|
تقديم لكتاب (ناجيات من جحيم داعش ) / الجزء الخامس من موسوعة جينوسايد الايزيديه 2014 للباحث داؤد ختاري
خالد محمود خدر
الحوار المتمدن-العدد: 8351 - 2025 / 5 / 23 - 22:10
المحور:
المجتمع المدني
في يوم 12/12/2017 طلب مني السيد داؤد ختاري كتابه مقدمه لكتابه الموسوم( ناجيات من جحيم داعش) الذي يشكل احد اجزاء موسوعته عن جينوسايد الايزيديه وارسل لي حينها نسخه الكترونيه من كتابه هذا لتكون معينا لي في كتابه المقدمه. وبعد قراءتي لمسوده كتابه هذا وجدت فيه بحق جوانب مؤلمه لنماذج من مآسي المختطفات الايزيديات الناجيات اللواتي نجون باعجوبه ، من مخالب ما تعرف بداعش بجهود اهلهن وجهات خيرة، مآسي مكتوبة بالدماء والدموع وتفضح حقيقة الدواعش وافكارهم ، بما نقله ودونه عن شاهدات عيان عشن المحنه بسوادها الذي كانت كل ساعه فيه لا تقبل ان تتنتهي ، وهن يحاولن فيها الفرار او الانتحار مفضلين ذلك على البقاء في سراديب واقبيه الاشرار اعداء الانسان وإله الانسان. وكان تحملهن الماساة بمراره لا تطيقها الجبال فكيف باجسادهن المتعبه المتهالكه من هول ما تعرضن له على ايدي قذارات الشعوب من اشباه البشر التي عافتها حتى مزابلهم لتتجمع في اوكار واقبيه وتجهز باساليب غامضه وبطرق ملتويه ومشبوهه بكل ما مدت لها من اسلحه فتاكه وفكر متطرف لتنطلق من جحورها واقبيتها في يوم حدد لها لينظم اليهم ويشاركهم على الفور افواج من امثالهم من ابناء الجيرة والوطن من شذاذ الافاق جاءوا وانظموا في ليله سوداء بما كان يمتلكونه واستوالوا عليه قبلها في احتلالهم للموصل وغيرها من المدن والاقضيه والنواحي بقراها واطرافها في موجه تسوناميه خرجت من الجحور والاوكار بدلا من البحار وبكل ما كان يجهزون به ، من قبل مصادر خاصه ودول لم يكشف عنها لحد اللحظه ، سواء كانت من تقنيات عسكريه متطوره او اليات ومدافع ودبابات بل وطائرات مسيره وعجلات دفع ونقل باحدث الموديلات او الاطرزة . والغريب اكثر ان كل هذا وظف في سبيل محاربه اناس ابرياء وابناء اقليات عزل ومسالمين كالايزيديين والمسيحيين وشبك وكاكائيين ، وما نال الايزيديين من شر الدواعش فاق كل الجرائم عبر التاريخ ، وهم الذبن لا يريدون من وطنهم الا ان يتنفسوا من هؤائه ويشربوا من مائه ويعيشوا بعرق جبينهم من اعمالهم ووظائفهم البسيطه و حقولهم ومزارعهم او مزارع غيرهم كعمال اجراء ، وليس لهم ايه اطماع في دهاليز السياسه او مناصبها مع احقيتهم في كل ذلك كونهم مواطنين اصلاء ولهم ما لبقيه المواطنين غيرهم من حقوق مفترضه مثلما كان عليهم واجبات تجاهه يؤدينها وادوها بشرف ونزاهه ووفاء وعمق انتماء.
وبعد قرابه الشهر انتهيت من كتابه المقدمه المطلوبه وارسلتها للسيد ختاري الكترونيا يوم 2018/12/1 ، ولكن في الاول من شهر ايلول من العام نفسه ابلغني السيد ختاري بان مركز دراسات بيشكجي طلب ان يتم تقليص التقديم الى حدود 7 صفحات لكونها مطولة بصفحاتها التي تزيد عن الاثنين والعشرين صفحه، وكان له ذلك لارسلها له ثانيه الكترونيا يوم 9/ 12 /2018.
وادناه نص التقديم المعني الذي نشر في الجزء الخامس من موسوعه جينوسايد الايزيدية 2014 ناجيات من جحيم داعش بقلم الدكتور خالد محمود خدر استاذ جامعي/ كلية الهندسة /جامعة دهوك
في اواسط تموز 2014 اي بعد شهر من احتلال الدواعش لمدينه الموصل وقع بيدي كتاب تحت عنوان (الحملات والفتاوي على الكورد الايزيديين في العهد العثماني (1513-1918) للسيد داؤد مراد ختاري، وما ان بدأت بقراءه فصوله حتى بدأت تتمثل أمام ناظري وفي مخيلتي مشاهد ناطقة لأحداث مؤلمة متتالية اشبه ما تكون بوقائع فلم وثائقي لتلك الإبادات والمجازر البشعة التي ارتكبت بحق اتباع الديانة الايزيدية على امتداد فترة اربعة قرون تناولها المؤلف، من قبل غزاة همهم الخلاص النهائي من معتنقي الديانات الأخرى وفي مقدمتهم الايزيديين وسبي حرائرهم وفلذات اكبادهم وقتل رجالهم وشبابهم ، وكانت حصيله كل حمله منها المئات او الالاف من القتلى ومثلهم من الفتيات كسبايا مختطفات، ناهيك عن نهب الاموال والممتلكات وحرق وتدمير قراهم.
يهمني القول انه ما ان وصلت الى مشارف نهاية الكتاب الذي اشرت له حتى وجدت نفسي لا استطيع مواصلة قراءة ما تبقى منه الا بصعوبة بالغة ، من هول ما تمثل أمام ناظري كما سبق القول من مجازر بشعة ومناظر مروعه للدماء وهي تسيل من اجساد الرجال الضحايا التي كانت تنازع الموت تحت اقدام الغزاة وخيولهم وفوقها روؤس مقطوعة تتطاير في الفضاء في مشاهد مؤلمه لمعارك غدر وغيرمتكافئه، تتداخل فيها صيحات الغزاة بعويل ونحيب شيوخهم واطفالهم وفتياتهم وهم في ربيع العمر يقادون في طوابير لإشباع الرغبات الحيوانية لهؤلاء القتلة فوق جثث وامام أعين ابائهم واخوانهم وازواجهم وهم يلفضون انفاسهم الأخيرة ، لتكمل سوداويتها مشاهد النيران التي تصل السنتها الى عنان السماء في قراهم ومزارعهم ، بما يجعل الاجساد ترتعش من هول ورهبة الموقف دون ان يستطيع المرء ان يفعل شيئا،لتشكل بمجملها رسالة استغاثة الى السماء طالبة النجدة والمعين، بعد ان انعدمت الرحمة على الارض من قلوب هؤلاء الغزاة وهم جمع شرير من اللصوص وشذاذ الافاق مقاده بغرائزها الحيوانية واطماعها البشرية باسم الدين وعناوينه جزافا .
لا اكتم عن القارئ انه بعد ان اخذت وقتها نفساً طويلاً من الراحة الفكرية والنفسيه ( وكأن وقع سيوف الغزاة قد طالتني مباشرة وانا البعيد عنها زمانا طويلا ) بدأت استرسل مع نفسي مرددا ان ذلك الزمان الذي كان فيه الانسان فرداً أو مجتمعاً، ديناً ام قومية، فريسة سهلة لأطماع الطامعين وسيف الغادرين قد ذهب بلا رجعة ، ذلك ان العالم يشهد اليوم وجود منظمات عالمية مثل الامم المتحدة ومنظماتها الدوليه تضمن حقٌّ كل شخص في حرِّية الفكر بما فيه المعتقد الديني ،اضافه الى حظر الرق والاتجار به بجميع صوره ،تضمنه اولا حكومات محلية ملزمة وفق دساتير دولتها بحماية كل مكوناتها الدينية والقومية الاخرى من هكذا حملات ابادة ،اضافه الى ان الدول العظمى القادره بما تمتلكه من صلاحيات لاصدار قرارات ملزمه عبر مجلس الامن وبما تملكه من قوة عسكرية هائلة وحضور مباشر في الكثير من اصقاع الارض بما يمكنها من سرعه الوصول الى مناطق النكبات والابادات باسرع وقت ممكن وانقاذ الضحايا.
اما استرسالي مع نفسي بعد الانتهاء من قراءة الكتاب المشار له وقناعتي عن كون زمن الفرمانات وحملات الابادة على الايزيدية قد ولى ، وان الزمن قد تغير والحضارة قد ارست مبادئها الانسانية بعمق في كل فرد منها، وان قناعتي بوجود منظمات اممية ، فلم يستمر اكثر من اسبوعين وانه كان مجرد قناعة بيضاء في غير موقعها وحلما سعيداً امتد لأيام قليلة، لأجد بعدها ان تلك المنظمات الدولية والدول الكبرى تتبنى وتتعامل في سياساتها الخارجيه وفق مصالحها وليس وفق مبادئها المعلنه.
اشرت الى هذا بعد ان تفاجا الأيزيدية ومن جديد بحلول وقائع مأساة ابادة جماعية جديدة عليهم وعلى مرئى ومسمع وتفرج من العالم كله، ذلك ما ان حل فجر يوم 3/8/2014 حتى توافدت الانباء المتتالية عبر القنوات الفضائية عن احتلال القوات الارهابية لما تسمي نفسها بالدولة الاسلامية في العراق والشام المعروفة بداعش لقضاء سنجار بمركزه ونواحيه وعموم قصباته ومجمعاته التي يسكن اغلبيتها ابناء المكون الايزيدي بعد ان انسحبت منها قوات البشمركة بشكل مفاجئ ، وبعده باربعة أيام فقط احتل الدواعش منطقة بعشيقة وبحزاني ذوالغالبية الايزيدية أيضا وغيرها من المناطق المسيحيه والاقليات الاخرى كالكاكائيه والشبك ، ليشكل احتلالهم لقضاء سنجار ومنطقة بعشيقة وبحزاني وما تلاها من احداث جسام مروعة ما بات يعرف عند الايزيديه بفرمان الإبادة الجماعيه الرابع والسبعين ، وكأن هؤلاء الارهابيين يريدوا بهذا ان يجددوا ويكملوا حملات الأمس البعيد لأمثالهم ليبيدوا من تبقى منهم بالكامل، عبر ما قاموا به من أعمال إرهابية يندى لها جبين البشرية وليس لي ان أعبر عنها الا بالقول بان ما اشرت له في اعلاه يعيد نفسه مضاعفا بكل تفاصيله الموجعة وبمشاهد دموية فاقت كل مثيلاتها في حملات سابقة ،وزاد وقع الماساة مشاركة وانتماء أعدادا كبيرة جدا من أبناء جيرانهم ووطنهم لداعش ليستكمل بهم جمع شذاذ الآفاق الذين جاءوا من مختلف البلدان، وهم مجهزين بما كان يمتلكونه واستولوا عليه قبلها في إحتلالهم للموصل من كميات هائله من السلاح والعتاد الحديث ، وما كان يزودون به باستمرار من مصادر ودول ترعاهم. اي ان التاريخ الأسود الذي سطر مآسيه داؤد ختاري في كتابه المشار له جدد نفسه هذه المرة بغول قادم من مزابل الشعوب ،جاءوا بوحشيتهم ودمويتهم من عصور ما قبل التاريخ ، ليجدوا اهل سنجار انفسهم بغته بين وحوش كاسرة ، بعد ان كانوا قد باتوا ليلتهم السابقة امنين ( بما كانوا يتلقونه من تطمينات على الوضع الامني سيما وان رجالهم مستمرين بالحراسه على السواتر الترابيه التي تفصلهم عن مواقع الاوباش ) وهدفا لنيران الغزاة من ساعات الفجر الاولى لذلك اليوم المشوؤم ، وسط مشاهد مفجعة وماساوية يقتل فيها فورا كل من يرفض اشهار اسلامه من الرجال ليصل الامر الى مذابح جماعيه في شوارع ومدارس واطراف مجمعاتهم السكنيه وأمام أعين زوجاتهم وأمهاتهم وأولادهم الذين يساقون بعدها إلى الاختطاف او السبي بلغة الدواعش وبتفاصيل سيجدها القارئ في هذا الكتاب الجديد للسيد ختاري وبلسان المختطفات الضحايا. وعندها لم تجد الاف العوائل معه مفراً وعونا إلا ان تنشد جبلها المعروف لإلتماس الامان كما هو الامر عند كل فرمان ،ومن تمكن منهم من الوصول سالماً الى سفوح ذلك الجبل ،فقد تعرض لقساوة الطبيعة وحرارة شمسها اللاهبة وهم في شهر آب اللهاب دون ماء يرتوون به لخلو الجبل من ينابيع أو عيون تعينهم على تحمل ذلك ،وسط ملاحقتهم من قبل هؤلاء الإرهابيين ومن مكروا بهم من جيرانهم الذين التحق الكثيرمنهم مع موجه الشر الارهابيه ، اذ كثيراً ما كانت العوائل الايزيديه تتفاجأ وهم في حيرة من أمرهم في الشارع الرئيس ومواقع اخرى مختلفة مؤديه للجبل برتل من هؤلاء الجيره المنظمين مع الدواعش ليصبوا عليهم نيران أسلحتهم ،ليكملوا واقعا قتل واختطاف الاف اخرين منهم . ومن تمكن بصعوبه بالغه الوصول الى قمه الجبل وسفوحه بقي على امل ان ملاحقتهم لا تطول الا لساعات ولكنها طالت لاسابيع على سفح الجبل وتشعباته ليموت خلالها عطشا وجوعا ورهبه اعدادا كثيرة منهم وخاصه أطفالهم وشيوحهم ،دون ان يتمكنوا الباقين منهم حتى من دفنهم .
في كل الفرمانات السابقة استطاع ايزيدية سنجار المقاومه بسواعد ابنائهم وما يملكونه من اسلحة بسيطة وبنادق قديمة ، و بعزيمتهم وإرادتهم تمكنوا من دحر الغزاة وردهم الى جحورهم خائبين مذلين .ولكن في هذا الفرمان الجديد، فان الوضع قد تغير وتغير معه اسلحة المجرمين وكثرة أعدادهم وعززها مكر جيرانهم ، ليصبح هؤلاء الاشرار يمتلكون من القوة ما يفيق امكانيات دول ليجعل كل ذلك اهل سنجار تحت اسنة الحراب والنار. ومع هذا شهدت ساحات القتال أعمال بطولية لمجاميع متعددة من رجالهم شهد بها الاعداء قبل الاصدقاء، وقد تسلحت بما كانت تمتلكه من إرادة على المقاومة على مشارف مجمعاتهم السكنيه وعلى سفوح جبلهم واطرافه وعاونهم في ذلك مجموعة من مقاتلي الكرد (اليبكه) الذين جائوا لنجدتهم لاعتبارات قوميه ولولاهم لكانت الفاجعة على كبرها أكبر. ويبقى القول ان من تمكنوا من الوصول الى مناطق آمنة بعد سفر مؤلم، وقد بلغ عددهم اكثر من 400 الف فرد ليشكلوا مع غيرهم من النازحين ايزيديي الشتات، تبعهم معانات كبيرة في السكن طال سنينا بمخيمات تسابق الشمس بحرارتها صيفاً والثلوج بجمادها شتاءً وهي المفتقرة لأبسط مستلزمات الانسان من غذاء ودواء وغيرها، ناهيك عن الالاف الذين واصلوا طريقهم للهجره بطرق باتت فواجعها بين فترة وأخرى حديث الناس في كل مكان. ولقيت حمله الاباده صيحات استنكار من مسؤولين كثر في الدولة والعالم ،ولكنها بقيت صيحات استنكار خجولة، دون ان تمتد في أيامها الأولى إلى أكثر من ذلك ،ويبدوا انه حتى عمليات الكر والفر في محاربه داعش اصبحت تجري من منطلق المصالح وليس المبادئ،وان مصيرالاقليات أصبح جزء من هذه المصالح .
اما نار الكارثة فقد امتدت كما نوهت لتصل الى قصبات سهل نينوى وتطال مناطق الايزيديين والمسيحيين ثانية في بعشيقة وبحزاني ليجعلا منها الغزاة ساحة للنهب فامتدت اياديهم السوداء لنهب وسرقة كل ما جمعه اهلها من اتعابهم وكدهم. ولولا لجوء سكان المناطق هذه قبل ذلك الى مناطق آمنة في اقليم كوردستان بعد ان شاهدوا الجرح الدامي في سنجار قبلها بأيام، لكانت فاجعتهم قد توسعت على كبرها وتصبح كفاجعة سنجار الجريحة.
ان مناشدات اعدادا من المهتمين بحقوق الانسان ومتابعتهم لما حصل للايزيديين، وضعت الأمم المتحدة لاحقا في موقف يتطلب منها تحمل مسوؤلياتها الأممية، اذ أقرت مؤخراً تشكيل محكمة دولية لمحاكمة كل الذين شاركوا في ابادة الايزيدية في 3/8/2014 واقرت مؤخراً بأن الإبادة هذه لازالت مستمرة في كل ما اشرت له، بل ان هذه الإبادة لم تعد تقتصر على من قتل وسبي بل امتدت في مضامينها لتشمل كل الذين لقوا حتفهم منهم في البحار والغابات في طريق هجرتهم لدول الغرب هرباً من داعش ومن تبنوا افكاره من الجيره. ولكن رغم كل هذا فالتحرك الدولي ولحد كتابة السطور ﻻ يزيد عن جرعات من الأمل تفتقر الى أرضية صلبة يمكن ان يستند عليها اﻻيزيدي المغلوب على أمره التائه قضية وارضاً، بما يتطلبة الأمر من تحرك جدي وقرارات مصيرية حول اﻻيزيديين وغيرهم من الاقليات الدينية، ذلك ان تصريحات الادانه أوالقرارات الباردة الصادرة من بعيد ﻻ تطفئ النيران. اقول هذا وﻻ انسى مواقف مسؤولة لمؤسسات ومنظمات رسميه وشعبيه ‘ محليه ودوليه واهالي من كردستان والعراق والعالم تبنوا المحنة ودافعوا عن اصحابها ونذروا نفسهم لتحرير ارضهم ودفعوا حياتهم ثمناً لها، وما تحرير قضاء سنجار وبعشيقة وبحزاني وعموم المناطق الاخرى من قبل الجيش العراقي والبيشمركه الكرديه الابطال الا دليل على هذا، ويجب الاشاره الى دور لجنه انقاذ المختطفات في كردستان وكذلك هؤلاء الرجال الافذاذ الذين ساعدوا وتمكنوا من إنقاذ اكثر من 3000 أمراة بشتى الطرق ومختلف الوسائل. فطوبى لهم جميعا لأنهم في قلوب الثكالى عائشين وفي ذاكرة الأجيال قدوة وملهمين. أما مصير من بقين من المختطفات وهن اكثر من 3000 ايزيدية مختطفة ومثلهم من الرجال والأطفال ،فلا يزال مجهولاً حتى بعد تحرير المناطق التي كانت تحت ايدي الدواعش سواء في العراق أو سوريا،والتي اقيمت فيها ويا للغرابة أسواق نخاسه لبيعهن وكأن الكثير من أهالي تلك المناطق يتستر على مرتكبيها من دواعش مناطقهم . كتاب السيد داود ختاري هذا جاء اولاً ، ليلفت انتباه شعوب العالم التواقة للسلام والمحبة والتاخي الى حقيقة ما حصل لنساء وفتيات سنجار اللواتي تم اختطافهن وسبيهن من قبل تلك المجاميع الارهابية. وهي حقيقه تجسدت لكل منهن بقصه واقعيه تفجع القلوب وتفتت الاكباد ، والتي هي موضوع هذا الكتاب، جاءت على لسان صاحباتها وتقترب الى الخيال لهول فواجعها. قصص سردت وكتبت بمداد من دم القلب ودمع العين لتشيرموجزا الى جانب مما جرى لهن من لحظة اختطافهن أو سبيهن حتى ساعة خلاصهن بطرق ، لم يشأ الكاتب كما ارى، ان يذكرها لإعتبارات ودواعي امنية.
ان اعداد هذا الكتاب لم يكن بالامر السهل،اذ كان الباحث في سبيل ذلك يتنقل بين العشرات من مخيمات النزوح الموزعة في مناطق مختلفة من محافظة دهوك وغيرها، وهو ينشد اللقاء في كل مرة بواحدة من تلك الناجيات التي تعيش مع من تبقى من ذويها في المخيم المعني ، بعد ان سبق له متابعة اخبارها بدأ من محاولة انقاذها وحتى ساعة خلاصها. ويزداد الامر تعقيداً اذا ما عرف القارئ ان اعدادا كبيرة من هؤلاء الناجيات قد عدن الى تلك المخيمات ولم يجدن أحداً من اقربائهن الذين تمت تصفيتهم جسديا من قبل الدواعش في الأيام الأولى من الابادة . يتميز الكتاب بانة كتب بنهج سردي يترك الضحية الناجية تسترسل في نقل وقائع معاناتها بعد ان يثير معها جملة من الاسئلة والاستفسارات المنتقاة بعنايه، وهوالذي كثيرا ما كان يجدها تجيبه وقد اخذتها سلسله متتاليه من الحسرات والآهات والنحيب والعويل بما يذكرها سردها بكل ما اصابها واهلها وما عاشته من ايام وسنينا سوداء ،حدا كان كثيراً ما يجد نفسه عاجزاً عن مواصلة تسجيله وتدوينه لوقائع مآسيهن ،ليلزم نفسه الى العوده مرارا لتوثيق ذلك، وهناك الكثير من المواقف للسيد ختاري يجد فيها الناجيه المعنيه وقد غرقت في دوامة من الهلع والخوف لتصل حالتها النفسية حد الهيستريا من هول ما تعرضت له من عذاب لا يستطيع تحمله أي انسان. وهي مواقف يضطر فيها الكاتب الى تأجيل وتغيير وجهة حديثه الى مؤاساتها ورفع الهم عنها، واحيانا كثيرة كان يضطر لاستدعاء طبيب او معالج نفسي لعلاجها من حالة الهيستريا التي كانت تصيبهن. مآسي وثقها صوره وصوت ونقلها بأمانة عن افادتهن وهو الذي يؤدي كل ذلك دون معين وقد الزمه وقته في ذلك مع كثرة عددهن وتعدد مناطق تواجدهن في مخيمات نزوح موزعة في مناطق مختلفة. وبعمله هذا يكشف السيد ختاري عن جانب من قضية شعب بسيط مسالم ونقي، صودرت عبرالتاريخ حقوقه وأرواح ابنائه وسبيت نسائه في حملات وصلت الى 74 حمله، دون سبب إلا لانه يحمل معتقداً مغايرا لدين الغزاة.
من يقرا فصل مأسي كل ناجية من الناجيات ،يجد ان الكاتب قد الزم نفسه بالمنهجية المطلوبة في الافادات التوثيقية ، وان كان يبدو أحياناً كثيره انه قد صاغها بلغة السؤال والجواب كي يسهل على كل ناجية مهمة تذكيرها بوقائع ماجرى لها،مثلما يسهل على القارئ متابعته مجرى أحداث ما جرى لهن مع الاشرار، وهذا بالتأكيد نابع من محاولته في تقديم صورة متكاملة عن حقيقة ما حصل لهن، دون ان يقترب في ذلك من استخدام استمارة استبيان مثل الدراسات والبحوث الاكاديمية لتسهيل مهمته على نفسه اولا لتقوم الناجية بملئها ، وعذره في هذا ان أكثر الناجيات لا يرغبن او يقبلن في ذلك كونهن لا تجيدن العربية بطلاقة مع ما يعشنه من حالته نفسية صعبه كما اشرت لذلك وان هدفه يتجاوز الاجابات النمطيه الى افاده الناجيه كضحيه وشاهده،ليصل من خلالها الى الحالة التي تعكس صورة واضحة لحقيقة ما جرى.
لقد اجاد الكاتب في اختيار بداية مقدمته لكتابه هذا عبر تدوينه بقلمه الذي وجده ينساب مسرعا مسترسلا في التعبير بأبيات شعرية ارادها ان تكون بمثابة رسالة من فتاة ناجية إلى أمها المختطفة ،حينما أجرى مقابلة مع تلك الفتاة (صغيرة السن) الناجية من أيدي الدواعش ولم تستطع إنقاذ والدتها من أيديهم، اذ انها كلما كانت تتحدث معه كانت تتنهد حسره على أمها قبل ان تستكمل بقية حديثها . تلك الرسالة التي اختصرت رسالة كل الناجيات التي لم تستطيع اغلبهن من كتابتها أو إيصالها لبني البشر قبل ايصالها لأهلهن, وهن مطوقات بحراسات مشددة من قبل ادواعش، وسط اجواء يومية متكررة من الاجبار القسري على تغيير معتقدهن ونزع عفتهن ،وسط جو من العذابات اليومية التي تفتقر لأبسط ما يمكن ان يسمى بحقوق الانسان، ان كان هؤلاء الدواعش يعرفون شيئاً ولو يسيرا من تلك الحقوق مع كل ما كان يصحب ذلك من الإعتداءات والانتهاكات الجسدية بكل صورها التي تخجل البشرية.
وتؤكد رساله الفتاه وماساه الناجيات الاخريات ما ذهبت اليه في بدايه تقديمي هذا حول ما كان يحصل في حملات سابقة، وكانه كتب عليهن مثلما كتب على اجدادهن قبلهن ان يعيشوا حزناً ابدياً ومآسي لا تنتهي، كي لا يخرجوا من مأساة احداها الا ليدخلوا في مناحة اخرى ، ليبقى سؤالهن الأبدي دون إجابة : لماذا كل هذا وماذا فعلنا ليصيبنا ما يصيبنا ولتقُلِعَ جذورنا في ارضنا من الأعماق، لتصبح أرض البلاء والويلات وأرض الحسرة والآهات والمقابر الجماعية.
سيجد القارئ ان افادات الناجيات تقترب جميعها في جوهرها لتؤكد حقيقة ما حصل للايزيدية سنجار ، لتبقى تلك الشهادات وتلك القصص وثائق ادانة تاريخية دامغه تعين القائمين مستقبلا على تقديم الجناة الى العدالة، وتبقى افاداتهن وصمات عار لا تمحى في جبين هؤلاء الدواعش ومن انتمى لهم واقدم على مساعدتهم من ابناء الجار والوطن الناكرين للقيّم وشرف الانتماء له. وهم الذين كانوا يجبروهن على تغيير معتقدهن واعلان اسلامهن ومن ترفض تقتل او تبدأ معها رحلة من العذاب والمعانات والإنتهاكات لم تعرف البشرية مثلها عبر تاريخها.رحلة ماساة وسفر الام امتدت عبر الزمان سنيناً وعبر المكان مناطق مختلفة من اوكار الدواعش في العراق ودول الجوار، وما حصل للشهيدات شيلان وشقيقتها جيهان برجس وغيرهن الكثير يعجز القلم عن وصفه ،وستبقى وصمات عار لن تمحى أبداً من تاريخ الاشرار وتاريخ عشائرهم ومجتمعاتهم. اقول هذا وفي ذاكرتي ما نقلته وسائل التواصل الاجتماعي عبر فيديو يتضمن حديث تلك الصبيه العفيفه الناجيه التي استباح شرفها وشرف الآﻻف من اﻻيزيديات من سنجار مثلها في يوم 3/8/2014 الاسود وهي تتسائل :كيف يقبل ابن بلدي ان يغتصبني! وتضيف انهم كتبوا سعر أمي للبيع وقبلها قتلوا أبي وأغتصبوا أختي وأخذوا أخي الصغير للتدريب في معسكراتهم ووو.. !! .، ويبقى جواب تلك الصبيه: انه لا شرف وضمير ولا مبادئ ولا قيم ولا دين ولا عفة لمن لا يعرف للعفيفات مثلك قيمه ،فمن تبنى افكار الدواعش وحمل راياتهم وتبنى افكارهم السوداء ينقاد لبهيميتهم التي تتنكر لكل القيم اﻻنسانية والوطنية والدينيه واولهم الشرف والعرض والنخوة. يتبين من قراءة الكتاب ان معظم هؤلاء المختطفات كن يرفضن الاستسلام لرغبات هؤلاء الأشرار من بيع وانتهاكات متتاليه مصحوبة بمختلف الضغوطات في محاولة منهم لاجبارهن على ترك دينهن ،وان اعداداً كثيرة منهن قد اقدمتن على الإنتحار بعد ان رفضن تسليم جسدهن لهؤلاء الاشرار وان الكثير ممن اخفقن في الانتحار عملن المستحيل من اجل الخلاص ولكل منهن قصة في كل ذلك. قصص حقيقية لو سمعنا انها جرت في القرن الحادي والعشرين قبل الميلاد لقلنا انها جرت من قبل وحوش بقالب شبه بشري يوم كانت شريعة الغاب هي الغالبة. اما ان تحصل في القرن الحادي والعشرين بعد الميلاد وتدور احداثها في سنجار وعلى اهلها الايزيديين العزل وتنتقل فصول ماسي نسائهم المختطفات بعدها الى الموصل وتلعفر والشرقاط وقرية خضر الياس والفلوجة والمحراب والرمادي والرقة ودير الزور وغازي عينتاب وغيرها من المدن العراقية والسورية والتركيه، فانه امر في غاية الإحباط واليأس من قوادم الأيام والسنين، بعد ان ضاعت مقاييس شرف الرجولة الحقة ومعاني الشهامة والتضحية واﻻيثار عن الكثير والكثير من الجواروابناء الوطن.
ان افادات الناجيات تمثل صرخة كبيرة موجهة منهن الى كل المسؤولين المحليين والدوليين والى هيئة الأمم المتحدة بكل فروعها ومنظماتها ، وكذلك هي رسالة موجهة الى كل من يمثلون عموم المجتمع العراقي من شيوخ عشائر ورؤساء افخاذ وقاده ووجهاء مجتمع ورجال دين وناشطين مدنيين ومثقفين ومصلحين وغيرهم من الرجال والنساء الذين يجدون شرفهن الشخصي في شرف هؤلاء الضحايا وكرامة بناتهم من كرامة هؤلاء المختطفات الناجيات وغيرهن من السبايا الايزيديات غير الناجيات . رسالة تريد بها صاحباتها القصاص العادل وتعريه كل من سولت له نفسه الشريرة بالانتماء لداعش وغدرهن وغدر من تبقى منهن في الاسر وتدمير مستقبلهن وحياتهم بعد ان كن جميعاً يعيشون بأمن وأمان والفرحة تغمرهن وهن مكرمات معززات في عوائلهن، بين ابائهن وأمهاتهن وأخواتهن وأخوانهن وأبنائهن وعموم أهل قراهن ومجمعاتهن .رساله يتطلب تحقيق مطالبها العمل جادا مقتضى قرار مجلس الأمن الدولي بتشكيل محكمة دولية لمحاكمة هؤلاء الجناة وينالوا قصاصهم. رساله مفادها ان أقصر الطرق لكشف الحقيقة هي الصراحة والمصارحة، ذلك ان إفادات الناجيات اشارت باصبع الإتهام الى رجال القرى والمدن المجاورة لمناطقهن وغيرها من التي تمكن داعش من تسخير الكثير من رجالاتها للانتماء له والمشاركة في كل ما اتيت عليه، ولدى الجهات المعنيه من ايزيديه او امنيه قوائم ياسمائهم.
كنت اتمنى على مؤلف الكتاب ان يشير الى كيفية خلاص هؤلاء الناجيات من أيادي الأشرار والمبالغ التي كلفت ذلك مع ذكرالمؤسسات والايادي الخيرة التي أمتدت اليهم لمساعدتهم في سفر خلاصهن وبالصورة التي تحفظ خصوصيات وأسرار عملية خلاصهن لتستكمل بذلك قصص نجاتهن ، مثلما يتطلب الامر الإشارة الى هؤلاء المنقذين الجنود المجهولين الذين ضحى بعضهم بحياته،ليشيرالتاريخ بعدها اليهم بأحرف من نورتتشرف به عوائلهم وأحفادهم ويصبحوا مثل يحتذى بها في مواقف الشدة التي تطال الشعوب المغلوبة على امرها .
تقديريي واعتباري للسيد داؤد ختارى مؤلف هذا الكتاب الذي بذل جهداً كبيراً ليخرج به الى القارى بلسان الناجيات ضحايا داعش بعد ان نالوا اكثر من طاقتهن من عذاباته تفوق طاقة أي انسان في تحمل الظلم وتجرع المعانات بكل ما احتوته من انتهاكات لكل القيم والمبادئ والاعراف. واترك القارئ ليتابع اسفار مآسي الناجيات الايزيديات التي وقعت يوم غدر ومكر اصطفى فيه الزمان للدواعش مع ان قصص من لا زلن في الاسر مختطفات مسبيات بين ايادي من تبقى من اتباعه في جحورهم ،لا تقل عن قصص التي سردت في هذا الكتاب. البروفسور الدكتور خالد محمود خدر استاذ جامعي / كليه الهندسه /جامعة دهوك
#خالد_محمود_خدر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لوفاة المربي الشيخ صبري مراد شيخ
...
-
كن بابا للضوء ، وإن ضاق بك الطريق
-
لو صاير شيوعي كبل عشر سنين ما جان انطوج فصلية، هكذا قالها اب
...
-
سيرة وآراء عالم الفيزياء ستيفن هوكينج في الكون والحياة
-
ماذا لو اجتمع الضمير الإنساني للفرد والمجموع بوجود القانون ا
...
-
عندما يكون الحب في الزمن الصعب / الجزء السابع والأخير
-
عندما يكون الحب في الزمن الصعب / الجزء السادس
-
عندما يكون الحب في الزمن الصعب/الجزء الخامس
-
عندما يكون الحب في غير زمانه / الجزء الرابع
-
عندما يكون الحب في الزمن الصعب /الجزء الثالث
-
عندما يكون الحب في الزمن الصعب / الجزء الثاني
-
عندما يكون الحب في الزمن الصعب / الجزء الاول
-
خواطر في محطات دروب الحياة / الجزء الثالث
-
خواطر في محطات دروب الحياة / الجزء الثاني
-
خواطر في محطات دروب الحياة / الجزء الاول
-
حقا ان الفساد ان دخل في مفاصل الدولة والمجتمع أصبح عار ʌ
...
-
بمناسبة احتفال ابناء المكون الآشوري الكلداني السرياني بعيد ا
...
-
أوجه التشابه بين تاملات جبران خليل جبران وعبدالرزاق الجبران
...
-
موقع الانسان وتأملاته بين صورتين لمركبه فويجر ١ سنه
...
-
موقع الانسان وتأملاته بين صورتين لمركبه فويجر ١-------
...
المزيد.....
-
-هند رجب تطارد الجيش الإسرائيلي-.. بيرو تفتح تحقيقا ضد جندي
...
-
اليونيسف: دخول 107 شاحنات لغزة أمر لا يكفي مطلقا إزاء الوضع
...
-
زيني يغضب عائلات الأسرى بإسرائيل ومظاهرات تطالب بصفقة تبادل
...
-
الأمم المتحدة تعلن خطة من 5 مراحل لإغاثة فلسطينيي غزة
-
رئيس جهاز الشاباك المُعين يعارض صفقات الأسرى ويعتبر الصراع م
...
-
الأمن السوري يلقي القبض على قيادي سابق متورط بجرائم حرب في ا
...
-
الأمين العام للأمم المتحدة يعلن عن خطة أممية لإغاثة الفلسطين
...
-
الأونروا: المساعدات الواصلة لغزة -قطرة في محيط-
-
الأونروا: غزة تحتاج 500-600 شاحنة مساعدات يوميا والكميات الو
...
-
الآلاف يتظاهرون في طرابلس مطالبين بإسقاط كافة الأجسام السياس
...
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|