أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحسين سليم حسن - القمع (٥)














المزيد.....

القمع (٥)


الحسين سليم حسن
كاتب وشاعر وروائي


الحوار المتمدن-العدد: 8068 - 2024 / 8 / 13 - 02:56
المحور: الادب والفن
    


القمع (٥)
طوال سنوات حكم البعث لم ينتج سوى ثقافة اللامعنى ،كان يبحث دوما" عن الحياة الرخيصة مقابل الخلود ؛فسخف دور الإنسان وقدرته .لذا من غير المفاجئ عدم وجود الإنسان المبدع الخلاق في سوريا في ظل حكم البعث ؛سوى الموجودين خارج البلاد .والدليل أن الجميع يخططون مسبقا" للسفر ،كل متميز وكل مبدع يفكر في هذا كأولوية ، لأنه لا يثق في إمكانية الإبداع وسط الرعب والقمع .
لا يثق أحد منهم في إمكانية الخروج من الدائرة الضيقة التي رسمها البعث وحد بها مساحة التفكير وسخفها ،وقيد الحريات وأطاح بكل مختلف ومبدع حر .
نظام أصولي قادم من الجحيم ! أعيد وأكررها ؛حتى علاقات الحب لم تسلم منه .أي حب هذا ؟ لقد أصبح عبارة عن تجارة بحتة ،الزواج صفقة تجارية أما الحب الحقيقي فهو عهر في قاموس الأصولية البعثية .
الزواج من أجل المال ليس عهرا" وهذه الفكرة جاءت من الدين الإسلامي طبعا ، العهر هو الممارسات الجنسية خارج إطار الزواج !
لا حقوق للمثليين ، لا حقوق لمغايري الهوية الجنسية ،ثم نصفق وندعي أننا علمانيون .
عشت عدة علاقات مسمومة مع شبان نشأوا مع هذا النظام البعثي ؛وفي كل مرة كان ينظر إلي باحتقار إن لم أمارس الجنس فورا" ،حينها أوسم بصفة العاهرة واللعوب ، مع أنه حتى لو مارست الجنس كنت سأوسم بصفة العاهرة أيضا" .
فالمرأة عاهرة طالما أنها ضعيفة في ظل نظام فاشي يقدس الأقوياء ،وهذا يعود بالضرورة إلى أصوله الدينية .
إذا" علي أن أصرح ببعض أفكاري عن الدين ،لأنه في رأيي كل أنواع القمع أصلها ديني حتى القمع العسكري ؛وما لم ننقد الدين سنبقى ندور في دائرة مفرغة من القمع وتكرار أنفسنا .
يدهشني من يقول : أن الدين الذي تخلق عليه قدر ؛ ألم تخلق جاهلا" أميا" ومع ذلك تعلمت وطورت نفسك واخترت مهنتك؛ فلماذا اذا" لا تفكر في الدين وتحاول تجاوزه واختيار أفكارك بنفسك ؟!
لا أعارض أن الدين يجب أن يكون موجودا" في فترة من فترات الحياة ، لا خلاف إلا أنه لا ينبغي تقبله بعماوة فهذه أصولية ،الحقيقة الوحيدة في رأيي هي وجود الله ، وغيره كله من صنع ومزاجية البشر ، أي الأديان حسب بيئة و ظروف كل نبي نزلت عليه ،والله خلق لنا العقل ،لنتجاوز ونفكر ونختار القيم المناسبة لنا كل ما عرفنا أكثر وقرأنا نكتشف أن الدين وجهة نظرمن وجهات نظر مختلفة لذا الدين لا يناسب كل زمان والدليل أن أمور كثيرة موجودة في الدين تجاوزناها..وخصوصا" الدين الإسلامي..
و أكبر مثال هو المثليين ،فالمثلية ممنوعة في الأديان إلا أنه في العالم الحديث والمتحضر المثلية موجودة والمثليون لهم حقوق .و لم يعد يعتبرونهم مرضى نفسيين كما يدعي البعض .ومن منا سليم نفسيا" مئة بالمئة ؟
أو مثال آخر :يحق للزوج أن يتزوج أربع نساء في الإسلام ؟ ألم يسأل أحدهم لم هذا الرقم بالذات ،لم أربع وليس خمس ؟! أو ثلاث أو مليون ؟!!!!!
لا يمكن الخوض في مسألة الدين مطلقا" في ظل نظام البعث الأصولي ،وهذا من أكبر أخطائه ،والذي جعلنا ندفع أثمانا" باهظة من دمار وخراب لبلادنا ،لأنه في عمقه أصولي ،و مناصريه من الأصوليين من كل دين .



#الحسين_سليم_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمع (٤)
- القمع (٣)
- القمع (٢) منقحة
- القمع (٢)
- القمع (الجزء الأول)
- قم هات عودا-
- سوق السلام
- اعترافات البومة القاتلة
- أحفاد زورو
- الأنثى التي تكتنفني
- قصائد مختارة
- ما يهم أنك حي
- لو عاد بي الزمن
- حرب رشيدة
- شقاء اسماعيل
- ستظل النجوم تهمس في قلبي إلى الأبد (منقحة)
- ماسة (منقحة)
- اعتذارات الديكتاتور
- ستظل النجوم تهمس في قلبي إلى الأبد
- ماسة


المزيد.....




- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد
- وزيرة الثقافة الروسية: زاخار بريليبين مرشح لإدارة مسرح الدرا ...
- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحسين سليم حسن - القمع (٥)