أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر عبد الكاظم حسن - البرتقال الانكليزي والحلم الامريكي ....














المزيد.....

البرتقال الانكليزي والحلم الامريكي ....


عمر عبد الكاظم حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7214 - 2022 / 4 / 10 - 03:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دخلت هذه الفاكهة إلى العراق بعد الاحتلال البريطاني للعراق مباشرتا وزرعت في محافظة ديالى على نطاق ضيق في بادئ الأمر وكانت تصدر إلى أسواق بغداد .

والمفارقة العجيبة أن البغداديين حينها كانوا يتوجسون منها خيفة لاعتقادهم أنها فاكهة سامة جلبها البريطانيين معهم لأنهم يريدون الحاق الأذى بهم.

لان الأجواء السياسية والدينية التي كانت سائدة حينها شحنت مشاعر البسطاء ضد الاحتلال البريطاني.

حتى أن الفتاوي التي أطلقتها مرجعية النجف والتي اوجبت الوقوف مع العثمانيين المسلمين لقتال الإنكليز باعتبارهم كفار ولا يمكن تمكينهم من أرض المسلمين كانت ضمن هذا الجو العام .

مع العلم ان الاحتلال العثماني للعراق الذي استمر مايقارب ٤٠٠ عام كان يعامل العراقيين عموما باستخفاف وإهانة اما العراقيين الشيعة كانت لهم خصوصية في الاهانة باعتبارهم روافض حسب الفقه السني للامبراطورية العثمانية الإسلامية.

لكن من ضمن حسنات الاحتلال البريطاني الذي جنوا ثماره العراقيين بعد ذلك انه ادخل الكثير من المفاهيم الانسانية وأسس الدولة العراقية الحديثة من مؤسسات عامة وحياة سياسية دستورية وبرلمانية ...الخ

وايضا ادخل الكثير من السلع والخدمات عبر تعزيز والحاق العراق بالمنظومة التجارية العالمية عن طريق اسطوله البحري الذي كان يبحر عبر دجلة والفرات منطلقا إلى أسواق العالم .

من هذه السلع الذي تعتبر اليوم من أساسيات المطبخ العراقي وغذاء فقراءه.

هو البرتقال الانكليزي الاسم الذي أطلقه البغداديين على الطماطم في اول مشاهدتهم لها في الأسواق العراقية والطماطم اسم مشتق من كلمة tomatl المكسيكية.

وهذا النبات موطنه الاصلي امريكا الجنوبية وانتشرت زراعته تدريجيا في العالم بعد اكتشاف الأمريكيتين في القرن الخامس عشر وتسمى الطماطم أيضا في اللغة الإنكليزيةب tomato .

منذ أيام متتالية وسعر الطماطم مرتفع جدا في الأسواق العراقية حتى وصل سعرها إلى الفان دينار في بعض الأحيان والفقراء هم كالعادة يدفعون الثمن .

على ما اعتقد نحن الشعب الوحيد في العالم الذي ندفع دائما ثمن ازدواجيتنا وعنجهيتنا وعدم فهمنا بسبب مفاهيم دينية قاصرة ومغامرات سياسية فاشلة و كبرياء مزيف ايضا واباطيل نعتنقها نعتقدها أفكارا عظيمة .

بالأمس البعيد أطلقت مرجعياتنا الدينية فتاوي ضد الإنكليز باعتبارهم كفار في حين كان الاحتلال الانكليزي بمثابة الفانوس السحري الذي يحقق الاحلام مقارنتا بالاحتلال العثماني المتخلف .

واليوم بعد أن خلصتنا قوة احتلال أيضا في يوم تسعة نيسان من نظام قمعي إجرامي أصبحنا نقتفي اثره في كل شئ تقريبا من تأسيس الميليشيات ورفع نفس الشعارات مثل كلا كلا امريكا وكلا كلا إسرائيل.

ونهدم الحلم الديمقراطي ونسرق دولتنا بناءا على فقه ديني واصبح قسم من قادتنا ادوات بيد دول الجوار بناءا على مفاهيم دينية أيضا .

ونسى قادتنا التنمية والعمل والزراعة والصناعة وانشغلوا ببناء الميليشيات والصراع فيما بينهم على فطيسة الدولة .

ونسى قادتنا أيضا الفقراء والبسطاء لكن فقراء اليوم وبسطاءهم بفضل التطور الحياتي والتكنلوجي .

ليس بهذه الغفلة والسذاجة كفقراء الأمس الذي كان يطلقون اسم البرتقال الانكليزي على الطماطم .........



#عمر_عبد_الكاظم_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة أوكرانيا والدول الهشة....
- قبائل الفيس بوك....
- الطالع او الفال ......
- شكاوى بمرارة ....
- اكل مايعجبك والبس ما يعجب الناس ....
- صناديق الشر الأمل الزائف....
- تونس......
- حظر تجوال.....
- الدين بين الروحانية والسياسة .....
- ضحايا القيم والاستبداد .....
- حملة أيمانية .......
- أور عاصمة العالم المقبلة ...
- الحلم ...
- سلطة الافكار السائدة....
- العنف غذائنا اليومي....
- لعنة البداوة ......
- مرضى نفسيون.....
- غسيل الدماغ والكورونا.....
- من الوباء والموت إلى الحياة....
- ميليشيات بغداد ضحايا الفقر المتواصل .....


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر عبد الكاظم حسن - البرتقال الانكليزي والحلم الامريكي ....