أحمد عبد العظيم طه
الحوار المتمدن-العدد: 8001 - 2024 / 6 / 7 - 09:50
المحور:
الادب والفن
أُصيبتْ قرية الكستناء بالكثير من الخسائر في آخر موسميّن لبيع المحاصيل الرعوية، وكان ذلك مؤثرًا جدًا على اقتصاد القرويين الرعويين بصورة عامة – فمن كان يتحصل على خمسة آلاف أمسكَ في يدهِ ألفين فقط، ومن كان يُنفحْ بطريقة ما تعودها بمائة أُرسلتْ له عشرينًا مع اعتذار شفهيٍ مفادهُ مشوش من قِبلْ البوسطجي وهكذا...
وقد أكلتْ شاهنده البيلي نصف شريط باركينول مع رفقتها من البائعات بطريق العودة من الشادر الشرقي بالبيجو المخصوص بسبب تلك الخسارة غير المقبولة، بل غير المعقولة بالنسبة لكل زرّاع الكستناء أو المحاصيل الرعوية عامةً فإذا عُرِفَ السبب بطُلَ العَجَبْ؛ فقط لأن شواشي الكستناء ضربتها الشمس فأيبستها وتساقطت ينقص سعر الأردب زيادة عن النصف وهو ما لم يدخل رأس أحد بائعي الكستناء ذو الشواشي المحترقة لا من قريب أو بعيد، فالشواشي لا تُأكل الكستناء هو ما يأكله الناس...
قال سائق البيجو وهو يمد سيجارة أجنبية للمتكلمة الملتفتة لصويحباتها نصف التفاتة حيث تجلس بالكرسي الأمامي وحدها: ما الكستناء هذا يا ست الكُل؟!..
التقطتْ شاهنده السيجارة محدقة به باستثارة تفوح منها دائمًا بتلك المواقف قائلة: لا هو ذُرة بيضاء.. ولا هو ذُرة صفراء أو عويجة.. ليس ذُرة أصلاً...
#أحمد_عبد_العظيم_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟