لو صاير شيوعي كبل عشر سنين ما جان انطوج فصلية، هكذا قالها ابو عاجل لزوجته

خالد محمود خدر

الحوار المتمدن-العدد: 8340 - 2025 / 5 / 12 - 11:23
المحور: قضايا ثقافية
    

نشر Jasim Selman Icp Skane في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) منشورا عن حالة اسرية واقعية لها دلالاتها الاجتماعيه في العراق ، تتناول المرأة عندما تؤخذ كدية لفصل خلافات تقع بين أفراد من عشيرتين.
والحالة موضوع المقال اخذها الناشر عن كتاب تناول سيرة شمران الياسري(ابو كاطع) و منهجه في التحريض البناء. والكتاب من اعداد ابنه السيد احسان شمران الياسري.

كم تعني الكثير الجملة الاخيرة ، في هذه القصة او الحالة الأسرية ، التى وجهها معتذرا بطلها ابو عاجل الذي انتسب للحزب الشيوعي العراقي في تلك السنة ، الى زوجته ام عاجل حين قال لها بعد عشر سنوات عاشتها معه وبين أهله في معانات وقطيعه من الكل ومع الكل من أهل زوجها، وحتى أهلها كان محرم عليها زيارتهم او الالتقاء بهم.

اما الجملة:
يا ام عاجل لو صاير شيوعي كبل عشر سنين ما جان انطوج فصليه...

وام عاجل فتاة عثر حظها يوم قتل اخوها احد ابناء عشيرة اخرى. بعد ذلك و كحل للقضية عقدت الراية على ان تزف فصلية لإبن عم المقتول ، لتعيش اثر ذلك حياة لا تطاق.

ما اريد قوله مجتمعيا ، بعيدا عن الدخول في الجانب السياسي , وتركيزا على الجانب المجتمعي ، خاصة قبل منتصف سبعينات القرن الماضي بالعراق.
كم كانت الثقافة والتنوير المؤثرة و الفاعلة يغيران من سلوك الإنسان ونظرته لما بحيطه وما يرتبط به من اعراف وعادات وغير ذلك من موروثات اجتماعية،، رافضا ما يقيده منها ويبعده عن معايير القيم الإنسانية ، خاصه النظرة إلى المرأة التي كان يتم التعامل معها كسلعه للمقايضة ، لا كإنسان له كرامته وحقه في الحياة مثل الرجل.

لكن للاسف كل هذه النظره الحداثويه التنويرية وقعت مع فصلية ، ام عاجل ، بعد فوات الاوان ، اوان ذهبت فيه فصلية ضحية للاعراف العشائرية ، عاشت أثرها عشر سنوات من حياتها الزوجيه شبه منبوذه غريبه بين أهل زوجها ، بعيدة عن والديها و أهلها وحتى عن زوجها واولادها بالمعنى الاسري على قربهم منها في منزل واحد.

الملحق:
منشور Jasim Selman Icp Skane في صفحته على الفيسبوك
تحت عنوان:
لو صاير شيوعي كبل عشر سنين:
ظل ابو كاطع يحرض على الانتماء للحزب الشيوعي، ويقدم العلاقة الحزبية بطريقة جميلة على خلاف طرق الكسب التي كان يمارسها حزب السلطة.
يروي في هذه المقالة قصة فتاة عثر حظها يوم قتل اخوها واحد من ابناء عشيرة اخرى.
وعقدت الراية على ان تزف فصلية لإبن عم المقتول.
لا يجوز للفصليه ان تنفصل، ما لم تنجب ولدا، بعد ذلك لها الخيار. ولا يبيح العرف ان تذهب لأهلها ( زعلانه) ولا تسمع شكواها مهما ساءت المعاملة من الزوج أو عائلته..
وقد انجبت ثلاث بنات ثم جاء الولد ( عاجل) الذي يحمل مفتاح باب السجن..
ولكن بعد حفنة سنين وقطيعة كاملة من الاهل، يصبح العيش في هذا السجن المألوف افضل من العودة الى بيت الاهل، لا سيما وقد ذوت زهرة الشباب..

لكن حدث ما لم يكن بالحسبان. لقد تعرف ابو عاجل على شيء اسمه الحزب.. عرف دربه وامتد به الدرب.. وفي يوم ما تسلم بطاقة عضوية الحزب، وتحول إلى شخص آخر.. صار يتألق في وعيه وتضحيته وشجاعته.

ويصف ابو كاطع أثر الحزب على ابو عاجل؛ صرنا نجد في بيته واحة ظليلة بعد رحلة مضنية، على ظهور الخيل.. ومن يومين في الشهر، جعلنا اقامتنا في بيته ثلاثة ايام.

وقد انعكس هذا الوضع التدريجي على روح ام عاجل، او على حد التعبير ( شايفين خشبة يابسة عشر سنين تخضر)، وذلك بفعل تبدل المناخ الذي جاء به السلوك الجديد لزوجها. ألفت بعد ذلك ترداد اسم الحزب. ربما كانت هي المبتدرة الى تسميتنا ب(الحزب) فراحت هي الأخرى تتساءل: (اشوكت يجي الحزب) .. او تؤرخ الأحداث ب ( يوم اللي اجانا الحزب).

ويستمر ابو كاطع بدعايته العذبة للحزب؛ بمرور الزمن اختفت تدريجيا تلك المعاملة الآمرية والكلمات الجارحة من لهجته. هكذا علمه الحزب، وهكذا علم زوجته ما تعلم، سوى ان بقايا التربية السابقة كانت تعاوده في ساعات الضيق والغصب.. وكانت ام عاجل تعالج غضبه بالصبر، او تبكي خلسة، احيانا.

وفي إحدى المرات تصاعد جور ابو عاجل واسمعها الكلام المهين، لم تقل شيئا انما ركنت في المساء عند ( كاروك) الطفل وشرعت تنغم بصوت شجي تريدة ظنت ان ابا عاجل لن يسمعها:
( يالمالج اهل، حزبج اهاليج
ضيمج يوصله وتوصل طواريج)
واستمرت تهز الكاروك والقلب حتى سقطت دمعة شجية من عين (ابو عاجل) الذي كان يستمع خفية، وتجمهرت في تلك الدمعة آلاف السنين العجاف، وادرك وهو ينشج، قسوة العمر عليها وعليه.
اي والله فاصحاب الظلامة يستنجدون بمن هو اقرب إلى القلب.
اهكذا يا ام عاجل يقسو عليك الدهر واقسو عليك انا الآخر.. هكذا تجلوك القسوة وتصنعك المحن، في حين تعميني انا وتبقيني سجين طبائعي الخشنة.

فكر ابو عاجل بما صار وبدوران الزمن العجيبة وقال بصوت خجول معتذر:
( يا ام عاجل لو صاير شيوعي كبل عشر سنين ما جان انطوج فصليه).....

منشور
Jasim Selman Icp Skane
على الرابط:
https://www.facebook.com/share/p/15MNSpJxnD/

#خالد_محمود_خدر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات