أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خالد محمود خدر - أحد عشر عاما على الإبادة الإيزيدية وأكثر من نصف المختطفات السبايا الايزيديات لازلن بايدي الدواعش / الجزء الاول














المزيد.....

أحد عشر عاما على الإبادة الإيزيدية وأكثر من نصف المختطفات السبايا الايزيديات لازلن بايدي الدواعش / الجزء الاول


خالد محمود خدر

الحوار المتمدن-العدد: 8378 - 2025 / 6 / 19 - 15:28
المحور: المجتمع المدني
    


في فجر يوم الثاني من آب 2014، سقط قضاء سنجار بالكامل في قبضة تنظيم داعش الإرهابي، الذي سرعان ما فرض قوانينه المتطرفة على الفور، مستهدفا إبادة أبناء المكوّن الإيزيدي البالغ عددهم نحو 400 ألف نسمة.
رفض الإيزيديون التخلي عن معتقدهم الديني ، فكان الثمن فادحا بدأ من مذابح جماعية، وجرائم إبادة موثقة لا تزال آثارها ماثلة حتى اليوم.

في أول يومين فقط من اجتياح القضاء، قُتل وذُبح الآلاف من الرجال على الهوية الدينية، وهم في منازلهم او فارين إلى المجهول في طرقات المدينة أو المجمعات السكنية أو الدروب الترابية المودية إلى جبلهم ، أما النساء والفتيات، فكان مصير أكثر من خمسة آلاف منهنّ الاختطاف والاسترقاق الجنسي أو ما سمّاه التنظيم بالسبي ومعهنّ آلاف الأطفال، اقتيدوا مباشرة إلى مناطق مثل البعّاج والموصل وأماكن أخرى داخل سوريا والعراق وأماكن أخرى كانت وقتها تحت سيطرتهم.

أمام هذا الجحيم، لم يكن أمام عشرات الآلاف من الإيزيديين سوى الفرار إلى جبل سنجار، حيث حوصروا هناك لأسابيع طويلة في ظروف لا تليق بالبشر: لا ماء ولا طعام، ولا حماية من الدواعش او من حرارة الجو التي تجاوزت الخمسين درجة مئوية. نجح من نجا في الوصول بشق الأنفس إلى إقليم كردستان، وهناك لا يزال أكثر من نصفهم حتى اليوم يعيشون في مخيمات النزوح، رغم مرور أكثر من سبع سنوات على تحرير سنجار في عام 2017.

ورغم الجهود التي بذلتها بخصوص مختطفاتهم بعض العائلات الإيزيدية والمؤسسات الخيرية، وموسسة معنية في حكومة إقليم كردستان، التي أسفرت عن تحرير أكثر من ألفين وخمسمائة فتاة من قبضة داعش عبر هذه السنوات الطوال ، إلا أن مصير الغالبية منهن ، إضافة إلى آلاف الأطفال ، لا يزال مجهولا. تأتي هذه المأساة في سياق تقاعس او عدم جدية مطلوبة رسميا بتحريرهن كمواطنات عراقيات ، عزّزته قرارات مثل قانون العفو الذي صدر في العراق تمكن وفقه المئات او الآلاف من عناصر داعش من إطلاق سراحهم و النجاة من العقوبة ، بمن فيهم أعدادا كبيرة من تورطوا في الإبادة والسبي.

في جلسة مجلس الأمن الدولي المنعقدة بتاريخ 10 حزيران 2025، أثنى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، السيد محمد الحسان، على جهود الحكومة العراقية في إعادة بعض مواطنيها من مخيم الهول، واصفًا ذلك بأنه "خطوة إيجابية" نحو ما سماه بحلّ ملف إنساني معقّد. كما أشار إلى أن مئات الآلاف من النازحين الإيزيديين لا يزالون يعيشون في مستوطنات عشوائية أو مخيمات تعاني من ظروف قاسية، فيما وصف معاناة الإيزيديين على يد داعش بأنها تفوق الوصف، داعيا إلى إنهاء هذه المأساة، وضمان عودتهم إلى مناطقهم بكرامة. ولم يتطرق بوضوح إلى ضرورة تحرير الفتيات الايزيديات.


في سياق متصل، صرّح وزير الخارجية العراقي السيد فؤاد حسين في 27 مايس 2025 خلال مشاركته في اجتماع الخبراء الإقليمي بشأن الأشخاص المفقودين، أن أغلب المختطفات الإيزيديات نُقلن إلى داخل سوريا من قبل التنظيم الإرهابي، وأن الحكومة الاتحادية بالتنسيق مع حكومة الإقليم تواصلان البحث وجمع المعلومات عن المفقودين والمفقودات، خاصة بعد المتغيرات الميدانية الأخيرة في سوريا.

يتبين من اعلاه اولا انتهاء مهام بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق (يونامي) في العراق دون أن تبادر ولو لمرة واحدة عبر السنوات الاحد عشرة الماضية إلى محاولة جادة لتحرير أكثر من ألفين وخمسمائة فتاة ايزيدية من ايدي الدواعش ، بل لم يتم التطرق لهن الا بعبارة لا تزيد عن الاشارة إلى القلق على مصيرهن. فقد أشاد السيد محمد حسان بجهود الحكومة العراقية في إعادتها للمئات من مخيم الهول في وقت لا يزال نصف الايزيديين النازحين باقين في مخيمات النزوح دون متابعة جادة لعودتهم وضمان عدم تكرار ما وقع بحقهم من حملة ابادة .


مع مرور إحدى عشر عاما على حملة الإبادة ، فإن هذه الدعوة الأممية ، على أهميتها ، تزامنت مع إعلان إغلاق مكاتب بعثة الأمم المتحدة (يونامي) في الموصل وكركوك، تمهيدا لإنهاء عملها بالكامل في العراق بحلول نهاية 2025، دون أن تبادر خلال أحد عشر عاما إلى تنفيذ أي تحرّك جاد لتحرير ما تبقى من المختطفات الإيزيديات، بل لم يُذكرن غالبا إلا في إطار التعبير عن القلق والتعاطف ، دون أي تحرك جاد و ملموس بخصوص ذلك.

لو كان هناك عبر هذه السنوات الطويلة محاولات جادة ، من المعنيين في الدولة العراقية والأمم المتحدة بمختلف تشكيلاتهم ، بتحرير الفتيات الايزيديات لتمكنوا من ذلك ، بدليل أن جهودا شخصية خيرة في سبيل ذلك انت منفردة أو مجتمعة من أشخاص معدودين أسفرت عن تحرير أكثر من ألفين فتاة منهن خلال السنوات الماضية ، عبر فديتهن او من خلال عملية استباقية او غيرها. وإذا كان لهولاء الفرسان المعدودين من القدرة على تحرير هذا العدد ، فكيف سيكون الأمر مع همة الحكومة اذا عزمت عن تحريرهن بمختلف الطرق التي يمكن لرجال الجيش والأمن الابطال من ذلك لو كلفوا رسميا وشكلت لجان او خلايا بخصوص ذلك.
عليه فإن ما يُؤلم اكثر هو الغياب الواضح لأي جهد منظّم على المستوى الوطني والدولي لتحرير آلاف الفتيات الإيزيديات، رغم ما يتوفر من معلومات دقيقة لدى العوائل الداعشية في مخيم الهول، أو تلك التي أعيدت إلى العراق، فضلاً عن اعترافات الدواعش الذين أُلقي القبض عليهم خلال أو بعد معارك التحرير، والذين ثبت تورط كثير منهم بشكل مباشر أو غير مباشر في عمليات الإبادة والسبي.

لقد كان ايزيديي سنجار أول ضحايا داعش، وستظل حملة ابادتهم وسبي فتياتهم جرحا مفتوحا في الضمير الإنساني ما لم يتم تحرير ما تبقى من المختطفات السبايا ، وما لم يُحاسَب الجناة وتُستعاد الكرامة لضحايا تلك الجرائم.
الإيزيديون لا يطلبون شفقة، بل تحرير مختطفاتهم و عدالة طال انتظارها، وجهدا دوليا حقيقيا لإنهاء معاناتهم المستمرة.



#خالد_محمود_خدر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعدد والاختلاف ثراء لا تهديد مثلما ثقافة الاعتذار والتسامح ...
- حين تكون هجرة الأقليات قدرا من صنع البشر
- قصة من القصص المأساوية في الإبادة الإيزيدية / قصة الام العجو ...
- قراءة جديدة لمذكرات الأرقش / الجزء الثالث والاخير
- قراءة جديدة في مذكرات الأرقش / الجزء الثاني
- قراءة جديدة لمذكرات الأرقش / الجزء الاول
- تقديم لكتاب (ناجيات من جحيم داعش ) / الجزء الخامس من موسوعة ...
- بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لوفاة المربي الشيخ صبري مراد شيخ ...
- كن بابا للضوء ، وإن ضاق بك الطريق
- لو صاير شيوعي كبل عشر سنين ما جان انطوج فصلية، هكذا قالها اب ...
- سيرة وآراء عالم الفيزياء ستيفن هوكينج في الكون والحياة
- ماذا لو اجتمع الضمير الإنساني للفرد والمجموع بوجود القانون ا ...
- عندما يكون الحب في الزمن الصعب / الجزء السابع والأخير
- عندما يكون الحب في الزمن الصعب / الجزء السادس
- عندما يكون الحب في الزمن الصعب/الجزء الخامس
- عندما يكون الحب في غير زمانه / الجزء الرابع
- عندما يكون الحب في الزمن الصعب /الجزء الثالث
- عندما يكون الحب في الزمن الصعب / الجزء الثاني
- عندما يكون الحب في الزمن الصعب / الجزء الاول
- خواطر في محطات دروب الحياة / الجزء الثالث


المزيد.....




- لوفيغارو: هل ما زال ممكنا إنقاذ الأمم المتحدة؟
- تفاصيل موافقة تشاد على إجراء امتحانات شهادة الثانوية للاجئين ...
- منظمة العفو الدولية في كينيا: قتلى وجرحى في احتجاجات مناهضة ...
- الأمم المتحدة تحذر: المخدرات تتوسع والكوكايين يقود موجة جديد ...
- الاحتلال حوّل سجونه ومعسكراته إلى ساحات لتعذيب المعتقلين
- الحياة تعود إلى طبيعتها في إسرائيل وأزمة الأسرى إلى الواجهة ...
- اعتقال 26 شخصا في الأحواز بتهمة التعاون مع إسرائيل
- الأونروا: سكان غزة مهددون بالموت عطشاً بسبب القصف الإسرائيلي ...
- اقتحامات واعتقالات بالضفة ومستوطنون يؤدون طقوسا تلمودية بالأ ...
- الأونروا: الفلسطينيون في غزة مهددون بالموت عطشا


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خالد محمود خدر - أحد عشر عاما على الإبادة الإيزيدية وأكثر من نصف المختطفات السبايا الايزيديات لازلن بايدي الدواعش / الجزء الاول