أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - - قارءة فنجان في طريق معتق-**














المزيد.....

- قارءة فنجان في طريق معتق-**


خيرالله قاسم المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 8354 - 2025 / 5 / 26 - 09:37
المحور: الادب والفن
    


تحت سقف يأنّ من المطر مزاريب أصواتها في اول الليل وفجره تعاويذ مآذن يستبيح الدهر بصوته الذي لا يخشى دعاء عابد وقراءة فنجان يشتهي في يومها هذا ان عابدة في حضرة مكان مخصص طول العمر لعابد . كلاهما أظل طريقه الغوغائية والعابد .

في زاوية مُعتقة من متحف يطلقون علية تسمية "الأيام ذات الأمد المنسي "، يقف تمثال "الراهبة اكوشيا " المنحوت زمن البناء الديني عصر ما قبل الثورة الصناعية في بلدان كان كل مافيه يعود لممتلكات الكنسية الإنجيليّة التمثال المُغطى بطبقة من الغبار اللاهوتي المذهب . يروي المر الإدلاء للزوار أنه ليست تمثالًا عاديًا، بل مستل من روح امرأة عاشت قبل قرون، سجنت ذاكرتها في قالب حديدي مطلي بالبرنز . بعد إنقاذ اهل القرية بالتضحيًة بنفسها من الهلاك بمرض الطاعون . لكن ضحَّت بنفسها لإنقاذ قرية من الطاعون. لكن المرشدون والأدلاء يدعون أنهم لديهم االحقيقة الأعمق التي تكمن في تفاصيل النقوش الغامضة على قاعدة التمثال
: "هنا ترقد أحلام لم تُولد، ووجوه من ظل الخيال" .
عندما فرغ المتحف من الزوار ورواد الآثار وعشاقه في آخر يوم وفي المساء وحين فرغ المتحف تماما احس الحارس بشيء غريب .همس خافت من تمثال اكوشيا
".اين ذهبت أيام لعب النرد واين الفنجان الطاولة سقيمة."
لم يد بخلده عبث التماثل .لا يدر ان التمثال يستيقض ليلا ويلبس جلباب امراة ليلي ويتجول بين القاعات يتفقد الرفوف والقواعد الخشبية .امراة حية تتفقد الآثار كمن تتلمس قطع وتلمها وكانّها جسد يستعيد شذاها روحه.
اكوشيا امراة من عامة الناس رداءها لا يدل عليها رداء قديسة من قرون خلت ربما من قرونالوسطى قرون الثورة الصناعية .هربت من قرية احرقت بسبب شائعات السحر. في دروب طريقها التقت برجال جوال يمتهن الدين وظيفة.منحها حياة لا وجود متكامل فيها ، مجرد ان تبقى خالدة .ان تكون تمثال نهاراوانسانة ليلا .هذا كان ثمن الوجود والخلود. تفاصيل عالمها السابق وحياتها تظهر في أحلام الزوار الذين يتحسسون التمثال .كانهم يفتحون باب إلى عالمها المظلم.
ما تراه ليلا يتنافى مع عالم المنطق والواقع.ففي احد الليالي قابل طفل منسى وضاءع. قال لها وهو يلح على الجواب ".ارني وجه أمي الميتة."مل تتفاجأ وتتردد أخذته إلى زاوية منالماحف مكان فيه مرآة معلقة قديمة تعكس صور الماضي.فيها رأى امه تنشد اليه اناشيد من الماضي تعود إلى مولده وطفلته.لحضتها بكت اكوشيا التمثال ".انا اياً ابحث عن وجه أمي. الحقيقي."
لم يكن مجرد مكان ومتحف بل فيه من غرايب ومقتنيات الحياة بمعالمه السابقة ومنها ما هو متمثلا على هييءة تماثل مادة وصور ومخطوطات وتحف.اكوشيا لم تكن الامال الخالد الهارب لامرأة لنقطة قريها بثمن البقاء والخلود .في قاعات المتحف الكثير منها وتحمل وصف يشاب وصفها ويخاف في الأرزة والطموح.
في جولاتها الليلية في واحدة من المرات صادفت رجل بين كهل الرجل يرتدي جبة من الصوف المنسوج على شاكل غطاء للجسم بما ففيه الرأس.".الرجل ذو الجبة الصفراء." الرجل اصله وضيفته هواياته كاتب. انتحر في زمن الفوضة الغامضة ما زال يتكتب ويعيد الكلام والكتابة في ما لم يكتمل بروايته الناقصة على الالة الكاتبة القديمة دون ميل واكتراث لما استجد من طرق وأساليب مستحدثة.
في وسط احد القاعات امراءة تلبس ملابس سهرة ليلية حمراء فاقعة اللون في رقبتها عقد ازرق.روح راقصة من عصر انحسار القيم الظلالية. المتجلي والمنطوي بواقع عصر النهضة. تعيد اداء رقصة كل ليلة.وفي خلدها غرض كانها تحاول استرداد جمهورها الضاءع.

اكوشيا لغتها مع عالمها هذا الأرواح هذه الصمت ليس إلا الصمت فقط فلهذه الأرواح جروح شتى ومشارب .كل جرح يوازي جرحها .
".نحن ذكريات نرفض ان تدفن . ولسنا اموات."
لا ادري لماذا يختارون الغرباء الليل لديرة المتحف
منهم هذا الرجل المتخفي برداء طويل اسمر يحمل في فمه صفارة حارس ليلي وفي يده ساعة قديمة من ماركات الزمن المنصرم تاريخ صنعها يدل على الغموض المتخفي.
ادعى هذا الرجل انه ".حارس الايام."
عرض على اكوشيا امر مستغل في جوهره وغرضه وزمانه صفقة وخيار بين امرين .بين ان تعود بشر وتفقد ذاكرتها او تظل خالدة تحمل ثقل الايام والسنين..رفضت وبل لطف واصرار بصرخة وقاءلة
".ذاكرتي هي المتحف بما فيه أنا المتحف نفسه."
الرجل بكل اطمئنان وهدوء ترك المتحف وخرج تارك الساعة على رف قرب قدمي التمثال.والتي بدءت تنطق وتظهر مشاهد عن المستقبل غريب بعيد عن حياة اكوشيا لم تعشه بعد.مدن تختفي .حروب .اطفال يبحثون عن متاحف جديدة لاسرارهم.
في نهاية ليلة صاخبة تختلف عن أيام خلت وعند دنو الفجر عادت اكوشيا إلى هيئة التمثال والساعة بقت على الرف تحمل دقات ونبضا غريبا .
في الايام التوالي وفي يوم ممطر جاء مجموعة لزيارة المتحف كانت مدرسة المتحف تنظر للوجوه حيث كانت ضمن فريق من الأطفال الزاءرين ،لمست طفلة التمثال فرات حلقة من حياة اكوشيا امراة تركض مذعورة بي قطع الجليد المنهار من جبال غاضبة وطريقا امواج البحر تلوح لسفينة غارقة ومن بعيد .لم يد في خلد الطفلة ان هذه السفينة نفسها التي عرقل بوالدها قبل سنوات.اخيرا ابتسمت وجدته"
لم يعد المتحف كما هو مكان للآثار . بل قطعة لكريستال مدججة
معلقه على جدار تكتب علية روايات الأرواح التي ترفض النسيان ومن المحتمل في يوم وليلة أخرى مقبلة ستعرف اكوشيا ان واقعتها الخيالي هو الأكثر مهابة وغموض وسحرا.



#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدونات
- مزارات
- روح
- صدى
- اقنعة
- ظل
- تساءلات
- غياب
- حضن الضوء
- خطوات متوقفة
- منزل مقيد
- صوت المطر
- مع الايام
- لون العيون
- جدل من الماضي
- شذرات من صفحات دفتر ابدّي
- قيود صديقة
- قنعة ووجوه
- امراة ترقص
- اختلاف المدن


المزيد.....




- فيلم -المشروع X-.. هل يصبح أهم أفلام 2025 المصرية؟
- جنيفر لوبيز تشعل حفل جوائز الموسيقى الأمريكية وجانيت جاكسون ...
- القتلة المتسلسلون.. كيف ترعب أفلامهم المشاهد وتحبس أنفاسه؟
- خمسون عاما على السعفة الذهبية: -وقائع سنين الجمر- مازال يحتل ...
- المخرج الفلسطيني إياد الأسطل: -غزة تقاوم بالفن أيضا-
- حكاية العربي الأخير لواسيني الأعرج.. نقد الراهن واستشراف الم ...
- الأدب السري لمسلمي إسبانيا الأواخر.. الألخميادو وتلمس سبل ال ...
- تأثير صناعة الرياضة على ثقافة الشباب والاقتصاد في عام 2025
- -مستشفى الشفاء- و-غزة ساوند مان- يعززان رصيد الجزيرة 360 من ...
- بعد منحها لقب -العاصمة الثقافية لروسيا لعام 2025-.. توقعات ب ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - - قارءة فنجان في طريق معتق-**