االلامنتمي او فن اللامبالاة........

عمر عبد الكاظم حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7789 - 2023 / 11 / 8 - 18:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

عام 2001 وبالصدفة الكونية وحدها وما اكثر هذه الصدف التي تنساب من بين اخاديد وتجاويف اعمارنا في حيوات الجميع .

قابلت شخصا وتوطت علاقتي به واصبحت اراه بين الفينة والاخرى واحيانا التقية في مخيلتي واتجاذب معه اطراف الحديث في شتى المواضيع .

حتى اني في احدى المرات عزمته على وليمة دسمة كان الحاضرين نفسي وانا فقط .

يعرف اللامنتمي او اللا مبالي عند الكاتب البريطاني كولن ولسن انه شخض اضطررته الحياة ان يعيش مع نفسه وبين ظلاله في عزلة وقلق دائم

واللامنتمي يدرك ما تقوم عليه الإنسانية من أساس ضعيف وهو ليس شخص مختل عقليا لكنه يتمتع بحساسية مفرطة أكثر من المتفائلين ومشكلته الاساسية في الحياة هي الحرية .

والعالم عند اللامنتمي هو عالم معقول فوضوي وليس منظم جوهريا وهذه هي النظرة التي تجعله أكثر عمقا في فهم الواقع من الآخرين الذين ينشغلون دائما بتفاصيل الحياة اليومية.

واللامنتمي كما قال كولن ولسن في دراسته المستفيضة عن هذه الشخصية الجدلية انه لاينتمي الى حزب او عقيدة او ايدلوجيا بل انه ينتمي الى الحرية فقط .

قال لي بعد اكثر من عشرون عاما من لقاءنا الاخير وايضا على وليمة دسمة من الافكار انت الان اصبحت جاهز بكل ماتعني الكلمة من معنى لعدم الانتماء .

فقد تساوى عندك العدم والوجود لانك اكتشفت مؤخرا ان الوجود الانساني بتنازعه وتصارعه مجرد عبث .

فقد عرفت نفسك منذ فترة قليلة واصبحت لا تكترث لجميع الاشياء واصبحت تعيش الحرية بداخلك وتصالحت مع نفسك.

واصبحت خاليا من جميع الاضطرابات واصبح همك الوحيد ان تشكرني .

قبل ان اشكره التفت الي ونظر بنظرة ازدراء وتهكم بعد ان هاجت لدي مشاعر وافكار غير معروفة وغريبة .

وقال لي لاباس انت الان على السكة الصحيحة انه شعور عابر انت فقط مضطرب من حياة جديدة غريبة على هذه المنطقة فشكرته وشكرت نفسي .

لاتقلق اخي الكريم فزائر اللامبالاة سيزور الجميع بتوقيت محدد لانه نفسك وسوف يزورك بعد الياس والقنوط التام المطبق في منطقة ملتهبة اكلها القمع والدجل بصورا شتى ................

#عمر_عبد_الكاظم_حسن (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل