أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسان الجودي - بعيداً عن الشكل














المزيد.....

بعيداً عن الشكل


حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)


الحوار المتمدن-العدد: 7891 - 2024 / 2 / 18 - 16:15
المحور: الادب والفن
    


صانع (الأحذية) الكلاسيكي يفكر بشكلها، ويحاول أن يصوغ جمالها حسب الذوق الكلاسيكي الذي يريدها سميكة، متينة ، صلبة النعل ، ارتفاع كعبها بضع سنتبمرات لا يمكن تجاوزها ،ذات شرائط ، الخ
بينما صانع (الأحذية ) الشجاع المعاصر، يصنع أحذية تؤدي الوظيفتين معاً؛ الوظيفة الجمالية والوظيفة الأدائية.
وهو في سبيل ذلك يمزج بين الرؤيا الكلاسيكية الحذائية والرؤيا المعاصرة التي تضيف وتحذف شروطاً معينة من الكود الكلاسيكي ، فتجعل الحذاء مثلاً رياضياً يصلح للسعي به كل يوم، وربما تجعله عريض المقدمة للأشخاص الذين لديهم أقدام عريضة، وتستخدم المواد الصناعية القوية بدلاً عن الجلود الحيوانية.
وتهتم أكثر من ذلك بالوظيفة الأدائية، فالموديلات الجديدة ، داعمة لقوس القدم، وهي مضادة للمطر، ولديها إضافات من الاسفنج الرغوي الذي يحتفظ بذاكرته الأصلية ( شكله الأساسي المريح) فيعود إليه بعد كل استخدام من الزبون.
الأحذية الجديدة تساعد الناس الطبيعين على الحصول على راحة أثناء ارتداء الحذاء، وتساعد الناس ذوي الأمراض في القدمين، وهي توفر تحربة سعيدة لكل المستخدمين غير تلك الأحذية الكلاسيكية الصلبة ذات النموذج الفرد الصمد.
لم يعد التفكير بالشكل( المقدس) هاجساً ، سوى لمنتجي النمط الكلاسيكي في الأحذية وفي الأدب أيضاً.
فأن تعيد إنتاج أحمد شوقي فهذا ليس أدباً جميلا، وليس أدباً مريحاً للروح الانسانية المعاصرة ، والتي قرأت شعراً لاحقاً حداثياً لمرحلة (أمير الشعراء) .
وأن تعيد إنتاج درويش الحداثي، فهذه كلاسيكية أيضاً ، لأنك تستخدم ذات المواصفات ، ولا تقترح مواصفات جديدة لا يعرفها القارئ.
والغرابة في هذا الموضوع ، هو مهاجمة الكلاسيكيين لمنجزات الحداثة. هم يعتقدون بطريقة غريبة أن الأحذية التي كان الآباء يرتدونها هي الأجمل والأقوى، ويرفضون شراء حذاء جديد طري لأقدامهم المتورمة.
والأغرب هو أن هؤلاء لم يقرأوا التراث الأدبي الكلاسيكي بوجهة نظر محايدة، ولم يصادفوا تلك النصوص الشعرية أو السردية التراثية المبهرة ، والتي هي تحقق شروط الكلاسيكية والحداثة معاً.
إن كل نص أدبي جميل بالضرورة النقدية والشعربة التاريخية لا يقبل للتصنيف وفق الشكل.
هو جميل ليس لأنه يشبه حكايا الجدات..
وليس لأنه في فخامة شعر المتنبي
وليس لأنه يقارب اللغة كصديق حميم!
هو جميل لأنه خارج عن سلطة الزمن، هو نص يقدم اقتراحه الكلاسيكي - الحداثي الخاص .
وكل محاولات التأطير بالشكل المستمرة في المشهد الثقافي العربي المعاصر مؤسفة. فهي لا تنظر إلى جوهرية النص وقدرته الكامنة على تجاوز شرط الشكل السقيم.
***
ربما تثير المقارنة بين (الحذاء) والقصيدة السخرية لدى الكثيرين وخاصة الكلاسيكيين ممن يحبون السخرية من تجديد العصفور في غنائه!
لكن بدون رطانة ، وبدون التذاكي النقدي ، فالقصيدة هي ضماد قوي للروح ،يوفر الحماية والبهجة . طرقات العالم مشظّاة بما يكفي من الأسئلة الوجودية والمآسي،والانتظارات.



#حسان_الجودي (هاشتاغ)       Hassan_Al_Joudi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنة طحينة مباركة للجميع
- رحلة زمنية
- عن الشوكلاه والذات والصداقة
- فخ الأسماء
- النص المقدس
- بخاخ أنف للحياة
- عن الهوية السائلة
- اللغة بيت الموت
- الحرب!
- يوم خميس تفجيرات أصابع نوبل
- الموت الرحيم في هولندا
- آنابيل
- الخزانة القديمة
- لا أحب النكات عن حمص!
- تقنية الشعر
- ثقافة الاغتصاب
- النعيم
- ذبابة الجندي الأسود ، صديقتي الجديدة
- كيف تغير عقلك؟
- العبور


المزيد.....




- بابكر بدري رائد تعليم الإناث في السودان
- -على مدّ البصر- لصالح حمدوني.. حين تتحول الكاميرا إلى فلسفة ...
- هل تحلم بأن تدفن بجوار الأديب الشهير أوسكار وايلد؟ يانصيب في ...
- مصر.. انتقادات على تقديم العزاء للفنان محمد رمضان بوفاة والد ...
- الإمارات.. جدل حكم -طاعة الزوج- ورضى الله وما قاله النبي محم ...
- ساحة المرجة.. قلب دمشق النابض بتاريخ يتجدد
- جلسة شعرية تحتفي بتنوع الأساليب في اتحاد الأدباء
- مصر.. علاء مبارك يثير تفاعلا بتسمية شخصية من -أعظم وزراء الث ...
- الفيلم الكوري -أخبار جيدة-.. حين تصنع السلطة الحقيقة وتخفي أ ...
- بالاسم والصورة.. فيلم يكشف قاتل شيرين أبو عاقلة


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسان الجودي - بعيداً عن الشكل