أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسان الجودي - ثقافة الاغتصاب














المزيد.....

ثقافة الاغتصاب


حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)


الحوار المتمدن-العدد: 7618 - 2023 / 5 / 21 - 13:03
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ثقافة الاغتصاب.
****
إحدى توصيفات ثقافة الاغتصاب، أن إنشاءها يتم اجتماعياً. وهذا السياق يرتبط بانتشارها وقبولها من أنساق اجتماعية متنوعة.
هي ظاهرة عالمية دون شك. لها أسبابها المتنوعة ، ولها تفسيرات متنوعة غير متفق عليها.. غير أن نكهتها العربية فريدة وسامّة أيضاً!
فالملاحظ هو وجود ترويج مرعب لثقافة الاغتصاب في فضاء الفيسبوك العربي. ويلاحظ ذلك في صفحات : المتزمتين في الدين والذكوريين.
وفي الحقيقة هناك تشابك ملاحظ، فكل متزمت ديني هو ذكوري ١٠٠٪؜ ، وليس طبعاً كل ذكوري متصفاً بالتزمت الديني.
من الأفكار المتداولة بكثرة في سياق الدفاع عن ارتداء النقاب ( المرأة قطعة حلوى يجب تغطيتها وحجبها عن أسراب الذباب) وفي سياق الدفاع عن المغتصب ( الحق عليها ، كان لباسها فاضحاً، لذلك اغتصبت) وفي سياق الاستعراض الذكوري وممارسة دور الشرطي الديني ( لا تلبسي القصير كيلا تثيري غرائز الرجل) .جميع هذه الأفكار تهدف إلى قمع المرأة ، وتشجيع ثقافة الاغتصاب. فالضحية المغتصبة مذنبة، والمغتصب بريء، لأن المرأة الشيطانة أثارت غرائزه الجهنمية.
منطق مقلوب، يستخدم لتبرير سلخ جلد المرأة وتبرير اغتصابها وسلب حقوقها وذبحها..
***.
تنتشر ثقافة التحرش والاغتصاب في البلاد الاسلامية. والغريب أن الوقائع تشير إلى أن المتحرشين المغتصبين لا يفرقون بين سيدة ترتدي لباساً شرعياً أو بدونه!
لا يشكل لباس المرأة أي رادع لمغتصب، ولا يشكل المجتمع أي رادع، وقد سمعنا عن حوادث اغتصاب جماعية حدثت في مصر.
والمشكلة أن الرادع الوحيد لهؤلاء السفلة هو القانون.
لكن القوانين العربية والعادات والأعراف والمؤسسات الدينية تقف إلى جانب المغتصب الذكر وتجد له مبررات جرم الاغتصاب أو القتل.
فإذا أضفنا لذلك الدعم الفيسبوكي الملاحظ لهذه الثقافة، عرفنا في أي حضيض هي الدول العربية!
*****
Unbelievable
‏ يقدم هذا المسلسل الأمريكي رصداً لحالات اغتصاب متسلسلة يقوم بها رجل غامض.
ويتم التركيز على السيدات الضحايا، وهن متنوعات في العمر ، وفي الشكل .
إحداهن فتاة صغيرة دون والدين، تنتمي لنظام التبني. يظهر المسلسل كيف تعرضت تلك الصغيرة إلى اغتصابين ، الأول من قبل الرجل المجهول والثاني من قبل النظام المجتمعي ممثلاً بالشرطة، وأمها بالتبني وصاحبة عملها وأصدقائها.
لم يصدق أحد قصة اغتصابها، فتم طردها من جنة النظام ،وعوقبت من قبل الجميع.
يرصد المسلسل حالات النساء الأخرى. وكيف تدمر حادثة اغتصاب قصيرة ، حياة المرأة وتقوضها من الداخل كزلزال.
تشير المحققتان في المسلسل من طرف بعيد إلى ذكورية بعض الشرطيين المحققين الذين لم يبذلوا الجهد الكافي في التحقيق، وتشيران أيضاً إلى مظلومية المرأة حين التعرض لقضايا العنف والاغتصاب.
إذا كان هذا الحال في الدول التي يتمتع أفرادها بالحريات والعدالة الاجتماعية، فكيف الحال في بلاد الشرق حيث لا يوجد ذلك؟
وحيث تختبئ المرأة المغتصبة في القبر الاجتماعي كيلا توصف بالعار! بينما يجول مغتصبها طليقاً بفضل الأعراف والقوانين الفاسدة.



#حسان_الجودي (هاشتاغ)       Hassan_Al_Joudi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النعيم
- ذبابة الجندي الأسود ، صديقتي الجديدة
- كيف تغير عقلك؟
- العبور
- اللامنتمي
- رحلة في قطار الغرب السريع
- قلة أدب بيئية!
- عن الشعر والموت
- 20 سنت أو سنة
- قانون نيوتن الثالث- الأم والتابوت
- (نص في موقف الاقتباسات والاعتقادات )
- أستقلّ طائراً
- المحقق مونك Monk
- مرقاب الشِّعر
- مشهد مسرحي
- شهيد الرموز
- عرج الوجود المتقطع
- الذرة الزرقاء
- كلمة المرور
- فطر القنفذ


المزيد.....




- اتحاد كرة القدم يحظر مشاركة المتحولات جنسياً في الدوري الانج ...
- دراسة تكشف العوامل الحاسمة في خفض احتمالات العقم عند النساء ...
- الأسيرة الإسرائيلية السابقة ميا شيم تؤكد واقعة تعرضها للاغتص ...
- آلة الحرب الروسية: وراء صنع الطائرات بدون طيار... استغلال لل ...
- الاتحاد الإنجليزي يمنع المتحولات جنسيا من المشاركة في منافسا ...
- استطلاع: تزايد مشاعر عدم الأمان لدى النساء المسلمات في بريط ...
- الضفة الغربية: انطلاق فعالية القدس عاصمة المرأة العربية
- اللبنانية حنين الصايغ: رواية -ميثاق النساء- رسالة محبة للمجت ...
- امرأة تتقدم بشكوى ضد رجل مزق حجابها في فرنسا
- المرأة المغربية ومسألة المناصفة


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسان الجودي - ثقافة الاغتصاب