أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد الخميسي - مرحبا بالكسل الجميل














المزيد.....

مرحبا بالكسل الجميل


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 7594 - 2023 / 4 / 27 - 15:05
المحور: كتابات ساخرة
    



في شهر أبريل 2023 تجاورت مثل نجوم في السماء أفراح رمضان وعيد القيامة المجيد وشم النسيم وعيد الفطر توحد المصريين في تحالف وجداني وقومي تزينه خمسة أيام إجازة، يمكنكم أن تسترخوا فيها وتكسلوا قدر ما تريدون، فليس كل الكسل عيبا، بل إن بعضا من عظماء الأدباء امتدحوا الجوانب الممتعة والمفيدة من هذه الحال. وقد اعتبر الكاتب المصري الفرنسي ألبير قصير أن الإنسان الكسول وحده يملك الوقت للتأمل والتفكير! وعندما سألوه:" لماذا تكتب؟"، أجابهم:" حتى لا يستطيع أن يعمل في الغد من يقرأ لي اليوم"! أي أنه يكتب تشجيعا للكسل! ولكى نرفع عن الكسالى أي حرج أقول إن كولومبيا شرعت في الاحتفال بيوم الكسل منذ عام 1985، وتعود فكرة الاحتفال إلى " كارلوس مونتويا" أحد سكان مدينة " ايتاجوى" الذي بدأ موضحا : " علينا أن نحتفل بالاستمتاع بالحياة وليس فقط بضجيح الأعمال التجارية والصناعية". وفي ذلك اليوم يخترق الآف الكولمبيون الشوارع رافعين المراتب والأسرة والأغطية رمزا للكسل الجميل، ويقيمون المسابقات لأفضل بيجاما، وأجمل غطاء نوم ! أما أمريكا فقد بدأت الاحتفال بيوم الكسل العالمي منذ عشر سنوات. استرخوا وإكسلوا إذن. وقد امتدح الاستمتاع بالحياة أدباء عظام منهم الكاتب الألماني هيرمان هيسة في كتابه " فن الكسل" مشيرا إلى أن الكسل: " فن قديم دمرته مكنة التفكير الحديثة الخالية من الروح علاوة على النظام التعليمي الذي سلب الفرد حريته الفكرية وشخصيته المستقلة"، ثم يوضح فكرته قائلا:" لطالما كان الفنانون بحاجة إلى شيء من الكسل، ويرجع ذلك إلى حاجتهم لفهم وهضم التجارب التي تمر بهم، ومنح الفرصة للأفكار التي تخرج من اللاوعي حتى تنضج". هناك أيضا فيلسوف عالمي معروف هو برتراند راسل الذي كتب كتابا بعنوان " في مديح الكسل"، صدر عام 1935، ذهب فيه إلى أن الحضارة الانسانية انتعشت في ما مضى بفضل الكسل الذي وفره كدح العبيد للسادة والنبلاء بحيث تفرغ السادة للفنون والعلوم, ويستشهد راسل بقصة مسافر في إيطاليا وقع بصره على اثني عشر شحاذا استلقوا في الشارع، فعرض عليهم أن يقدم ليرة لأكثرهم كسلا، فهب الجميع وقوفا فقام المسافر بمنح الليرة للرجل الثاني عشر الذي بقى مستلقيا وتكاسل عن النهوض! وعن الكسل تقول أجاثا كريستي الكاتبة الأكثر رواجا في العالم : " الاختراع ينبع في تقديري من الفراغ، وربما من الكسل أيضا، بهدف أن يوفر المرء على نفسه الجهد الشاق". ويقول الكاتب الانجليزي جيروم. ك. جيروم صاحب رواية " ثلاثة في قارب": " إنني أحب الكسل فقط عندما لا يصح أن أكون كسولا.. حينذاك أحبه" ! وسنجد في تراث معظم الشعوب المثل القائل : " الكسل أحلى مذاقا من العسل"، ومع ذلك كله فلا ينبغي أن يفهم من الحديث أنه دعوة للتكاسل، لكنه دعوة للاستمتاع بالحياة، فكما يتعين علينا أن نستمتع بالعمل حتى الشاق منه، فإن علينا أن نتقن فن الراحة، والاسترخاء، لكي نواصل العمل، سواء أكان عملا أدبيا، أو اعتياديا، أو متعبا، لأن العمل يظل أساس التقدم الانساني كله، وبفضله تقدمت البشرية وسيطرت على الطبيعة وغارت في النفس الانسانية، ووصلت إلى القمر. استرخوا إذن وإكسلوا أيام أعيادنا الجميلة، لكي تتأهبوا لمزيد من الإبداع، والانتاج، والثمار، والتقدم.
د. أحمد الخميسي . قاص وكاتب صحفي مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حـكـايـات مـراسـل إذاعـــة
- محمد عبد الوهأب .. ميلاد الأغنية العربية
- في ذكرى والدي
- أول العشق - قصة قصيرة
- سيد حجأب .. عيون إيفلين
- حادثة 4 فبراير .. البكأء على المأضي
- لماذا ينتحر الأدباء ؟
- قــصـة انـقـضـى عـلــيــهــا مــئــة عـــام
- ولــمــاذا نــكــتـــب إذن ؟
- مــغــالــطــات الــتــرجــمــة إلــى الــعــامــيــة
- تزييف الثقافة
- - ربـــمـــا - - قـصـة قــصـيــرة
- رجــال وســـجــايـــر
- حـفــيــف صــنــدل - قــصـة قــصـيــرة
- بــيــن نــجــيــب مـحـفـوظ و يـوسـف إدريــس
- إدوار الـخـراط .. أنـت مـعــنــأ
- نــســـاء وحـــب وأزيــــاء
- الآن دونو .. نظام التفاهة
- الإبـــداع فــي الــفــن والــعـــلـــم
- إغــفـــاءة - قـصـة قـصـيـرة


المزيد.....




- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد الخميسي - مرحبا بالكسل الجميل