أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - عمر من الغياب














المزيد.....

عمر من الغياب


خيرالله قاسم المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 8358 - 2025 / 5 / 30 - 12:46
المحور: الادب والفن
    


العمر لا يترك فراغ دون ان يملءه بحكايات. تجد ضالتها من عمر الراحلين ورفاتهم والجذور ومن لازال حر تستهلكه الحياة بايامها والسنين .وهنا ما يسوقنا الحدث إلى راشد الرجل ذو العقل الصبياني والعمر الرجولي الذي تجاوزت سنواته الثلاثين . هذا بعد سنوات قارب الخمسة عشر سنة جاء غريب لا يعرف الشوارع واستداراتها والبيوت ما يذكره ان بيتهم الوحيد ذو طابق واحد وفي بداية شارع مفترق لعدة ازقة ولون الباب ازرق ماءل للبياض .لم يتعرف عليه للوهلة الأولى بل استعان برجل يقف في باب البيت المقابل رجل بدين اسمه ابو مراد. بدى وكان الباب غريب عليه هو ودكة الباب التى بدت ترابية والتي طالما كانت تعبق في اكمامه حينما كان صبيا صغير. دلف بعد عناء وصراع مع الذكريات التي ساقته إلى أيام مستقره الصبياني والطفولي ورايحة التراب .
رسم الزمن آثاره على المكان مع مر السنين فكل شيء تغير إلا اثر ظل صامد دون تغيير .صورة محاطة بإطار خشبي مائل جهة اليمن بقت في مكانها معلقة في الممر الطويل .وجه رجل تحدى الزمان في بقاءه رجل يرتدي زي صياد عاصر الازمنة زي رمادي يشبه زي الرجل الجار ابو مراد في صورته تلك يقف بجانب كرسي خشبي فارغ . لم يجرء اي احد على تغيير مكانها وإزالتها لا في حياته ولا بعده .
".قالت الخادمة العجوز وهي آخذ العمر منها مآخذ حيث يديها الطالبتان ترتعش حين قدمت اليه القهوة."
".الطيف لازال ينتظر.."
بعد نظرات في دمامل المنز للغرف والمطبخ والممرات سار وجلس في الغرفة التي كان يجلس فيها أبيه.لا شيء في متغير حيث كانت الساعة معلقة في مكانها وتعلن السكون قبل أعلنها للوقت. نقطة ضوء ترتجف على الزجاج في حين ينساب الضوء على شكل نقطة تكورت على الزجاج كما لو كانت تتنفس.
هنا حين قال له أبوه وهو مبتسم له وفي وجهه يا بني ".حين تكبر ستعرف ان الذاكرة أقسى من الغياب."
في موضع التساؤل
الان… كبر.
وها هو يراه.
الطيف. يمشي في دهاليز المنزل يسير في البهو . يقف عند الباب. لا ينظر إليه، بل يمضي في ممره كما اعتاد دائمًا، بنفس الطريقة والسير البطيء والضهر المحدودب المنكسر و يد ترتجف تمسك بالجدار
من الخصال التي تلازم قيس الصمت الذي توارثه عن أبيه عند الضرورة ولاجل الحاجة.صمت فيه من الماضي حكايات ومن الحاضر صور لا يتكلم ولا يخاف.
في وحشته عندما حل الليل سمع حركة كرسي لاحظه يهتز وحده وسعالا حفيف كشعال اعتاد عليه قبل رحيل ابيه..
في الصباح الكرسي في غير مكانه والشرشف العاءد لوالده مطوي بانتظام وعلى حافة الطاولة.لم تذر اهتمامه تلك المتغيرات فهو يعرف بان الخيال يضخم الذاكرة .ويدري ان الطيف لا يأتي ليخيف وأنا يذكر.
ليريه شخصه القديم في عيني الراحل.
في آخر ليلة وقف راشد في نفس المكان الزاوية المخفية وهمس بصوت منخفض
".ابي."
صمت صوت بلا صدى لم يرد احد.
فقط راءحة العطر القديم عطرت المكان والساعة تحركت ودقت ثلاث دقات متتالية….رغم انها متروكة ومهملة منذ زمان ومعطلة.عند الصباح غادر راشد المنزل بيد انه هذه المرة لا يهرب من الماضي بل يترك له اثر
كرسي وشباك وشعاع نور.
عند خروجه ومغادرته المنزل وعند الباب شاهد جارهم ابو مراد تقابلا وجها لوجه قالله مخاطب كانه يعرفه من بعد إلى اين أراك مسافر مرة أخرى اين انت اين كنت أوردك هذه المرة كما كنت اعمل مع أبيك كان شهم يساعدني في إسطياد السمك وتعثر الشباك أريدك مثله يساعدني في ثقلي كابيك.
قال حسنا ليس الان ولكن في قادم الايام ان الان لا تفاقمي الوحشة
عاد قيس مرة أخرى إلى المنزل .
حين قرر العودة إلى المنزل ظهرت جنان.عند فتح الباب.
لم تفتح هي. بل كانت في ركن الصالة قبالة الشباك جالسة كانها خرجت توا من الحاءط او جاءت مع النور الذي كان يتسلل بود مكتوم.
امراة في عمر يقارب عمره ترتدي ثوبا رمادي يشبه إلى حد مخيف،البدلة التي كان أبيه يرتديها في الصورة.
قالت وهي تتجاهله ودن ان تنظر اليه.
".قول أمازلت ترى الطيف؟"
تفاجىء وتوف في مكانه،لم يقول لاحدا.
أشاح بنظره اليها ودون خوف وتردد ،قال لها،من انت؟"
ضحكت ضحكة هستيرية وابتسمت بوجهه،كانها تعرفه منذ ولدته امه.
قالت دون أن تنظر إليه:
“أخبرني، هل لازلت ترى الطيف؟”

توقف في مكانه، لم يكن قد أخبر أحدًا.
نظر إليها بصمت، ثم سأل:
“من أنتِ؟”

ابتسمت كأنها تعرفه منذ الولادة.
".جنان …حقا لاتعرفني أنا سليلة العمر حياتي وعيشي ومتي هنا أنا هنا منذ الولادةوحتى قبل ان تكون كنت العين التي ترى ما لا يقال والأذن التي تسمع ما لم يعترف به احد."
سام من حاله واراد الابتعاد غير ان امر ما قيده .
صوتها؟.ام الراءحة التي تشبه راءحة الغرفة التي كان ينام فيها ابيه؟.
قالت
انتظروالدك لم يرحل تماما انه صياد وممارس ظل هنا لأنه لم يكمل ما بدأه،تركك وتركني والجار ابو مراد والحقيقة المخفية في خفايا الممر ودهاليزه التي لم تراها بعد.
استوعب الكلام وهم إلى الممر ليطلع على خفاياه ودهاليزه. فتح الإمكان المخفية فيه التي لم يجرء احد على لمسها منذ رحيل ابيه.
وجد ما لم يتوقعه .رسالة بخط متعرج كتب تحت صمت الحياة فيها
"راشد إذا عدت يوما اسأل جنان عن الليلة



#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريق منسي
- الفراغات ذات الهواء الموبوء
- - قارءة فنجان في طريق معتق-**
- مدونات
- مزارات
- روح
- صدى
- اقنعة
- ظل
- تساءلات
- غياب
- حضن الضوء
- خطوات متوقفة
- منزل مقيد
- صوت المطر
- مع الايام
- لون العيون
- جدل من الماضي
- شذرات من صفحات دفتر ابدّي
- قيود صديقة


المزيد.....




- أهالي غزة يجابهون الحرب بالموسيقى وسط الدمار والحصار
- تطلعات الأغنية العربية بين الإبداع الفني والبحث عن التجديد و ...
- بعد انتهاء معرض الكتاب بالرباط.. جدل ثقافي وزخم فكري
- فنان روبوتي يُتقن الرسم بالحبر الصيني وتُحقّق لوحاته 20 ألف ...
- هل يمكن للموسيقى أن تجعل الحيوانات أكثر سعادة؟ حديقة فرنسية ...
- فنانون وساسة برازيليون يطالبون الرئيس دا سيلفا بقطع العلاقات ...
- اللجنة العليا لانتخابات اتحاد الأدباء تعلن النتائج الأولية ل ...
- العدد الثاني من مجلة سينماتيك
- 155 عاما على دار الكتب المصرية و60 عاما من تراجع الدور الثقا ...
- فيلم عيد الأضحى .. فيلم ريستارت “بطولة تامر حسني” .. كسر الد ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - عمر من الغياب