أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - (الربيع العربي) صفعة إلى الوراء














المزيد.....

(الربيع العربي) صفعة إلى الوراء


عبدالقادربشيربيرداود

الحوار المتمدن-العدد: 7777 - 2023 / 10 / 27 - 10:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من هول صدمة هزائم الأمة، ومصائبها المؤلمة التي أوجعت القلب، وما تبعها من وقائع حددتْ مصير الأمة، وأدت إلى انهيارها، وتفكك في تركيبتها الاجتماعية، وفقدان هويتها الوطنية. بهذه النفسية المتعبة جرَّاء النكبات التي فرضها علينا أعداء السلام والمحبة؛ استذكرت تلك السنوات العجاف التي مرت على الانتفاضات المطالبة بالكرامة والعيش الكريم في عالمنا العربي، والتي أطلِق عليها (ثورات الربيع العربي)، والتي بدأت شرارتها من (تونس) الخضراء؛ حين اندلعت الاضطرابات الاجتماعية الأكثر دراماتيكية، وأثارت تلك الأحداث ثورات في الكثير من بلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط رمزًا للغضب الجماعي، شارك فيها العلمانيون والإسلاميون جنبًا إلى جنب؛ لمقارعة الاستبداد والقمع في الشارع، وصهر الدم كان تحالفهم الجديد، كونه سبيل الخلاص من تراكمات عقود من القمع والاضطهاد، وسلب للكرامة؛ فكانت بحق مفارقة جديدة أذهلت الكثير من المحللين السياسيين.
بعد تلك الأحداث، وما تبعها من انقلابات في المفاهيم والقيم، أصبحت الديكتاتوريات التي كان يُعتقد أنها حقائق حياتية منيعة على مواطنيها الذين عانوا طويلًا؛ ما هي إلا مجرد قشور رقيقة، إذ أزالت عقودًا من السبات السياسي، وسلّطتْ الضوء على قوة الشارع وصوته.
إن سبب نجاح تلك الثورات في صفحاتها الأولى هو كونها مدعومة بقدرة الناس على التنظيم، وغالبًا ما كان التنظيم عبر الهواتف الذكية، وتطبيقات الإنترنيت التي يسهل الوصول إليها، فهزمتْ حينها هياكل أمن الدولة العميقة؛ بسبب استماتة الشباب بعد تلك المعاناة، فليس لديهم ما يخسرونه في تلك الاحتجاجات السلمية ضد الأنظمة الكهلة المتداعية، التي كانت تتذرع بحجج واهية؛ مثل إننا حمايتكم من الإرهاب - الذي هو صنيعة أسيادهم - إذًا فلا تضغطوا من أجل حرياتٍ أخرَ.
بعد فورة الأمل وزهوته، تحول الأمر إلى خيبة عارمة، كان التدخل الخارجي أحد أسبابها، حيث أخذتْ دول الجوار حصصًا بارزة في الصراع الذي دمر أجزاء كبيرة من الوطن العربي، وأجبِر نصفها الآخر على عبور الحدود أو النزوح داخليًا، وسحق المعارضة؛ حيث خلف قوافل من الشهداء والمغيبين إلى يومنا هذا.
رب سائل يسأل؛ (ماذا بقي لنا إذًا من لهيب ذلك الحراك الاجتماعي؟)، والجواب الذي لا يختلف عليه اثنان هو الفقر المدقع الذي وصلت نسبته إلى أكثر من 20%، ما جعلنا في أعلى ترتيب التعاسة في العالم. وارتفاع غير مسبوق في منسوب العنف، وسلسلة من جرائم القتل والنهب، وانفجارات حصدتْ أرواح الآلاف من الأبرياء، وفوضى عارمة، كما خططتْ لها قوى الشر والظلام لينتهي المشوار بتدمير البنية التحتية للوطن.
بعد كل هذه التضحيات هل تحقق حلم الثائرين، وانصلح حال البلاد والعباد، ونالت الشعوب ما طالبت به من كرامة وعيش الكريم؟ للأسف؛ الواقع المرير يقول غير ذلك، حيث زاد الوضع سوءًا، والاقتصاد تدهورًا، والنمو انحدارًا، والبطالة ارتفاعًا. وسقطت البلدان الثائرة في مديونية خطيرة، حتى صار الحلم سرابًا، وازداد الأمر سوءًا، وانتقل الربيع العربي إلى شتاء ثقيل بظهور العديد من الحروب الأهلية الإقليمية، وعدم الاستقرار الإقليمي، وتدهور خطير في الاقتصاد؛ حتى أوصلوا البلاد إلى الإفلاس، وزيادة في رقعة الفتنة الطائفية والعرقية والدينية، وصارت حدود الوطن خطًا وهميًا يتخطاه ويدنس حرمته أقزام البارحة، هذه حصيلة الربيع العربي في ذكراها الأليم.
... وللحديث بقية.



#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (كلوب هاوس) رفاه تقني جديد للتواصل
- الذكاء الاصطناعي وسيلة للاستفتاء
- (المثلية) ما بين النظرة الاجتماعية والمعالجات القانونية
- (جماعة القربان) وقهر الرجال طواعية
- (واعتبروا يا صحافيي العالم)
- فضائيات مُضِلة تبث الفتنة الطائفية
- التغريب بين الثقافات المستوردة وبين القيم والأعراف الأصيلة
- التمخضات الشاذة للشخصية العراقية ما بين الانحراف والمراهقة ا ...
- أطفالنا روح الحياة فلا تزهقونهم بالكفر والعصيان
- وا حسيناه... هذا دمنا يراق ظلماً وطغياناً
- قمة طهران نواة للحد من الغطرسة الأميركية في المنطقة
- رحلة بايدن المكوكية اقرار لنظام الفصل العنصري في المنطقة
- ياجياع العالم اتحدوا وعلى المحتكرين والفاسدين انتفضوا
- الديمقراطية صورة لاحقيقة لها في الواقع
- بأي ذنب قتلوا
- أتقوا فورة الفقير اذا غضب
- أنتهاك القانون في محفل فرض القانون
- المعلن وغير المعلن وراء تأزم الوضع السياسي في العراق
- الإساءة إلى الأديان، دعاية رخيصة لأدعياء الحرية
- الحوار الوطني الجاري ما بين الواقع وسياسة التسويف


المزيد.....




- لحظة نادرة.. الزعيم الصيني يُحيي الرئيس الروسي بحماسة
- بعبارات ترامب.. هكذا هنأت سفارة واشنطن في الرياض ولي العهد ا ...
- ميرتس يدق ناقوس الخطر ـ انتهاء الدولة الاجتماعية في ألمانيا! ...
- مقتل المئات وإصابة ما لا يقل عن ألف شخص إثر زلزال قوي ضرب شر ...
- كيف تشتعل الحرب الأوروبية في أفريقيا؟
- هل يتمكن الباحثون من ابتكار أول مضاد فيروسات واسع الطيف؟
- قمة منظمة شنغهاي: الرئيس الصيني يدين -عقلية الحرب الباردة- و ...
- بريطانيا تغلق سفارتها في القاهرة -مؤقتاً- بعد إزالة السلطات ...
- إدانات لقصف استهدف مستشفى شهداء الأقصى، وانطلاق أسطول كسر ال ...
- مؤسسة هند رجب تكشف تسلسل المجزرة الإسرائيلية بمستشفى ناصر


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - (الربيع العربي) صفعة إلى الوراء