أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - سياسة التقدم نحو السلطة ....؟















المزيد.....


سياسة التقدم نحو السلطة ....؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1776 - 2006 / 12 / 26 - 10:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


( لمحة عن الكاتب وأعماله في مطلع مقالنا – معجزة القرآن) الحوار المتمدن تاريخ 10/12/2006..
.... ما يقدمه سجلّ العقد الأول بعد الهجرة هو صورة تكوين دولة . ففي مكة كانت رسالة النبي محمّد مكرّسة على مدى ثلاث عشرة سنة لدعوة القوم ونُصْحِهم وتحذيرهم من يوم الحساب ، وهدايتهم إلى الصراط المستقيم. أمّا في المدينة فقد اتّخذت رسالة النبي طابع المؤسّسة ، وكانت مكرّسة بالضرورة وعلى نحوٍ أساسي لحكم الناس وجعلهم يقبلون بالقَدَر الجديد . وفي سبيل هذه الغاية كانت الوسائل كلّها مشروعة ، بصرف النظر عن اتّفاقها مع المبادئ الروحية والأخلاقية التي دعي إليها. فمن حوادث تلك الفترة ثمّة اغتيالات سياسية، وغزوات لم يسبقها أي استفزاز واضح، وهجمات على قبائل لم تُظهِر العداوة بل نَقـَلَ الجواسيس أنّها مضطربة وغير متعاطفةً مع المسلمين. وقد اتـُّخِذِت هذه الخطوات جميعاً في سبيل الدولة . أمّا الغزوات على قوافل قريش التجارية فكانت لأغراض أذيـّة قريش، ونيل الغنائم ، وزيادة هيبة المسلمين العسكرية، وإرهاب الخصوم المحتملين .
وخلال هذه الفترة القصيرة نسبياً ذاتها، تنزّلت معظم شرائع الإسلام وأُقيمت معظم المؤسسات المالية والحكومية والإسلامية .
فما من شرائع سُنَّت في سياق رسالة النبي في مكة . وهذا ما لاحظه غولدزيهر، الذي قال: لم تعلن الآيات المكية عن الإتيان بدين جديد. ومعظم هذه الآيات المكية في القرآن هي حضٌ على التُّقى ، وعبادة الله الواحد وتسبيحه والإحسان ، والاعتدال في المأكل والمشرب . ففي مكة لم تفرض سوى المبادئ الخمسة التالية :
1 - الإيمان بالله ورسله.
2 - الصلاة
3 - الزكاة التي كانت في ذلك الحين على هيئة عطاء تطوعي
4 - الصيام ، الذي كان في ذلك الحين على صور صيام اليهود.
5 - الحجّ، بمعنى زيارة مزار العرب القومي .
وقد لاحظ السيوطي أنه لم تكن ثمّة عقوبات إسلامية شرعية في المرحلة المكّية لسببٍ بسيط هو أنّه لم تكن هناك بعد قوانين قد سُنّت ، ورأى الجعبري أن كل سورة تنطوي على فرائض هي مدنية بلا ريب. ومما يُنْقَل عن عائشة أنّ الجنّة والنار كانتا الأمرين الأساسين فيما نزل من القرآن في مكة ، أما التحليل والتحريم فكانا بعد انتشار الإسلام . .. أما في المدينة فقد اختلف الزمن. والتشريعات والقواعد التي سُنّت في العقد الأخير من حياة النبي لم تقتصر على منح الإسلام طابعه التشريعي الجديد بل عبّدت الطريق أيضاً أمام تكوين الدولة .
تمّثلَت النقلة الافتتاحية بتغيير القبلة من المسجد الأقصى في القدس إلى الكعبة في مكّة. وتمثّلت إحدى النتائج التي ترتّبَت على ذلك بأنّه صار على اليهود مذّاك أن يقدموا الجزية للمسلمين ، أما النتيجة الأخرى فكانت أن تحرّر عرب المدينة من عقدة الدونية لديهم وأنْ دُفِعَ العرب بوجهٍ عام صوبَ ضَرْبٍ من الحماس القومي؛ ذلك أن القبائل جميعاً كانت تُجلّ الكعبة ، التي تحوّلت من كونها موضعاً للأوثان إلى كونها بيت إبراهيم وإسماعيل ، الجدّين المشتركين بين العرب جميعاً .
وقد جرى مثل هذا فيما يتعلق بالصيام ، حيث كفّ المشرّع الإسلامي عن السير على غرار اليهود فغيّر مدة الصوم التي كانت تبدأ في اليوم العاشر من شهر محرّم ، بحب عادات اليهود ، إلى عدد من الأيام في شهر رمضان ثم إلى شهر رمضان بطوله .
وكذلك ترجع إلى فترة المدينة كل الرجوع قواعد الزواج ، والأسرة ، والنّسب ، وتعدد الزوجات والطلاق ، والحيض ، والوراثة ، وحدّ الزنا والسرقة ، والثأر وديّة القتل والضَّرر، وسوى ذلك من القضايا المدنية والجزائية ، إلى جانب القواعد المتعلقة بقضايا مثل النجاسة والختان ، وتحريم بعض الأطعمة والمشروبات . ومع أن معظم هذه القواعد كانت مستمدّة إما من التشريعات اليهودية أو من العادات العربية الوثنية ، إلا أنّ تغييرات وتعديلات كثيرة قد أُدْخِلَت عليها . فالغرض من هذه القواعد والأحكام ، بصرف النظر عن صبغتها اليهودية أو الوثنية ، كان من غير شكٍ إقامة نوع من النظام داخل الجماعة وفي العلاقات المتبادلة بين أفرادها ، وحضارة كل جماعة أو أمّة تكون مصطبغة بعناصر من حضارات الآخرين .
وفي كل دين هناك شعائر تتطلب نوعاً من التنظيم والدّربة . أمّا تفاصيل محتواها وشكلها فهي عموماً ذات أهمية جوهرية ضئيلة . فما من شخص ، مهما يكن عميق التفكير ، يمكنه أن يتبيّن أي سبب فلسفي للحجّ إلى مكّة وما يؤدّيه الحجيج من مناسك لافائدة فيها ولا معنى لها . وقرار النبي محمد في أن يزور الكعبة معتمراً سنة6/628هو قرار محيّر ، فهل كان يعتقد حقاً أنّ الكعبة مقام الرب؟ أم أنه قام بهذه الحركة كيما يسترضي أتباعه الذين كانت زيارة الكعبة من تقاليد أبائِهم وأجدادهم ؟ هل كان قراره ، الذي صدر على نحوٍ غير متوقّع بسبب تصميم القرشيين المناوئين على منع المسلمين من دخول مكّة ، والذي أدّى إلى صلح الحديبية المخيِّب ، هل كان نوع من الاستراتيجية السياسية يُراد لها أن تترك أثرها على أشراف قريش بإظهار عدّة المسلمين وعتادهم، وأن تجذب المكيين العاديين البعيدين عن التعصب إلى الدين الجديد؟ كيف أمكن لمن جاء بالدين الجديد والتشريعات الجديدة وتنكّر لكل عقائد قومه وخرافاتهم أن يعيد إحياء هذا المكوّن الأساسي من مكونات التقليد القديم بحلّةٍ جديدةٍ؟ لقد الحّ مؤسس الإسلام المتحمّس ومشرّعه أكثر ما ألحّ على التوحيد الخالص، قائلاً للقوم أن الإيمان بالله الواحد هو السبيل الوحيد إلى النعيم، وإن
( أكرمكم عند الله أتقاكم ) – الآية 23 من سورة الحجرات- فها استسلم الآن لشعور قومي أو عرقيٍّ ؟
هل أراد أن يجعل من تبجيل بيت إسماعيل رمزاً لهوية قومية عربية؟
مهما يكن الأمر، فإن هذا القرار كان مدهشاً وأبعد ما يكون عن الاتّساق مع المبادئ الإسلامية حتى إن عدداً كبيراً من المسلمين قد اختلط عليهم الأمر ، فقد اعترض عددٌ من المؤمنين على السعي بين الصفا والمروة نظراً لكونه منسكاً وثنياً من مناسك العرب ، بيد أنّ الحفاظ على هذا المنسك فُرِضَ في الآية 185من سورة البقرة ( إنّ الصفا والمروة من شعائر الله) وبحسب روايات حسنة الإسناد ، فإن عمر بن الخطاب ، وهو واحد من أعظم صحابة محمد وأحكمهم، قال أنّه ماكان ليُقبِّل الحجر الأسود أبداً لو لم ير بأم عينه النبي يقبله. أما الغزالي ( أبو حامد الغزالي) صاحب المرجعية التي تستحق الاحترام في الشؤون الإسلامية ، فقد قال صراحةً أنه لم يجد أي مبرر لشّعيرة الحجّ ، لكنّه أطاع لأنها كانت حقيقة واقعة وأمراً مُنجزاً ومقرّراً ، وهنالك آية في القرآن تلقي الضوء على الأمر وربما تكون جواباً عن الأسئلة المتعلّقة به. وهذه الآية هي الآية 28 من سورة التوبة : ( يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نَجَسٌ فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عَيْلَةً فسوف يغنيكم الله من فضله ) وبحسب تفسير الجلالين ، فإن ذلك يعني أنّ الله سيعوض العرب ويغنيهم بالفتوح والجزية. وسورة التوبة هي من حيث الترتيب الزمني آخر سورة في القرآن ، إذ تنزّلت في سنة10/631، بعد فتح المسلمين مكّة بفترة لابأس بها . ولعلّ تحريم زيارة الكعبة على القبائل غير المسلمة كان لإزعاج أهل مكّة، الذين اعتمدت معيشتهم وتجارتهم المزدهرة على مجيء القبائل والجماعات العربية ورواحها . وعلى الرغم من أنّ المكيين كانوا من قبيلة النبي إلاّ أن معظمهم لم يؤمنوا إلاّ بالتهديد . وإذا ماكان لمكة أن تفقد ازدهارها ، فإن ذلك قد ينطوي على خطر الردّة الواسعة . وهو خطر يمكن تلافيه بجعل الحجّ إلى مكة فريضة على المسلمين .
ليس هذا التفسير سوى فرضية بالطبع ، فلا يمكن أن نعرف إلى أي حدٍّ تتماشى مع الواقع. وفي الأحوال جميعاً ، فإنه ليس بمقدورنا أن نجد أي مبرر عقلاني أو ديني للحفاظ على ممارسات وثنية قديمة في شَعيرة الحجّ الإسلامية . وهذا ما دفع شاعر العرب وفيلسوفهم العظيم وذائع الصيت أبا العلاء المعري لأن يعلن :

وقوم أتوا من أقاصـي البـلاد لرمي الجمـار ولثم الحجر
فوا عجـــباً من مقالاتـــــــهم أيعمى عن الحـق كل البشر
أمّا تحريم الخمر والميسر، الذي قد أُعلِنَ في المدينة وميّز التشريع الإسلامي ، فيمكن أن نردّه إلى الشروط الاجتماعية التي كانت قائمة ، وليس من العسير أن نفهم أيضاً
لماذا كفّت الزكاة في المدينة عن أن تكون طوعية وتحولت إلى نظام للدخل والضريبة على الملكية يناسب حاجات الدولة الناشئة المالية . غير أن شكلاً شرعياً قد أُسبغَ في الوقت نفسه على فريضة لانظير لها في النواميس أو التشريعات الأخرى ، أعني فريضة الجهاد .
ففي البداية كان القتال مأذوناً فحسب ، ففي الآية 39 من سورة الحج ( أُذِنَ للذين يقاتلون بأنّهم ظُلِموا ..) أمّا بعد ذلك غدا واجباً إلزامياً كما تدل أفعال الأمر وصيغ التوكيد . فمقاطع كثيرة في سورة البقرة ، الأنفال ، التوبة ، وسواها من السور المدنية تأمر باستخدام القوّة . وإنها لحقيقة لافتة ودالّة أن السور المدنية تعج بآيات حول هذا الأمر بحيث يبدو الإلحاح على هذه الفريضة وكأنه يفوق الإلحاح على أيّة فريضة أخرى . والحال، أنّ اثنين من التعليقات يخطران على ذهني بهذا الصدد ، أولهما أن النبي محمداً ، وقد أدرك صعوبة السيطرة على العرب ذوي المراس الصعب وإقامة دولة ومجتمع إسلاميين دون اللجوء إلى السيف ، لعلّه اختار هذا النهج نظراً لجذوره الممتدة في العادات العربية وقدرته على التأثير على الذهنية العربية. أمّا التعليق الثاني فهو أن هذا النهج ينطوي بالضرورة على دَوْسٍ لواحد من أثمن حقوق الإنسان، أعني حق حرّية الفكر والاعتقاد . وهذا ما أثار انتقاداً واسعاً لا يسهل الردّ عليه. فهل من الفضائل أن يُعْمَل السيف لإجبار البشر على الإقرار بعقيدة أو دين ؟ هل يتّسق ذلك مع مثل العدالة والإنسانية ؟
من الواضح أنّ الظلم والشر قد تخلّلا بدرجات متفاوتة كثيراً من الجماعات في مختلف الأزمنة والأمكنة ؛ لكنّ العقول المتبصرة لايمكن أن تجد طغياناً أقسى ، وأبعد عن العقلانية ، وأشد ضرراً من إنكار حاكم أو جماعة حاكمة حرية البشر في التفكير والاعتقاد ، ومحاولات حاكم أو حكومة قَمع المعارضة ، على الرغم من عدم اتّساقها مع المبادئ الإنسانية ، ربّما تقدّم كنقلاتٍ في الصراع من اجل البقاء السياسي، أمّا محاولات قسر الشر أجمعين على أن يفكروا ويشعروا كما يفكر ويشعر أصحاب السلطة فلا يمكن تبريرها في أي حالٍ من الأحوال . بيد أن التاريخ يبيّن أن الأمم جميعاً قد مارست هذا النمط من الاضطهاد في وقتٍ من الأوقات . فالاستخفاف بحقوق الإنسان والشخصية الفردية ظاهرة واسعة الانتشار ومتعددة الأشكال إلى أبعد الحدود ، غير مقتصرة على الجماعات الحاكمة بأية صورة من الصور ؛ ذلك أنها توجد أيضاً بين الجماهير ، التي يمكن لها أن تتشبث بآرائها كأي طاغية ولا تطيق ، مثله، أية أفكار ومعتقدات سوى أفكارها ومعتقداتها . ولقد كان مثل هذا التعصب منبع فترات مظلمة في حياة البشرية ، فتدفع البشر إلى حرق أبناء جلدتهم ، وقطع رؤوسهم ، وشنقهم، وتشويههم ، وسجنهم، ليس ذلك وحسب بل دفعهم أيضاً إلى ارتكاب مذابح بالجملة . ومن الأمثلة على ذلك في عصرنا ما أراقه النازيون والشيوعيون من الدماء على نطاقٍ واسعٍ.
ليست محل جدال واقعةُ أن حرية الفكر والاعتقاد قد انتهكت في كثير من البلدان في أرجاء الدنيا. والسؤال الذي يتطلب دراسة هو ما إذا كان هذا الانتهاك متّسقاً مع مهمة الهادي الروحي الذي كان قد أشهر أن ( لاإكراه في الدين ) – الآية 250 من سورة البقرة- وأنّ الله قد قضى بأن ( لَيَهْلِك َمنْ هَلَكَ عن بيّنة ويحيى من حَيّ عن بيّنة ) الآية 42 من سورة الأنفال – ألم يقل الله لرسوله ( وما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمين )
-الآية 107 من سورة الأنبياء- ( إنك لعلى خُلُقٍ عظيم ) – الآية 4 من سورة القلم ؟
ويقال أن مناسبة نزول سورة البلد المكية هي تفاخر رجل يدعى أبا الأشدّ، كان ذا قوة بدنية عظيمة . وبحسب رواية وصلتنا، فقد اعتاد أن يقف على سجادة في سوق عكاظ ويمنح جائزة مجزية لكلّ من يقدر أن يسحبها من تحت قدميه ، فكان الشباب يندفعون إلى ذلك فيشقّون السجادة من كل أطرافها حتى تتمزّق ، دون أن يتمكنوا من زحزحته حيث يقف، وعلى النقيض من هذا الغرور ن فإن سورة البلد تعبّر تعبيراً مؤثراً عن إيمان النبي محمد . وهذه آياتها4-17بكل بيانها وعذوبة أصواتها :
( لقد خلقنا الإنسان في كَبَد* أيحسب أن لن يقدر عليه أحد * يقول أهلكت مالاً لُبداً*
أيحسب أن لم يره أحد * ألم نجعل له عينين* ولساناً وشفتين * وهديناه النَّجدين* فلا اقتحم العقبة* وما أدراك ما العقبة * فكُّ رقبة * أو إطعامٌ في يوم ذي مسغبة*يتيماً ذا مَـقْربة * أو مسكيناً ذا متْرَبَة * ثمّ كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة )
لكن الرسول الذي دعا في مكة إلى الإيمان والرحمة راح يغيّر مساره في المدينة شيئاً فشيئاً وبدأ يصدر أوامر القتال ( كُتِب عليكم القتال) – الآية 216 من سورة البقرة ( قاتلوا الذين لا يؤمنون ) الآية 29 من سورة التوبة – ( ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه ) الآية 85 من سورة آل عمران – ( فإذا لَقيتم الذين كفروا فَضَرْبَ الرِّقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدّوا الوثاق) – الآية 4 من سورة محمد- عشرات من مثل هذه الآيات القاسية نزلت في المدينة . وقيمة الحديد، الذي لم يأت له ذِكْرفي مكة تُقوَّم على النحو التالي في الآية 25 من سورة الحديد ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورُسُلَه بالغيب ) ويبدو أن الحديد إمّا أنه لم يكن موجوداً في مكّة ، أو أن الله بعلمه الكلّي لم يكن قد فكّر بوسائل يحدّد من خلالها من هم خصومه وخصوم أنبيائه ؛ ذلك أنّ الله كان قد أمرَ محمدا في مكة بأن
( ادْعُ إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين ) – الآية 125 من سورة النحل-
هكذا تحوّل الإسلام شيئاً فشيئاً من رسالة روحية صرفة إلى منظمة مقاتلة وعقابية يعتمد تقدّمها على الغنائم التي تأتي بها الغزوات وعلى الدخل الذي تغلّه الزكاة المفروضة .
كانت خطوات النبي في العقد الذي تلا الهجرة موجَّهة نحو غايةٍ هي إقامة دولة أساسها الدين وتوطيد أركانها . ولقد أمكن للنقاد الأجانب ان يطلقوا أحكامهم المناوئة النافرة على بعض الأفعال التي تمّت بأمره ، كقتل الأسرى والاغتيال السياسي .
فبعد معركة بدر ، لم يكن النبي متحققاً ما الذي يفعله بالأسرى الذين وقعوا في يد المسلمين . هل يطلقهم لقاء فدية يمكن أن تُستخدَم كأعطية للمقاتلين المسلمين؟ هل يستبقيهم عبيداً أرقاء أم انه يحبسهم ونصحه عمر ، الصحابي الواقعي بعيد النظر والذي ينبغي أن نعدّه واحداً من مؤسسي الدولة الإسلامية ، بأن يُقْتَلوا . فقد رأى عمر أنّ إطلاق الأسرى لقاء فدية لن يكون من الحكمة في شيء لأنهم سيعاودون الانضمام إلى العدو ويقاتلون بضراوة أشدّ، وأنّ استرقاقهم أو حبسهم سوف يقتضي تكلفة باهظة تُنْفَق على حِراستهم لئلاّ يفرّوا ؛ أمّا قتلهم فسوف يروّع القبائل ويزيد من هيبة الإسلام العسكرية. هكذا تنزّل القرار في الآية 67 من سورة الأنفال ( ماكان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا( بأخذكم الفدية)والله يريد الآخرة ) . وكان من الذين وقعوا في الأسر في بدر عقبة بن أبي مُعَيط والنّضرْبن الحارث . وحين وقع عليهما بصر النبي ، تذكّر ما أبدياه في مكة من مناوءةٍ وسخرية وأمر بضرب عنقيهما. وكان النضر أسير المقداد بن عمرو ، الذي كان تواقاً للفدية . وقال المقداد للنبي : يا رسول الله أسيري- لكنّ النبي سأل المقداد إن كان قد نسي ما قاله هذا الشرير عن القرآن. فالنّضر هو من كان يقول في مكّة( قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلاّ أساطير الأولين ) ( الآية 31 من سورة الأنفال) وهكذا كان لموت هو العقاب الذي ناله النّضر لقاء ذلك القول، إذ تراجع المقداد عن مطالبته وضُرِب عنق النضر . وفي موقف تالٍ أحضِرَ عقبة قدّام النبي ، وأمر عاصم بن ثابت أن يقتله . فصرخ عقبة : فمن للصبية يا محمد وردّ النبي ( النار ) .
وحين فُتِحت مكة ، أعطى الأمان بوجه عام ، ولكن استثناءات معينة قد جرت . فقد أمر النبي بقتل ستة أشخاص حيثما وُجدوا، ولو في حرم الكعبة ، وهم صفوان بن أمية ، وعبد الله بن خطَل، ومِقْيَس بن صبابة ، وعكرمة بن ابي جهل ، والحويرث بن نُقَيْد بن وهب ، وعبد الله بن سعد بن أبي سرْح . وصاحب الاسم الأخير كان لبعض الوقت واحداً من الكتبة الذين استخدموا في المدينة لتدوين الوحي . وكان في عدد من المناسبات قد غيّرَ برضا من النبي، الكلمات الختامية في الآيات . وعلى سبيل المثال حين قال النبي : والله عزيز حكيم – اقترح عبد الله بن أبي سرح أن يكتب – عليم حكيم – وأجاب النبي أنْ نعم كلٌّ صواب. وإذ لاحظ عبد الله بن أبي سرح سلسلة من مثل هذه التغييرات ، فقد ارتّد عن الإسلام لأنه لو كان الوحي من عند الله لما أمكن تغييره بدَفعٍ من كاتب مثله. وبعد ارتداده مضى إلى مكة وانضمّ إلى القرشيين.
أما عبد الله بن خَطَل فكان يملك قينتين، اسم أولاهما فَرْتَني والأخرى قريبة، كانتا تغنيان بهجاء النبي وقد قُتِلت كلتاهما مع ابن خطل. كما حُكِمَ بالقتل على امرأتين أخريين كانتا مصدر تنغيص شديد للنبي، هند بنت عتبة وسارة ، وهي معتوقة عمر بن هاشم من بني عبد المطلب؛ لكن هنداً بنت عتبة ، زوجة أبو سفيان ، نطقت بالشهادة في آخر الأمر وعُفي عنها .
كان عبد الله بن سرح أخاً لعثمان بالرّضاع . وقد لجأ إلى عثمان الذي أخفاه عنده أياماً عدّة إلى أن هدأ الاضطراب ، ثم أتى به النبي واستأمن له . وبعد صمت مديد ، قال النبي ( نعم ) ومعناه أنه قد قبل شفاعته عثمان على مضض . وعلى هذا الأساس شهد عبد الله بن أبي سرح مرّة أخرى ، وانصرف هو وعثمان . وحين سُئِل النبي عن سبب صمته الطويل ، أجاب ( لقد صمتت ليقوم بعضكم بضرب عنقه )( وهذا لأنه كان قد اُعِْلنَ أن دمه مُباح حيث وُجِد – ولو كان معلقاً بأستار الكعبة – وسأل أحد الأنصار من المدينة النبي : فهلاّ أومأت إلي يا رسول الله – فكان ردّ النبي : إنّ النبي لا يقتل بالإشارة – ومعناه أنه ليس بوسعه أن يدّعي الصمت كذباً بينما يعطي بعينيه علامة القتل. وكان عبد الله بن أبي سرح نفسه قد اختير في خلافة عثمان على رأس الجيش العربي الفاتح في شمال إفريقيا ؛ ذلك أنه كان قد أبلى بلاء حسناً دفع عثمان لأن يصرف النظر عن عمرو بن العاص ، فاتح مصر، ويختار عبد الله بن أبي سرح للقيادة .
ولقد سبق أن أتينا باقتضاب على اغتيال كعب بن الأشرف من يهود بني النضير . فبعد معركة بدر ، وتنبّهه إلى تنامي قوّة النبي ، مضى كعب إلى مكة حيث عبّر عن تعاطفه مع القرشيين وحضّهم على مواصلة القتال، ثم عاد لاحقاً على المدينة وراح يشبب في أشعاره بنساء المسلمين . وهذا ما وفّر الذريعة للنبي ، الذي سأل أتباعه : من لي بابن الأشرف ؟ - فقام محمد بن مَسْلَمة متطوعاً لأداء المهمّة . فقال له النبي : فافعل إن قَدرت على ذلك – ثمّ بعثَ محمد بن مسلمة في هذه المهمة ومعه أربعة من الأوس ، أحدهم أبو نائلة أخو كعب بالرضاع والذي سيضمن حضوره عدم ارتياب كعب وقبوله الخروج من حصنه على أطراف المدينة . وكان النبي قد مشى معهم إلى أطراف البلدة ، حيث وجّههم ، فقال : انطلقوا على اسم الله . اللهم أعنهم – ثم رجِع إلى بيته . وأقبل الرجال الخمسة في تلك الليلة المقمرة حتى انتهوا إلى حصن كعب . ولمّا رأى هذا الأخير أبا نائلة بينهم ، خرج من بيته غير مرتاب ليكلمهم ، ثم انطلق مع هؤلاء الأصدقاء ذوي اللسنة الزربة نحو البلدة ، فظلّوا يكلمونه حتى بلغوا مسافة آمنة عن بيته فانقضّوا عليه وقتلوه بعد عراك . وحين عادوا إلى المدينة ، وجدوا النبي مستيقظاً ينتظر الأخبار الطيّبة .
أمّا سلام بن أبي الحُقَيق ، وهو يهودي نافذ آخر وصديق قديم للأوس، فقد انتقل من المدينة إلى خيبر . فاستأذنت الخزرج النبي في قتل هذا الرأس اليهودي وحليف الأوس ، فأذن لهم النبي وعيّن عبد الله بن عتيك على رأس الجماعة. فأنجزوا المهمة ثم قدموا على النبي وأخبروه بما أفلحوا به وهم يهتفون فرحين : ألله أكبر .
وفي نخلة كان خالد بن سفيان ، من رؤوس هذيل ، قد حرّض قومه على عداوة محمّد . فبعث النبي عبد الله بن أنيس لقتله. وقد استطاع بن أنيس أن يأخذه على حين غرّة ويأتي برأسه للنبي . وحين راح رفاعة بن قيس يهيّج قومه ضد المسلمين ، أمر النبي عبد الله بن حَدْرَد بأن يمضي ويأتيه برأسه . وقد أفلح بن أبي حدرد في مهمته بأن كمن لرفاعة أولاً ورماه بسهم ، ثمّ وثب إليه فاحتزّ رأسه وجاء بها إلى النبي .
وحين أمر عمرو بن أمية بقتل أبي سفيان ، فبلغ الخبر أبا سفيان فزاغ منها . وبدلاً من قتل أبي سفيان ، قتل عمرو رجلين من قريش لم يتسبّبا بأية أذية ورجلاً آخر في طريق عودته إلى المدينة .
أمّا أبو عَفَك ، وكان طاعناً في السن( حوالي 120 عاما) ، فقد قُتِل لأنّه هجا محمداً . وقد قام بالمهمة سالم بن عمير بأمر من النبي الذي قال : من لي بهذا الخبيث ؟ . وقد أثار قتل مثل هذا العجوز الطاعن في السن شاعرة تدعى عصماء بنت مروان ، فكتبت قصيدة تعيب فيها على النبي ، فاغتيلت هي أيضاً .
ومن بين أسرى بدر ، كان أبو عزّة الجُمحي ومعاوية بن المغيرة قد أُطلقا لقاء تعهد قطعاه على نفسيهما وسُمِح لهما بالعيش في المدينة . وبعد هزيمة المسلمين في معركة أحد ، فرّ معاوية بن المغيرة والتمس أبو عزّة الجُنحي من محمد أن يطلقه . فأمر النبي بقتل أبي عزة للتوّ وبأسر معاوية بن المغيرة وقتله . وقد تم الأمران . وقاتل أبي عزّة هو الزبير بن العوام .
وكان عبد الله بن أبي من رؤوس المدينة ومن أشراف الخزرج وكان قد اعتنق الإسلام ، لكنه حين تبدلت الأحوال ورأى ازدياد نفوذ محمد الاجتماعي والسياسي ، تنبّه وكفّ عن إظهار الإيمان الصادق . وقد عُدّ رأس المنافقين ذلك أنه أجرى مكائد عديدة تكشّفت للنبي. ورأى عمر بن الخطاب أنّ عبد الله ينبغي أن يُقتل . وبالمقابل ، فقد نصح آخرون النبي بأن يرفق به، وقالوا: فوالله لقد جاءنا الله بك ، وإنّ قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه، فإنه يرى أنك قد استلبته مُلكاً .
وقد كتب محمد حسين هيكل الكاتب الحديث لسيرة محمد ، أن النبي قال لعمر في ذلك الحين: كيف ترى يا عمر ! أما والله لو قتلته يوم قلتَ لي اقتله ، لأرعِدت له آنُفٌ ، لو أمرتها اليوم بقتله لقتلته – وبحسب هيكل ، فإن عبد الله بن أبي طالب طَلَبَ أن يتولى قَتْلَ أبيه ، إذا ما أمر النبي بذلك ، خشية أن يأمر النبي غيره بقتله ، فلا تدعه نفسه ينظر إلى قاتل أبيه يمشي في الناس دون أن يقتله انتقاماً جرياً على عادة العرب
ويقول السيوطي إن فعلة عبد الله بن أبي هي سبب نزول الآية 88 من سورة النساء :( فما لكم في المنافقين فئتين والله أركَسَهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضلّ الله ) فبحسب السيوطي ، أن النبي في سخطه على عبد الله بن أبيّ ، خطب في الناس فقال : مَنْ لي بمن يؤذيني ويجمع في بيته من يؤذيني ؟ ...
وفي النهاية فإنّ عبد الله بن أبيّ قد صُفِحَ عنه . ومات 9/631وصلّى عليه النبي
وفي بعض الأحيان كان القتل المدفوع إما بالرغبة في إظهار الشجاعة أو بالضغينة الشخصية يُقدَّمُ على أنه خدمة للإسلام . وعلى سبيل المثال، فإن بن سُنينة كان تاجراً من تجار اليهود في المدينة على علاقة طيبة مع زبائنه المسلمين. ويوم أصدر النبي الأمر : ومن ظفرتم به من رجال اليهود فاقتلوه . وثب مُحَيصة بن مسعود وقتل التاجر المسالم . أما الشخص الوحيد الذي قرّع مُحيصة على فعلته هذه فكان أخوه حويصة بن مسعود .
وحين التهيؤ في عام 8/639 لغزو الروم ، بلغ النبي أن بعض الرجال يجتمعون في بيت سُويلم اليهودي ليتشاوروا في تثبيط الناس عن النبي في غزوة تبوك . فبعث النبي إليهم طلحة بن عبيد الله في نَفرٍ من أصحابه فحاصر البيت وحرقه عليهم فلم ينج منهم سوى رجل واحد، اقتحم من ظهر البيت فانكسرت رجله . وثمة إشارة في الآية 81 من سورة التوبة إلى أشخاص ما كانوا يرغبون في الانضمام إلى الغزوة بسبب الحر: ( وقالوا لا تَنْفُروا في الحرّ قُل نار جهنم أشدّ حرّا )

من كتاب.: 23 عاماً في الممارسة النبوية المحمدية
الكاتب : علي الدشتي وترجمة ثائر ديب وإصدار رابطة العقلانيين العرب..



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب القاص المدمن عشقاً صبحي دسوقي يبتهل لنارا....؟
- بداية اقتصادية على أموال اليهود...؟
- ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - التغيّر في شخصية مح ...
- ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - الهجرة
- ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية-بشرية محمّد
- الشاعر الإنسان عايد سراج غيفارا يبحث عن صديق ...؟
- معجزة القرآن .. ومواهب الرسول الفكرية واللغوية وقوته على الإ ...
- نصف عقد في حوار حضاري متمدن ...
- مهرجان الرقة المسرحي الثاني وانحسار النص المحلي..؟
- حتمية انتصار الثقافة مطلب حضاري ..سيادة الوزير
- .. الضحايا يغتصبون الضحايا..؟
- حدث غير واقعي ، ومع ذلك تعاملت معه المدينة بمنتهى الواقعية . ...
- رسالة إلى نبيل عبدالكريم ...؟
- ..العلمانية مابين الأممية والقومية ...؟
- لو كان الحجاب رجلاً لحجّبته ...؟
- صفعة المرأة في اسياد المال حطّمت باب الحارة ...؟
- لقد أخرسنا الغرب فعلاً....؟
- ..لما كان القضاء بخير سننتصر حتماً.... ودقي يامزيكا ...؟
- وأخيراً .. هل تساؤلات خوسيه أثنار تزيد الطين بلّه...؟
- العلمانية .... والمرأة ...؟


المزيد.....




- لوموند تتابع رحلة متطرفين يهود يحلمون بإعادة استيطان غزة
- إبادة جماعية على الطريقة اليهودية
- المبادرة المصرية تحمِّل الجهات الأمنية مسؤولية الاعتداءات ال ...
- الجزائر.. اليوم المريمي الإسلامي المسيحي
- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - سياسة التقدم نحو السلطة ....؟