أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - (المثلية) ما بين النظرة الاجتماعية والمعالجات القانونية














المزيد.....

(المثلية) ما بين النظرة الاجتماعية والمعالجات القانونية


عبدالقادربشيربيرداود

الحوار المتمدن-العدد: 7754 - 2023 / 10 / 4 - 20:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتوالى جرائم القتل المتعمد بحق مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي من صناع المحتوى الهابط، بسبب إطلالتهم النسائية؛ من شعر طويل مستعار، وملابس نسائية فاضحة. مستخدمين أقبح الألقاب مثل (ملك الإثارة) أو (قاهر البنات)؛ تشبها بالنساء من دون خجل، معللين فعلتهم بأنها من متطلبات طبيعة عملهم التي تحتِّم عليهم القيام بما يقومون به، متناسين ثقافة مجتمعهم التي ترفض هذه الأعمال جملةً وتفصيلًا.
أثار هذا الموضوع جدلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن حقيقة هويتهم الجندرية، خاصة وأنهم - المثليون - يشاركون أفكارًا غير نمطية في موضوع الهويات الجندرية والجنسية، لذلك يُعِدُّهم المجتمع صورة مشوهة، وسببًا لتفكيك نسيجه، لأن أفعالهم المشينة لا تتوافق مع عاداته وتقاليده وأعرافه، برغم تأكيد بعضهم عبر القنوات الفضائية وفي مقابلات خاصة أنهم "ليسوا من العابرين جنسيًا".
اليوم وبعد أن تحولت المشكلة إلى ظاهرة، صار لزامًا علينا القيام بدراسات مستفيضة على مستوى النخبة أصحاب الرأي والاختصاص؛ للوقوف بحزم على حيثيات الموضوع، وإيجاد الحلول الناجعة لوقف هذا المد المنبوذ المرفوض بين أوساط شبابنا النبيل الأصيل قادة المستقبل. كي لا يتحول العراق العظيم بحضاراته العريقة إلى ساحة ميدانية لتنفيذ أحكام الإعدام بحق أي شخص، مهما كان مختلفًا، وإلا فما جدوى الدين والقانون إذا كان القتل العمد هو عقوبة كل من أساء أو أخطأ في المجتمع.
فلنستنير بسِيَر الأولين في تعاملاتهم مع المسيئين، فهذا (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه، يوقف إقامة حد السرقة في (عام الرمادة) حين شاعت المجاعة بين الناس؛ مجتهدًا في ذلك بقوله: "هل سرق لضرورة قوية؟ أم حبًا في السرقة؟" وذلك حتى يقر هو بالسرقة مرتين لا مرة واحدة. أي إقرار الشخص لأكثر من مرة، هو قول الفصل بإنزال العقوبة عليه.
أتساءل هنا: هل عقدنا حوارًا هادئًا وعقلانيًا مع هذه الثلة المخطئة من الشباب؟ وفي هذا الحوار هل استحضرنا قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: «كلُّ بني آدم خَطَّاءٌ، وخيرُ الخَطَّائِينَ التوابون»؟ لأن أكثرهم بعمر الورد قليلو تجربة في الحياة، ويقول المثل "إذا عُرِفَ السبب بطل العجب".
من هذا المنطلق العقلاني؛ لا بد لنا أن نقف بجد على مفهوم (المثلية)، حيث تشير بعض الدراسات العلمية إلى أن "المثليين أشخاص ينجذبون إلى من هم من نفس جنسهم، ذوي هويات جنسانية تختلف عن الجنس الآخرحدد لهم عند الولادة، ويندرجون في التصنيف الجنسي الثنائي الذي لا يتلائم مع خصائصهم الجنسية وفق التعريفات النموذجية للذكر والأنثى"، ومنهم من يقول بأن (المثلية الجنسية) فعل محرم ومجرَّم في التصور الإسلامي والمسيحي، إلا أن الله تعالى وبرحمته على الناس على اختلاف أخطائهم، لم يفرض عقوبة دنيوية عليهم، والدليل حديث المصطفى صل الله عليه وسلم: "لَعَنَ اللَّهُ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ..."، أي أن عقوبته (اللعن) وهو (الخروج من رحمة الله تعالى) والحاكمية في العقوبة لله تعالى. ولعدم الفهم الصحيح للضابط والناظم لهذا الموضوع يشهد العراق موجة من خطاب الكراهية واسع النطاق، لاسيما في مواقع التواصل الاجتماعي، وكثيرًا ما يتحول هذا الخطاب الناري إلى طلقات نارية تودي بحياة هؤلاء المخطئين، لتتحول السلطات بذلك إلى جزء من المشكلة، لأنها لا زالت تستخدم قوانين آداب غامضة لملاحقة مجتمع (م)، وتعتبر اغتيالهم جريمة معلقة لحين كتابة هذا المقال.
يجب تَشارُك المسؤولية، وتحمُّل التقصير مع السلطات المختصة والجهات ذات العلاقة والمسؤولية التشاركية في هذا الموضوع، فاذا اعتبرنا (المثلية) من المنظور العلمي اضطراب في الشخصية لم يعالج في حينه، والسبب وعكسه هي المعالجات؛ يكون غياب الوازع الديني - الأخلاقي باكورة الأسباب والمعالجات، وتأتي بعدها الأساليب الخاطئة في التربية منذ الطفولة، وغياب الدور الإرشادي للشباب من قبل الأسرة والمدرسة، بعدها الدور السلبي للفضائيات والانترنت، والتقنيات المتطورة مثل مواقع التواصل الاجتماعي التي تعد اليوم ساحة اغتيالات مشرعة ذات طابع سياسي، أو إقصاء المختلف وإعدامه افتراضيًا قبل تنفيذ الحكم على أرض الواقع... وللحديث بقية.



#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (جماعة القربان) وقهر الرجال طواعية
- (واعتبروا يا صحافيي العالم)
- فضائيات مُضِلة تبث الفتنة الطائفية
- التغريب بين الثقافات المستوردة وبين القيم والأعراف الأصيلة
- التمخضات الشاذة للشخصية العراقية ما بين الانحراف والمراهقة ا ...
- أطفالنا روح الحياة فلا تزهقونهم بالكفر والعصيان
- وا حسيناه... هذا دمنا يراق ظلماً وطغياناً
- قمة طهران نواة للحد من الغطرسة الأميركية في المنطقة
- رحلة بايدن المكوكية اقرار لنظام الفصل العنصري في المنطقة
- ياجياع العالم اتحدوا وعلى المحتكرين والفاسدين انتفضوا
- الديمقراطية صورة لاحقيقة لها في الواقع
- بأي ذنب قتلوا
- أتقوا فورة الفقير اذا غضب
- أنتهاك القانون في محفل فرض القانون
- المعلن وغير المعلن وراء تأزم الوضع السياسي في العراق
- الإساءة إلى الأديان، دعاية رخيصة لأدعياء الحرية
- الحوار الوطني الجاري ما بين الواقع وسياسة التسويف
- ماتت العولمة وانهزم العلمانيون وانتصرت أرادة الانسان
- أنقذوا العراق ؛ كفاكم أستخفافا بحياتنا
- نازية متطرفة تغزو فرنسا السحر والجمال


المزيد.....




- زرافة -لا تستطيع المضغ- تقوم بردة فعل لا تُصدق بعد تقويم طبي ...
- كتاب --من إسطنبول إلى حيفا--: كيف غيّر خمسة إخوة وجه التاريخ ...
- بمشاركة دولية.. انطلاق مهرجان ياسمين الحمامات في تونس
- مصرع 8 أشخاص وإصابة 2 جراء انفجار في مطعم وسط بيروت
- لبنان بين أزمتي نزوح.. داخلية وسورية
- تجمع احتجاجي أمام مقر أولمبياد باريس 2024 للمطالبة بحظر مشار ...
- المبادرة المصرية تحصل على حكم بتعويض مليون جنيه من -تيتان لل ...
- بماذا اعترفت أسترازينيكا بشأن لقاحها المضاد لكورونا؟
- -أنتِ مجرمة حرب-.. مؤيدة لفلسطين تصرخ غاضبة في وجه رئيسة الم ...
- البيت الأبيض يكشف: المقترح الأخير لصفقة التبادل مع حماس يتضم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - (المثلية) ما بين النظرة الاجتماعية والمعالجات القانونية