عبدالقادربشيربيرداود
الحوار المتمدن-العدد: 8055 - 2024 / 7 / 31 - 18:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تتميز سلطنة عمان بتنوع جغرافي مذهل ؛ حيث تضم جبالا شاهقة في الشمال ؛ وصحاري ووديان خصبة في الجنوب ؛ وسواحل رائعة على البحر الاحمر ؛ والبحر العربي ؛ تشتهر بطبيعتها الخلابة ؛ ومعالمها السياحية الفريدة ؛ مثل جبل الشمس ؛ وادي شباط ؛ وواحة نخلة ...
هذا التنوع العجيب فرض جذورا مجتمعية ؛ مرحبة بالتنوع الثقافي والديني ؛ والتعددية المذهبية ؛ حيث تجد السنة والشيعة ؛ الهندوس والبوذيين ؛ اليهود والمورمون( المسيحيين ) ؛ يعيشون في امن وسلام ووئام ؛ لان السلطنة كفلت حماية جميع الديانات من الاساءة ؛ ودليل ذلك أنها ومنذ (12) قرنا من الزمن لم تشهد حربا داخلية على اسس طائفية أو مذهبية ...
عدم وجود مساجد خاصة بكل مذهب هو دليل ذلك التسامح ؛ والسياسة البراغماتية للسلطنة ؛ فالمساجد مفتوحة للجميع ؛ وجرى العرف وهو من اجمل التجارب في منطقة الشرق الاوسط قاطبة ؛ أن يكون الأمام شيعيا في المنطقة التي غالب سكانها من الشيعة ؛ وسنيا في المناطق السنية ؛ واباضيا (وهو المذهب المنتشر في السلطنة الذي أستطاع ان يستوعب القيم القبلية السائدة ؛ وطبيعة المنطقة ) في أماكن تمركز الاباضيين ؛ اما في الاماكن المختلطة ؛ فيكون فيها الامام على مذهب من بنى المسجد
أن تكاتف الشعب العماني على انجاح تجربتهم النموذجية ؛ لم يأتي من فراغ ؛ و برأيي هو ؛ امتداد لفلسفة السلطنة المتمثلة في تجنب تدريس العقيدة الطائفية ؛ او تأريخ الانقسام داخل الاسلام ؛ في مناهجها الدراسية ؛ بل اعتمدت وبمهنية على المبادىء الاسلامية العامة ؛ التي لايختلف عليها السنة والشيعة او حتى الاباضيون ؛ وهذا التلاحم كان السبب الجوهري في تعزيز النسيج الاجتماعي في السلطنة ؛ بشكل يشار اليه بالبنان ...
من هذا المنطلق استطاعت السلطنة في حاضرها تجاوز الحكم الديني ( الثيوقراطي ) الى الدولة الوطنية القائمة على سيادة القانون والمواطنة ؛ في ظل الايمان بضرورة الاحترام للأنتماء المذهبي ؛ ولكن دون المساس بسيادة الدولة ؛ وبالمشتركات السياسية المدنية فيها ؛ وتحت اي مبرر ؛ وهذا القرار الحكيم جعلها ذات طبيعة عصرية متفتحة ومتسامحة دون منافسة ؛ ولكن فليتنافس المتنافسون في تطبيقها لغد آمن ؛ يسوده السلام والازدهار ... وللحديث بقية
#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟