أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمود خدر - عندما يكون الحب في الزمن الصعب / الجزء السابع والأخير















المزيد.....

عندما يكون الحب في الزمن الصعب / الجزء السابع والأخير


خالد محمود خدر

الحوار المتمدن-العدد: 8335 - 2025 / 5 / 7 - 23:22
المحور: الادب والفن
    


عمل سامان المستحيل ليعيد جسور الحب مع دينا، ويزرع الطمأنينة من جديد في قلبها الموجع.

في اليوم التالي، حمل سامان باقة ورد اشتراها من بائع في زاوية المتنزّه، لكنّه اختارها وكأنّه ينتقي ألوان قلبه. وقف عند الموعد المحدد، قبيل غروب الشمس، ينتظر دينا، والقلب يخفق على إيقاع الشوق، كأنه يتهيّأ لولادة حلمٍ طال انتظاره.

وظهرت دينا من بعيد، تمشي بخطى واثقة، تتهادى في ضوء الغروب كنسمة حبّ تنسدل من السماء. كانت متألقة كأنها عروس الشوق، وقد تهيأت لهذا اللقاء الذي رسمته في خيالها مرارا، ولكنّ الظروف سرقت منها تلك اللحظات لأكثر من شهر ونصف عاشته بين ألم وارتباك ووجع خذلان، قبل أن يُكلّل بالأمس بفرح طاغ، حين أزيحت الغمّة وانتهت محنتها مع ديانا.

تقدّم سامان نحوها، كل خطوة منه تنبض عشقا. كان يحمل بين يديه باقة ورد، ولكنّ عينيه حملتا ما هو أبهى... لهفة القلب وصدق النية. وقف أمامها، يتأمل وجهها كما لو أنه يراه لأول مرة، وقال بصوت خافت كأنّه يوشوش قلبها:
أهلا بنور عيني... حتى الورود تخجل حين تحاول مجاراتك جمالا وعطرا. كنتُ أتمنى لو أفرش الطريق بين بيتينا بالورد، علّ المدينة تشهد، ولو مرة، على حجم هذا الحب الذي يسكنني.

توقّفت دينا أمام سامان، تحدّق في عينيه بدهشة عاشقة، كما لو أنّها تخشى أن يكون طيفا لا حقيقة، أن يذوب بين رمش وغمضة. لم يكن اللقاء مجرد لحظة عابرة، بل كان ارتعاشة عمر التهب بالشوق ، واحتضان روحين أضناهما الفراق، حتى جاء هذا اللقاء كمعجزة أعادت النبض إلى كل شيء.
قالت بصوت ارتجف بشجن دفين:
سامان ، لا تعلم كم كنتُ أحتاج لهذه اللحظة، لهذا السلام الذي أحسه فقط حين أنظر إليك. فترة الشهر والنصف الماضيين لم تكن سوى عبور في صحراء، كنتَ فيه السراب والحقيقة معا.

اقترب منها خطوة أخرى، وكأن المسافة بينهما لا تقاس بالأمتار واجزاءها ، بل بالقلق الذي ظل يحاصر القلبين. نظر إليها نظرة محمّلة بالوجع والرجاء، ثم قال:
أعرف أعرف أنكِ تألمت كثيرا، وأنكِ شككتِ بي، وربما كرهتيني ، ولكنّ قلبي ظلّ هنا، ينتظرك في المكان نفسه، في الحلم نفسه. لتعلمي انه لا فتاة غيرك تسكنه. انت الوطن و لا وطن لي سواك.

اغرورقت عيناها بالدموع، لا من الحزن، بل من الامتلاء والفرح . ذلك النوع من الدموع التي تفيض حين يحتضن القلب شيئا ظنّه ضائعا إلى الأبد.
مدّت يدها ببطء، وأخذت باقة الورد التي قدمها لها ، ثم شبكت أصابعها بأصابعه وهمست:
سامان ، لا أريد شيئا بعد الآن. أريدك أنت. اريد أن نبقى هكذا، أن نحتمي ببعضنا من كل ما كسرنا.

في تلك اللحظة، كانت السماء تذوب في ليل ناعم، والمدينة من حولهما تختفي، كأن الكون اختصر في قلبين إلتقيا، فعاد بهما كل شيء إلى الحياة.
تنفّس سامان بعمق، وكأنه يضع قلبه بين يديها، ليسمعها:
ما أرجوه منك الآن، يا وردتي الأجمل، أن تمهّدي لي الطريق إلى والديك، وتخبريهم أنني قادم غدا مع والدّي صباحا ، لا لأطرق بابهم فقط، بل لأطلب يدك، أطلبك حياة جديدة لي ، حياة عشت بانتظارها سنين طويلة.
غمرت الفرحة قلب دينا، وهمست:
أخيرا ابتسمت لنا الدنيا، وسنجتمع في عشّ واحد نعيش فيه على أنغام حبّنا وذكرياته.

كم كان سامان سعيدا بسعادتها وعودة إشراقة وجهها، شعر وكأن دينا تحلّق في عالم آخر ، مليء بالأمل والفرح.
وكان ذلك مدعاة لأن يكون مساء ذلك اليوم والايام التي بعده مليئة بالأحاديث الطويلة بينهما.

جلسا ذلك المساء تحت تلك الشجرة الوارفة، على الأريكة القديمة التي حفظت همسات قلبيهما. كانت الأريكة تقابل بركة ماء صغيرة، تتراقص فوق سطحها رذاذات نافورة تنثر البهجة، وكأنها تحاكي فرح دينا وسامان، أو هكذا شعرا وهما يسرحان في لحظة بدت أكبر من الزمن نفسه.
كان النسيم يداعب شعر دينا برقة، فيتناثر على كتفيها كما لو أنه يبارك اللقاء، بينما راحت وريقات باقة الورد تتراقص على كفها بخفة، تنسجم مع رذاذ النافورة في لوحة عذبة، شفّافة، كأن السماء نفسها أرادت أن تكون شريكة في هذا الفرح، ترسم بجمالها صدى ما في قلبيهما من حب نقي لا يشبه سواه.

قالت دينا بصوت خافت، يشبه همس الذكريات المتعبة:
أتُصدق يا سامان؟ كنتُ أبكي كل ليلة من ليالي ذلك الشهر المتعب ، لا لأني ضعيفة، بل لأنني كنتُ أشعر أن حبنا يتسلّل من بين يدي، كأن ديانا كانت تسرقه مني، وأنا عاجزة عن فعل شيء. ألا تستحق تلك اللحظات دموعي وقد انهار امام عيني ما بنيته من حب؟. ألا يحق لي أن أبكي، بكاء ممتزجا بالترجي من السماء ، بكاء وطلبا للإغاثة ، فقط من اجل ان اراها تنقلب إلى حقيقة ما بيننا من جديد؟

نظر سامان إليها، وعيناه تغرقان في بريق فرحها وصدقها، ثم قال بصوت مفعم بالحنان والوجع:
وأنا كنت أعدّ الأيام بالدقائق، أتنفّس على أمل لقائك، على حلم أن أراكِ تبتسمين وتضحكين كما عهدتكِ... كنت أشتاق لصوتك، لضحكتك التي تمنحني يقينا بنفسي. لكن حين عدت، لم أجدك... وجدت نفسي أطرق أبواب المستحيل، فقط لأثبت لك براءتي من ذنب لم ارتكبه، من ظلال مسار لم اختره. أنا الذي لم يعرف قلبه سواك، ولا نبض له إلا باسمك.
ابتسمت دينا بمرارة الذكرى قائلة:
لقد جرحتني ديانا بذكاء لا يُصدق… جعلتني اعاف نفسي وأكرهها. لكن قلبي... قلب الفتاة التي أحبتك بصدق، كان يرفض في قرارته أن يعترف بما نسجته ديانا ولكن عقلي بما حسبه وقتها حقيقة نسجت ببراعة خدعني ، ولكن اعترف ايضا ان الغيرة أعمت بصري وبصيرتي. كم أنا خجلة منك ومن حبنا.

اقترب سامان أكثر، وكأن المسافة بينهما كانت بحاجة لدفء القرب، ثم قال:
هذا هو قلبك الذي أؤمن به، قلبك الذي أعاد لي الحياة حين سامحني رغم برائتي. لن أتركك بعد الآن، ولن أسمح لأي كان أن يتسلل بيننا. أنتِ البداية والنهاية، وفي عينيك أرى كل الطرق التي تؤدي إلى نفسي الضائعة عندما تتعبني الحياة.

صمتا قليلاً... كأن الكلمات خجلت من جمال اللحظة، ثم انفجرا في ضحكة دافئة، صافية، حين مرّ أمامهما طفل صغير، بالكاد تعلّم المشي، يركض بتعثّر طفولي خلف طائر صغير يحلّق بالقرب منه، فيما كان والداه يراقبانه من بعيد كيف يحبو نحو الحياة مثل ما يراقب مثلهما والدي الطائر الصغير من أعلى الشجرة كيف يفتح جناحيه.
ابتسم سامان، ثم التفت إلى دينا، وصوته ينساب برقة عاشق يتأمل المستقبل بعين الحلم:
انظري... كأنها رسالة من السماء، تباركنا، وتهمس لنا بوعد جميل... بأنه سيأتي يوم، نجلس فيه هنا، نراقب طفلنا، وهو يحبو على قدميه الصغيرتين، يتعلّم المشي بين ضحكاتنا، وتحت أعيننا الممتلئة بالحب والدهشة.

حين بدأ الغروب يسكب ألوانه على صفحة السماء، همست دينا:
هذه اللحظة تكفي لشفاء شهور من الحزن. سامان… شكراً لأنك عدت قبل أن ينكسر فيً كل شيء.

أجابها بصوت يشبه وعدا مقدسا:
اليوم أعدك… لن يكون في قصتنا سوى حب، وصدق، وسقف واحد يجمعنا.
أنتِ وطني...ومن يخون وطنه…. أنا الذي كثيرا ما أجد نفسي دونه منفيا، حتى بين عائلتي وأقرب الناس إليّ.
أنتِ لستِ فقط عنوان وبطلة قصة حبي، بل أنتِ حياتي بأكملها. كأنني، قبل أن أُزيل كل تلك المعوّقات التي فُرضت بيننا، وجدت نفسي قد فقدتُ جزءًا كبيرا بسببها.

ولكن يا حبيبة الروح ، كل حبّ صادق لا بدّ له أن يمرّ عبر أبواب الاختبار. القلوب التي تعرف الحب لا تموت... قد تُجرَح، تُختبر، ثم تُنقّى.

أتعلمين حين وجدتكِ على ذاك الحال بملابسك الرمادية وعينيك الذابلتين وحين أشحتِ بوجهك عني، شعرت وكأن روحي فارقتني… نعم هكذا كان شعوري …. وتساءلت وقتها مع نفسي: لمن بعدها سأعيش؟.

لكن ذلك الألم وذلك الاتهام لم يُضعف عزيمتي، ولم يطفئ إصراري على تجاوز ما حصل، سلاحي فيه كان براءتي وصدق مشاعري... مشاعر لم تهتز، ولم تنجرف يوما خلف أي إغراء مادي أو غيره. كم ردّدت على مسامع نفسي:
لا تيأس... دافع عن حبك وعن نقاء قلبك.
إما أن تموت شهيدا لك ، ليظل حبك ذكرى نقيّة.
وإما أن تدافع عنه حتى النهاية، وتحقّق مرادك.

-لا تنسَ أن ما وقع عليّ من ألم وحزن وخذلان، لا يقلّ عن ما وقع عليك، بل يفوقه. عشت أنت هذا الألم يومان لتقول عنه كل ما ذكرته ، اما انا فعشته قرابة الشهر والنصف.
لا تنسى كوني فتاة ، كاي فتاة اخرى لا تستطيع تجاوز كرامتها بسهولة، وسط أهلها، وهي نازحة...تحكمها أعراف وتقاليد لا ترحم، وتُلزمها بالالتزام مهما كانت رغبات قلبها.

ألا يكفيك انتظاري الطويل لك دليلاً على صدقي وعمق حبي.
ألا يكفيك حال أهلي النازحين في مدينتك، وما يعانونه من وجع بصمت، كي تقدر وضعي ونفسيتي وتسامحني.

-يقول فيكتور هيغو في رواية البؤساء:
هناك أشياء أقدس من المحبة، وهي الوفاء والإخلاص. الإنسان لا يُظهر معدنه الحقيقي إلا في محنته، والوفاء هو الدليل القاطع على عظمة النفس.

-كم انا سعيدة وانا اسمعك تغرد كما عهدنك بلغة الكتاب والأدباء. هات ما عندك من كلمات العشق والغرام تجعلني احلق في السماء منتشية بك.

-ما أكثر ما قرأتُ في كتب العاشقين، وما أغرقني الحرف في بحور الهوى. لكنني، في حبكِ يا دينا، ما زلتُ تلميذًا على عتبة قلبكِ، أتعلّم من نظرتكِ أبجدية العشق، وأهجّي اسمكِ وكأنني أنطقه لأول مرة.
لو أطفأ الليل أنواره في كل بقاع الأرض، تبقين أنتِ النور الوحيد الذي يضيء عتمتي. يكفيني أن أغمض عينيّ، فتُشرقين في قلبي.
وإن أتعبكِ الدرب يوما، وإن ضاقت بكِ الحياة، تعالي... ضعي رأسك على كتفي، واستريحي بين ظلوعي. قلبي ليس فقط وطنًا لك، بل هو عالمٌ كامل يتّسع لكِ، ولأحلامك، ولكل ما تحبين.

-وهل يُبتلى الإنسان إلا في من يحب ، وكأن الحبَّ بذاته اختبار.

-كان اختبارا منك لي بلغة الشك ، جعلني أكتوي بنار شكّك، وكأنّ حبّي كان في قفص الاتهام، ينتظر حكم البراءة منك. عشتُ وجع الانتظار.
-انتظارك شهادة نجاحك ، كان ايضا امتحاني الاصعب، ذكرني بعبارة ظلّت ترددها روحي بصمت في العبارة :
البعض يقول:
إنَ أنتظار أحدُهم مُؤلم
‏وَ البعض الآخر يقول إنَ نِسيان أحدُهم مؤلم
‏لكنهم لا يدركون أنَ اسوَء ألم هو ذلك الذي يسكن القلب،
‏حين لا يَعرف صاحبه ، ما إذا كان عليه النسيان أو الانتظار.

اجابها سامان بضحكة المتعب:
دعي الحب يفعل بك ما يشاء ، كي تتعلمي او بشكل ادق كي تعيشي معنى وجع الروح. وجع الروح هو أن يجرحك من كان عندك أغلى من الروح ، و الأسوأ من ذلك هو عجزك أمامه
ليس لأنك ضعيف بل لأنك لاتستطيع أن تراه يتألم ، فتحمل وجعك و تكتفي بالصمت!
أما أنا فلم أكتفي بالصمت ، بل عملت المستحيل لأثبت لك انك فعلا اغلى من الروح.

إجابته دينا:
اعذرني في كل ما سببت لك من الم. ، اعذرني لان وقتها كانت جميع الدروب مفخخة بالخوف.
هات يدك لأعبر الطريق الى حبي من جديد

و في محاولة منها تغيير جو الحديث اضافت:
هناك أماكن احببناها فقط لأننا عشنا فيها من الحياة لحظات من السعادة ، ضحكنا فيها من قلوبنا.
فكلما مررنا على تلك الأماكن ستظل جدرانها تذكرنا بتلك اللحظات
اقصد تلك النافذه وهذه الشجرة والأريكة التي نجلس عليها هذه اللحظات.
ليتنا نستطيع إيقاف الزمن عند هذه اللحظة.
كم عبّرت بعمق احلام مستغانمي حين كتبت :
إنّ لحظة حب تبرّرُ عمرا كاملا من الانتظار

اجابتها سامان:
أحبّ ميخائيل نعيمة أثناء دراسته الجامعية في روسيا ، فتاة روسية ، ولم يتزوجا ، وبعد ثمانين عاما كتب في وصيته: أتركوا باب الضريح مفتوحاً لعلها تصل.
هكذا حقا يستحق من أحببناهم ولن يأتوا على مدى عمر من الانتظار ، انتظارنا لهم ابدا حتى إلى ما بعد الحياة.

سقطت دمعة من عيني دينا ، كأنها تعتذر عن الظنّ، وعن الألم الذي سببته لنفسها ولسامان ، رغم انها تنتظره منذ سنين ، ومستعدة ان تنتظره حتى النفس الأخير من الزمن المكتوب ، بل إلى ما بعد الحياة ،كما عبر عن ذلك سامان.

مدّ سامان يده إليها، فوضعت يدها بين يديه بخفة شعرت معها بدفء أنفاسه تتسلل إلى أعماقها، فقال لها بصوت خافت يملؤه الحب واليقين:
ها نحن نعود إلى حبّنا، كما وُلد أول مرة صادقا، طاهرا في فترة الدراسة بالجامعة. ولا تنسي، يا نبض قلبي ، بان تخبري والديك أنني قادم مع والدي صباح الغد ، لأطلبكِ منهم شريكة لعُمري.

صباح اليوم التالي، وصل سامان برفقة والديه إلى منزل دينا. فتح والدها الباب مرحّبا بقدومهم. بعد التعارف وتبادل تحايا الصباح التي تخللتها أحاديث عن واقع المجتمع وظروف النازحين، بادر والد سامان بالقول:

جئنا اليوم نطلب يد ابنتكم المصونة، دينا، لابننا سامان. نرجو أن نكون أهلاً لرضاكم وثقتكم.

ردّ والد دينا بابتسامة دافئة وكلمات صادقة دون مقدمات:

الكلمة الأولى والأخيرة لها... وقد قالتها منذ البارحة لأمها.
مبارك لكم.

ثم أضاف بصوت هادئ يحمل حكمة أب وتجربة عمر:
ما مرّت به دينا خلال الفترة الماضية من ألم ومعاناة، جعلنا ندرك ، كعائلة، أن سامان ليس مجرد شخص في حياة دينا ، بل هو كلّ شيء. حياتها بدونه كانت كأنها توقفت، وكأنها لم تكن.
تابع قائلا:
كنا نقول لها، أنا وأمها، إن الإنسان في هذه الحياة يكفيه أن يسعى بصدق ونية صافية. فإن لم ينل ما يتمناه، فلتكن كرامته زاده، وتبقى الحياة قسمة ونصيب.

هنا تدخّلت والدة دينا، ونظرت إلى سامان بعينين دامعتين، وقالت:
كنت أقول لها دوما ان من يستحق محبتك، سيعود إليك يوما، وسيبذل المستحيل ليكون بقربك، لأنه لن يرضى أن يخسر قلبا مثلك.
ابتسم سامان، ووضع يده على قلبه، وقال بصوت يغمره الرجاء والصدق:
وها أنا أعود اليوم برفقة ورضا والدي ، لا أطلب سوى رضاكم وموافقتكم. أطلب يد دينا، لأكمل معها عمري.

في اليوم الثاني من اجازة سامان التالية ، أُقيمت الخطوبة رسميًا. وبعد ستة أشهر، عُقد قرانهما في حفل كبير، حضره الأهل والأصدقاء، وكان على رأس المدعوين جهان وخطيبها.
كان الزفاف في قاعة تطلّ على الوادي الجميل، حيث امتزجت أهازيج الفرح وصدى الموسيقى بخرير مياه الوادي و تغاريد البلابل ، كان عرسا من تلك الأعراس التي لا تُنسى. عرسا سمع صداه جميع سكان الوادي ، عرسا حملت أفراحه الجبال، وردّدتها جنباته.



#خالد_محمود_خدر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يكون الحب في الزمن الصعب / الجزء السادس
- عندما يكون الحب في الزمن الصعب/الجزء الخامس
- عندما يكون الحب في غير زمانه / الجزء الرابع
- عندما يكون الحب في الزمن الصعب /الجزء الثالث
- عندما يكون الحب في الزمن الصعب / الجزء الثاني
- عندما يكون الحب في الزمن الصعب / الجزء الاول
- خواطر في محطات دروب الحياة / الجزء الثالث
- خواطر في محطات دروب الحياة / الجزء الثاني
- خواطر في محطات دروب الحياة / الجزء الاول
- حقا ان الفساد ان دخل في مفاصل الدولة والمجتمع أصبح عار ʌ ...
- بمناسبة احتفال ابناء المكون الآشوري الكلداني السرياني بعيد ا ...
- أوجه التشابه بين تاملات جبران خليل جبران وعبدالرزاق الجبران ...
- موقع الانسان وتأملاته بين صورتين لمركبه فويجر ١ سنه &# ...
- موقع الانسان وتأملاته بين صورتين لمركبه فويجر ١------- ...
- تأملات في الكون ومسيرة الانسان فيه:
- جانب من حياة الرحاله العراقي يونس بحري ومذكراته في سجن ابو غ ...
- جانب من حياة الرحاله العراقي يونس بحري ومذكراته في سجن ابو غ ...
- جانب من حياة الرحاله العراقي يونس بحري ومذكراته في سجن ابو غ ...
- جانب من حياة الرحاله العراقي يونس بحري ومذكراته في سجن ابو غ ...
- تشييع دفعة جديدة من رفات شهداء حملة إبادة إيزيديي سنجار على ...


المزيد.....




- بعد 80 عامًا من وفاة موسوليني ماذا نتعلم من صعود الفاشية؟
- مطربة سورية روسية تحتفل بأغنية في عيد النصر
- مركز السينما العربية يكشف برنامجه خلال مهرجان كان والنجمان ي ...
- فيلم وثائقي يكشف من قتل شيرين ابو عاقلة
- بعد 21 يوما من وفاته.. تحديد موعد دفن الإعلامي عطري صبحي
- مصر.. رفض دعاوى إعلامية شهيرة زعمت زواجها من الفنان محمود عب ...
- أضواء مليانة”: تظاهرة سينمائية تحتفي بالذاكرة
- إقبال على الكتاب الفلسطيني في المعرض الدولي للكتاب بالرباط
- قضية اتهام جديدة لحسين الجسمي في مصر
- ساندرا بولوك ونيكول كيدمان مجددًا في فيلم -Practical Magic 2 ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمود خدر - عندما يكون الحب في الزمن الصعب / الجزء السابع والأخير