أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمود خدر - عندما يكون الحب في الزمن الصعب/الجزء الخامس















المزيد.....

عندما يكون الحب في الزمن الصعب/الجزء الخامس


خالد محمود خدر

الحوار المتمدن-العدد: 8331 - 2025 / 5 / 3 - 08:54
المحور: الادب والفن
    


منذ التحاقه بالشركة الإنشائية في تلك المدينة البعيدة نسبيا، كرّس سامان نفسه للعمل ليلَ نهار ليكون عند حسن ظن الشركة ، لا سيّما وأن طبيعة العمل التنفيذي تتطلب متابعة دقيقة ومراقبة مستمرة في مواقع العمل المختلفة، باعتباره المهندس الرئيسي المسؤول عن التنسيق بين هذه المواقع إضافة لمهامه الاخرى. أثبت سامان كفاءته في أداء مهامه هذه التي تجاوزت طاقة مهندس واحد. وبفضل جهوده، أنجزت الشركة عددا من المشاريع قبل مواعيدها المقررة ، مما أكسبه ثقة مدير عام الشركة الذي لم يتردد في مضاعفة راتبه.

قبيل سفر المدير في مهمة خارج البلاد، لم يجد أمامه من هو أجدر بالثقة من سامان، فاستدعاه وأثنى على أدائه وإخلاصه، وأبلغه بأنه سيكلّفه بمهمة المدير التنفيذي للشركة إلى جانب مساعدة ابنته ديانا التي كلفها بمهام المدير للشوؤن الإدارية، على أن تعمل تحت إشراف سامان، ليتسنى لها التعلم واكتساب الخبرة، كونها خريجة حديثة من المعهد الإداري.

تضاعفت مسؤوليات سامان ، اعلم دينا وعائلته بذلك مسبقا ، لينشغل كليا بالعمل، ورأى في هذه الفرصة بوابة لتحقيق حلمه: التسجيل على شقة سكنية في مدينته، بعدما أوشك على توفير تكاليف خطبته وزفافه من دينا، التي كانت تنتظره بصبر ووفاء منذ زمن بعيد.

التقى سامان بديانا في مكتب والدها قبيل سفره، وسرعان ما تذكّر ملامحها عندما كانت صبية صغيرة تسكن في الحي. أما هي، فانبهرت بشخصيته فورا ، واصبحت صورته لا تفارق مخيلتها.

بعد تسلمها مهامها ، ولقائها المتكرر مع سامان ، انجذبت إليه و تعلّقت به، وبدأت تتودد إليه بما جلب انتباهه. كانت تأتي يوميا إلى العمل ببدلة جديدة من أرقى الماركات العالمية، وكأنها في طريقها إلى حفل زفاف، لا إلى موقع عمل، متناسية دورها الإداري، مستأنسة بتحمل سامان العبء كله ، طالما ضمن ذلك قربها منه.

رغم محاولاتها المتكررة ، بقي سامان وفيا لحبيبته دينا، متحفظا في تعامله مع ديانا، مدركا أن قلبه مشغول بحب ينتظر العودة إليه ،محققا ما يصبوا إليه ، وقبلها باقة ورد يهديها لدينا عند أول إجازة بعد عودة المدير.

غير أن تجاهله المتكرر دفع ديانا إلى التساؤل مع نفسها عن سبب هذا البرود ، و داهمها القلق خشية أن تكون هناك فتاة أخرى في حياته، فقررت التحقق من الأمر قبل أن تفقده. استغلت صداقتها ببعض فتيات الحي القديم الذي نشأت فيه، عندما كانوا سوية في المرحلة المتوسطة. سافرت في اليوم التالي إلى مدينتها بحجة زيارة عائلتها والاطمئنان على والدتها، بعد أن أعلمت سامان بذلك.

سرعان ما وصلت إلى إحدى صديقاتها وقدّمت لها هدية ثمينة، ثم بدأت حديثها بشكل غير مباشر عن صبيان وصبايا الحي، ومن بقي منهم، في محاولة للعثور على خيط يقودها إلى الحديث عن سامان مع أنه كان أكبر منها بسنوات غير قليلة . من خلال حديث صديقتها، علمت أن سامان لا يزال غير متزوج، ويزور أحيانًا بيت صديق له ، شقيق جهان ابنة الحي ايضا ، التي لم تتزوج هي الأخرى، وتم تعيينها حديثا كمدرّسة في المدرسة التي تعمل اختها مديرة لها.

فسّرت ديانا زيارات سامان لعائلة جهان بأنها دليل على علاقة حب بينهما، خاصة وأن كليهما تخرّجا من نفس الجامعة وفي السنة ذاتها. قررت في اليوم التالي زيارتها في المدرسة، بحجة زيارة أختها المديرة التي تسكن في حي بعيد بعد زواجها.

وقبيل الزيارة، نسجت ديانا في خيالها قصة عن علاقة حب تجمعها بسامان، مدعية أنه بادرها بالمشاعر خلال عملهما المشترك، وأنهما بانتظار عودة والدها لإعلان الخطوبة رسميًا. ألقت بنفسها في هذا الدور دون اكتراث بعواقبه، كمراهقة عاشقة تغامر بكل أوراقها مدفوعة بغيرتها، التي عززها رفض سامان لمشاعرها.

خلال الزيارة، علمت ديانا من جهان ، أن سامان مرتبط عاطفيًا بدينا، زميلته في الكلية، وهنا تحوّلت غيرتها من جهان إلى دينا، التي لم تعرف عنها شيئًا من قبل. فاشتعلت نار الغيرة في قلبها، وبدأت تخطّط لمعرفة عنوان دينا لتخريب علاقتها بسامان، مستغلة قربها منه في العمل.

ذات يوم، ذهبت ديانا إلى موقع العمل، فرأت سامان من بعيد يوجه العمال والفنيين، فمرت في طريقها إليه بموقع الاستراحة المؤقت، وهناك رأت سترة رسمية معلقة على الجدار ، أدركت فورا أنها تخص سامان. اغتنمت الفرصة للتفتيش فيها ،وأخذت هاتفه الشخصي المحمول ، ثم عادت بسرعة خلسة إلى مكتبها دون أن تلتقي بأحد.

أما سامان، فعاد لاحقا ليبدّل ملابس العمل ، ففوجئ باختفاء هاتفه. فتّش عنه دون جدوى، وظنّ أنه فقده أثناء تنقله في موقع العمل ، مما أقلقه، خصوصا أنه لم يعد قادرا على التواصل مع دينا وعائلته وبقية اصدقائه بفقدان هاتفه هذا الذي يحوي أرقام هواتفهم. وقدر تعلق الامر باعمال الشركة والعاملين فيها فإنه لم يتاثر لانه بالاساس على تواصل هاتفي معهم عبر هاتف المحمول الخاص بالشركة.

في مكتبها، أغلقت ديانا الباب على نفسها، وبدأت تتفحص هاتف سامان. وجدت ان جميع التطبيقات مقفلة ، فيما كانت جهات الاتصال وسجل المكالمات مفتوحة ، وأول اسم في قائمة جهات الاتصال كان اسم دينا. وحين فتحت سجل المكالمات، فوجئت بمئات المكالمات بينهما، ما أجّج نار الغيرة أكثر، ولكنها وجدت ان آخر اتصالاتها كانت قبل فترة قصيرة وبدون ردّ من سامان عليها ، بما فسرته لصالحها يداية ، ولكن رد سامان لكل محاولاتها معه خيب هذا التفسير ، لتبقى بعد ذلك اسيرة غيرة عمياء افقدها بوصلة توازنها. ولم تمض دقائق حتى خطر ببالها فكرة خبيثة: أن ترسل إلى دينا رسالة صوتية من هاتف سامان، تتضمن مضمونا جارحا لدينا يوحي بانتهاء العلاقة بينهما، على أن توصلها بطريقة تقتنع دينا ،فوجدت الحل بأن ترسل رسالة صوتية الى دينا من هاتف سامان وهكذا فعلت، وأرسلت تلك الرسالة الصوتية التي تركت جرحا بالغا في قلب دينا، دون ان يكون لها علما عن مكان ديانا او نزوحها.

توقعت ديانا ردا قاسيا من دينا موجها إلى سامان. لكن خاب ضنها ، لان رقم هاتف سامان الذي ارسلت منه الرسالة الصوتية اضحى في ذلك الوقت غريبا بالنسبة لدينا بعد ان حذفت اسمه من قائمة جهات اتصالها. وهذا ما أثار خيبة امل ديانا ، لانها فكرت وقتها باستخدام هذا الرد ان تم وسيلة ثانية لإبعاد دينا عن سامان.

بعد عدة أيام، في فترة الغداء في الشركة جلست ديانا في المطعم قبالة موظفة في الشركة ، على مقربة من سامان ، و بدات ديانا في حديث عام أساءت فيه إلى الفتاة التي تربط نفسها بعلاقة حب تمتد لفترة طويلة دون خطوبة، بما يوحي برخصها و وجود نقص فيها. وقتها لم يفهم سامان مغزى كلامها او سببه خاصة أنها كانت تحاول التقرب منه رغم تجاهله لها.

عاد مدير الشركة من سفره ،وقدم شكره لسامان على جهوده الكبيرة في جميع المهام الموكل بها.
بعد يومين منح سامان إجازة لمدة أسبوع.



#خالد_محمود_خدر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يكون الحب في غير زمانه / الجزء الرابع
- عندما يكون الحب في الزمن الصعب /الجزء الثالث
- عندما يكون الحب في الزمن الصعب / الجزء الثاني
- عندما يكون الحب في الزمن الصعب / الجزء الاول
- خواطر في محطات دروب الحياة / الجزء الثالث
- خواطر في محطات دروب الحياة / الجزء الثاني
- خواطر في محطات دروب الحياة / الجزء الاول
- حقا ان الفساد ان دخل في مفاصل الدولة والمجتمع أصبح عار ʌ ...
- بمناسبة احتفال ابناء المكون الآشوري الكلداني السرياني بعيد ا ...
- أوجه التشابه بين تاملات جبران خليل جبران وعبدالرزاق الجبران ...
- موقع الانسان وتأملاته بين صورتين لمركبه فويجر ١ سنه &# ...
- موقع الانسان وتأملاته بين صورتين لمركبه فويجر ١------- ...
- تأملات في الكون ومسيرة الانسان فيه:
- جانب من حياة الرحاله العراقي يونس بحري ومذكراته في سجن ابو غ ...
- جانب من حياة الرحاله العراقي يونس بحري ومذكراته في سجن ابو غ ...
- جانب من حياة الرحاله العراقي يونس بحري ومذكراته في سجن ابو غ ...
- جانب من حياة الرحاله العراقي يونس بحري ومذكراته في سجن ابو غ ...
- تشييع دفعة جديدة من رفات شهداء حملة إبادة إيزيديي سنجار على ...
- لا تتناول خصوصيات الناس وتلمس جراحاتهم إن لم يكن قصدك فيها ن ...
- للحوار لغة على منصات التواصل الاجتماعي كما في واقع الحياة


المزيد.....




- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...
- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمود خدر - عندما يكون الحب في الزمن الصعب/الجزء الخامس