محيي الدين ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 8348 - 2025 / 5 / 20 - 19:30
المحور:
الادب والفن
المشهد: ليل خارجي، أنقاض معبد قديم، صمت كثيف، نار تتراقص بخجل في العراء.
قال لي: كيف تتفاوض مع الذئب ورأسك في فمه؟
قلت وأنا محدّقًا في النار:
وهل الذئب كائن؟ أم شرط الوجود؟
قال:
هو كل ما يُلزمك أن تنكر ذاتك لتبقى، فليس لفرائه رائحة، وقد يتجسد في صوت، وربما في قيد، وغالبا في ابتسامة.
قلت:
لكن إن كنا لا نراه، كيف نواجهه؟
قال:
بالاعتراف، عليك أن تعترف أولًا أنه ليس خارجك فقط، بل داخلك أيضًا، فالذئب لا يفتح فمه فجأة، نحن نمشي إليه، نمشي إليه ببطء، باسم الضرورة.
قلت:
وهل الوعي يحصّن الرقبة من أنيابه؟
قال (بصوت خافت):
لا... لكنه يجعل الألم معنى، والموت فعلًا حرًّا، وليس نهاية مفروضة.
قلت:
ولكن، أن تموت حرًا... هل هو نصر؟ أم مجرد تعزية نبيلة؟
قال:
حين تعي أنك اخترت، حتى تحت شفرة السكين، فأنت من كتب النهاية ... لا الذئب.
قلت وأنا أنظر في الأفق:
إذن ليست المسألة عن النجاة ... بل عن كيف نخسر دون أن نسقط.
قال:
بل المسألة عن .. كيف لا تكون نجاتنا سقوطًا آخر.
#محيي_الدين_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟