عبدالقادربشيربيرداود
الحوار المتمدن-العدد: 8060 - 2024 / 8 / 5 - 09:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الصداقة الحقيقية هي من انبل المشاعر في حياة الأنسان ؛ وفي جميع انحاء العالم ؛ ولا تكتمل مقوماتها الا بتلاق سليم ؛ بتقاسم الاهتمامات ؛ وتكوين الذكريات الحلوة ؛ فأرواحنا تتوق الى الألفة ؛ والى الدعم الوجداني لاجتياز الاوقات الصعبة ؛ قال الحبيب صل الله عليه وسلم : (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا ) ؛ وكم تميننا أن تمتد تلك العلاقة ؛ ولاتنتهي حتى عند ذلك الاختلاط الالكتروني ؛ لان الاحتفاظ بالصداقة الحقيقية في يومنا هذا ؛ صار نوعا من الكفاح للانسان العصري وسط صخب حياته ؛ ومثل التنقيب المضني عن المعادن الثمينة على وجه الارض ؛ والدرر في اعماق البحر ...
العمل ؛ المسوؤليات العائلية ؛ اختلاف الاهتمامات ؛ وعبْ الحياة العصرية ؛ ارغمنا (من حيث لاندري) بالانسحاب من واقعنا الاجتماعي ؛ حتى صرنا اقل تسامحا ؛ وتقبلا للآخر ؛ لان وسائل التواصل الاجتماعي اعطتنا انطباعا ؛ بأن تجاهل شخص ما حين لا نتقبله ؛ صار من الممكن السهل البحث على غيره دون عناء حقيقي ؛ غير مبالين بالنتائج التي تفرض نوعا من الحرمان الاجتماعي ( الوحدة القاتلة ) ؛ بسبب ذلك الكم من الاصدقاء الافتراضيين ؛ والتي تجعلنا اكثر ارتباطا بتطبيقات الهواتف الذكية ؛والابقاء امام شاشاتها ؛ واقل اهتماما بالصداقة ؛ وتدفعنا لمنطقة من الاسترخاء بما يتناسب وأيقاع الحياة السريع ؛ وهي صيغة شيطانية محكمة تحد من أنخراطنا الحقيقي في معترك الحياة ...
أن جيل الألفية ؛ او جيل وسائل التواصل الاجتماعي أتاح جملة من أساليب التواصل ( الصداقة ) لم تتح للأنسانية من قبل ؛ وهذه من مفارقات الحداثة ؛ في يومنا هذا ليس عليك أن ترى الشخص الآخر( الصديق ) وجها لوجه ؛ لتكوين صداقة معه ؛ الغريب هنا توقعنا الى المزيد من أستخدامات التكنولوجيا ؛ اقل من بعضنا البعض ؛ حتى صرنا أكثر عزلة ؛ وشعورنا بالوحدة اضحى مصدر قلق يؤرق المجتمع ...
ثبت ومن المنظور العلمي ؛ أن العلاقة العميقة الحقيقية ( الصداقة ) هي الاكثر كفاءة في الواقع ؛ كونها بمثابة ملح الحياة ؛ واختزالها الى تفاعلات عبر السوشيال ميديا ؛ وبدون لغة جسدية ليس بالوضع الامثل في حياتنا العملية ... وللحديث بقية
#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟