أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر عبد الكاظم حسن - ميليشيات بغداد ضحايا الفقر المتواصل .....














المزيد.....

ميليشيات بغداد ضحايا الفقر المتواصل .....


عمر عبد الكاظم حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6497 - 2020 / 2 / 23 - 00:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو تصفحنا تاريخ العراق المعاصر لوجدنا ان اغلب المنتمين الى الميليشات والاحزاب الدينية والمؤمنين بها في بغداد هم من المنحدرين من محافظة ميسان اولا ومن ثم ياتي المنحدرين من محافظة واسط ثانيا من حيث الاعداد البشرية ومن ثم ياتي تباعا المنحدرين من باقي المحافظات الجنوبية ومحافظات الفرات الاوسط باعداد اقل نسبيا من هذين المحافظتين .
يرجع السبب الاساسي الى النسب العالية للمؤمنين والمنخرطين في هذا التدين الشعبوي للمنحدرين من محافظتي ميسان وواسط الى واحد من اهم الاسباب التاريخية الا وهو الاقطاع الذي اخذ بالاضطراد والتوسع والتجذر بعد الاحتلال البريطاني للعراق الذي فرض كامل سيطرته على التراب العراقي عام 1918 .
فقد شجعت السياسة البريطانية الابقاء على سلطة شيوخ العشائر لضمان مصالحها وتعاون مع رؤيتها للسيطرة على العراق بعض رجال الحكم الملكي وبعض شيوخ القبائل وكان من اهمهم شيوخ لواء العمارة ولواء الكوت .
لهذا كانت اول طلائع الهجرة من هذين المحافظتين الى مدن بغداد والبصرة وكركوك .
لكن النسبة الاكبر للهجرة من الريف الى المدينة كانت الى مدينة بغداد .
وكان السبب الرئيسي و الاول للهجرة من هذين المحافظتين هو تميز سلطة الاقطاع القاسية جدا فضلا عن جشع واستعباد الفلاحين حتى وصل الامر الى نظام الرق للفلاحين وعوائلهم..
من قبل بعض شيوخ العشائر من البو محمد وال زيرج وغيرهم في لواء العمارة و شيوخ ربيعة ومياح وغيرهم في لواء الكوت لهذا تعاون شيوخ هذين المحافظتين بشكل كبير مع الاحتلال البريطاني والحكم الملكي لضمان مصالحهم والسيطرة بالحديد والنار على ابناء قبائلهم واستعبادهم .
وبهذا حصلت اكبر هجرة من الريف الى المدينة في تاريخ العراق من هذين المحافظتين تقريبا من منتصف اربعينات حتى منتصف خمسينات القرن الماضي وبهذا شكلت هذه الكتل البشرية الهائلة الفقيرة التي سكنت اطراف بغداد اكبر عامل اضطراب لاحقا في السياسة العراقية .
فلدوافع نفسية واحساس هائل بالمرارة والفقر والتمييز والاستخفاف والاذلال على طريقة معيشتهم وسلوكهم الريفي من قبل سكنة المدن المتحضرين انخرط هؤلاء المهمشين الفقراء في بادئ الامر بالتيارات اليسارية والماركسية التي كانت هذه الايدلوجية تضمن لهم توازن نفسي .
حيث تدعوا هذه الايدلوجية الشمولية والتي اتت متناغمة مع عواطفهم ومشاعرهم المكبوتة الى التحرر والمساواة بين الاغنياء والفقراء ... الخ من شعارات هذه الايدلوجية والتي في الحقيقة هي استخدمتهم كمواد وارقام في الصراع على السلطة لم يحصلوا منها على اي شي غير احلام وردية تداعب عواطفهم .
لكن بعد صعود حزب البعث للسلطة من خلال انقلابه في 8 شباط وتصفية اليسار والماركسيين العراقيين لاحقا ظلت افكارهم الوردية تداعب احلام الفقراء الى وقت ليس بالقصير وبعدها انكفئ هؤلاء الى مجتمعاتهم منزوين مخذولين مرة اخرى .
ومن ثم بعد مغامرات حزب البعث وعبثه وحروبه المتكررة التي ادت الى انهيار الطبقة الوسطى وانهيار المجتمع المدني العراقي وانهيار الفكر الوسطي التقدمي في المجتمع انتشر الاسلام السياسي وافكاره المتطرفة خاصة في تسعينيات القرن الماضي .
لهذا تلقف هؤلاء وخاصة المنحدرين من هذين المحافظتين ميسان وواسط الفكر الديني المتشدد الذي بثه رجال الدين والاسلام السياسي وبدوافع نفسية مضطربة ايضا وجروح لم تلتئم من الماضي المرير ورواسبه النفسية اصبحوا المادة الخام وارقام ايضا ليس لها اي قيمة وادوات يتم استخدامها للصراع على السلطة .
لهذا على الدولة مستقبلا ان كانت عازمة على تهيئة مجتمع مدني متسامح ان تعد برامج متطورة لانتشال هذه الفئات السكانية المضطربة ذات الجذور الريفية التي لم تتخلص منها حتى الان من واقعهم البائس لدمجهم اكثر في المجتمع العراقي حتى يكونوا اشخاص منتجين وفاعلين وليس ادوات بشرية هدامة يتم استغلالها في الميليشيات والاجرام والتعصب بحجج شتى لانهم في النهاية ضحايا تركة اجتماعية وسياسية ثقيلة جدا .........



#عمر_عبد_الكاظم_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 1 تشرين لحظة تحول تاريخي لن تتكرر....
- صناعة الانسان العراقي ....
- الرأي العام العراقي قصة نجاح.....
- الآفات العراقية بين التشهير والتحقير ....
- الهلوسة بين الدين والتاريخ والمكبسلجية ...
- الاسلامية والشيوعية والقومية ايدلوجيات خيالية ...
- الالحاد في العراق ناقوس خطر يهدد الجميع ....
- المعلم والمحافظ .....
- الفسنجون والبرگر ...
- الاختلاف والتنازع ايقونة بشرية ....
- ثقافة العبودية بوصفها اشكالية عربية واسلامية ...
- نوبل للسلام عراقية هذه المرة ...
- البصرة تقرأ الفاتحة على العملية السياسية...
- بروفة ثورة البصرة ...
- انتفاضة تموز المعنى والمالات...
- مؤشرات الكآبة العامة..
- مقتدى الصدر بين الأمس واليوم ..
- قراءة في نتائج الانتخابات العراقية..
- معركة الترويض ..انتصار العلمانية ....
- خطر الاعام الموجه .....


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر عبد الكاظم حسن - ميليشيات بغداد ضحايا الفقر المتواصل .....