أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - حضن الضوء














المزيد.....

حضن الضوء


خيرالله قاسم المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 8341 - 2025 / 5 / 13 - 08:08
المحور: الادب والفن
    


على ابواب مدن يظل الفجر بخيوطه يصنعها مدن من نوره الأبدي
. بين شمس تستعد للنهوض وليل يخطو خطوات البعد نحو صبح لازال في عتمته واقف ينتظر صحو الناظمين ببطء مزدوج بين رغبة الجسد وإشراقة الشفق الأبدي. كان مزاحم لم يسير وحده بالمعنى المتعارف عليه والسائد في مفاهيم العشاق وعبدة الطرق المظللة ،فقد كانت الظلال الراقصة بل ترافقه وتوءنس غربته وأصوات الرياح بين الوديان والجبال الصامتة تشبه احاديث زملاءه واصحابه الغايبين.
لمزاحم غرض ماء من اجله انه يبحث عن " ينوع الضياء."أسطورة من أساطير هذا العالم المكلل بالسواد والأساطير والحكم. محفظة في صدور الرجال الكهول منهم والعجاءر .ما بقى منهم حي ومنهم من رحل وأصبح حكاية في صفحات. الزمن وفي طي النسيان.انهم حكايات في هذا العالم شبه المنسي.
سفره ورحلته من أقصى ما يراه إنسان في عمره .عمر شبابي لا يتخطى العشرين في أودية مهلكة تأكل ضحاياها السج الممتلكين اندفاع وحماقة في معرفة اسرار ضاق بعها الزمن واصبحت حكايات تروى للعاشقين شوق المعرفة والتعايش بين الطقوس المزينة بالأشجار وفسائل الزرع الندي وورودها المتباينة الألوان ومزج الروايح
ومابين هذه الوديان سفح الجبال الشاهقة التي تعانق السماء بلون الازازورد المبتلى بلون الغيوم الرمادية الداكنة.في مسيره وفي كل خطوة يشعر مزاحم الزمن المنسي المثقل لكاهليه وثقل العصور المتراكمة ،بهمس الأسئلةِ الحاءرة بطعم الجواب..مر بقرى ومدن صامتة .كانها طلل لاناس كانوا يعشقون النهر ويبتلون دوما في ماءه سكانها اشباح شفافة عيونهم من وهج النار تتحرك ببط تحمل في ثناياها فراغ الانتظار الملل الحالم الطويل.
حاول اختصار غرضه ويسألهم عن ".ينبوع الضياء."لكن إجاباتهم كانت مجرد كلام مبهم وغير مفهوم.كانها رمل في صحراء تجذبها الريح إلى جل اتجاه وجان
في مسيره وفي احد الليالي التي لاتختلف عن الايام السابقة إلا في كثافة الظلال وصل مزاحم إلى ".غابة المرايا."لم تكن أشجارها من خشب بل من مرايا عاكسة تظر آلاف الصور وصورة لمزاحم نفسه كل صورة تحمل معنى مختلفا .واحدة ساذجة وأخرى مفعمة بالأمل وباءسة والأغرب إلى الواقع حاظرة.كان لابد منه وعليه ان يختار اي واحدة منهما هو اي مزاحم وأي درب يسلك بين هذه المرايا والانعكاسات اللامتناهية.تعلم ان البحث عن الضوء الخارجي يبداء بمعرفة الظلمات والانعكاسات الداخلية.
تجاوز مزاحم هذا الدرب الممتزج بين الواقع والخيال درب الأشجار المرايا وانعكاساتها "غابة المرايا." متحصن بفهم آخر لذاته فهم اعمق لصيرورته وذاته ومن حيث لا يدري وجد نفسه أمام مطب ممل وطويل ".نهر النسيان."هذا النهر مياهه سوداوية اللونتري ببطء وكل من يشرب منها ينسى من يكون ينسى ماضيه.افراحه واللامه وحتى ماهيته وسبب وجوده .خاف مزاحم وتردد وعاد يحسب لخطواته ومنزلقاتها المخفية عن الوجودود ويساء نفسه مردد مع ذاته!؟
هل ينسى عبء رحلتة الصعبة والطويلة ويعود ويلوذ بالصمت.والام البحث.
لكنه تذكر ما للنسيان من مفعول تذكر ان النسيان قد يطفىء ايضاشعلة الأمل التي تدفعه قدما فوق اختيار على عبور النهر دون ان يرتوي منه.متحملا نقل ذكرياته كجزاءات يتجزء من هويته وسعيه.
ما سر مزاحم مشاهد مفرحة في كومة الظلال ما بين الجبال الشاهقة والتلول الخضراء والوديان في مسار مزاحم المتعب أثار الجلوس لينظر إلى ضوءا مختلف عن كل ما راه .لم يكن نور نار باهر يسلب العقول بل نوردافءا حنون ينبع من ارض كانها قلب العالم.كان ". ينبوع الضياء."
عندما دنى لم يجد ينبوع بالمعنى المتعارف عليه بل كان زهرة بلوريةصغيرة ،تتفتح ببطء مطلقة ذلك النور الهادىء عندها عرف مزاحم ان "ينبوع الضياء."لم يكن ما يريد مكانا بل مكان بذرة ضغيرة تحتاج إلى من يجدها ويسقيها وتكون من عالمه ووجوده .لم يكن النور ليبدل الشفق عن العالم كله دفعة واحدة .بل يضيء من يجده ومن ثم عبره، قد يمتد ليضيء زوايا صغيرة في هذا العالم الواسع.

الزهرة أصبحت في قلب مزاحم عندما عاد ادراجه وان الرمز الأعظم هو رحلة البحث ذاتها.
ان الشمولية الحقيقية تكمن في احتضان النور والظلمة.



#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوات متوقفة
- منزل مقيد
- صوت المطر
- مع الايام
- لون العيون
- جدل من الماضي
- شذرات من صفحات دفتر ابدّي
- قيود صديقة
- قنعة ووجوه
- امراة ترقص
- اختلاف المدن
- ماء الحياة
- الكاءس والميقات والفم
- اشتاق للانور في هبوب العاصفة
- احاسيس ملئها الالم
- الساحات والصراع المر
- ألم اليتامى وحياة الأرامل
- -أوراق في ملف اصفر-
- الصمت احيانا كلام
- نهايات الظل


المزيد.....




- مهرجان كان السينمائي يمنع -العري- .. فما الأسباب وراء القرار ...
- أفلام ومشاركة نشطة لصناع السينما العرب في مهرجان كان 2025
- ثقافة الخيول تجري في دمائهم.. أبطال الفروسية في كازاخستان يغ ...
- مصر.. القبض على فنان شهير لتنفيذ حكم صادر ضده بالسجن 3 سنوات ...
- فيلم -ثاندربولتس-.. هل ينقذ سلسلة مارفل من الركود؟
- بعد جدل ومنع.. مؤرخ إيطالي يدخل -الشوك والقرنفل- لجامعة لا س ...
- -أحداث دمشق 1860- تقلبات الفردوس والجحيم في قصة مذبحة وتعاف ...
- نقل مغني الراب توري لينز للمستشفى بعد تعرضه لاعتداء في السجن ...
- مهرجان كان: -التظاهرات الفنية لها دور إنساني في مناصرة القضا ...
- السفير حسام زكي: مستوى التمثيل في القمة العربية ببغداد سيكون ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - حضن الضوء