أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر عبد الكاظم حسن - اكل مايعجبك والبس ما يعجب الناس ....














المزيد.....

اكل مايعجبك والبس ما يعجب الناس ....


عمر عبد الكاظم حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7067 - 2021 / 11 / 4 - 18:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا واحد من الأمثال الشعبية الذي يعكس ثقافتنا ومنظومتنا الاجتماعية التي تحتوي على الكثير من القيم الخاطئة.

هذا المثل واحد من عشرات وربما المئات من الامثال الذي يغتزل كم هائل من قيمنا البالية في إرضاء الغير والظهور بمظهر يختلف تماما عن حقيقة الانسان.

وهو جزء من لوثة النفاق الاجتماعي التي جبل عليها الناس بفعل هذه القيم التي تجعل من الناس منافقين في سلوكهم واقوالهم وأفعالهم.

تفكيك الكثير من الأمثال واخضاعها إلى النقد يكشف بوضوح جانب مهم من ثقافة موغلة بالتدخلات الشخصية وانعدام الذوق والكياسة وعدم احترام حياة الناس .

فالكثير من العراقيين بفعل هذه المنظومة لا يجد حرج أبدا من إثارة الأسئلة الشخصية فبمجرد أن يتعرف عليك حتى ولو على جلسة عشاء عابرة .

يمطرك بكم هائل من الأسئلة منها على سبيل المثال كم أخ لديك وكم هو مرتبك وماهي عشيرتك وما هو دينك ...الخ من الأسئلة الفضولية.

بل يذهب البعض بعيدا في الفضول وربما يسألك عن مغامراتك العاطفية بل ربما يسألك عن طموحك واحلامك الشخصية ويحاول التدخل واسداء النصح .

ناهيك عن ارتكابنا ربما جميعا جريمة اقتحام خصوصية اطفالنا وناشئتنا فلا خصوصية في غرف نومهم ولا حرية في اختيار مستقبلهم .

الخيارات غالبا ما تحدد من الاهل حتى على مستوى اختيار هواياتهم او تعليمهم او اكلهم او شربهم...الخ

خصوصية الانسان نابعة من الحرية الفردية وهذه الحرية الفردية هي اساس وركيزة المجتمعات العقلانية الديمقراطية التي تحترم الفرد وتعظم فيه هذه القيم حتى يكون شخصا نافعا وصالحا.

اما محتمعاتنا الموبؤة بالكثير من أشكال التخلف والقيم الخاطئة هي مجتمعات مازوخية في حقيقتها تمارس أقسى أنواع الوصايا على الانسان.

فهذه الوصايا تسللت وأصبحت سلوك بفعل القيم الدينية والعشائرية وأمست قيم راسخة من الصعب التغلب عليها .

فالعقل الديني والعشائري باعتبارهما يشكلان رافدان مهمان في هذه الثقافة كانا ومازالا أكبر عائق في تطور مجتمعاتنا لانهما يفرضان قيمهما بتعسف ودكتاتورية منقطعة النظير.

فالمتدين مثلا يرى نفسه او دينة او مذهبه اوزعيمه السياسي او الروحي على حق دائما وابدا وغيره في ظلال مبين.

والعقل العشائري غالبا ما يذكر محاسن وكرم وايثار ونخوة ورفعة أبناء عشيرته وسموهم الاخلاقي حتى وان كانوا على العكس من ذلك تماما.

بدون الحرية الشخصية لن تنتج مجتمعاتنا غير المازوخية وجميع الأمراض النفسية والدكتاتوريات الدينية والسياسية فالحرية الفردية هي ماركة وعلامة المجتمعات المثلى الديمقراطية المحترمة .

الأمثال الشعبية هي المرأة الحقيقية لثقافة الشعوب وسلوكها الاجتماعي..............



#عمر_عبد_الكاظم_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناديق الشر الأمل الزائف....
- تونس......
- حظر تجوال.....
- الدين بين الروحانية والسياسة .....
- ضحايا القيم والاستبداد .....
- حملة أيمانية .......
- أور عاصمة العالم المقبلة ...
- الحلم ...
- سلطة الافكار السائدة....
- العنف غذائنا اليومي....
- لعنة البداوة ......
- مرضى نفسيون.....
- غسيل الدماغ والكورونا.....
- من الوباء والموت إلى الحياة....
- ميليشيات بغداد ضحايا الفقر المتواصل .....
- 1 تشرين لحظة تحول تاريخي لن تتكرر....
- صناعة الانسان العراقي ....
- الرأي العام العراقي قصة نجاح.....
- الآفات العراقية بين التشهير والتحقير ....
- الهلوسة بين الدين والتاريخ والمكبسلجية ...


المزيد.....




- اكتشاف حشرة عملاقة تشبه العصا في غابات أستراليا.. شاهد شكلها ...
- ولادة نادرة لصغير وحيد قرن أبيض في كاليفورنيا.. واسمه يكرّم ...
- يضم 3 مصريين ولبنانيا.. داخلية الكويت تعلن الإطاحة بتشكيل عص ...
- -استراتيجية إلهاء الناس-.. علاء مبارك يرد على تدوينة تتعلق ب ...
- -كل يوم أخشى أن أفقد طفلي-
- جهود الإنقاذ في كييف بعد مقتل ستة أشخاص إثر ضربات صاروخية رو ...
- فلسطينيون في غزة يخاطرون بحياتهم من أجل لقمة وحشد إسرائيلي ع ...
- دعوى على شركات طيران منخفضة التكلفة بسبب رسوم أمتعة يدوية
- روسيا تعلن مقتل ثلاثة أشخاص في هجمات أوكرانية بالطائرات المس ...
- بالصور.. لماذا سميت كنيسة الجثمانية بالقدس بكنيسة كل الأمم؟ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر عبد الكاظم حسن - اكل مايعجبك والبس ما يعجب الناس ....