أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - الذات والهوية في نص (ليسَ غريباً عني) للشاعرة رجاء الغانمي














المزيد.....

الذات والهوية في نص (ليسَ غريباً عني) للشاعرة رجاء الغانمي


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 8366 - 2025 / 6 / 7 - 15:01
المحور: الادب والفن
    


من المعلوم أن النصوص التي تحمل عمقا معرفيا، ولغة مكثفة، ومساحة شعرية واسعة (في الطرح والموضوعية) بلا شك، تحتاج إلى تأويل وتحليل أكثر مما ينبغي، وأعتقد أن الناقد الحصيف يدرك ذلك عن دراية.
حين نروم تفعيل هذه المعايير وتطبيقها على النص هذا الذي بين أيدينا، والمعنوّن "ليس غريبا عني" للشاعرة رجاء الغانمي، نستطيع أن نقول إنه يحمل رموزًا ومعان وتجليات، يمكن لنا أن نوضحها، بحيث أن لا نحمّل النص أكثر مما أفصح عنه هو ذاته، أو بالأحرى ما أفصحت عنه الشاعرة.
ذكرت في كتابي النقدي "نكهة المعنى – رحلة في نصوص أدبية" وقلت: لابد لكل نص من تشريح أن نضعه على مشرحة النقد، ليبان بالتالي: فهمه ومعرفته، وتوضيح مكنوناته الداخلية وفق إيضاح يخضع لمعرفة مسبقة يفترض أن يمتلكها المشرّح (+ الناقد) الحامل لكل معايير النقد، وهو أيضا يجب أن يكون ذا خبرة تجعله يخوض غمار النقد.
وهنا نرى في هذا النص أنّه، بشكل عام، يعكس رؤية شعرية - فلسفية معًا حول الوحدة والتنوع داخل الذات، ويبحث في طبيعة الذات والهوية والعلاقة بين الجسد والروح. بمعنى آخر يريد القول (أي النص): إنّه ثمّة ترابط وانسجام بين الجسد والروح، يثمر عن ذلك خصائص تركّز حول البنية المشتركة بينهما، هي بالأحرى الصفات التي تعكس رمزية الكيان المسمى إنسانا.
"على النار،/ قَبل إطلاقات الرصاص،/ وشُرُفات الخانعين،/ كان يَنمو... يَنمو، يَكتظ،/ ولم أكن أعرف مَداه". الغانمي تطرح قصية ونقيضها، بحسب التعبير الفلسفي، ومن خلال تجليات النص، القضية: اطلاق الرصاصات، معرفة مداه. أي البُعد المشتركة وكيف حدث لك.
وثمّة تحركات داخل النص، تريد أن تفضح المستور من الخفايا التي تطرحها الشاعرة، من خلال بوح يتصفّ بالرمزية، وعلى الحاذق الفطن أن يغور في اعماق النص، ليكتشف ذلك بنفسه، كقولها: (يُداركني بين شهيقٍ وزفير، / سرُّهُ القديم تحت رئتي؛)
ويمكن تحليل النص هذا بحسب هذه المعايير التالية:
الوحدة والتنوع:
النص يبدأ بفكرة أن وحدة الأشياء لا تنفي تعددها، مما يعكس رؤية فلسفية حول العلاقة بين الوحدة والتنوع داخل الذات. هذا التناقض يظهر في وصف الشيء الوحيد في الداخل الذي ينمو ويكتظ. "كان يَنمو... يَنمو، يَكتظ".
الرمزية والتصوير:
النص يستخدم رموزًا و تصويرات قوية، مثل النار والرصاص والخانعين، لوصف التحديات والصراعات الداخلية بحسب فرويد وغيرها من المحللين النفسيين. استخدام هذه الرموز يضيف عمقًا وجمالًا للنص. " يتدحرج للأمام،/ شِبْرٌ واحد
يَكفيه للرحيل".
الذات والهوية:
النص يبحث في طبيعة الذات والهوية، حيث يصف الشيء الوحيد في الداخل الذي ينمو ويتغير. هذا الوصف يعكس رؤية فلسفية حول تطور الذات وتغيرها. " أوردةٌ حمراء/ تلوك أشيائي المتعددة حين النبض،".
علاقة الجسد بالروح:
النص يصف العلاقة بين الجسد والروح، حيث يذكر الأوردة الحمراء التي تلوك الأشياء المتعددة. هذا الوصف يعكس رؤية فلسفية حول العلاقة بين الجسد والروح.
اللغة الشعرية:
النص يستخدم لغة شعرية قوية، مما يعزز من تأثيره العاطفي والفكري. استخدام الاستعارات والتشبيهات يضيف جمالًا للنص. " سَطْحُ أحشائي مُستوٍ،/ لا يعرف الميلان".
الطرح الفلسفي:
النص يطرح أسئلة فلسفية حول طبيعة الوجود والهوية، مثل "خُلِقنا معًا..؟! أمْ وِلد، دون اتفاقٍ أو وعود....؟." هذه الأسئلة تعكس رؤية فلسفية حول طبيعة الوجود والهوية.



النص:
ليسَ غريباً عني
(وَحدة الأشياء لا تنفي تَعَدُّدها،
كَذلك الشيء الوحيد في داخلي؛)
على النار،
قَبل إطلاقات الرصاص،
وشُرُفات الخانعين،
كان يَنمو... يَنمو، يَكتظ،
ولم أكن أعرف
مَداه.

عَجِلٌ مأواه،
يُداركني بين شهيقٍ وزفير،
سرُّهُ القديم تحت رئتي؛
أوردةٌ حمراء
تلوك أشيائي المتعددة
حين النبض ،
في الصبح والمساء.

فمٌ واحد
ليس غريبًا عني؛
خُلِقنا معًا..؟!
أمْ وِلد،
دون اتفاقٍ أو وعود....؟.!!،

حينًا لَيِّن،
وآخر أقسى من حجر،
يتدحرج للأمام،
شِبْرٌ واحد
يَكفيه للرحيل.

سَطْحُ أحشائي مُستوٍ،
لا يعرف الميلان
رجاء الغانمي/ العراق



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المُسحة الجمالية في (ارهاصات أنثى) للشاعرة ورود الدليمي
- الاغتراب النفسي في أغنية (مرينة بيكم حمد) للكبير ياس خضر
- رواية العمى: فلسفة انهيار المبادئ والقيّم
- الترابط والموضوعية في مجموعة (تاتو) للقاصة تماضر كريم
- النسق وبناء النص عند الشاعرة فراقد السعد
- عشرة كتب غيّرت قناعاتي الفكرية والمعرفية1/ 10
- الجزالة والبُعد الوجودي في (مرايا البحر) للشاعرة السورية هوي ...
- مفهوم الدين عند فويرباخ 1/ 2
- هل الكتابة ابتكار؟
- شعاع ابيضّ - نافذة سوداء تأسيس لسمو الإنسان للقاص حميد محمد ...
- الدهشة والمفارقة في (وجه أزرق) للقاص عبد الحسين العبيدي
- خالد القطان-إلى المنفى أو تقويم الأحزان
- النزعة الوجودية عند دوستويفسكي
- البناء النصي في مجموعة (تحت صواري ديسمبر) لزينب التميمي
- ماركس.. مؤسس المدينة الاقتصادية
- تولستوي.. اعترافات أم تخبط فكري؟
- ما هي الشيوعية؟
- سلطان العارفين.. الرومي جلال الدين
- بيكون.. الفيلسوف الذي حقق حلم أفلاطون
- الإيمان والألحاد- رؤية فلسفية 3/ 3


المزيد.....




- فنان عالمي شهير يواجه اتهامات بسلوك غير لائق ومغازلة فتيات ق ...
- فنانة أمريكية مثيرة تطلق صابونا من ماء الاستحمام الخاص بها.. ...
- مقدم كوميدي أمريكي شهير يعلّق على خلاف ترامب وماسك ويثير ضحك ...
- فنانة أمريكية مثيرة تطلق صابونا من ماء الاستحمام الخاص بها.. ...
- فيلم -فلو- يتجاوز 57 مليون دولار في إنجاز غير مسبوق للرسوم ا ...
- -سوذبيز- تطرح سترة سينمائية شهيرة من الثمانينيات بمزاد علني. ...
- رحيل الفنانة العراقية غزوة الخالدي بعد مسيرة حافلة على خشبة ...
- هيئة محلفين أمريكية تفشل في إصدار حكم ضد المنتج السينمائي ها ...
- صيف 2025 السينمائي.. منافسة محتدمة وأفلام تسرق الأضواء
- آدم نجل الفنان تامر حسني يدخل العناية المركزة إثر أزمة صحية ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - الذات والهوية في نص (ليسَ غريباً عني) للشاعرة رجاء الغانمي