أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحسين سليم حسن - القمع (٤)














المزيد.....

القمع (٤)


الحسين سليم حسن
كاتب وشاعر وروائي


الحوار المتمدن-العدد: 8066 - 2024 / 8 / 11 - 02:47
المحور: الادب والفن
    


القمع (٤)
مجتمع القمع الأصولي لا يتطور ولا يبدع ويكرر ذاته دوما" ،ولا ينتج سوى الأصولية سواء معه أو ضده ،ويصل حتما" إلى مرحلة شلل فكري واقتصادي ،تجعله بالضرورة مجتمعا" خاضعا" ،لا سيدا" لذاته ،ولا يملك سوى التعسف كوسيلة لإثبات نفسه .
وهذا هو حال المجتمع السوري إبان حكم البعث ؛القادم من بيئات أصولية إسلامية غالبا" ولذا نتجت عنه تلك المعارضات الدموية .
فمن المعروف عن الديكتاتورية في سوريا أنها ديكتاتورية الحزب الواحد إلا أن جذورها عسكرية بداية ثم دينية ؛ لأن حكومة البعث كانت دوما" حكومة تقدمية صارمة تصفق للأقوى ولمن يخدم مصلحتها وتدهس الأضعف دون رحمة .
فالديكتاتورية الدينية والديكتاتورية العسكرية كلاهما تنتجان عن خواء ما ؛فالأولى تنتج عن خواء عملي ؛والثانية عن خواء نظري ؛فما بالك لو اجتمع الاثنان كما في الديكتاتوريات الإسلامية ؛عندها سيحكم الواقع خواء عملي ونظري أي الوهم والمغالطات والحكم على الواقع كما هو هكذا بكل بلاهة ..لذا هذه الديكتاتوريات هي الأشرس والأكثر دموية والأخطر على الإطلاق ..
قد يخرج أحدهم ويعترض على هذا الرأي ويقول : لا نحن مشهورون بعلمانيتنا .أرد عليه : حين تبقى المبررات طوباوية ،فنحن مازلنا في مجتمع محافظ وأصولي مهما حاولنا إثبات تحضرنا وعلمانيتنا وتبجحنا بذلك …
مازال رجال السلطة يرتادون الجوامع ويهللون للأصولية الدينية ؛فأي علمانية هذه ؟!
إن أسخف أنواع النسوية والعلمانية هي التي ظهرت في سوريا إبان الحرب التي عصفت بها ؛ حيث يمكن وصفها بالتجارية البحتة والتي تهدر الأموال على أشياء فارغة وسطحية وتافهة ؛وهذا أحد أهم أسباب انهيار الاقتصاد فيها ..
هذا ما اختبرته في الأوساط الطبية التي عملت فيها هنا في مدينتي اللاذقية …
يحاول دوما" نظام البعث الفاشي استدراج المحافظين والتقرب منهم سواء من المسلمين أو المسيحيين ؛ولعل توجهه الشرقي الأرثذوكسي الجديد يعقب التوجه السني المحافظ لضمان قوة جديدة ترمم هشاشته الاقتصادية وكل ذلك على حساب الأقليات الدينية التي لم تنخرط في المؤسسة العسكرية.
ثم يقفزون إلى بعض المستشفيات ويصورون زياراتهم وهم يطلعون على أحدث التقنيات التي وصلت سوريا ؛كي نبرهن لأنفسنا أننا على مايرام وأننا أصبحنا دولة علمانية و متطورة ؛ دون أن نسأل أنفسنا من يستفيد من كل هذا ؟ وهل حقا" نخدم جميع الناس به ؛أو هو مجرد بريستيج يخدم القلة .
أكتب عن كل هذا بحزن ؛وأشعر أن أحدا" ما هو من يملي علي ما أكتبه ؛هل بدأت أؤمن أنا الملحدة ؛إيمانا" معزيا" كما يؤمن سكان هذا البلد ؛ الذين وجدوا سكينتهم في الإيمان الصوفي ؛كحل أخير لمقاومة حديدية نظام البعث وظلمه وظلامه .



#الحسين_سليم_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمع (٣)
- القمع (٢) منقحة
- القمع (٢)
- القمع (الجزء الأول)
- قم هات عودا-
- سوق السلام
- اعترافات البومة القاتلة
- أحفاد زورو
- الأنثى التي تكتنفني
- قصائد مختارة
- ما يهم أنك حي
- لو عاد بي الزمن
- حرب رشيدة
- شقاء اسماعيل
- ستظل النجوم تهمس في قلبي إلى الأبد (منقحة)
- ماسة (منقحة)
- اعتذارات الديكتاتور
- ستظل النجوم تهمس في قلبي إلى الأبد
- ماسة


المزيد.....




- إقبال غير مسبوق على حفلات الفنانة جنيفر لوبيز في كازاخستان
- مهرجان أفلام المقاومة.. منصة لتكريم أبطال محور المقاومة
- بعد أشهر من قضية -سرقة المجوهرات-.. الإفراج عن المخرج عمر زه ...
- الإمارات.. إطلاق أول نموذج ذكاء اصطناعي باللغة العربية
- 6 من أبرز خطاطي العراق يشاركون في معرض -رحلة الحرف العربي من ...
- هنا أم درمان.. عامان من الإتلاف المتعمد لصوت السودان
- من هنّ النجمات العربيّات الأكثر أناقة في مهرجان كان السينمائ ...
- كان يا ما كان في غزة- ـ فيلم يرصد الحياة وسط الدمار
- لافروف: لا يوجد ما يشير إلى أن أرمينيا تعتمد النموذج الأوكرا ...
- راندا معروفي أمام جمهور -كان-: فلسطين ستنتصر رغم كل الظلم وا ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحسين سليم حسن - القمع (٤)