عمر عبد الكاظم حسن
الحوار المتمدن-العدد: 8243 - 2025 / 2 / 4 - 00:17
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
جزء اساسي وأصيل من النفس البشرية الكاملة الاعتداد بالنفس وهي باحترام نفسها واحترام الآخرين والاحترام ليس شيء ثانوي بل واحد من كمالات هذه النفس .
وتلبية لحاجاتها الأساسية للاستقرار النفسي وامانها من ضغوط الحياة اليومية ورحلة الانسان القصيرة في هذه الحياة .
حتى ان عالم النفس ابراهام ماسلو في ورقته البحثية وضع هرم للحاجات الانسانية حتى يعيش الانسان مستقرا ومنتجا في هذه الحياة .
وسميت نظريته بنظرية الدافع البشري ومنها ينطلق الانسان الى حاجاته.
حتى يكون مستقرا وانسانا ناجحا في الحياة ومحبوبا ومقدرا لذاته وللاخرين.
ومن شذرات هذه النظرية تأمين احتياجات الانسان الفسيولوجية والاحتياج الى الأمان والاحتياج الى التقدير والاحترام ...الخ
لكن ماذا يحصل في مجتمعنا اليوم ويكاد الجميع يتلمسه بعد ان أمن اغلب العراقيين حاجاتهم الفسيولوجية من طعام وشراب .
وحاجات الأمان النسبي المستمر في السنوات الأخيرة من القضاء على الارهاب بشكل كبير جدا وقوة السلطة في ملاحقة العصابات الاجرامية والدكات العشائرية..الخ وتحقيق الأمن النسبي .
مايحصل في،مجتمعنا بعد ان تم تأمين الكثير من الاحتياجات الإنسانية الضرورية .
هو قلة الاحترام من قبل البعض الذين يعتقدون انفسهم اوصياء على الأفراد والجماعات البشرية ويوجهون لهم نقدا ساخرا ومتهكما .
او يمارسون فوقية بالغة السخف وهم أول ضحايها في الحقيقة من أساتذة جامعات او كتاب او محامين او صحفيين او شيوخ عشائر او رجال دين او اطباء ....الخ ممن يعتقدون واهمين انهم نخب .
لايعلم هؤلاء اننا مخرجات دكتاتورية سحقت الجميع لما يقارب الخمسة والثلاثون عاما .
ووضع مضطرب في أول سنوات الاحتلال وفساد سلطة مستمر بعد العام ٢٠٠٣ مسخت الجميع .
وحولتنا جميعا بمختلف مستوياتنا العلمية والمادية والاجتماعية الى فلاسفة بدون فلسفة وعلماء نفس ونحن جميعا محتاجون أشد الاحتياج الى من يعالجنا نفسيا .
في النهاية قلة الاحترام والازدراء واسلحة السخرية التي يحملها الكثير في مجتمعنا اليوم .
هي أمراض نفسية وعقد كامنة في ظلمات النفس البشرية يستخدمها البعض لفرض آراء معينة في الدين او السياسة او الاقتصاد .
نحن بالنتيجة مخرجات دكتاتورية وفساد نحتاج إلى عقود للتشافي والاستقرار النفسي .
بدون الاعتراف ونقد وضعنا كبشر ممسوخين لن يتم حل مشاكلنا المستعصية ومنها مشكلة عدم الاحترام وافتقارنا للتهذيب المتفشي ايضا على نطاق واسع في المجتمع العراقي ............
#عمر_عبد_الكاظم_حسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟