أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - معجزة القرآن .. ومواهب الرسول الفكرية واللغوية وقوته على الإقناع ..؟















المزيد.....


معجزة القرآن .. ومواهب الرسول الفكرية واللغوية وقوته على الإقناع ..؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1760 - 2006 / 12 / 10 - 09:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من كتاب 23 عاماً دراسة في الممارسة النبوية المحمدية ، الكاتب علي الدشتي ترجمة : ثائر ديب ، إصدار رابطة العقلانيين العرب . ولد الكاتب في قرية دشستان القريبة من ميناء بو شهر والده الشيخ عبد الحسين الدشستاني درس في مدارس كربلاء الفقه والتاريخ الإسلامي واللغة العربية وقواعدها وأدبها القديم واللغة الفارسية عمل في الصحافة وأصدر صحيفة ( الفجر الأحمر ) في طهران بين أعوام 1922 حتى 1931 وسجن عدة مرّات لنقده المعاهدة الانكليزية الايرانية جمعها في كتابه ( أيام السجون ) ثم تعلّم اللغة الفرنسية وراح يلتهم الأدب الفرنسي في عام 1928 انتخب عضواً في البرلمان ، عين وزيراً للخارجية في حكومة حسين علاء لمدة أسبوعين وفي عام 1954 عُيّن الدشتي عضواً في مجلس الشيوخ له روايات قصيرة – فتنة – وجادو – وهندو- وكتب أكثر من سبع أعمال في الكلاسيكيات القديمة .. وفي سنواته الأخيرة عاد إلى دراسة الإسلام وقدم أعمالاً – برده بندار –
عن التصوف وجبريا اختيار حوارات مع متصوف في الجبر والاختيار وتخت بولاد
حوارات مع عالم متفقه يتمسك بمعاني القرآن والحديث الحرفية – عقلي بر خلاف عقل ( أعيد طبعه مرتين ) يتناول تناقضات منطقية في جدالات الفقهاء ، خاصة محمد الغزالي – درديار صوفيان - عن التصوف أيضاً – بيست وسه سال – دراسة في السيرة النبوية المحمدية
.. كان موقف النبي محمد من المطالبة بمعجزة مُبْصِرة وبيـّنة قد كان موقفاً سلبياً .. وأنه ليس سوى بشير ونذير ، غير أن موقفه من القرآن كان مختلفاً كل الاختلاف ، فحين قال المشركون أنه قد لفّقه أو إن آخرين قد وضعوه على لسانه وأملوه عليه ، كان الرد عليهم ضرباً من التحدي -الآية13 –هود ( أم يقولون افتراه قُل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ) .. وكان الزعم الآخر أنّ القرآن ليس سوى أساطير الأولين ( وإذ تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا "بمثلها" لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين ) آية 31-أنفال وبحسب كتاب السيرة فإن من قال هذا هو النضر بن حارث ، الذي أسر لاحقاً في معركة بدرٍ وضرب علي بن أبى طالب عنقه بأمر من النبي. وقد جاء الرد في الآية 88من سورة الإسراء (قل لئن اجتمعت الإنس والجنٌ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا )..
لقد رأى محمّد في القرآن بيّنة على نبوته . وثمة إجماع بين علماء المسلمين على اعتبار القرآن معجزة محمد . غير أن قدْرا كبيراً من الجدال قد دار حول ما إذا كان إعجاز القرآن يكمن في ألفاظه وبلاغته أم في معانيه وموضوعاته أم في كليهما , وبوجه عام ، فإن علماء المسلمين يرون الإعجاز في كليهما ، ومن الواضح أنّ مثل هذا الرأي إنّما ينبع من الحماس الديني لامن الدراسة المتجرّدة ..
لقد وجد العلماء من غير المسلمين أسساً عديدة للشك في فصاحة القرآن وبلاغته ، كما اتفق العلماء من المسلمين على أنّ القرآن بحاجة إلى تفسير . وقد عقد السيوطي لهذا الأمر فصلاً كاملاً في كتاب الإتقان . فالمصاعب لاتقتصر على سوء ترتيب المحتويات في النسخة العثمانية بل تتعدّاه إلى لغة القرآن ذاتها . ولقد كان بين علماء المسلمين من المرحلة المبكرة ، قبل أن يسود الغلو والتعصب الأعمى ، أمثال إبراهيم النظـّام ممن أقروا صراحة بأن ترتيب القرآن ونحوه ليسا بالمعجزين وأنّ آخرين ممّن يخشون الله يمكن أن يأتوا بعمل مكافيء في قيمته للقرآن أو أعظم قيمة منه . ورأى النظـّام أيضاً أن إعجاز القرآن إنما يكمن في استشرافه المستقبل والتبؤ به ، لا على طريقة الكهّان بل باستبصار صائب لحوادث محققـّة الوقوع ، ومثل هذه الآراء ، كما أوردها ابن الواندي ، هي مااتخذه عبد القادر البغدادي ، في كتابه الفرق بين الفِرَق ، حجة في الطعن على النظّام ، فأطروحة النظـّام ، بحسب البغدادي ، هي في نزاع مع القول الواضح في الآية 88 الاسراء –إن القرآن لايضاهى ولو اجتمع على ذلك الإنس والجن ، لكن تلاميذ النظـّأم وبعض المعجبين به اللاحقين ، مثل ابن حزم والخياط كتبوا في الدفاع عنه ، كما شاطره الرأي عدد من أنصار مدرسة الاعتزال البارزين ، فهؤلاء لم يروا تنازعاً بين أطروحة النظّام وما يقوله القرآن ، ويتمثل أحد سجالاتهم في أنّ إعجاز القرآن يكمن في تجريد الله معاصري النبي محمد من القدرة على الإتيان بمثله ، لكن النطق بعبارات تشبه آيات القرآن هو أمر ممكن ويسيرٌ بالفعل في أمكنة أخرى وأزمنة أخرى ، ومن الشائع على نطاق واسع أنّ أبا العلاء المعري كان قد وضع كتابهالفصول والغايات ، الذي بقي جزء منه ووصل إلينا محاكاة للقرآن . والحال أنّ القرآن يشتمل على جمل غير مكتملة تظل مستغلقة تماماً وبعيدة عن الإفهام لولا شروح المفسرين ،وعلى كلمات غريبة ليست من كلام العرب ، وكلمات عربية غير مألوفة ، وكلمات مستخدمة بغير معانيها المعتادة ، وعلى نعوت وأفعال تصرف دون التزام بمقتضيات الجنس والعدد ، وعلى ضمائر تستخدم على نحو غير منطقي ودون التزام بالقواعد ودون أن يكون لها مرجع أو إحالة في بعض الأحيان ، وعلى ضروب من المفعول به غالباً ما تكون في المقاطع الموقـّعة بعيدة عن فاعليها ، ومثل هذه الضروب من الزيغ في اللغة هي ما أفسح المجال للنقّاد الذين ينكرون بلاغة القرآن . بل إنّ هذه المشكلة قد شغلت أيضاً عقول المسلمين الأتقياء أنفسهم ، فقد اضطرت المفسرين إلى السعي وراء التعليلات ولعلّها كانت واحداً من أسباب الخلاف على القراءات ، وعلى سبيل المثال وفي الآية الأولى من سورة المدّثر
: يا أيها المدّثر ، فإن قراءة المدّثر على هذا النحو هي القراءة المقبولة ، غير أن هناك رأياً شائعاً بأنها يجب أن تقرأ المتدثـّر ومثل ذلك في الآية الأولى من سورة المزَّمـِّل
" ياأيها المزَّمـِّل " حيث سادت المزَّمـِّل على المتزَمـِّل . وفي الآية 192النساء " لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون بما أنزل إليك وما أنل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجراً عظيماً "
نجد أن كلمة " المقيمين " هي في حالة نصب ، بخلاف الكلمات الأخرى التي وردت بحالة الرفع مع أنها معطوفة عليها مثل الراسخون المؤمنون والمؤتون ، وفي الآية 9 من سورة الحجرات " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما "
يشير الفعل " اقتتلوا" إلى الجمع ، في حين يجب أن يشير إلى المثنى شأن فاعله طائفتان ... الآية 177من سورة البقرة، التي تردّ على احتجاجات اليهود بشأن تحويل القبلة من القدس إلى مكة ، هي آية حسنة الصياغة ومؤثرة لكنها تشتمل على مشكلة معجمية : " ليس البرّ أن تولّوا وجوهكم قِبَلَ المشرق والمغرب ولكن البرّ من آمن بالله واليوم الآخر ..." والتفسير الذي يقدمه تفسير الجلالين، هو أن كلمة البر في الشطر الثاني من الجملة تعني ذا البر أي البار ، وكان النحوي القديم العظيم محمد بن يزيد المبرّد قد اقترح بقلبٍ مخلوع أنّ هذه الكلمة يجب أن تقرأ البارّ ، لكنه اتهِمَ بأنه لايجل كلام القرآن أو يوقره وشُتِمَ على ذلك ، وفي الآية 63 من سورة طه ، حيث يقول قوم فرعون لموسى وأخيه هارون : " إنّ هذان لساحران" نجد أن ( هذان) في حالة الرفع مع أنها يجب أن تكون في حالة النصب ( هذين) لكونها اسم إنّ ، وقد قيل إن عثمان وعائشة كانا يقرآنها هذين لكنّ الشرح الذي يقدمه أحد العلماء المسلمين يدل على ماشهدته الأزمنة اللاحقة من تعصّب وتزمّت فكري ، فهو يقول أنه مادام الرأي مجْمع بين المسلمين على أن الصفحات الموجودة بين دفّتي هذا الكتاب الذي يدعى القرآن هي كلام الله ، ومادام من المحال أن يكون ثمّة خطأ في كلام الله ، فإن القول بأن عثمان وعائشة كانا يقرآن هذين بدلاً من هذان هو قول ضعيف وملفق ، أما تفسير الجلالين فيرى باعتدال أشدّ أن القراءة هذانأمرٌ " موافق للغة من يأتي في المثنى بالألف في أحواله الثلاث ، لكن العالم القرآني والفقيه اللغوي القديم أبو عمرو بن العلاء كان يقرأ هذين شأن عثمان وعائشة
وفي الآية 33 من سورة النور: ولا تـُكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصناً لتبتغوا عَرضَ الحياة الدنيا ومن يُكْرِههنّ فإن الله من بعد إكراههنّ غفورٌ رحيم "
نجد أمراً إنسانياً رحيماً يشير إلى إساءة بالغةٍ وبعيدةٍ عن الأخلاق كانت تمارس في ذلك الوقت ، ومن الواضح أن الآية تنهي عن تلك العادة الشنيعة التي كان يمارسها مالكو العبيد بإجبارهم إماءهم على البغاء لقاء مالٍ يستأثرون به ، ومن الواضح بالمثل أنّ عبارة " فإن الله بعد إكراههن غفورٌ رحيم " تعني أن الله يغفر للإماء اقترافهن البغاء بغير إرادتهنّ ، غير أن الشكل الخارجي للعبارة يمكن أن يدفع إلى تفسيرها بأنها تعني أنّ الله غفور رحيم تجاه الرجال الذين يُكرهون إماءهم على البغاء ، فالعبارة مبهمة ولا تعبّر عن النية الإنسانية بصورة وافية . ولقد سبقنا أن أشرنا إلى آراء إبراهيم النظّام فيما يتعلق بالقرآن , غير أننا يجب أن نضيف أنها لم تكن آراءه وحده ، بل حملها أيضاً علماء آخرون من المعتزلة مثل هشام بن عمرو الفوطي ، وعبّاد بن سليمان ، وهؤلاء جميعاً كانوا مؤمنين أتقياء ، ولم يجدوا أي تنافر بين آرائهم وإيمانهم الصادق ، أما الشاعر والمفكر العربي الثاقب والعظيم أبو العلاء المعرّي فقد نـُظر إلى بعض كتاباته على أنها ترقى إلى مصاف القرآن ..
وباختصار ، فقد لوحظ وجود أكثر من مائة زيغ في لغة القرآن عن قواعد اللغة العربية وبنيتها ، ولا حاجة للقول أن المفسرين قد كابدوا الأمرّين في إيجاد تفسيرات ومبررات لهذه الضروب من الخروج على القواعد . ومن بين هؤلاء كان المفسّر وفقيه اللغة العظيم الزمخشري ، الذي قال عنه ناقد أندلسي أنه قد اقترف خطأ فادحاً على الرغم من كونه معلماً مهووساً بالقواعد ، وأساس هذا الخطأ أنّ مهمتنا لا تتمثل في جع ل القراءات متّسقة مع القواعد العربية ، بل في أخذ القرآن بأجمعه كما هو وجعل القواعد العربية متـّسقة معه ... ومثل هذا السجال له مايبرره إلى حد ّما . فالناطقون والكتـّاب العظماء بلغة أمةٍ ما يحترمون قواعد لغة هذه الأمة مادامت تتيح لهم أن يتحاشوا أنماطاً من التعبير غير مفهومة عموماً وليست مقبولة لدى الجمهور ن مع انهم قد يجدون أنفسهم مضطرين لتخطّي القواعد في بعض الأحيان ز وكأن اللاغة والشعر قد بلغ شأواً مهماً من التطور بين العرب قبل الإسلام ، كما كانت الأعراف القواعدية قد ترّسخت . والقرآن ، كونه متفوقاً في اعتقاد المسلمين على كل نتاجات العبقرية البلاغية السابقة ، ينبغي ألا يحتوي إلا على أقلّ قدرٍ من الخروج على القواعد . بيد أن من الممكن انتقاد اللوم الذي يوجّهه الناقد الأندلسي للزمخشري انطلاقاً من أنه يعكس الحجة المعتادة ويقلبها ، ومفاد هذه الحجّة أنّ القرآن هو كلام الله لأنّ فيه قدراً من الفصاحة لايمكن لبشري أن يبلغه ، وأن الرجل الذي نطق به هو نبيٌ لهذا السبب عينه . فما يقوله الناقد الأندلسي هو ان القرآن لاخطأ فيه لأنه كلام الله وأنّ مشكلة ما فيه من أخطاء قواعدية ينبغي أن تُحلّ بتغيير القواعد العربية . وبعبارة أخرى ، فإنه في الوقت الذي يردّ فيه معظم المسلمين على المكذّبين بإشهار فصاحة
القرآن وبلاغته كبرهان على نبوة محمد، نجد أنّ هذا الناقد الأندلسي ، الذي يسلم تسليماً بالأصل الإلهي للقرآن وبنبوّة محمد ، يقرر رفض كل نقاش لصياغة القرآن ومحتوياته ويعتبرها أموراً غير مقبولة ...
غير أن القرآن فريد ومدهش. وهو غير مسبوق في أدب العرب القدماء . وإننا لنجد في السور المكيّة مقاطع روحانية متالقة وشعرية مثيرة ، تدل على مواهب محمد الفكرية واللغوية وتقدم فكرة عن قدرته على الإقناع وقوة حجته ..
ومن الأمثلة الحسنة على ذلك سورة النجم، إذا ما غضضنا الطرف عن الآية 33فيها والتي هي آية مدنية ولابدّ أن تكون قد أقحمت في هذه السورة من قبل الخليفة عثمان وجامعيه لسبب نجهله . فهذه السورة تؤكد بتهلّلِ نبوة محمد وتشرح طبيعة وحيه ورؤاه النبوية ، وذلك ببيان حيّ يذكر بـ نشيد الإنشاد ، إنما من دون ذكرٍ للمباهج في هذا الأخير ، كالعبث مع أبكار أورشليم ذوات النهود البيضاء مثل قطيع من الماعز على جبل جلعاد : ( والنجم إذا هوى ، ماضلّ صاحبكم وماغوى، وما ينطق عن الهوى ، إنْ هو إلا وحيٌ يوحى، علّمه شديد القوى، ذو مرّةٍ فاستوى، وهو بالأفق الأعلى ، ثمّ دنا فتدلىّ ، فكان قاب قوسين أو أدنى ، فأوحى إلى عبده ما أوحى، ما كذب الفوأد ما رأى ، أفتمارونه على مايرى ، ولقد رآه نزْلةً أخرى ، عند سدرة المنتهى ، عندها جنة المأوى ، إذ يغشى السدرة ما يغشى ، مازاغ البصر وما طغى ، لقد رأى من آيات ربّه الكبرى )
ثم يلي ذلك إرشادات للناس ، وفي الآيتين 29و30 يخاطب الله محمداً ( فأعرض عن من تولى عن ذِكرنا ولم يُرِد إلا الحياة الدنيا * ذلك مبلغهم من العلم إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى )
وثمة رواية تقول إن أم جميل ، امرأة عم محمد أبي لهب ، جاءت النبي محمداً يوماً وقالت له ساخرة: ما أرى شيطانك إلا قد تركك . كان ذلك في فترة فتور الوحي ، حين كان محمد خائب الرجاء ومكروباً حتى خطر له أن يرمي نفسه من فوق جرف . ويُعْتَقَد أنّ هذا الحادث هو سبب نزول سورة الضحى بغنائيتها البالغة
( والضحى* والليل إذا سجى* ما ودعك ربك وماقلى* وللآخرة خيرٌ لك من الأولى* ولسوف يعطيك ربك فترضى ألم يجدك يتيماً فآوى* ووجدك ضالاً فهدى* ووجدك عائلاً فأغنى * فأما اليتيم فلا تقهر * وأما السائل فلا تنهر * وأما بنعمة ربك فحدّث)
ليس من المبالغة في شيء أن تقول إنّ القرآن أعجوبة من العجائب وسوره القصيرة من المرحلة المكية مفعمة بالقوّة التعبيرية والقدرة على الإقناع . أمّا أسلوبه فلا سابق له في اللغة العربية . كما أن تدفـّقه من لسان أمي لم يسبق أن تلقـّى أي ضرب من ضروب التعليم ، دع عنك الدربة الأدبية ، يشكّل ظاهرة يجوز وصفها بالمعجزة على هذا الصعيد ... لقد أنكر بعض الباحثين أنّ النبي محمداً كان أميّاً ، ورأوا أنّ كلمة (أمي) لم تكن تعني ( الجاهل غير المتعلم ) بل ( ابن الأمَم )في إشارة إلى العرب من غير أهل الكتاب ، أي غير اليهود والنصارى . وترِدُ الكلمة بهذا المعنى في الآية2 من سورة الجمعة ( هو الذي بعث في الأميّين رسولاً منهم) كما ترد في العديد من مقاطع القرآن الأخرى كالآية 78من سورة البقرة والايتين 20و57من سورة آل عمران والايتين 157و160 من سورة الأعراف . غير أن هناك اتفاقاً عاماً ، يستند إلى كل من الأدلة والتراث، بأن النبي لم يكن يعرف الكتابة ، وإن كان تعلّم في مراحل لاحقة من حياته أن يقرأ بضع كلمات . وعلاوة على الروايات الصريحة، فإن في القرآن إشارتين إلى هذا الأمر : في الآية 48من سورة العنكبوت( وماكنت تتلو من قبله في كتابٍ ولا تخطّه بيمينك) وبوضوح أكبر في الآية 5 من سورة الفرقان: ( وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تـُملى عليه بُكْرةً وأصيلا) فالكلمات هنا تشير إلى معرفة المشركين أن محمداً لم يكن يعرف القراءة أو الكتابة ..
أما بالنسبة لأولئك الذين يعتبرون القرآن معجزة بسبب من محتوياته أو مضامينه ، فإن الصعوبة تكمن في أنه لا يشتمل على جديد بمعنى الأفكار التي لم يسبق لأحد أن عبّر عنها . فكلّ الأوامر الأخلاقية في القرآن بيّنة بذاتها ومقبولة عموماً. أما قصصه فمستمدة يصورة حرفية أو معدّلة قليلا من ذخيرة اليهود والنصارى،الذين التقى محمد أحبارهم ورهبانهم وشاورهم في رحلاته إلى الشام ومن الذكريات التي حفظها المتحدرون من قوم عاد وقوم ثمود . وهذه الحقيقة لا تقلل ، عند الحكم المتوازن ، من عظمة النبي محمد ، فنحن إزاء أميّ من جماعة تشيع فيها الخرافة والفسق والقدح والذم، لايجمعها معاً سوى قانون القوة والقسوة ، ولكنه ينهض بكل جرأة ليحارب الشرّ والوثنية وينشر قيماً أرفع عبر الاستشهاد المتواصل بالتجارب الماضية التي شهدتها جماعات أخرى . بل أن مبادرته إلى مثل هذا الأمر لتقف بحد ذاتها برهاناً على عبقريته الفطرية ، وقوته الروحية، وضميره الأخلاقي ، وشعوره الإنساني . وإن الإصغاء إلى الكلمات التي خرجت على لسان هذا الأمي في سورة عبس لهو أشبه بالإصغاء إلى خفقان قلبه القلق المتلهف . ففي الآيات من 17-33نقرأ ( قـُتِلَ الإنسان ما أكفره * من أي شيء خلقه * من نطفة خلقه فقدّره * ثم السبيل يسّره * ثمّ أماته فأقبَرَه * ثم إذا شاء أنشره * كلاّ لم يقضِ ما أمره * فلينظر الإنسان إلى طعامه * أنّا صببنا الماء صبّاً * ثمّ شققنا الأرض شقـّأً * فأنبتنا فيها حباً * وعنباً وقصْبا * وزيتوناً ونخلاً * وحدائق غُلباً * وفاكهةً وأبـَّاً * متاعاً لكم ولأنعامكم * فإذا جاءت الصَّاخـَّةُ ....)
بمثل هذه العظات الجميلة والروحانية المدهشة كافح محمد لكي يهدي قومه سواء السبيل . غير أننا لا نستطيع أن نعدّ القرآن معجزةً من حيث تعاليمه الأخلاقية .
فمحمد يكرر مباديء سبق للبشرية أن حملتها في قرون سابقة وأمكنة كثيرة. فقد سبق لكونفوشيوس، وبوذا ، وزرادشت ، وسقراط ، وموسى ، وعيسى أن قالوا الأشياء ذاتها .
ويشتمل القرآن أيضاًعلى أحكام وشرائع سنّها محمد بوصفه مشرّع الإسلام . وعلينا أن نبقي في الذهن على الدوام أنّ معظم الأحكام والشرائع القرآنية كانت قد صيغت استجابة لحوادث عشوائية والتماسات قدّمها أشخاص محزونون ومضطهدون . وذلك هو السبب في أنّها تتسم بشيء من عدم الاتساق وفي أننا نجد بعض الأوامر الناسخة والمنسوخة . كما ينبغي ألاّ ننسى أنّ الفقه الإسلامي هو نتاج جهد مديد بذله علماء المسلمين وأنه قد صيغ خلال القرون الثلاثة الأولى من الحقبة الإسلامية . ذلك أن التشريعات القرآنية هي تشريعات موجزة ولاتفي بمتطلبات تلك الجماعة الإسلامية الضخمة التي برزت إلى الوجود في القرن ونصف القرن اللذين تليا حياة النبي. ... لقد جاءت فكرة الصيام إلى الإسلام من اليهودية عبر ماكان يمارسه العرب قبل الإسلام من صيام اليوم العاشر من محرّم ، والذي كان يعرف بيوم عاشوراء ويتوافق مع يوم التكفير عند اليهود. وبعد هجرة النبي محمد إلى المدينة وتغيير قبلة الصلاة من القدس إلى مكة، أطيلت مدة الصيام من يوم واحد إلى عشرة أيام ، هي الأيام العشرة الأولى من محرم ؛ وبعد القطيعة النهائية بين المسلمين واليهود ، صار الصوم صوماً لشهر رمضان بأكمله
والصلاة موجودة في الديانات جميعاً،ذلك أنّ الابتهال إلى الإله والتسبيح بحمده واحدُ من المكونات الأساسية في كل طريقة دينية من طرق الحياة . والصلاة في الإسلام هي أول فريضة على المسلم وتؤدى بطريقة إسلامية خاصة رسخت بقوّة العادة؛ فليس ثمّة تعليمات مفصّلة عن هذا الأمر في القرآن . وخلال السنوات الثلاث عشرة من رسالة النبي محمد في مكة والسنة الأولى والنصف من رسالته في المدينة ، كان المسلمون في صلاتهم يتخذون القبلة التي كان اليهود يتخذونها ، أي انهم كانوا يتّوجهون في صلاتهم إلى المسجد الأقصى في القدس . ومن المعروف أنّ الحجّ الإسلامي إلى مكّة قد أقـّر عديداً من عادات العرب وأدامها. فمناسك الحج والعمرة جميعاً، كالإحرام ، وتقبيل الحجر الأسود أو لمسه ، والسعي بين الصفا والمروة ، والوقوف بعرفات ، ورمي الحجرات ( الرجم الرمزي للشيطان ) ، كانت تـُمارسَ قبل الإسلام واستمرت بعده مع تعديلات طفيفة ليس غير . ولقد اعتاد العرب المشركون , أثناء طوافهم بالكعبة ، على مناداة اللاّت ، أو العزى، أو مناة، أو أي صنم آخر تجلّه قبيلة من قبائلهم : " لبيك لبيك " أمّا الإسلام فقد أحلّ مناداة الله محلّ مناداة الصنم ، فصار النداء لبيك اللهم لبيك . وكان العرب المشركون قد حرّموا الصيد في شهر الحج ، أما النبي فقصّر هذا التحريم على أيام الحجّ التي يكون فيها الحجيج في حال إحرام . وكان العرب المشركون في بعض الأحيان يطوفون بالكعبة عرةً، أما الإسلام فقد حرّم ذلك وفرض الإحرام، أي ارتداء الأثواب غير المخيطة. وكان العرب المشركون يحرّمون أكل الأضاحي ، لكنّ النبي أجاز ذلك .
ومن المعروف أنّ المسلمين ، بعد فتح مكّة وتهديد أصنام قريش ، كانوا قد أحجموا عن السعي بين الصفا والمروة لأن كلاً من هذين التلّين كان فيما مضى موضع صنم حجري، وكان دافع الحجيج المشركين إلى السعي بينهما هو التبرك من خلال تقبيل هذين الصنمين . غير أن النبي محمداً جاءه الوحي( في الآية 158من سورة البقرة ) , لا ليحل السعي بين الصفا والمروة فحسب بل ليعتبرهما من شعائر الله: ( إنّ الصفا والمروة من شعائر الله فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطَّوَّف بهما ) ..
وفي كتابه القيم الملل والنحل، يشير أبو الفتح الشهرستاني إلى أن كثيراً من فرائض الإسلام وشعائره هي استمرار لممارسات كان العرب المشركون قد استمدّوها من اليهود ، فقبل الإسلام كان الزواج من الأم أو الابنة أو زوجة الأب محرّماً وكان الجمع بين الأختين مكروهاً . أما غسل الجنابة ، والغسل بعد مسّ الميت، والمضمضة، والاستنشاق، وقص الشارب ، والفرق، والسواك، والاستنجاء، وتقليم الأظافر ، ونتف الإبط، وحلق العانة ، والختان، وقطع يد السارق فكانت جميعها تُمارس لدى العرب قبل الإسلام بعد أن جاءهم معظمها من اليهود .
وينبغي أن نعدّ التشريع الإسلامي الخاص وغير المسبوق، المتعلق بالجهاد، نتاجاً لعقل محمد بواقعيته ورؤيته البعيدة. فحين ثبت أن الرسالة الروحية التي حملتها السور المكية الجميلة بقيت بلا جدوى ، لم يجد محمد دواءً سوى السيف . ولأن الإبقاء على جيش مستعد للقتال ويتلقى فيه كل فرد ما يحتاجه من التدريب هو أمر باهظ التكلفة ، فإن الغنائم يمكن أن تكون مفيدة وقد تحثّ الجنود على القتال ، غير أنه لابد من وجود مصدر للدخل دائم وأشدّ أمناً. وهذا ما وفـّره التشريع الإسلامي الخاص بالزكاة . وعلى الدوام كان تفكير محمد البنّاء يأخذ في حسبانه ظروف الجماعة الجديدة وحاجاتها. وجميع الخطوات التي اتخذها كانت ترمي إلى الارتقاء بصالح هذه الجماعة . ومن بين هذه الخطوات كان تحريم الخمر، وهو تشريع إسلامي خاص آخر سنّ في البداية مع أخذ الظروف الاجتماعية المحلية بعين الاعتبار . فنظراً لكون العرب قوماً يتصفون بحماوة الدم، وسرعة الاستثارة ، والبعد عن الانضباط، غاباً ماكان الشقاق والفوضى ينشبان بعد الانغماس في الشراب ، الذي كان رائجاً ومتداولاً، وقد جرى التحريم على مراحل ثلاث
في المرحلة الأولى، عبر الآية219 من سورة البقرة ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ) . وفي المرحلة التالية ، عبر الآية 43من سورة النساء ، التي نزلت بمناسبة قدوم رجل إلى الصلاة في المدينة وهو في حالة من السكر ( يا أيها الذين آمنوا لاتقربوا الصلاة وأنتم سكارى )
وأخيراً عبر الآيتين 90و91من سورة المائدة ، حيث غدا التحريم مطلقاً ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رِجسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلّكم تفلحون ) الآية 90-
وفي كل من الآيتين 219 من سورة البقرة و90 من سورة المائدة يرد الخمر مع الميسر ؛ وفي الآية الأخيرة تَرِدُ الأنصاب والأزلام ، التي كان يُعتَقَد أنها تستجلب عون الأوثان . أما في الآية التالية مباشرة 91 فيقتصر الأمر على الخمر والميسر ، حيث يُفسَّر السبب في تحريمهما ، الذي لعلّه قد تنزّل بعد حادث رديء، على النحو التالي ( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون) فهذه الآية تتكيء على الرأي القائل إن الخمر والميسر كثيراً ما أثارا نزاع العرب وشقاقهم
وفيما يتعلق بتعدد الزوجات والطلاق والزنى والبغاء واللواط ، وكثير من المسائل الأخرى ، كانت الأوامر القرآنية إما تعديلات للتشريعات اليهودية أو ضروباً من الإصلاح الذي أُدخِلَ على ممارسات عربية سابقة .
وهذه الملاحظات لاتغيّر شيئاً من حقيقة أن القرآن معجزة؛لامعجزة لفّعتها بالضباب قرون من الأساطير التي لاتصدقها سوى العقول الواهنة الضعيفة ، بل معجزة حيّة وذات معنى
ليس ثمة إعجاز في فصاحة القرآن وبلاغته ولا في محتوياته الأخلاقية وأحكامه الشرعية . وإعجاز القرآن يكمن في أنه قد مكّن محمداً ، بمفرده وعلى الرغم من فقره وأميّته ، من أن يتغلّب على ممانعة قومه ويقيم ديناً باقياً؛ كما يكمن في دفعه قوما طائشين إلى الطاعة وتقبّل أن تـُفرض عليهم مشيئة من جاء بهذا الدين .
ولقد عبّر محمد عن افتخاره بالقرآن ، معتبراً إياه البرهان على نبوّته لأنه وحيٌ من ً الله هو الوسيط لنقله .



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصف عقد في حوار حضاري متمدن ...
- مهرجان الرقة المسرحي الثاني وانحسار النص المحلي..؟
- حتمية انتصار الثقافة مطلب حضاري ..سيادة الوزير
- .. الضحايا يغتصبون الضحايا..؟
- حدث غير واقعي ، ومع ذلك تعاملت معه المدينة بمنتهى الواقعية . ...
- رسالة إلى نبيل عبدالكريم ...؟
- ..العلمانية مابين الأممية والقومية ...؟
- لو كان الحجاب رجلاً لحجّبته ...؟
- صفعة المرأة في اسياد المال حطّمت باب الحارة ...؟
- لقد أخرسنا الغرب فعلاً....؟
- ..لما كان القضاء بخير سننتصر حتماً.... ودقي يامزيكا ...؟
- وأخيراً .. هل تساؤلات خوسيه أثنار تزيد الطين بلّه...؟
- العلمانية .... والمرأة ...؟
- ثلاثة نساء متميزات هذا الأسبوع
- مفهوم المقاومة مابين الحداثة ومابعد الحداثة ...؟
- مفهوم المقاومة مابين الحداثة ومابعد الحداثة ..؟
- .. الإسلام السياسي .. والشارع العربي الثائر .. والبابا ..؟
- هل الديكتاتورية وسيلة لتطبيق الديمقراطية ....!
- .. المرأة وسلامة بنية المجتمع ؟
- لنقف حداداً على أرواح بريئة .. ولا للإرهاب ..؟


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - معجزة القرآن .. ومواهب الرسول الفكرية واللغوية وقوته على الإقناع ..؟