أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - آدم وحواء الكنعانيان














المزيد.....

آدم وحواء الكنعانيان


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8076 - 2024 / 8 / 21 - 13:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تأكد أن الشعوب عندما تعيش ظروفًا مادية متشابهة في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية وفي علاقات الانتاج، تنتج أفكارًا تجمعها المشابه مع اختلافات بسيطة في الصياغات. الدليل، على سبيل المثال لا الحصر، وجود أسطورة الطوفان في الكثير من الحضارات القديمة. فبالإضافة إلى الأصل، أي الطوفان السومري، هناك طوفان اغريقي، وآخر هندي، وثالث فارسي، ورابع صيني. ينسحب هذا على الإنسان في كل زمان ومكان، وينهض دليلًا على صحة المبدأ الماركسي الشهير:"الوجود الاجتماعي هو الذي يحدد الوعي الاجتماعي". دليل آخر ينهض دليلًا فاقعًا في السياق ذاته، نَسْتَلّه من حضارة أجدادنا الكنعانيين. في العام 1929، عُثر في سوريا على لوحين من الطين مدونٌ عليهما خطُّ باللغة الأوغاريتية، ويعودان إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد. وقد أُتيح لكل من يوهانس دي مور، الأستاذ الفخري في جامعة اللاهوت البروتستانتية في أمستردام، والدكتورة مارغو كوريل، دراسة اللوحين كلٌّ على انفراد وترجمتهما. ووضعا حصيلة ما بذلا من جهود في كتاب موسوم ب:"آدم، حواء، الشيطان...بداية جديدة"، وسيتضح بعد قليل سبب اختيار هذا العنوان. أكد الباحثان، أن المدون في اللوحين يتضمن أسطورة خلق آدم وحواء الكنعانية الأوغاريتية. وفق الأسطورة، عاش (إيل) كبير آلهة الكنعانيين وزوجته (عشيرا) في حقل كروم كبير في سفح جبل أرارات. وتتوسط الحقل شجرة الحياة، ولربما كانت كرمة كبيرة. كرمة، يعني شجرة عنب بلغات القدماء. يتجرأ إله الشمس حورون على الدخول في فردوس (إيل) الكرمي، ويحاول إزاحته وتحويل شجرة الحياة إلى شجرة للموت بعد أن يتسلقها متخذًا هيئة ثعبان. يدرك (إيل) الخُطة، ويلقي القبض على حورون ويرميه من أعلى الجبل إلى الأرض. وهناك يتحول حورون إلى شيطان شرير، يعيث فسادًا في الأرض. لكن (إيل) يتابع أفاعيل حورون الشيطانية في الأرض، فيرسل الإله (آدم) بمهمة واضحة: وضع حد لحورون. يهبط آدم من الفردوس الأعلى، جنة (إيل)، إلى الأرض ليتخلص من الشيطان حورون، لكن هذا الأخير يتحول إلى ثعبان ضخم يهاجم آدم فيلدغه ويسممه. هنا، تتدخل إلهة الشمس الكنعانية (شناش)، المتخصصة بلغة أيامنا هذه، في علاج الملدوغين من سموم الأفاعي، وترفع عنهم غشاوة التسمم. تصنع الإلهة (شناش) إمرأة من طين طيب اسمها (حواء)، أي السيدة التي تحيي، وترسلها إلى آدم الملدوغ المسموم، والذي فقد إمكانية الخلود في الفردوس الأعلى مثل الآلهة. تبذل حواء كل ما بوسعها ليستعيد آدم الحياة، ولو لزمن محدود، ليتصل بها جنسيًّا فتحمل منه وتلد لتحافظ على نسل آدم. وبهذا الفعل، انضمت حواء إلى آدم في فقدان الخلود الإلهي، وحصلا مقابله على التعويض بالخلود عبر التكاثر.
أخيرًا وليس آخرًا، ما أروع أبا العلاء المعري في قولته التاريخية: أيها الغِر إن خُصصت بعقل فاتَّبعه، فكل عقل نبي.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الإصرار على الغباء؟!
- أول معراجٍ سماوي
- ديوان العرب قبيل الإسلام
- أصل الدين وتقديم الذبائح لأرواح الموتى !
- مصادر الشر وأسباب البلاء
- الآخرة من حضارة الرافدين إلى الأديان السامية!
- المانوية والديانات الشمولية
- الشرعية الدينية للحكم...هل هي من الإسلام؟!
- نكشة مخ (21)
- نكشة مخ (20)
- الاغتيالات لن تعصم الكيان اللقيط من مصيره المحتوم !
- تأثير طوفان الأقصى على الكيان الصهيوني *
- نكشة مخ (19)
- خطاب كريه أمام ديناصورات برؤوس عصافير !
- قراءة أحادية لانسحاب بايدن من السباق الرئاسي!
- الكيان الشاذ اللقيط
- نكشة مخ (18)
- عاشوراء
- لهذا ينحاز رؤساء أميركا للكيان اللقيط !
- خطوة مستهجنة !


المزيد.....




- البيت الأبيض: واشنطن قد تدعم تصنيف جماعة الإخوان -إرهابية-
- المحامي العام يكشف تفاصيل تتعلق بوفاة شاب في الجامع الأموي
- من سوريا إلى ألمانيا .. العنف الطائفي وصل الشتات السوري
- صحيفة سويسرية: الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط بين التهديد ...
- حركات يهودية مناهضة للصهيونية تتحدى إسرائيل من أوروبا
- وفاة شاب في الجامع الأموي.. السبب يشعل مواقع التواصل
- الأردن.. النيابة تستدعي -متسترين- على أملاك جماعة الإخوان
- مقتل الشاب يوسف اللباد بعد اعتقاله بالجامع الأموي يثير جدلا ...
- النيابة الأردنية تستدعي متهمين -بالتستر- على أملاك جماعة الإ ...
- مكتبة الفاتيكان.. صرح تاريخي وإرث معرفي يمتد لقرون


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - آدم وحواء الكنعانيان