أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - لقد أخرسنا الغرب فعلاً....؟















المزيد.....

لقد أخرسنا الغرب فعلاً....؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1716 - 2006 / 10 / 27 - 10:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شدني مقال الأستاذ صبحي حديدي – بين الرقابة الذاتية وحرية التعبير : هل أخرس الإسلام الغرب ..؟ المنشور في عدد 7/10/2006. حيث يبدأ بتعريف لصاحب السؤال بول فالليلي: رئيس التحرير المشارك في صحيفة " اندبندنت" البريطانية ، كاتب تقدمي إجمالاً ، وصديق الثقافات غير الغربية والمجتمعات النامية ، والكاتب صاحب سلسلة من الأعمال المتميزة الجسورة في شؤون الدنيا والدين ( ويعدد عناوين الكتب الصادرة عنه) أولها السامريون الفاسدون وآخرها جورج بوش ومسْيَحة الحرب في العراق ؟ ويؤكد كاتب المقال أنّ فالليلي لايجيب بالإيجاب على السؤال : هل تمكن الإسلام ، في السنوات والعقود الأخيرة من إخراس الغرب ..؟ والذي سار عنواناً لمقالته في الصحيفة البريطانية المذكورة أعلاه ، ولكنه يخلص إلى النتيجة التالية : بصرف النظر عن وقائع الخصومة الراهنة ( بين العقائد الروحية جميعها ، ولكن بين المسيحية والإسلام خصوصاً ) فإن أوروبا راكمت اليوم ميراثاً يمكن للجميع اعتناقه ..
ويسرد فالليلي وقائع آنية في سياق تساؤله عمّا إذا كان الإسلام يخرس الغرب حقاً – حيث بابا الفاتيكان وللمرة الرابعة لا يفلح في إقناع المسلمين بأنه اعتذر بما يكفي عن اقتباسه ( سيء التقدير ، في نظر فالليلي ) ... وفي اسبانيا أقلع القرويون عن عادة قديمة توارثوها عن أسلافهم ، هي حرق دمية تمثل النبي محمد ، احتفالاً بانتصار المسيحيين على المسلمين في الأندلس ، وفي فرنسا يتلقى أستاذ للفلسفة تهديدات بالموت ..لأنه كتب مقالاً ينتقد الإسلام ... وفي برلين يلغي المسؤولون عن دار الأوبرا عرض " إيدمينو" عمل مورتزارت الشهير مخافة إثارة غضب المسلمين ، حيث يتضمن مشاهد قطع رؤوس إله البحر بوسيدون ، ويسوع . وبوذا . ومحمد ..
ويختزل كاتب المقال الأستاذ حديدي ملف العلاقة بين الإسلام والعنف للمشهد عموماً : ثمة السياسية أولاً وقبل العقائد ، وثمة ميزان القوة الكوني الراهن في تجلياته العقائدية والدينية والثقافية ، ثانياً وثمة ثالثاً ، ذلك التاريخ الطويل من حروب الإخضاع والهيمنة والغزو ، على الجانبين ... ويتحدث عن رائجة صموئيل هنتغتون ! وإذا كان المسلمون لايعرفون سبيلاً إلى رد التهمة القائلة إن الإسلام ( بوصفه دينا) هو بالضرورة المطلقة حاضنة خصبة لتوليد صنوف وأفانين الإرهاب ... كما كان هنتغتون أجاب عن سبب تمييز الإسلام عن سواه من الحضارات الست الأخرى ( الصينية ، اليابانية ، الهندية ، الغربية ، الأمريكية اللاتينية ، الأفريقية )
" الإسلام حضارة مختلفة عن سواها ، وأهلها على قناعة تامة بتفوق ثقافتهم على سواها ، ولأنهم مهووسون بفكرة تدني قوة أبناء هذه الحضارة عن سواهم "....
إلا أن الأخطر في نظرية هينتغتون ان روسيا وبسلاحها النووي في نظره ( هينتغتون) اقل خطورة بكثير من وضعية الإسلام المعاصر ، لا كدين وديانة مرة ثانية ( القول للكاتب ) بل كثقافة مرشحة أكثر من سواها لتدشين صراع الحضارات ، الصيغة القادمة لاندلاع الأزمات والحروب والتحالفات في العلاقات الدولية للقرن القادم ...
ووفق ماتقدم أعود إلى العنوان ، هل أخرس الإسلام الغرب ....؟
عندما نقيـّم الحضارة الغربية بالنسبة للحضارة الإسلامية في وضعنا الراهن وبلا مواربة نجد فرقاً شاسعاً مابين الحضارتين ، الحضارة الغربية متقدمة تكنلوجياً واقتصادياً وثقافيا بشكل مذهل بالنسبة للحضارة الإسلامية الحاضرة والمتخلفة على كافة الأصعدة ، ومقارنة بسيطة مابين العالم العربي الذي يشكل سكانه غالبية الإسلام ووفق إحصائية جرت عام 2001 وبالمقارنة مع اسبانيا إحدى الدول الفقيرة بالنسبة إلى أوربا - مادياً فميزانية اسبانيا تفوق ميزانية الدول العربية مجتمعة بما فيها دول النفط ، ثقافياً ، اسبانيا في عام واحد ترجمت من الكتب أكثر مما ترجمه العرب في 1400 عام ( انها واقعة إحصائية محبطة جداً ومخجلة..) في التكنلوجيا ، العالم العربي ينال درجة صفر ولايمكنه صنع ابرة إذا لم يستورد األة التصنيع من الغرب .. !
ومن منطق الواقع ، فإن الصراع أي صراع يكون دائما بين قوتين متكافئتين ، ولا يمكن مقارنة قوة الحضارة الغربية بما تمثله الحضارة في وضعها الراهن .. وبين حضارة أخرى متخلفة إلى درجة دنيا ..
وأما قضية .. هل أخرِسَ الغرب .. ؟ من المعروف أن الكبير يستوعب الصغير والقوي لايرد بل ويتجاهل الضعيف ويتناساه أحياناً ، لأنه بالنتيجة لن يكون عقبة في مسيرته الحضارية ، فالدول الحضارية تتقدم كل يوم إلى الأمام بينما الدول المتخلفة تتقهقر سنين إلى الوراء كل يوم ، الدول المتقدمة تنهل من المادية علوما مبهرة لسعادة الإنسان ، والدول الغارقة في الروحانية تسعى بإرسال الشباب إلى الفردوس والخلود والحواري ، وتمنع المؤمن من التفكير وتبقيه في محجرة العقل مكبلاً لعقود من السنين إلى الوراء .. وبألمناسبة أسوق ماكنت قد قرأته منذ أعوام طويلة أن فرنسي وانكليزي التقيا على رصيف ضيق لايتسع إلا لشخص واحد ، وقفا وجها لوجه ، الفرنسي هدد قائلاً
: أنا لاأسمح للـ ...( صفة غير لائقة ) .... من المرور ، وفاجأ الإنكليزي الفرنسي بنزوله عن الرصيف قائلاً
: أما أنا فأسمح لهم ...!
فالمشكل أن العالم الإسلامي والسياسي منه خاصة لم ينضج بعد سياسياً وهو يحاول كسب جماهيره عن طريق الإثارة ومظاهرات الغضب وحرق الأعلام والصور والزعيق والصراخ ، وهو يعلم أن الله هو من يحمي الرسل ، وانهم لاينوبون عن الخالق في العقاب والثواب ، ولما كان العالم المتحضر قد تفهّم الفكر التخلفي للإسلام السياسي وعن بواعث غضبه المباشر وحساسيته المفرطه ، وبذلك ووفق خبرته الحضارية والسياسية يعمل كل مافي وسعه لعدم إغضاب الشارع الإسلامي الذي يقوده الإسلام السياسي ، وبالتالي هناك فرق كبير مابين الخرس الفعلي والخرس السياسي ، وعلى ماأعتقد فإن السيد فالليلي مدرك لهذه النتيجة
وأما صراع الحضارات لن تكون إلا بين حضارتين متقدمتين تكنلوجياً ومادياً وثقافياً ، حضارتين متداخلتين تقدماً وازدهاراً ينجم عنهما ولادة طبيعية وتكون الغلبة لدولة متطورة حضارياً فعلاً على حساب الحضارة التي تتأخر في الصراع الكوني الخلاّق ، أي أن حضارة تتراجع وأخرى تتفوق ، ولانهاية للتاريخ بانهيار حضارة أو دولة عظمى إلا بنهاية الكون ... أما شعارات العروبة أولاً والإسلام هو الحل تبقى مجرد شعارات ، وأترك الختام للشاعر الراحل نزار قباني .
إذا خسرنا الحرب لاغرابة
لأننا ندخلها بكل مايملكه الشرقي من مواهب الخطابة ..
بالعنتريات التي ماقتلت ذبابة ..
لأننا ندخلها بمنطق الطبلة والربابة ..
السر في مأساتنا ، صراخنا أضخم من أصواتنا
وسيفنا أطول من قاماتنا
خلاصة القضية توجز في عبارة
لقد لبسنا قشرة الحضارة والروح جاهلية ..
ولما تقدم .. لقد أخرَسْنا الغرب فعلاً إلى يوم يبعثون ..... ؟



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ..لما كان القضاء بخير سننتصر حتماً.... ودقي يامزيكا ...؟
- وأخيراً .. هل تساؤلات خوسيه أثنار تزيد الطين بلّه...؟
- العلمانية .... والمرأة ...؟
- ثلاثة نساء متميزات هذا الأسبوع
- مفهوم المقاومة مابين الحداثة ومابعد الحداثة ...؟
- مفهوم المقاومة مابين الحداثة ومابعد الحداثة ..؟
- .. الإسلام السياسي .. والشارع العربي الثائر .. والبابا ..؟
- هل الديكتاتورية وسيلة لتطبيق الديمقراطية ....!
- .. المرأة وسلامة بنية المجتمع ؟
- لنقف حداداً على أرواح بريئة .. ولا للإرهاب ..؟
- العلمانية ... والدين ..؟
- .. امرأة الليل /قصة قصيرة
- .. انها شجاعة ... ولو بعد فوات الأوان ...؟
- .. انتبهوا ... نحن من يفلسف الهزائم ....؟
- .. العوالم الجديدة .. والحضارة ...؟
- .. حقوق المرأة العربية ، بين الواقع والممكن ..؟
- .. انه الأدب .. انه الحوار المتمدن ...؟
- .. مابعد بعد نطحة زيدان ..؟ ..
- العلمانية والدولة .....؟
- شعائر فرح شرقي ...!؟


المزيد.....




- أغنيات وأناشيد وبرامج ترفيهية.. تردد قناة طيور الجنة.. طفولة ...
- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - لقد أخرسنا الغرب فعلاً....؟