أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى حقي - صفعة المرأة في اسياد المال حطّمت باب الحارة ...؟














المزيد.....

صفعة المرأة في اسياد المال حطّمت باب الحارة ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1718 - 2006 / 10 / 29 - 11:42
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كم كانت رائعة تلك الصفعة التي وجهتها الممثلة في مسلسل أسياد المال إلى الممثل ابن الثري الكبير وهي عروس في ليلة الدخلة بعد أن كان البطل المعتز بثروته وشاربيه عنوان رجولته قد استقبل عروسه بصفعة بلهاء ليثبت انه رجل شرقي ومازال العصر ماقبل الحجري يشده إلى جهل أهبل أدمن عليه وهو الذي شاهدناه في مسلسل باب الحارة التافه قصة وواقعا تاريخياً مؤسفاً في الحط من شأن المرأة والرائع تمثيلاً وبخاصة الممثل بسام كوسا المبدع وبلا منازع ولولاه لما كان للمسلسل من طعم درامي ..
تلك الصفعة ردّت وبذات العنف على عبودية وإذلال المرأة في حارة الضبع وكل حواري الشام ، فلا رأي للمرأة وهي عبارة عن خادمة مطيعة للرجل الآمر الناهي وتزوج إلى من يختاره الأب وتساق إلى دار زوجها دون أن تعرف عنه شيئاً ، وتُطلق لأتفه الأسباب ،والغريب أن المسلسل لم يتعرض إلى أي مشهد يبين فيه التعلم والتعليم حتى بالنسبة للذكور ، وبقدر الحط من شأن المرأة إلى درجة الإذلال ، حطّ كاتب السيناريو المجتمع الدمشقي في ذلك الوقت إلى الحضيض أي أن الكاتب تعمّق في اللون الأسود القاتم ولم يحاول أن يدخل بعض الألوان المفرحة والحضارية في العمل سوى ظاهرة ايجابية لأخلاق الزعيم وحكمته وقرارته العالية والمؤثرة ..
على كاتب السيناريو أن يكون مبدعاً متميزاً وليس ناقلا حرفياً لماحدث من ثمانين عاماً وإلا ماالفرق بين كاتب السيناريو وراوي سيرة عنترة وأبي زيد الهلالي ، فالتخلف المجتمعي في أبشع صوره يُسرد ويروى عن تغطرس الأب حتى على أبنائه الذكور أما عن الأناث حدّث ولاحرج والمدينة مقسمة إلى حارات مستقلة ومن يدخلها من غير أهلها فهو غريب ولكي يخرج الكاتب من هذا الواقع المتخلف يحاول الخروج من عنصرية الحارة لينخرط في الجهاد ضد المستعمر ولكن بطريقة خجولة ، ونعود إلى الصفعة الحدث التي لطمت بها وجه الممثل الذي كان قد تعود صفع عرائسه في ليلة الدخلة ليثبت رجولته الموروثة تاريخياً برسم عقد الزواج والذي هو امتداداً لعقد العبودية بالإضافة إلى ثروته من مال أبيه المليونير .. وبقدر ماحطّ مسلسل باب الحارة من شأن المرأة ورفع من عنجهية وغطرسة الرجل كان مسلسل أسياد المال بالنسبة للمرأة في وادٍ آخر فالمرأة هنا برغم تحررها الصارخ تحتفظ بسمة إنسانية وبكرامة المرأة وبكامل حقوقها دون انتقاص محطمة قيود الماضي وممزقة معاهدة الذل بماضيه المهين فردّت الصفعة بأخرى مثلها بل وبأشد ورفضت ليلة الدخلة لأنها تحولت إلى ليلة ذلٍ ومهانةٍ وغادرت منزل الزوجية في الليلة ذاتها وحصلت على الطلاق بسرعة وبكامل حقوقها ، قد يكون الحدث في حيز الشك واللامعقول ولكن الطرح الدرامي كان في السياق المعقول ، وأما لجهة النص ففي الجانب الآخر منه جانب الرجل المرتبط بالمال وحطه من القيمة الأخلاقية والانحطاط الإنساني لتلوثه بما يصنعه المال وإهدار قيمة الإنسان وإنسانيته وحقوقه في حومة مسار المال وتمركزه في أيدي الرأسماليين المشبعين بثقافة المال أولاً والصراع الجشع بينهم من أجل المال فقط ودون مراعاة لأي مبدأ سماوي أو أرضي وأخيراً ومن يملك الذهب الرنان من أمثال هؤلاء يملك كل حقوق الإنسان كسلعة تجارية ولا علاقة لها بالإنسانية إلاّ من زاوية الربح والخسارة
وأخيراً فإن الأعمال الدرامية عندنا بحاجة إلى صفعة مثل تلك المرأة الأبية والمعتزة بكرامتها دون الانتقاص منها كونها أنثى ، ونسف معايير السلف الظلامية ..



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد أخرسنا الغرب فعلاً....؟
- ..لما كان القضاء بخير سننتصر حتماً.... ودقي يامزيكا ...؟
- وأخيراً .. هل تساؤلات خوسيه أثنار تزيد الطين بلّه...؟
- العلمانية .... والمرأة ...؟
- ثلاثة نساء متميزات هذا الأسبوع
- مفهوم المقاومة مابين الحداثة ومابعد الحداثة ...؟
- مفهوم المقاومة مابين الحداثة ومابعد الحداثة ..؟
- .. الإسلام السياسي .. والشارع العربي الثائر .. والبابا ..؟
- هل الديكتاتورية وسيلة لتطبيق الديمقراطية ....!
- .. المرأة وسلامة بنية المجتمع ؟
- لنقف حداداً على أرواح بريئة .. ولا للإرهاب ..؟
- العلمانية ... والدين ..؟
- .. امرأة الليل /قصة قصيرة
- .. انها شجاعة ... ولو بعد فوات الأوان ...؟
- .. انتبهوا ... نحن من يفلسف الهزائم ....؟
- .. العوالم الجديدة .. والحضارة ...؟
- .. حقوق المرأة العربية ، بين الواقع والممكن ..؟
- .. انه الأدب .. انه الحوار المتمدن ...؟
- .. مابعد بعد نطحة زيدان ..؟ ..
- العلمانية والدولة .....؟


المزيد.....




- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى حقي - صفعة المرأة في اسياد المال حطّمت باب الحارة ...؟