العبور

حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)

الحوار المتمدن-العدد: 7481 - 2023 / 1 / 3 - 13:39
المحور: الادب والفن
    

دون تفكير بالعودة، توقفت تتأمل الحفرة التي ظهرت أمامها بينما كانت تجوب الآفاق.
لم يدرك بصرها امتداد الحفرة أو عمقها. ولم تستطع استنباط أي معلومات حول مصدرها ، وأسباب ظهورها المفاجئ.
ودون تفكير، قررت ردم الحفرة لتستطيع مواصلة الطريق. مدت يدها إلى الخلف. مدتها طويلاً نحو نقطة سوداء تلوح في سهول شاسعة خلفها . أخرجت من بيتها أولاً المصباح فوق السرير ، ورمته إلى أعماق الحفرة. ثم مدت يدها مجدداً ، وأخرجت حقيبة العمل ورمتها إلى الحفرة. ثم مدت يدها وأخرجت الآيباد وسماعات الأذن، ورمت ذلك إلى الحفرة.
عاودت ذلك مراراً. أخرجت من منزلها البعيد، الغيتار وخفاقة البيض اليدوية ، مشابك الأوراق، منشر الغسيل، أوعية الشاي والقهوة، أصص النباتات والأزهار، زينة أعياد الميلاد، ألبوم صور العائلة، ثيابها الداخلية، زجاجات عطورها، وأدوات ماكياجها.
ألقت بكل ذلك إلى الحفرة، وواظبت على ذلك حيناً من الزمن . استطاعت أخيراً أن ترى كيف تجمعت أشياءها في الأسفل. لكن ذلك لم يكن كافياً لكي تخطو فوقها.
حسمت أمرها ، وعادت إلى بيتها البعيد، ثم سحبته خلفها وقطعت به الأميال، وألقت به إلى الحفرة، فاكتمل جسرها إلى العبور.

#حسان_الجودي (هاشتاغ)       Hassan_Al_Joudi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل