرتها مؤسسة روزا لكسمبورغ، وهي مؤسسة سياسية تابعة لحزب اليسار، مع الإشارة إلى إن الخضر واليسار والديمقراطيين الاجتماعيين هم الأقل تعاونا مع حزب البديل لألمانيا ( اليمين المتطرف)، في حين أن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي مسؤول عن أكثر من نصف حالات التعاون هذه، رغم اعتقال أعضاء في حزب البديل ( اليمين المتطرف) بسبب أنشطتهم ضمن مجموعة إرهابية نازية في ولاية ساكسونيا، ومع ذلك يستمر التعاون بين اليمين التقليدي واليمين المتطرف بشأن السياسات والمُقترحات التشريعية المناهضة للمهاجرين وطالبي اللجوء، وتجريد المواطنين مزدوجي الجنسية الذين يرتكبون جرائم جنائية من الجنسية الألمانية، وتضمّن برنامج حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي العديد من الفقرات المماثلة لبرنامج حزب البديل اليميني المتطرف، مثل المزيد من الإعفاء الضريبي لرأس المال والشركات وخفض الإنفاق على الرعاية الاجتماعية مما يلحق الضّرر بالأُسَر ذات الدخل المنخفض وخفض معاشات التقاعد وإعانات البطالة، وهي أموال متأتية من الإشتراكات الشهرية التي يُسددها العاملون، وخاض حزب الإتحاد الديمقراطي المسيحي الحملة الإنتخابية الأخير، مُرَكِّزًا على القانون والنظام ووقف الهجرة، وتفوق على الحزب الديمقراطي الاجتماعي بزعامة المستشار السابق أولاف شولتز ليصبح أكبر حزب في البوندستاغ، بنسبة 28,6% من الأصوات، يليه حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) الذي أصبح ثاني أقوى قوة برلمانية بنسبة 20,8% وهي أكبر حصيلة لحزب يميني متطرف في ألمانيا منذ النازية، وجاءت التهاني من رئيس حكومة المجر ومن رابطة الشمال في إيطاليا ومن إيلون ماسك ومن جميع أنحاء العالم، وبشكل عام قد تختلف موقف حزب البديل اليميني المتطرف وحزب الإتحاد الديمقراطي المسيحي بشأن أوروبا والسياسة الخارجية ( مع الإتفاق التام بينهما بشأن الدعم غير المشروط للكيان الصهيوني) ولكن يعسر العثور على فوارق كبيرة بين برامج حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب البديل اليميني المتطرف بشأن الهجرة والسياسة الاقتصادية، وتميزت الحملة الإنتخابية بالمناقشات الساخنة والتعاون بين حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب البديل من أجل ألمانيا في تمرير اقتراح برلماني للحد من الهجرة، كما تميزت بارتفاع أصوات الإستياء من عودة الفاشية وارتفاع حجم الأصوات التي حصل عليها الحزب الاشتراكي اليساري المناهض للفاشية وبلغت نسبة 8,8% من الأصوات، وأصبح فيرات كوتشاك ( من برلين الغربية) عضو بالبرلمان الإتحادي، وهو من المناهضين للعنصرية والمدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني ( بشكل أكثر وضوحًا من رئيسة الحزب) وعلى السكن الإجتماعي بإيجارات معقولة وخفض التكاليف الأساسية للغذاء والطاقة والنقل العمومي...

القطيعة المستحيلة مع الماضي النّازي لألمانيا
خضع مصرف كريدي سويس (الأسبوع الأخير من شهر شباط/فبراير 2025) للتحقيق من جانب مجلس الشيوخ الأميركي بتهمة غسل الأموال وعرقلة التحقيقات في تعاونه الوثيق وخدماته المقدمة لعملاء مرتبطين بألمانيا النازية ، ولكن البنك ليس الوحيد في هذا السياق، فالعديد من الشركات الألمانية ( الشركات الكُبرى للصُّلْب وصناعة السيارات والكيمياء وغيرها) استفادت من التعاون مع النازيين، وتواصل جني الفوائد المالية من هذا التعاون مع النازيين، وتستمر في التأثير على المجتمع والسياسة الألمانية وفي دَعْم اليمين المتطرف المعاصر الصاعد.
تتظاهر ألمانيا بأنها تمكّنت من تجاوز تاريخها النّازي، لكنها لم تتنازل قط عن الأرباح التي جنتها من الأموال والأُصُول التي صادرها النّازيون من عائلات الشيوعيين والمعارضين واليهود والبلدان التي احتلّها الجيش النّازي، واستولت عليها الشركات والمصارف الألمانية، وتتراوح قيمتها بين 300 مليار يورو وتريليون يورو في الاقتصاد الألماني الحالي، وهي مُوَزَّعَة على جميع المجالات الإقتصادية والمالية في ألمانيا الحالية، ولذلك لا يمكن للمؤسسات الرسمية في ألمانيا ادّعاء مواجهة الفاشية التي وُلِدت في ألمانيا واستمرت سياسيا مع الحزب الديمقراطي المسيحي (CDU)، الذي ضم نازيين ما بعد الحرب كما ضم الحزب الدّيمقراطي الإجتماعي (SPD) كذلك بعض النازيين خلال عقد الستينيات من القرن العشرين عملوا في الفرع القضائي لضمان القوانين التي من شأنها منح العفو للنازيين في جميع أنحاء النظام الألماني، وبالفعل لم تستمر عملية "اقتلاع النازية" سوى ست سنوات، بدَلَ خمسين عاماً، ولم تتم مصادرة أموال النازيين وثرواتهم، بل قام النازيون بضخ الأموال في بناء اليمين المتطرف، حزب البديل من أجل ألمانيا، بدعم أكثر من رُبع الناخبين الألمانيين ( كما دعمت شعوب أوروبية عديدة اليمين المتطرف في النمسا وهولندا وإسبانيا وفرنسا وأوروبا الشمالية والشرقية...) فيما يدعم النازيون "المعتدلون" حزب الإتحاد الدّيمقراطي المسيحي – بزعامة فريدريش ميرز - الذي يريد كسب النازيين الراديكاليين من خلال التعاون معهم على مستوى المؤسسات، وأصبح النازيون الجدد ( "المعتدلون" و "المتطرفون" على حدّ السواء) متحدين ضد العرب – والفلسطينيين بشكل خاص – وضد من يعتبرونهم مسلمين والمهاجرين ويتحدثون عن "معاداة السامية المستوردة"، وفي الواقع فإن فكرة "اليهود كعرق" كانت فكرة مسيحية أوروبية، ثم نازية ( فاشية) ومنطلقا لتبرير خلق صراع داخل المجتمع بين الأجناس المُختَلَقَة بدل صراع الطبقات والمصالح، ومعاداة السامية ليست مُسْتورَدَة بل هي فكرة راسخة في الثقافة الألمانية لأكثر من خمسمائة عام – منذ مارتن لوثر - ولم تكن هناك حاجة لاستيرادها.



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفاة الأمم المتحدة؟
- جولة من حرب -الشرق الأوسط الكبير-
- مُتابعات - العدد التّاسع والعشرون بعد المائة بتاريخ الواحد و ...
- من غزة إلى طهران
- هوامش من العدوان الصهيوني على إيران بعض اتجاهات الرأي العام
- توسّع رقعة العدوان الأمريكي – الصهيوني إلى إيران
- مُتابعات - العدد الثّامن والعشرون بعد المائة بتاريخ الرّابع ...
- من أسطول الحرية إلى قافلة الصمود
- دَهالِيز الدّيمقراطية الأمريكية – الجزء الثاني
- دَهالِيز الدّيمقراطية الأمريكية – الجزء الأول
- الرأسمالية في ظل الهيمنة الأمريكية
- مُتابعات - العدد السّابع والعشرون بعد المائة بتاريخ السابع م ...
- جرائم المُشاركة في إبادة الشعب الفلسطيني – فرنسا نموذجًا
- إندونيسيا – قوة مهدورة
- ألمانيا والكيان الصهيوني، مشروع استعماري إبادِي مُشترك
- جنوب إفريقيا في مواجهة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وأح ...
- اقتصاد القطاع الرياضي، من خلال نماذج أديداس و بوما
- مُتابعات - العدد السّادس والعشرون بعد المائة بتاريخ الواحد و ...
- من فلسطين إلى سكتلاند – تقاليد نضالية
- الحركة العُمّالية في فيتنام


المزيد.....




- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: وحدات كوماندوز برية عملت سرًا ف ...
- موافقة على سداد قرض محطة الضبعة النووية في مصر بالروبل.. ماذ ...
- رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق لـCNN: هدف إسرا ...
- إنفاق دفاعي غير مسبوق: الناتو يقر رسميًا رفع السقف إلى 5% رغ ...
- غزة.. شهادات ناجين من طوابير الموت أمام مراكز المساعدات في غ ...
- مقتل فتى فلسطيني في الضفة الغربية خلال عملية للجيش الإسرائيل ...
- إيران تؤكد مقتل قائد عسكري بارز وتنظم جنازة لقادة وعلماء
- الناتو - ترامب: الخوف مما لا يمكن توقعه.
- مجموعات -كوماندوس برية- إسرائيلية -تحركت سرا في قلب- الأراضي ...
- مليون ونصف مهددون بالموت عطشا بغزة والاحتلال يمعن بتدمير الم ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - ألمانيا رأس حِرْبة الإمبريالية الأوروبية – 1 / 2