أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق فتحي - حوار متخيل بين سفيرين














المزيد.....

حوار متخيل بين سفيرين


طارق فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 8366 - 2025 / 6 / 7 - 20:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخبر:

"التقى السيد رئيس دائرة المراسم د. علي شمران حاجم السفير الأفغاني في العراق سليم شاه ميدانوال، وجرى خلال اللقاء بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين وسبل تعزيزها".

صياغة الخبر لا جديد فيها، خصوصا عبارة "بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك"، فهذه العبارة توضع بعد كل لقاء بين مسؤولي البلدان، لكن في بعض الأحيان تتساءل مع نفسك: ترى ما الذي بحثاه هذين السفيرين، وما هي تلك القضايا المشتركة بينهما؟ وقد سرح بنا الخيال لنتصور الحوار الذي جرى بين هذين السفيرين. بعد الترحيب وكلام المجاملة بين الطرفين:

السفير العراقي: تعرف سعادة السفير سليم شاه ان حكومتكم "طالبان" صنعتها المخابرات الامريكية والغربية في ظروف محددة، والشيء الجيد انها لم تستطع الاستغناء عنكم، حتى بعد ان اسقطتكم وجاءت بحكومة "مدنية" الى حد ما، فهي فاوضتكم في قطر على الرجوع للحكم، لكن لم نعرف ما هو المقابل؟

السفير الافغاني وقد علت وجهه ابتسامة خبيثة: شكرا سعادة السفير على الترحيب، ما تقوله جد صحيح، لكن ارجوك لا تنسى اننا واياكم صنعنا وانتجنا وخلقنا نفس الصانع، الفرق انه تم صنعنا ومحاربتنا على مراحل، اما أنتم فقد اتيتم بعد اسقاط صدام من قبل الامريكان، وهؤلاء جمعوكم من شتات الأرض، وصنعوا منكم "دولة".

السفير العراقي يبدو عليه الغضب: لا يمكن مقارنة حكمنا في العراق بحكمكم في أفغانستان، اننا قد ايدنا اغلبية الشعب، ولدينا انتخابات "حرة ونزيهة"، ولدينا قوانين انتخاب، وقد سننا دستورا، ولدينا قوات نظامية.

السفير الافغاني ساخرا: هذا كلام فارغ سعادة السفير، عن أي انتخابات تتحدث؟ الجميع يعرف انها صناعة مشهد ليس الا، يتم فيها تجديد حكمكم امام العالم، ثم عن اية قوات نظامية؟ أنتم أكثر بلد في العالم فيه ميليشيات وقوات، من شمال البلاد الى جنوبها وغربها عبارة عن ميليشيات وقوات؛ المشترك الوحيد بيننا هو اننا قوى اسلام سياسي، لهذا قوانيننا وتشريعاتنا واشكال حكمنا للبلدان سواء.

السفير الافغاني مستكملا كلامه بلهجة غاضبة جدا: اننا نحكم بسلطة قوانين الإسلام وانتم كذلك؛ كل التشريعات حول المرأة التي لدينا هي ذاتها عندكم، نختلف فقط في التسميات؛ لدينا النقاب للمرأة، لديكم "العباءة الزينبية"؛ تمنعون الخمور والنوادي الاجتماعية، نحن أيضا اغلقناها؛ تشرعون قوانين خنق حرية التعبير بمسمى "المحتوى الهابط"، نحن نفعل ذلك أيضا؛ العمائم هي من تحكم بشكل رسمي عندنا، انتم أيضا من يحكم هم العمائم لكن خلف الكواليس؛ نحن منعنا الغناء والفن وحطمنا كل أدوات الفن، انتم أيضا تمنعون الفن وتحاربوه لكن بشكل بطيء؛ نحن حولنا المجتمع الافغاني الى مجتمع إسلامي تماما؛ انتم أيضا جعلتم الناس لا تفكر الا بالدين والطائفة والخوف عليهما؛ بعد هذا تقول لي نحن نفرق عنكم، أي سخافة وهراء هذا يا سعادة السفير.

السفير العراقي وقد بدات عليه الحيرة من صراحة السقير الافغاني: لا اكتمك السر، فكل ما تقوله صحيح؛ هذا يدل على اننا صناعة أمريكية – بريطانية صافية؛ الشيء الذي يجب ان يقال ان هؤلاء الامريكان والبريطانيون ماهرين جدا ومحترفين جدا عندما صنعونا، فنحن لعبتهم المفضلة، يحتلون بنا البلدان، ويحاصرون ويهدمون ويجتاحون أي بلد يريدون؛ يحاربوننا هنا، ويدافعون عنا هناك؛ يقولون عنا في المكان اننا ارهابيون، وفي مكان اخر يدعموننا؛ انتم مثلا كنتم إرهابيين يوما ما، وصورتكم المؤسسة الإعلامية الامريكية والغربية على انكم الخطر العالمي الأكبر، وفي لحظة ما سلموكم الحكم في أفغانستان؛ مثلنا نحن، لقد جاءوا بنا من الشتات، وقالوا ان الحكم في العراق اصبح ديموقراطيا، لكنهم اليوم يقولوا اننا ميليشيات؛ والمثل الاوضح هي سوريا، فالقوات الامريكية عندما دخلت سوريا كانت حجتها محاربة "داعش والنصرة" والجماعات المتطرفة، لكنها في لحظة تحتضن قائد داعش والنصرة، وتجعله رئيسا لسوريا؛ الم اقل اننا لعبة أمريكية-بريطانية خالصة.

السفير الافغاني وقد بدا عليه الارتياح لسماع هذا الكلام: شكرا سعادة السفير انك أيضا فهمت من اننا لعبة؛ بالمناسبة كنت قرأت نصا لأحد المفكرين الغربيين، اعتقد اسمه "هربرت ماركوز" يقول فيه "يمكننا ان نتبين ان الليبرالية هي التي تنتج الدولة التسلطية الشمولية من نفسها"؛ وهذا القول صحيح جدا، فهذه الدول "أمريكا-الغرب" هي الأكثر ليبرالية في العالم، بل انها تحمل الراية الليبرالية، وانظر ما تنتجه من حكومات ودول سواء قومية او دينية، ونحن افضل النماذج لهذه السياسة الليبرالية.

السفير العراقي: شكرا لك سعادة السفير سليم شاه على وسع صدرك وصراحتك الحقيقية، وانت مرحب بك في بلدك الإسلامي الثاني العراق، واهلا وسهلا بك؛ أتمنى لك إقامة سعيدة، مع السلامة.



#طارق_فتحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسلاميو السلطة والسياسة الخارجية
- عبد الهادي الحسناوي والمحتوى الساقط
- الشرطة والأخلاق... نقيضان لا يجتمعان
- في الانتخابات...مجلس نواب جديد.. ما الجديد؟
- الكهرباء والصيف
- المرأة ... المأزق
- اسعد العيداني والحرب على الفقراء والانتصار في الدعاية
- مرة أخرى مع الصديق رزكار عقراوي .... القسم الأخير
- مرة أخرى مع الصديق رزكار عقراوي
- الحياة في سجني التاجي وهالدن
- ما أصعب الكتابة عن غزة
- في ذكرى ماركس
- ملاحظات على مسيرة الأول من آيار
- زلماي في ضيافة فخري
- بصدد تصريحات الرئيس اللبناني
- عرض موجز لكتاب رزكار عقراوي الذكاء الاصطناعي
- السوداني في الزي العربي
- الحملة الفاشية لا زالت مستمرة في الناصرية


المزيد.....




- ماذا يعني أمر ترامب بنشر الحرس الوطني في لوس أنجلوس بسبب الم ...
- كلب يتعرض لهجوم من ساعي بريد.. ومالكه يطالب السلطات بمحاسبته ...
- طهران: العقوبات الأمريكية الجديدة غير شرعية وتنتهك القانون ا ...
- برلماني مصري: مماطلة زيلينسكي في استلام جثث قواته تكشف تحايل ...
- والدة جندي إسرائيلي قتل بكمين خان يونس: جثة ابني تلاشت وكذلك ...
- قاليباف: المقترح الأميركي الأخير لم يذكر رفع العقوبات
- -الطفل المثالي-!.. شركة أمريكية تطلق نظاما مثيرا للجدل لاختي ...
- -ممنوع عدم اللمس-: معرض -النشوة- في باريس يفتح أبوابه أمام ت ...
- الديموقراطية الفرنسية أمام تحد تدخل -لوبي- المال في الحياة ا ...
- ذوبان الأنهار الجليدية.. يغير وجه العالم ويهدد حياة الملايين ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق فتحي - حوار متخيل بين سفيرين