أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - تـعــب فــي الــركــبـــة . قصة قصيرة














المزيد.....

تـعــب فــي الــركــبـــة . قصة قصيرة


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 7606 - 2023 / 5 / 9 - 16:14
المحور: الادب والفن
    


كانت لدي منضدة صغيرة تفسخت قوائمها وأردت إصلاحها، وذات يوم وأنا في طريقي إلى البيت شاهدت إعلانا بالبوية على حائط بيت :" أبو السيد. نجار. منزل رقم كذا .. تليفون رقم ..". قلت لنفسي:" ممتاز". اتجهت مباشرة إلي العنوان المذكور، وهناك رأيت امرأتين ممتلئتين جالستين تحت شرفة الطابق الأول تثرثران. واحدة تبيع فطيرا مشلتت والثانية لا تبيع فطيرا، مكتفية بالجلوس ووضع يدها على خدها. سألت عن أبو السيد النجار، فردت البائعة: وحضرتك مش عاوز فطير؟. قلت : لاء. شكرا. فانصرفتا إلي الثرثرة. قلت: النجار موجود؟. قالت: لاء .. اتصل به. قلت : والتليفون عنده شغال ؟ قالت: التلفون ايوه .. النجار هو اللي مش شغال. بعيد عنك جاله تعب في الركبة. أضافت الأخرى: لكن محمود النجار موجود. استفسرت: طيب فين محمود؟. قالت: ح تلاقيه قاعد بيلعب طاولة مع صبحي الكهربائي في المحل آخر الشارع.
اتجهت لمحل صبحي الكهربائي. محمود عندك؟. قال: أي محمود؟ أصل لامؤاخذة عندنا ثلاثة محمود؟. قلت: النجار. صاح: آه .. فهمت! شوفه جنب محل الكفتة عند ربيع الحلاق، كان بيعمل له رف خشب. ذهبت لعم ربيع، وما إن نطقت باسم محمود حتى ضحك الحلاق العجوز بسرور كأنه تذكر شيئا مفرحا وسريا في الوقت نفسه، وقال ببهجة : محمود؟!! الله يخرب عقلك يا حودة.. واد مسخرة. شوفه على قهوة السكرية جنبنا. وقهقه يحدث نفسه وهو يتكتك بالمقص فوق رأس الزبون: يخرب عقلك يا حودة ! سألت الجرسون في المقهى: محمود النجار هنا؟. جاي حالا. تشرب إيه حضرتك؟. قهوة مضبوط . جلست. بعد نصف ساعة ظهر رجل من سني تقريبا يسأل عن النجار. قلت له: تفضل. اجلس، وأوضحت له أن أبو السيد لا يعمل حاليا لأنه جاله تعب في الركبة، لكن محمود شغال. سألني: ومحمود ألقاه فين؟. قلت له: أنا قاعد أنتظره. كلمة مني وكلمة منه سألني: وحضرتك أصلا من فين؟ قلت: من طنطا! . صاح : الله من فين في طنطا؟. من شارع كذا. معقول! طيب الاسم إيه بالكامل؟ عرفته بنفسي، فصاح: يا نهار أبيض؟! من بيت الحاج عبد الجواد؟! ونهض وأخذني بالأحضان قائلا: ألا تعرفني؟ أنا ابن بنت عمة ابوك الكبيرة.. نفيسه.. الله يرحمها! وأقسم الرجل بكل المقدسات أن يصحبني معه إلي طنطا لنتغدى عند أخته سهام وبذلك نصل ما انقطع من صلة الرحم. حاولت أن أرفض فعاتبني : إزاي؟ دي سهام تزعل قوي. ركبنا سيارة من رمسيس وبعد ساعتين كنا نأكل ملوخية وأرانب عند سهام وزوجها يحرك طاقيته فوق رأسه من وقت لآخر مغمغما " أهلا وسهلا". وبدأ الأقارب يتوافدون بعيالهم ونسوانهم، وكل واحد منهم يحتضني ويقبلني ويهز يدي بحرارة حتى انخلعت ذراعي وحل الغروب وبدأت أشعر بالإرهاق فنهضت محتضنا مودعا فردا فردا مترحما على الحاجة نفيسه.
في طريقي إلى البيت صادفت ورقة بإعلان على حائط " الأسطى حسنين النجار". لمحني صبي أتطلع إلي الرقم فوثب ناحيتي: عاوز الأسطى حسنين؟ قلت له بحزم: لاء شكرا، مش عاوز. وقلت لنفسي : " تفسخت قوائم المنضدة ، هذه حال الدنيا. جميعنا إلى زوال"، وأسرعت نحو بيتي، والصبي يجري خلفي هاتفا: " أنادي لك حسانيين .. حسسانييييين.. حسسا ".

***
د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الــســودان .. يــا أخـــت بــلادي
- مرحبا بالكسل الجميل
- حـكـايـات مـراسـل إذاعـــة
- محمد عبد الوهأب .. ميلاد الأغنية العربية
- في ذكرى والدي
- أول العشق - قصة قصيرة
- سيد حجأب .. عيون إيفلين
- حادثة 4 فبراير .. البكأء على المأضي
- لماذا ينتحر الأدباء ؟
- قــصـة انـقـضـى عـلــيــهــا مــئــة عـــام
- ولــمــاذا نــكــتـــب إذن ؟
- مــغــالــطــات الــتــرجــمــة إلــى الــعــامــيــة
- تزييف الثقافة
- - ربـــمـــا - - قـصـة قــصـيــرة
- رجــال وســـجــايـــر
- حـفــيــف صــنــدل - قــصـة قــصـيــرة
- بــيــن نــجــيــب مـحـفـوظ و يـوسـف إدريــس
- إدوار الـخـراط .. أنـت مـعــنــأ
- نــســـاء وحـــب وأزيــــاء
- الآن دونو .. نظام التفاهة


المزيد.....




- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - تـعــب فــي الــركــبـــة . قصة قصيرة