أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - شرق أوسط جديد ام سايكس-بيكو جديد ؟















المزيد.....

شرق أوسط جديد ام سايكس-بيكو جديد ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8378 - 2025 / 6 / 19 - 22:47
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


عندما طرح الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز فكرة الشرق الأوسط الجديد في كتابه " الشرق الأوسط الجديد " عام 1993 , كان هدف الكتاب هو اقناع العالم ان يسمح لإسرائيل " المنبوذة" في المنطقة الاندماج بالشرق الأوسط عن طريق تبني التكامل الاقتصادي مع تحييد الهوية الدينية والثقافية . بمعنى انفتاح العرب على إسرائيل اقتصاديا من خلال اتفاقيات وتفاهمات مع عدم التدخل في مسالة الدين والثقافة , حيث يعرف بيريز ان المجتمع العربي لا يقبل بإسرائيل من منطلق الدين والثقافة .
بقيت فكرة بيريز مطمورة , فلم يكترث بها العرب ولم تأخذ بها القوى العظمى حتى دخل علينا القرن الجديد ومعه احتلال العراق وحرب تموز عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل وما بينها حيث طاف الاصطلاح مجددا على لسان قادة الولايات المتحدة الأمريكية , حيث أعلنت وزيرة الخارجية الامريكية في ذلك الوقت كونداليزا رايس , ان هذه المعركة تهدف الى ولادة شرق أوسط جديد . القصد الأمريكي هو القضاء على المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي واعادت ترتيب النظم السياسية في المنطقة بما تقتضي المصلحة المشتركة الإسرائيلية والأمريكية . الغرب وبالأخص الولايات المتحدة الامريكية انطلقوا من فرضية فشل الدولة القومية العربية , ولابد من تغييرها , وتم لهم ذلك من خلال اشعال ثورات الربيع العربي واحداث الفوضى الداخلية في المنطقة . وعلى اثر ذلك تشرذمت المنطقة واصبح كل نظام يحاول حماية نفسه غير مهتم بجيرانه , وبدء الضغط الأمريكي عليها بتبني اتفاقيات ابراهام حفظا لسيادتها واستقرارها . وهكذا عقدت اتفاقات انفرادية وليست جماعية بين الامارات العربية وإسرائيل , بين البحرين وإسرائيل , بين المغرب وإسرائيل , وبين السودان وإسرائيل , مع موافقة المملكة العربية السعودية الانضمام الى الاتفاقية بعد الإعلان عن الدولة الفلسطينية . وهكذا عندما ظهر بنيامين نتنياهو امام الأمم المتحدة لألقاء خطابه يوم 22 أيلول 2024 و قبل استشهاد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله , امسك بنيامين نتنياهو بخارطتين تقسمان الشرق الأوسط لقسمين . واحدة " لعنة" وأخرى " نعمة" لإسرائيل . كانت الدول التي تشكل لعنة لإسرائيل قد صبغت بالون الأسود هي ايران وسوريا والعراق ولبنان واليمن . اما الدول التي تشكل " نعمة" فضمت دول الخليج ونصر. وبهذا التقسيم للمنطقة يكون نتنياهو قد وضع بصماته لرسم " خريطة مستقبلية جديدة لمنطقة الشرق الأوسط" مفادها انه يستطع التعايش مع الدول الخضراء وليس مع السوداء .
ولكن بعد اغتيال السيد حسن نصر الله تغيير مود نتنياهو وبدء يتحدث عن هيمنة إسرائيلية وشرق أوسط جديد " وتغيير توازن القوى" وهو غير ما تحدث عنه قبل اغتيال السيد نصر الله وهو غير ما تحدث به شمعون بيريز في كتابه عام 1993. اما عن كيفية " تغيير توازن القوى" في المنطقة فقد جاء الجواب من التوراة , حيث يقول نتنياهو " كما مكتوب في التوراة سألاحق اعدائي و سأقضي عليهم" , مؤكدا " نعمل بمنهجية على تغيير الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط كله".
وهكذا , في كتاب نتنياهو انه سيلاحق كل من يقف ضد السياسة الإسرائيلية في المنطقة , كما تحدث به في خطاب تلفزيوني يوم 25 تشرين الأول 2023 بانه سيلاحق " نبوءة أشعياء" , في تدمير الفلسطينيين والعرب ووصفهم بانهم " أبناء الظلام" , والإسرائيليون " أبناء النور" . وفي خطابه التهديدي لإيران يوم 30 أيلول 2024 , قال نتنياهو انه " لا مكان في الشرق الأوسط خارج نطاق سيطرة إسرائيل".
اذن , نتنياهو يريد ان تكون يد إسرائيل اليد الأقوى في المنطقة , وفي ظل تدهور الوضع العربي برمته فان احتمال تلاعب نتنياهو في مستقبلها بدون قوة تقابله واردا جدا. بغياب قوة ردع قوية في المنطقة ستكون بابا مفتوحا لإسرائيل بتدمير هويات الثقافية والاجتماعية في المنطقة, تمزيق الوحدة الوطنية من خلال بث النعرات القومية والطائفية, القضاء على القضية الفلسطينية و الهيمنة على الموارد الطبيعية , وعادة رسم خريطة المنطقة بما يلائم إسرائيل.
على دول المنطقة , ومهما بلغت من اختلافاتها مع دولة ايران الإسلامية , ان تتحد بدعمها عسكريا واقتصاديا لها , وان ترك ايران بدون مساعدة ودعم ومن ثم انهيارها قد يؤثر سلبا على جميع دول المنطقة . السعودية لا تريد ان يتحكم نتنياهو او من يأتي بعده بحدودها او بقيمها و العراق لا يرغب ان يفرض عليه نتنياهو رغباته , ومصر لا تريد ان ينظر لها الدولة المشغولة عن الاهتمامات العربية .بالملخص ان نتنياهو يريد فرض نظرته للمنطقة على قادة المنطقة متجاوزا تاريخها وثقافتها و راي شعوبها. انه يستهزأ بشعور اهل المنطقة وهو امر لا يمكنه تطبيقه على شعبه . نتنياهو لا يستطع اتخاذ قرارا بدون الاذن من شعبه ولكنه يستكثره على العرب!
انه من الخطأ القول ان دولة إسرائيل دولة صغيرة وانها لا تستطع فرض ارادتها على دول المنطقة بغياب ايران . هذا الراي ينمي عن جهل , حيث ان إسرائيل لها ثقلها وتأثيرها الدولي , وفي ظل غياب التكامل العسكري العربي تصبح كل دولة غير قادرة على تحدي الكيان بانفراد .
وكذلك من الخطأ التعويل على روسيا والصين في الوقوف ضد مشاريع إسرائيل بالمنطقة لان مصالح كلا البلدين تختلف . روسيا لا ترى إسرائيل خطرا على مصالحها اكثر من الخطر الإيراني , فيما ان الصين ليس لها تاريخ سياسي في المنطقة . الشرق الأوسط للصين ليس مثل افريقيا لها.
ارجوا ان لا يخطا احد , ان مصطلح " الشرق الأوسط الجديد" في نسخته الحالية يعتبر كبديل للخريطة القديمة التي شكّلتها فرنسا وبريطانيا في بداية العشرينات, سايكس - بيكو.
ومن اجل تحقيق هذا " البديل" عملت الدعاية الصهيونية منذ عشرين عاما على اسقاط ايران من خلال الحصار الاقتصادي والاتفاق النووي "وخلق الفوضى والانقسام المذهبي والطائفي في عديد من دول المنطقة " , ليمهد لها الطريق تقسيم دول المنطقة حسب ارادتها , الى خمسين دولة صغيرة ضعيفة , ربما اكثر , وباسم الديمقراطية وحقوق الانسان التي لم تطبقه على غزة والضفة الغربية.

ملاحظة : استقت بعض التصريحات من " ما هو الشرق الأوسط الجديد الذي يريده نتنياهو فرضه على العرب بعد الحرب" علامات اونلاين, 5 تشرين الأول 2024.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة أمريكية غير ودية الى الشعب العراقي
- هل هي حرب شيعية – إسرائيلية ؟
- على العالم العربي التدخل القوي لإنقاذ المنطقة من هذه الحرب ا ...
- من ذاكرة التاريخ : مجزرة عيد الأضحى في اربيل
- انه الاقتصاد .. معركة دونالد ترامب و ايلون موسك , وان ايلون ...
- بين العراقي الراحل احمد الجلبي والسوري الحاضر احمد الشرع
- تعامل العرب مع التغيير السياسي في العراق و سوريا
- الواجب الشرعي والإنساني يدعوان الى تأجيل اضحية العيد هذا الع ...
- الاتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة قادم
- العزوبية ليست اختيارا في العراق
- ماهي تجارة تاكو (Taco) ؟
- يا ساسة من فضلكم .. اتركوا الاقتصاد للاقتصاديين
- احمد الشرع .. من إرهابي خطير الى ثائر كبير !
- كيف تعامل العالم مع احتلالين ؟
- ما حاجة الامة العربية للقمة ؟!!
- في الشرق الاوسط الجديد انتصر الدولار على السيف
- خسر العرب وربح ترامب
- سورية في طريقها الى الحكم المدني الموحد
- لماذا لا يسمح نظام السوق تدخل الدولة بشؤونه ؟
- كيف وصف الراحل مصطفى الشكعة الطائفة الدرزية ؟


المزيد.....




- فرنسا تبدي استعدادها للمساهمة في توزيع المساعدات الإنسانية ب ...
- إسرائيل تعلن اغتيال مسؤول عسكري في حزب الله
- صور مفبركة تثير الجدل حول عودة عادل إمام
- صحف عالمية: إسرائيل تستخدم المساعدات لتهجير سكان غزة ولا يجب ...
- خبير عسكري: المقاومة في غزة تتفوق وتربك جيش الاحتلال
- مفتي القاعدة السابق: بي بي سي والدولارات ساهمتا بإسقاط طالبا ...
- فيديو يُظهر لحظة القبض على -فيتو- أخطر المطلوبين في الإكوادو ...
- ظهور قائد إيراني كبير بعد شائعات عن مقتله في غارات إسرائيلية ...
- بسبب اعتدائهم على جنود في الضفة الغربية.. الشرطة توقف ستة إس ...
- تفاعل واسع مع مقال لتركي الفيصل -يدعو ترامب إلى تدمير المفاع ...


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - شرق أوسط جديد ام سايكس-بيكو جديد ؟