أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسان الجودي - مونودراما -قلب المدينة-














المزيد.....

مونودراما -قلب المدينة-


حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)


الحوار المتمدن-العدد: 8030 - 2024 / 7 / 6 - 14:21
المحور: الادب والفن
    


وجدتُ في الليل/ كنت أحلمُ/ كنت أكتبُ/أصابع إضافية.
قال لي بواب فندق "قلب المدينة" في امستردام:
هي لا تخصّ أحداً هنا
جميع النزلاء ذهبوا للحفلة ليلة أمس،
وعادوا بأصابع كاملة
لا تسألني كيف عرفت؟
(يهمس) مهمتي السرية هي تفقد غرفة كل نزيل
والتأكد من وجود أصابع يديه وأصابع قدميه في أمكنتها.
لدي تعليمات مشددة من السيد رافييل صاحب الفندق.
لقد ورث الفندق عن جدِّ فقد أصابعه في حضن بائعة جسد.
وحين طلب تعويضا منها ، اشترت له تذكرة إلى حديقة الحيوانات "فوندل"
وأرسلته الى بطن نعامة افريقية التهمت الأصابع.
نعم يا سيدي النائم/الحالم هي حكاية طويلة.
لكن اختصاصنا هنا، في هذا الفندق هو الأصابع
فلا تخش أن تفقد أصابعك وأنت تقوم بمساج لامرأة التقطتها من الحفلة.
لماذا زعلتَ؟
تقول أنك كاتب ، وانك تصنع الأصابع للكلمات
هذا جيد سأوصي بك ، سأخبر السيد رافييل بذلك.
سأقترح عليه توظيفك، موظف خدمة ليلية للتأكد من وجود الأصابع.
لكن ماذا تفعل الكلمات بأصابعك الجديدة؟
لا تقل شيئاً دعني أخمن!
تقلي بيضاً بها،
تفتح زجاجة بيرة،
تداعب صدر رفيقة ليلة.
لا! لا تنصرفْ.. إنه تدريب على الخيال.
(بصوت جدي) أعرف ما تفعل بأصابع الكلمات،
أراقبك كل ليلة،
وأنت جالس في السرير ، تخفق بالأصابع مشروبك المفضل ( حليب وكاكو وقرفة) أليس كذلك؟
ثم تغطس فيه القصيدة التي تشكو من الأرق.
وأنت أيضا لا تنام...
أسمع صوت خطاك فوق سطح الفندق.
خطواتك تشبه خطو الأصابع، رشيقة ذكية تعرف إلى أين اتجاهها
الغريب أنك لم تسقط يوماً من ذلك العلو الشاهق
ما تقول؟
أنت تقفز كل يوم،
وتحوّل الأصابع لأجنحة.
هذا مثير فعلاً، لكنه خطير جداً
لن أخبر السيد رافييل بذلك.
سوف لن يرضى بتوظيفك.
هو حريص على ان يكون فندقه حديقة حيوان / حديقة أصابع
هل تعرف أنه يستقدم للعجائز فتيات صغيرات
مع مجموعة أنيقة من الأصابع.
أنت تفهم دون شك؟
وهو يحرص أيضاً على استقدام أصابع خاصة للحشاشين
انظر من هنا) يتقدم الى نافذة الغرفة)
هناك "كوفي شوب" يبيع الحشيش.
نصيحة مني، إن أردت الشراء، فاطلب حزمة أصابع إضافية.
لأنك ستفقد جميع أصابعك في رحلة سفاري إلى المجهول.
(يهميس ) هم يغشون الحشيش، يضيفون بعض المهلوسات لتعود إليهم.
أخبر البائع أنك من طرف ادوارد بواب الفندق.
واطلب أن يعرض عليك جميع المخدرات التي يبيعها.
تقول أنك لا تحتاج لشيء.
هذا غريب!
فلم يأت بعد لاجئ إلى امستردام، ولم يجرب هذه العوالم.
اه فهمت ، تذكرتُ... أنت ساحر تصنع الأصابع
لستَ زائراً تريد فقدانها
اعذرني...
عمري ستون وأشكو من ذاكرة كعجين رخو. نعم الكثير من خميرة الحياة فيه والكثير من الأصابع،
ذاكرتي أصابع مخمرة.
ربما لديك بضاعة جيدة من الأصابع
أصابع حب وفن وعزف.
قرفت من أصابع رواد الليل الملوثة بالهيروين
وقرفت من أصابع مدير الفندق المصبوغة
بدم الغزالات الهاربات من "فونديل"
انظر إلى أصابعي أيضاً!
هي خضراء، وربما سأصاب بالغرغرينا.
لقد جرحتها وأنا ألقي في الحاوية بأمتعة الغرباء
هل أخبرتك بذلك؟
نحن لا نستقبل الغرباء،
نستقبل فقط أهل المدينة.
الغرباء هم شياطين.
وحكومتنا الجديدة لا تريدكم هنا.
تريد سكاناً أصليين.
لكنهم لا يعرفون مثلي
أن الغرباء مثلكم لديهم أحلى أصابع
هي حقيقية مالحة مقضومة الأطافر خشنة.
بينما أصابع المحلّيين باردة بيضاء مريضة ناعمة.
تسقط في الطريق ولا يحس بها صاحبها
وها أنت تعلن أنك خالق أصابع
يا للمصادفة السعيدة!
هل ستخلق لهم أصابع بديلة جميلة وقوية؟
ما تقول؟
ستخلق لهم أصابع خشنة وسمراء ومقضومة الأظافر؟
اعذرني ايها السيد...
حان موعد استيقاظ السيد رافييل
اذهب للبحث عن عمل في فندق آخر.



#حسان_الجودي (هاشتاغ)       Hassan_Al_Joudi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صانع الغزالة
- آنا سارسكا والزرافة
- بعيداً عن الشكل
- سنة طحينة مباركة للجميع
- رحلة زمنية
- عن الشوكلاه والذات والصداقة
- فخ الأسماء
- النص المقدس
- بخاخ أنف للحياة
- عن الهوية السائلة
- اللغة بيت الموت
- الحرب!
- يوم خميس تفجيرات أصابع نوبل
- الموت الرحيم في هولندا
- آنابيل
- الخزانة القديمة
- لا أحب النكات عن حمص!
- تقنية الشعر
- ثقافة الاغتصاب
- النعيم


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسان الجودي - مونودراما -قلب المدينة-