أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر عبد الكاظم حسن - من الوباء والموت إلى الحياة....














المزيد.....

من الوباء والموت إلى الحياة....


عمر عبد الكاظم حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6516 - 2020 / 3 / 17 - 23:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الموت نهاية حتمية وقدر نهائي يطال جميع الكائنات الحية على وجه الارض مهما طال بها الزمن او قصر لكن الانسان يتناسى هذه الحتمية ويتحاشى التفكير بها لأنها تشكل مصدر قلق له .

وبما ان الموت الحقيقة الوحيدة المتفق عليها من الجميع لهذا كانت هذه الحقيقة دائما وابدا محل مخارج ما قبل المرحلة الدينية من عمر الجنس البشري ومن ثم المرحلة الفلسفية ومن ثم المرحلة الدينية تحاول هذه المخارج جميعها ايجاد نوع من التهدئة للسيطرة على القلق البشري المرعوب من هذه الحتمية النهائية .

فقد اخترع الانسان البدائي قبل المرحلة الدينية عدة مفاهيم واراء واساطير تحاول طمانة هذا الخوف والقلق المسيطر على العقلية البشرية من الحتمية النهائية وما ملحمة كلكامش الا واحدة من عشرات الاساطير التي بحث في هذه الجدلية جدلية الحياة والموت وحاولت بعث رسالة الى الجنس البشري من ان الموت هو الحتمية النهائية التي لا تستدعي القلق ويجب الاستعداد لها في اي وقت .

ومن ثم اتت المرجلة الفلسفية على يد الفيلسوف سقراط حيث يعتقد ان سقراط أول من تناول وبشجاعة فائقة هذه الحتمية من خلال محاورت الدفاع الشهيرة فيقول الميت يكون علي احد حالين اما أن يصبح عدما و لا يكون له احساس كما هو الحال في حالة النوم و اما بحسب ما يقال انه يحدث تحول و هجرة للنفس من هذا المكان إلي مكان آخر فالموت في محاورة الدفاع هجرة النفس من الحياة الدنيا الي الحياة الاخرة و سقراط هنا يجعل مستمعيه.

بين اختيارين فاما ان يكون الموت هو نوم بلا احلام او أنه عبور و هجرة لعالم اخر و لذا فانه إذا كان حلما فانه يعد مكسبا فانه مكسب ان امضي للقاء نهايتي بدون مسحة من الالم فهذا بلا شك كسب لكل إنسان غمرته المتاعب و الهموم.

أما إذا كان هجرة من مكان إلي مكان اخر فانه سيكون خيراعظم و يؤكد سقراط علي حقيقة خلود النفس بعد الموت بمعني أن النفس لا تفني بفناء الجسد بل هناك حياة اخرى بعد هذه الحياة الدنيا و هذا ما يبرر إقدامه علي تجرع السم ولهذا حاول سقراط من خلال موقفه تحطيم فكرة القلق وبعث الطمانينة للجنس البشري في مواجهة حتمية الموت .

ومن ثم أتت المرحلة الدينية ( يهودية / مسيحية / اسلامية )التي حاولت من خلال بعض التطمينات والتعاويذ والوعود الاخروية والطقوس والنصوص على تهدئة هذا القلق الذي يسكن النفس البشرية لمواجهة هذه الحتمية المقلقة .

جميع هذه المراحل حاولت ومازالت تطمئن الانسان وتهدا قلقه من هذه الحتمية وبما ان العالم اليوم يمر بازمة قلق مرعبة من هذه الحتمية المفزعة من خلال انتشار فيروس كورونا الذي تحول الى وباء .

لهذا فلا داعي للقلق ابدا من هذه الجائحة رغم ان القلق كان ومازال رفيقا للجنس البشري لان الوباء لن يتحول الى فناء مطلق ولان العالم يدرك حتمية ان الوباء سوف يحصد ارواحا كثيرة .

الا ان الاجراءات الوقائية والتمسك بالعلم والاجراءات الطبية والابتعاد عن الخرافات والاساطير الدينية واللاهوتية سوف يعزز من انتصار الارادة الانسانية في معركتها المصيرية مع هذا الوباء .

وسوف يتحول رفيقنا المزعج القلق الى قلق مشروع بوجه هذه الجائحة وحتمية الانتصار على الوباء والفناء وانتصار الحياة هي حتمية نهائية ........



#عمر_عبد_الكاظم_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميليشيات بغداد ضحايا الفقر المتواصل .....
- 1 تشرين لحظة تحول تاريخي لن تتكرر....
- صناعة الانسان العراقي ....
- الرأي العام العراقي قصة نجاح.....
- الآفات العراقية بين التشهير والتحقير ....
- الهلوسة بين الدين والتاريخ والمكبسلجية ...
- الاسلامية والشيوعية والقومية ايدلوجيات خيالية ...
- الالحاد في العراق ناقوس خطر يهدد الجميع ....
- المعلم والمحافظ .....
- الفسنجون والبرگر ...
- الاختلاف والتنازع ايقونة بشرية ....
- ثقافة العبودية بوصفها اشكالية عربية واسلامية ...
- نوبل للسلام عراقية هذه المرة ...
- البصرة تقرأ الفاتحة على العملية السياسية...
- بروفة ثورة البصرة ...
- انتفاضة تموز المعنى والمالات...
- مؤشرات الكآبة العامة..
- مقتدى الصدر بين الأمس واليوم ..
- قراءة في نتائج الانتخابات العراقية..
- معركة الترويض ..انتصار العلمانية ....


المزيد.....




- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر عبد الكاظم حسن - من الوباء والموت إلى الحياة....