أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمود خدر - قراءة جديدة لمذكرات الأرقش / الجزء الاول















المزيد.....

قراءة جديدة لمذكرات الأرقش / الجزء الاول


خالد محمود خدر

الحوار المتمدن-العدد: 8352 - 2025 / 5 / 24 - 14:07
المحور: الادب والفن
    


يبدوا اننا في زمن افسد فيه القول حتى احمد الصمم.
العبارة هذه تذكرني بكتاب قراته في اواسط التسعينات عنوانه (مذكرات الارقش ) بطبعته التاسعة ،الصادره عام 1992 عن دار نوفل في بيروت للأديب الكبير ميخائيل نعيمة بعد ان استعرته من المكتبة المركزية لجامعة الموصل في اواسط التسعينات ،وانا تدريسي فيها، واخذت عنه حينها بعض الملاحظات ، وهذا دأبي منذ فترة طويلة عندما أقرأ أي كتاب يقع تحت يدي، ذلك انني ارى في ذلك فرصة لإتمام الفائدة منه كي اتمكن مستقبلا من الرجوع له وقراءته بشكل سريع وهادف عبر قراءة هذه الملاحظات.

عموما في قراءتي لكتاب ما مع ما يعنيه ضمنا الاستفادة المباشرة من خبرة مؤلفه في المجال الذي كتبه، احس واجد نفسي ممتنا ، وكأن مؤلفه قد اضاف من عمره الى عمري عبر جهوده التي استغرقت سنين طوال من عمره في مراجعة ما يرتبط بموضوعه من كتب ومقالات قد تكون غير متوفرة بين يديه الامر الذي يقوده احيانا كثيره للبحث عنها في مكتبات مختلفة موزعة في مواقع كثيره واحيانا دول مختلفة ،ليخرج منها بعصارات فحواها وآراؤه فيها وهذا أمر ليس بالسهل . ولا غرابة في ما قاله يوما مصطفى محمود العقاد :
أقرا لأضيف الى عمري اعمار من قرأت لهم.
ان لمحه نبل من عبارة ما نقرأها في كتاب معين ، تنير العقل وتبهج القلب وتريح الضمير، وبينما يمضي النبيل صاحبها ولكن حسبه أن يحفر في قلب قارئه نهرا لا ينضب معينه من اراء سديدة حكم كبيره تنير طريقه في طريق الحياة ، وهذا لوحده جانب من ما ينشده الإنسان من سعادة.

وأضيف لهذا الى انني اعتبر ذلك فرصة اخرى لإفادة الآخرين من زبدة ما اقرأه ، في زمن طغت فيه مفاهيم وأعراف جديدة حول الثقافة العامة بحيث تصبح قراءة كتاب عام عبء ثقيل عند البعض ومضيعه للوقت عند البعض الآخر الذي يرى أنه يمكنه تصفح مواقع عديدة في شبكة الانترنيت ، ليلتهم منها عبارات مجردة من هنا او اقوال ماثوره من هناك ، دون ان يدرى بأن طعم قطرات الماء من منبعها مباشره أطيب وقعا في النفس و اكثر مذاقا وجمالا من تلك التي تنساب بين تفرعات جداوله المتعطشة لملاقاة مستقرها في الأرض أو البحر.
ويبقى هؤلاء متناسين ان الزاد الفكري او المعرفي لا يقل ابدا بل ويزيد عن غيره في أهميته ،ذلك أن به تبنى المجتمعات وتطور الشعوب وتتقدم الأمم ، أما تلك القطرات فهي ملهاة وتأجيل مهام أساسية خلق من اجلها الانسان.

تشكل مؤلفات ميخائيل نعيمه مدرسة إنسانية فريدة ومذهب مضيء من أنبل مذاهب الفكر الإنساني. ومؤلفه موضوع الحديث (مذكرات الأرقش) يد نضح بالتفكير العميق ، وتعبر عن خبرة المؤلف وأرائه في الحياة والناس والأشياء .

شكل جمع هذه الاقتباسات مع الملاحظات التي كتبتها قبلها عنه ، حصيلة وضعتها تحت عنوان:
قراءه جديده لمذكرات الارقش ، المدونه ادناه تفاصيلها.

الأرقش في مذكراته ، رجل غريب الأطوار يخدم صامتا في مقهى ويطل على الناس وحياتهم لا من حدقة العين بل من كوة الخيال الطلق والروح الصافية. فيدون هذه المذكرات العجيبة بأسلوب يفعل بالقارئ فعل السحر، ويفتح له أفاقاً بعيدة وعوالم جديدة ما كانت تخطر له في بال من قبل .

عاش الارقش وهذا اللقب اطلق عليه من قبل الآخرين ، ممن شاءت صدف الحياة ان يلتقي بهم ، لما يتناسب ذلك مع شكل وجهه وتقاسيمه التي ترك الجدري بصماته عليه ، وساهم جهل المحيطين به باسمه الحقيقي في تسميته بالارقش ، كونه كان كما بدا لهم انه اصم وابكم.

والغريب ان الأرقش ترك مع مذكراته هذه قصاصات لورق صحف من ما نشر في نيويورك وقتها من اخبار تدور حول حادث اليم في الفترة التي كتب بها هذه المذكرات ولربما قبلها. قصاصات تركها فجأة مع حاجاته البسيطة الاخرى في احد المقاهي العربيه بنيويورك التي كان يعمل نادلا فيها لفترة غير قليلة تقع في الربع الأول من القرن العشرين ، ليجد صاحب المقهى نفسه في حيرة من امره ، إذ كان يعتمد على الأرقش في تنفيذ طلبات الزبائن لقاء أجر لا يتجاوز مأكله ومسكنه في ركن معزول من أركان المقهى . وقاد تأففه من ما فعله الأرقش معه كما يرى ذلك عند مغادرته المقهى فجأة ، الى انتباه ميخائيل نعيمه الذي كان يتردد على مقهاه (مع غيره من بعض مغتربي لبنان) ليجد ، بعد نقاش قصير حول ما تركه هذا ( الأرقش) هذه المذكرات بين حاجاته التي لم يشأ ان يأخذها معه للمجهول عندما غادر المقهى هكذا فجاة دون ان يُعلم احدا. ويبدو أن كتمان سره وهو يرحل الى المجهول كان اجمل وقعا على نفسه الجريحه من شفقه الاخرين عليه. ويبدو ايضا ان هناك شيء ما قد أتعب قلبه دون رحمه ، وهنا يجد المعلول املا في المكان المجهول.

كانت المذكرات التي تركها الأرقش ،عنوانا لتأملات نعيمه ولكن بعد عودته من فرنسا حيث شارك في الحرب العالميه الأولى وهي في نهايتها كمجند امريكي.
مذكرات وتأملات لنعيمة وارقشه هي موضوع الحديث حوله هنا في هذه القراءة الجديدة.

صمت الأرقش كان اكبر من كل التكهنات التي كانت تداعب مخيلة رواد المقهى، ومن كان فنانا في صمته ، ليس من الغريب ان يكون مبدعا في اقواله ونظرته إلى الآخرين ، ذلك أن صمته كان اقرب ما يكون الى هدوء حكيم يتربص نجوم الليل ليأسر ضياء اجملها وقعا على نفسه ، وينسج منها حكما تضيء الطريق للاخرين ، يكون وقعها كبيرا حين تأتيهم وهم في غربة يلموا من خلالها تشتت أفكارهم ليرسلوها باقات حنين واشتياق الى موطن هجروه وأهل فارقوهم ،في زمن ازدادت فيه المعاناة والويلات وكثرت فيه الحروب والاضطهادات في بلادهم هذه التي هجروها.

أما الارقش فقد تنحى بعيدا ليرحل في صمت، بعد أن عزف اجمل الانغام في حياته متمثلة بما ورد في مذكراته هذه من حكم جميله تصلح لكل زمان ومكان. ويبدو أن الإنسان لا يتعلم الحكمة إلا بعد ان يؤدي للحياة ضريبة الالم ، ومن هنا جاءت قيمة المذكرات هذه التي تستحق القراءه والتأمل ، إذ يجد قارئها من عبر للحياة ما يكفيه زادا فكريا لسنين عديدة عندما يتأمل كلماتها ويوزنها بعناية. ان اجمل الكلمات لا تخرج احيانا الا من فاه منكوب بجسده مثل الفيلسوف سقراط والمعري وطه حسين وستيفن هوكنك وغيرهم الكثير.

أما قراءتي هذه لمذكرات الأرقش( وقد مر اكثر من المائه عام على تدوينها ) فقد وضعت لها عنوان:
قراءة جديدة لمذكرات الأرقش.
وهذه القراءة سوف تكون حديث الأجزاء التالية من هذا المقال

ب. د. خالد محمود خدر



#خالد_محمود_خدر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقديم لكتاب (ناجيات من جحيم داعش ) / الجزء الخامس من موسوعة ...
- بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لوفاة المربي الشيخ صبري مراد شيخ ...
- كن بابا للضوء ، وإن ضاق بك الطريق
- لو صاير شيوعي كبل عشر سنين ما جان انطوج فصلية، هكذا قالها اب ...
- سيرة وآراء عالم الفيزياء ستيفن هوكينج في الكون والحياة
- ماذا لو اجتمع الضمير الإنساني للفرد والمجموع بوجود القانون ا ...
- عندما يكون الحب في الزمن الصعب / الجزء السابع والأخير
- عندما يكون الحب في الزمن الصعب / الجزء السادس
- عندما يكون الحب في الزمن الصعب/الجزء الخامس
- عندما يكون الحب في غير زمانه / الجزء الرابع
- عندما يكون الحب في الزمن الصعب /الجزء الثالث
- عندما يكون الحب في الزمن الصعب / الجزء الثاني
- عندما يكون الحب في الزمن الصعب / الجزء الاول
- خواطر في محطات دروب الحياة / الجزء الثالث
- خواطر في محطات دروب الحياة / الجزء الثاني
- خواطر في محطات دروب الحياة / الجزء الاول
- حقا ان الفساد ان دخل في مفاصل الدولة والمجتمع أصبح عار ʌ ...
- بمناسبة احتفال ابناء المكون الآشوري الكلداني السرياني بعيد ا ...
- أوجه التشابه بين تاملات جبران خليل جبران وعبدالرزاق الجبران ...
- موقع الانسان وتأملاته بين صورتين لمركبه فويجر ١ سنه &# ...


المزيد.....




- وفاة االمخرج محمد لخضر حمينة.. صاحب-وقائع سنين الجمر- و-السع ...
- قبل ساعات من حفل الختام.. مهرجان كان السينمائي يتأثر بانقطاع ...
- منتدى حقوق الإنسان بالصويرة يناقش -الحركية البشرية- و-الدينا ...
- أول عربي يفوز بالسعفة الذهبية: رحيل المخرج الجزائري محمد لخض ...
- أول عربي يفوز بالسعفة الذهبية: رحيل المخرج الجزائي محمد لخضر ...
- بريتني سبيرز تخرق قواعد الطيران.. والسلطات تتدخل بتحذير رسمي ...
- مهرجان كان 2025: أي الأفلام سيفوز بالسعفة الذهبية؟
- الولايات المتحدة.. العثور على جثة نجم أفلام إباحية شهير بمنط ...
- تردد قناة ناشونال جيوغرافيك الجديد 2025 على النايل سات عشان ...
- الجزائر: وفاة المخرج محمد لخضر حمينة صاحب السعفة الذهبية بمه ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمود خدر - قراءة جديدة لمذكرات الأرقش / الجزء الاول