أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - ردة التكنولوجيا لاستحمار البشر














المزيد.....

ردة التكنولوجيا لاستحمار البشر


عبدالقادربشيربيرداود

الحوار المتمدن-العدد: 7943 - 2024 / 4 / 10 - 03:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التكنولوجيا هي أي شيء جرى اختراعه بتقنية علمية، فهي إذًا مجرد أشياء بالنسبة لنا كبشر؛ وبرغم ذلك عندما يطلب منا تحديد اسم تكنولوجيا تغير لنا العالم، نلجأ من دون وعي مسبق إلى ذكر شيء حديث؛ مثل (الذكاء الاصطناعي) أو (الهواتف الذكية) أو (الشبكة العنكبوتية/ الإنترنت).
وإذا أردنا أن نفهم التكنولوجيا أكثر اليوم وبشكل أفضل، وكيف أصبحت امتدادًا لعقولنا، فمن الخطأ أن نجعل أنفسنا مجرد مستهلكين مهتمين بشراء أفضل التقنيات مع مجموعة من المميزات؛ تساعدنا في حل مشكلاتنا. ولا ننكر أن التكنولوجيا تشاركنا سياساتنا، علاقاتنا الشخصية، تعلم أطفالنا ومستقبل كوكبنا، أي أنها تدخل في نطاق الأنشطة البشرية بشكل كامل. ولكن لا ننسى أن تلك الأنشطة التقنية ترتبط بجانب كبير من قدراتنا العقلية، أو المعرفية التي ترتبط بالعالم الذي صنعه الإنسان.
الأمثلة كثيرة؛ منها إذا أردنا تركيب كاميرات مراقبة والتحكم في المناخ، استعمال الذكاء الاصطناعي لمراقبة الأطفال في غرفهم من خلال تقنية التعرف على الوجه، وغيرها أكثر. أرى أننا بحاجة إلى مفاوضات واعية مع التكنولوجيا التي تحيط بنا، ومناقشة ما نريده من العالم الذي هو من صنع البشر بامتياز ولماذا نريده باضطراد؟ مستخدمين وبجدية لغة القيم والمشاعر والأخلاق عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا.
تبين من ذلك أنني أفضل المشاركة في تواصل حقيقي أكثر من الاعتماد على الكمبيوتر في التواصل الاجتماعي، وإذا مثَلتُ أمام محكمة في دعوى قضائية أرفض أن تصدر الخوارزمية حكمًا علي حتى لو كانت عادلة. والسبب بكل بساطة أن هناك شيئًا ما يتعلق بالتضامن الإنساني في المجتمع؛ لا سيما عندما يتعلق الأمر بالحكم على أشخاص آخرين. كما أفضّل إقامة علاقة حية في بيئة العمل مع زملاء لي من البشر.
من هذا المنطلق لا بد لنا أن نعترف بأن التكنولوجيا تطورت معنا، لكنها ليست حية، ولا تملك عقلًا كي تخدعنا في تمييز المشاعر، فمن الخطر أنسنة التكنولوجيا والتعامل معها كأنها بشر؛ فنسقط شخصيات ونوايا وأفكار على الذكاء الاصطناعي، فنقع في خطر داهم لأنه ليس سوى وسيلة تقنية عالية الدقه فحسب، ولا يملك أي شيء يشبه الحس البشري، وتزداد الخطورة أكثر عند الاعتقاد كما لو أن هذه التكنولوجيا تفعل ذلك، لأن هذه التقنيات الفائقة الدقة لا تملك رؤية شاملة مترابطة في حسم الأمور.
ردة التكنولوجيا لاستحمارنا بحسب قناعتي إن لم أخطأ؛ هي وجود شركات عملاقة تقف وراء هذه التقنيات الضخمة، شركات لديها أجنداتها الخاصة وطرق ربحها الخاصة، أضف إلى ذلك قضاياها الخاصة المتعلقة بالخصوصية. وإلا لا يختلف اثنان على خطورة أنسنة التكنولوجيا لأنها تعطل بعمد شيئًا مهمًا، وهي الحوارات الهادفة إلى معرفة طبيعة هذه الأنظمة، وما يمكن أن تفعله بنا ويزداد سقف الخطورة أكثر كونها تقودنا إلى التفكير في أنفسنا ومعاملتنا كما لو كنا آلات؛ وفي حقيقة الأمر ما نحن إلا مخلوقات عاطفية لها عقول واعية وأجسام تتأثر بشدة مع بيئتها المادية وبصحتها الجسمانية وبرفاهيتها.
الدرس الأهم مما تقدم هو لا ينبغي لنا أن ننظر إلى كفاءة التكنولوجيا كنموذج دال على ازدهار البشر وتقدمه، لأننا كبشر لا نريد الارتقاء بأنفسنا عن طريق مكونات مثالية في إطار نظام أوسع قائم على دراسة النتائج والعواقب ... وللحديث بقية.



#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (القفاصة) الجُدد عبر التطبيقات الرقمية في عالم الافتراض
- دور الإعلام في تبلد الإحساس
- من أجل جيل (أقرأ)
- منصات التواصل تبيع انتباهنا الى المعلنين عبر محتويات (الترين ...
- تجديد الخطاب الديني ما بين التراث الفقهي والشريعة
- شبابنا فئران تجارب أمريكا
- المؤثرون بوصلة الحقيقة في المجتمع
- (الربيع العربي) صفعة إلى الوراء
- (كلوب هاوس) رفاه تقني جديد للتواصل
- الذكاء الاصطناعي وسيلة للاستفتاء
- (المثلية) ما بين النظرة الاجتماعية والمعالجات القانونية
- (جماعة القربان) وقهر الرجال طواعية
- (واعتبروا يا صحافيي العالم)
- فضائيات مُضِلة تبث الفتنة الطائفية
- التغريب بين الثقافات المستوردة وبين القيم والأعراف الأصيلة
- التمخضات الشاذة للشخصية العراقية ما بين الانحراف والمراهقة ا ...
- أطفالنا روح الحياة فلا تزهقونهم بالكفر والعصيان
- وا حسيناه... هذا دمنا يراق ظلماً وطغياناً
- قمة طهران نواة للحد من الغطرسة الأميركية في المنطقة
- رحلة بايدن المكوكية اقرار لنظام الفصل العنصري في المنطقة


المزيد.....




- إدانات دولية وتحذيرات بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد ا ...
- إيران: ضرباتنا ضد إسرائيل -استمرت حتى اللحظة الأخيرة-
- هجوم صاروخي إيراني جديد على إسرائيل
- البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار لكن الإيرانيين قد يسقطو ...
- ترامب يعلن نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران
- كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ...
- مسؤول إيراني يؤكد موافقة طهران على وقف الحرب مع إسرائيل
- ترامب يتوقع استمرار وقف القتال بين إسرائيل وإيران -للأبد-
- فيديو: انفجارات قوية تهز العاصمة الإيرانية طهران
- وزير خارجية إيران: لا اتفاق على وقف إطلاق النار -حتى الآن- ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - ردة التكنولوجيا لاستحمار البشر