أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - الكتب الأعياد














المزيد.....

الكتب الأعياد


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 8367 - 2025 / 6 / 8 - 10:32
المحور: الادب والفن
    


الكتب الأعياد.
لم تكن طفولتي مبهجة او سعيدة فقد عشنا وكنا تسعة افراد على معاش جدي الضئيل. ولم تهبني طفولتي أي شيء بينما غرست فيها الكثير من أحلامي. خلال ذلك كانت البهجة الوحيدة في سنواتي المبكرة هي الكتب، فقط الكتب التي فتحت عيني عليها في مكتبه جدي أولا، ثم مكتبه والدي في ما بعد. وحدها الكتب هي التي أفسحت لي مجالا كبيرا للفرح والخيال بعيدا عن واقع المعيشة الصعبة.
في الثانية عشرة من عمري كنا نسكن في شارع مصر والسودان، وكان في صالة بيتنا صوان ممتلئ بالكتب، معظمها روايات روسية! فرغت منها خلال عدة شهور، ثم لجأت إلي الرصيف، إلى "عم حجازي" الذي كان يعرض الكتب على سور فيلا مهجورة بالقرب منا، ويقف بجوار السور أمام لوح رسم ممسكا بفرشاة يرسم وجوه المطربين والنجوم ليبيعها، وعقدت معه اتفاقا أن أعطيه قرش صاغ كل يوم مقابل أن أقرأ قدر ما أستطيع من دون أن آخذ كتابا لي أو معي، وكنت أخرج من المدرسة وأتجه إليه بحقيبتي وأجلس على الرصيف وأظل أقرأ حتى تعتم الدنيا فأصعد إلى بيتنا. طالعت عنده مغامرات اللص الشريف" آرسين لوبين" ، وروايات يوسف السباعي، و "ماجدولين" المنفلوطي، وكل ما هو مطبوع، وفرغت من قراءة كل كتب السور في ثلاثة أشهر وكلفني ذلك نحو جنيه واحد فقط. قرأت حتى وقعت بالمصادفة على رواية ضمن سلسلة روايات الهلال بعنوان " ذات الرداء الأبيض" تأليف ويلكي كولنز فتغير كل شيء في عقلي وروحي. فقد كانت الرواية تشتمل على كل ما يمكن أن يأسر وجدان شاب صغير ويخرجه من حياته إلى حياة أكبر وأعرض، كانت مزيجا عجيبا سحريا من الرومانسية والدراما العنيفة في إطار بوليسي، وهي أول ما لفت نظري إلى أن هناك شيئاً اسمه الأدب، وأن الكتاب قد ينطوي على قيمة أعمق من الثرثرة ومن وصف سطح الأحداث والبشر. قرأتها وأنا في الثانية عشرة من عمري ولا أنسى أثرها إلى الآن. ثم هزني كتاب اخر كان اسمه «أ.ب. تشيخوف»، عن سيد القصة القصيرة أنطون تشيخوف، عن حياته وهمومه ونظرته إلى البشر والحياة. تشيخوف الذي قال: " في الإنسان لا بد أن يكون كل شيء جميلا، روحه وملابسه وأفكاره ". وعندما تعرضت لوعكة صحية مؤخرا هذا الشهر اسعدتني القراءة وأنا راقد معظم الوقت. قرأت رواية مدهشة بكل معنى الكلمة، أتمنى ممن يكتبون أن يجدوها، الرواية هي" شيطانات طفلة خبيثة" للروائي ماريو بارجاس يوسا. عمل مذهل وعذب وعميق بكل معنى الكلمة، ومتاح مجانا على النت. قرأت أيضا رواية بديعة باسم " ساخذك واحملك بعيدا" للكاتب الإيطالي نيكولو امانيتي، ورغم حجمها الذي يتجاوز الأربعمئة صفحة فإنك تكاد لا تشعر بذلك بفضل السلاسة والقدرة المدهشة على رسم التفاصيل، هذا رغم أن الرواية لا تصب في فكرة عامة؛ لكنها ممتعة.
تلك الكتب أعيادي اتركها وتتركني ويظل أثرها ساريا مثل ضوء نجمة بعيدة.

***



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غريبان . قصة قصيرة
- رأس الـحـكــمـة وجـبـل الـجـلــيــد
- الأغنية تدخل إلى الشماتة والعبودية
- محمود قرني .. قصيدة الوداع
- تغريبة القافر
- ما الذي أغضب ابنة نجيب محفوظ مني ؟
- نافذة - قصة قصيرة
- مجمع اللغة العربية .. معجم جديد
- زيــارة إلــى بــلــزاك
- تـعــب فــي الــركــبـــة . قصة قصيرة
- الــســودان .. يــا أخـــت بــلادي
- مرحبا بالكسل الجميل
- حـكـايـات مـراسـل إذاعـــة
- محمد عبد الوهأب .. ميلاد الأغنية العربية
- في ذكرى والدي
- أول العشق - قصة قصيرة
- سيد حجأب .. عيون إيفلين
- حادثة 4 فبراير .. البكأء على المأضي
- لماذا ينتحر الأدباء ؟
- قــصـة انـقـضـى عـلــيــهــا مــئــة عـــام


المزيد.....




- فيلم -أوسكار: عودة الماموث-.. قفزة نوعية بالسينما المصرية أم ...
- أنغام في حضن الأهرامات والعرض الأول لفيلم -الست- يحظى بأصداء ...
- لعبة التماثيل
- لماذا يا سيدي تجعل النور ظلاماً؟
- نشطاء يريدون حماية -خشب البرازيل-.. لماذا يشعر الموسيقيون با ...
- -ماء ونار-.. ذاكرة الحرب اللبنانية في مواجهة اللغة وأدوات ال ...
- أردوغان يستقبل المخرج الفلسطيني باسل عدرا الفائز بأوسكار
- توقيع اتفاق للتعاون السينمائي بين إيران وتركيا
- تسرب مياه في متحف اللوفر يتلف مئات الكتب بقسم الآثار المصرية ...
- إطلالة على ثقافة الصحة النفسية في مجتمعنا


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - الكتب الأعياد