أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - استزاف القلم الأحمر حتى يجف















المزيد.....

استزاف القلم الأحمر حتى يجف


أحمد عبد العظيم طه

الحوار المتمدن-العدد: 7506 - 2023 / 1 / 29 - 00:47
المحور: الادب والفن
    


للشعراء/ على التوالي:
محمد سليمان رشيد
ضياء السيد الجبري
أحمد عبد العظيم طه








# انفلتَ عن جحوظه الخارج والداخل.. انفلتَ للمرةِ الأولى ولأول مرة لم يقاسِ مرارة المرة الأولى، فقد كان يُقاسي في العمق فقدًا أعمق. إنها المرة الأولى التي سَيعرضْ بها المُختزنْ جافًا من الحَضرة فيه وأمانة في جذوره تنشده غير ذلك، أمانة يعشق بغضه الدامي لها تلك السارية فيه شفرة على روحٍ تنشد انتحارًا عاجلاً لمْ يُلهمْ غيبته عنها من أي طريقٍ رغم الغيبة في المشهود، رغم الحضرة في المجهول. ما زالت تنشده الأشياء الممقوتة، ولا تحترم صرعته فيما جد عليه فيه "ما هذا يا أخبث من قام وحيدًا في الآحاد ليُظل الرؤية برؤاه.. ألهمتكْ وتتبرأ.. أرويك وتُقحِلُني عنكَ... أسبرُ الغَوّرَ وتتكأكأ عليّ فيكَ بتجهيلٍ يَعْلمُ جدًا مَنْ يَدْفعَهُ لكشفٍ ولطمسٍ".

& خاطبهُ وكان أجهل منه في رد الخطاب وفوق كلُ ذي جهلٍ مُبديًا بما فيه... الكوب الزجاجي المشطور... أين ما شُطِر منه؟ ولكلما وردني الخاطر تمنيتُ انشطاره إلى حد العدمْ، ولمْ أقف على حد التمني فلقد شطرته بعيني حتى انفلق بقدرتي، وسيقف أمامي إن رغبتُ مُتكامِلاً... فأين أنتمْ مني؟ أين أنتم من انصياعِه التام؟

-$- أجيبوا الهاتِفْ الداعي... فلقد حلَّ عليكم ضيفًا مُخيفًا حيثُ أنتمْ، وأنتمْ لا تعلمون أين أنتمْ كالتائهة دابتهم بين الصحراء والبحر، في ذلك الشريط الحدودي الضيّق بين الظمأ والغرق... إذنْ فقد حلّتْ الكارثة الكبرى وقدْ تبدى في الآفاق غبار الانهيار الهائل للعقار الكائِنْ في تلك الأحداث الشقية الكئيبة اليوميةُ من زمنٍ العاديةُ من عادةٍ، ولقد نوهنا بعاليه أنه انفلت من جحوظه الخارج والداخل قادرًا على ازدواجه للمرة الأولى وللمرة الأولى لمْ يُقاسِ مرارة المرة الأولى، حتى أنه قد خرج على نفسه بنفسه في المرة الثانية ليقطع أي فرصة للتراجع كقاطع طريقٍ مُجرّب وطاعنٌ في القطع، إذ أنه قد شطر زجاجه بعينه ثمْ فلقهُ بقدرتِه واشتمل على الهارب خلاله كالغابة تحيط حيوانها الأثير الوحيد المجيد "إذهب أنى شِئتْ فأنتَ بداخلنا تذهب وإلينا تفر وتقيم" وإنه الآن يقول أنا من تجبّر حتى استحضر القدرة فكان جبارًا عنيدًا ومُستبدًا بالحُكْمِ والأمْرِ وكلُ ما احتكَ بالسطوةِ والنفاذ مِنْ قولِ وليسَ لديّ رقيبٌ عتيدْ... أين أنتم مِنْ انصياعهِ التامْ؟ ياللقوة والعافيةِ بيد أنها لو تدومْ!!! بيد أنه لو تمادى...

# ها هو الجديدُ حِميةٍ يَسْتَطلِعْ الزمنْ بجحوظٍ آخر... لقد تَعَلّمْ كيفَ يكونُ الصمتُ إلهًا، وكيفَ تكونُ الكلمات عبيدًا، تركها تنبح حتى لهثتْ لهثتها الأخيرة وخرت أسرارها بين إصبعيه... من كان يُنادي مِنْ خلفِ الأحْرُفِ يقذفُني مُتبجْحًا سابًّا موّلِدْ الانفلاتْ أيُ قَدَمٍ فيكَ أيها الداخل وأيها الخارج وأي نعلٍ يبغي سجدتي؟ أيُ نومٍ يبغي قتل اليقظة؟ أيُ زنزانةٍ تبغي هذه الروح؟ أُنظُرْ يا مَنْ تختبئ ككلبِ الجبان... أُنظُرْ في كفي... هذي الروح... مَنْ يبغي أسر تحرُرها عن كنه الماضي؟ عن ذاك الألمِ النافذِ والمرض المُعتْق في شرايين الزمن، المُسمى ذاكرة؟ مَنْ يَهْدِفُ تقييدي بالفائِتْ؟ ما كان الضعفُ ولا كان الجهل سوى هذا العقل.
جميعهم يجترون العالم أصواتًا ومشاهِدًا ويُعانون الحِفظَ دهورًا، ويتغوطون كلُ ذلك ألمًا مِنْ فرطِ الضغطِ والاستدعاءِ اللاهثِ، لا يدرون لماذا، ما يدفعهم كان نفس الذي يدفعه مُحرضًا على إحياءِ تلك السُنةِ الخبيثةِ.
مَنْ سَنّ ضياع العُمر هباءً باسمِ الغوص؟ بهذا العالم حُبًا وعطاءً وأخذًا، إلى آخر هذا المَزيج مِنْ العبثِ النَتِنْ... ما عاد يقاسي في العُمقِ مراهقة الماضي... فلقد خلع الماضي ثوبًا بالَ عليهِ كثيرًا من الوداع البهيج... فليفنى الخارج والداخل وليُصرع من يستنزفَ مَنْ تحتهما طُهْرَ دماء العاني في التدقيق بكونٍ يملؤهُ الكِبْرُ عليه، حتى صار دقيقًا لا تراه الأشياء ولا يراها، وليفنى الداعي لعذاب الوسط الخادع جدًا حتى الصدق. ما عاد إلى شيءٍ ينتسب، حتى كاد ان ينخلع منه لولا أن ثبته الذي ثبته. ما عاد الحُسبان يُشاغلُ شيئًا فيه، فالمحسوب كما نطق بطيف الحكمة لا ينفعه أو يضره حساب، لذا فالبصق على مَنْ طغى عليه يومًا كان أقل الواجبات التي كان سيفعلها لولا أن رفعه الذي رفعه عن كل دنيءٍ ودعيٍّ تجرع أيامًا وليالي بطولها من لحمه وروحه وأمانةً فيه تُناديه "إسعد حين تزوّرَ المؤخرات والبطون خمرًا وخُبزًا واسعد حين تتبخر في الفضاء استعدادًا للهبوطِ ولدورةٍ ثانيةٍ من التضحية والعطاء". إنفسق الآن مما كان، إليه شيئًا حادًا يلمعُ في يدهِ، ويُجرجر إليه من أفقٍ بعيدٍ شيئًا يبكي كشيطانٍ يُجرجره بذات القدرةِ والسطوةِ الماضيةِ ويصيحُ كأروعِ ما صاح أحدٌ "أنا أعلى عن رد الخطاب بخطابٍ مثله، فلتتلو الآن صلاة الموت ولتركع لمصيرك آخر شهقاتك ولتُسْمِعْ ما بين قرنيها إعلانهم الأول والأخير بفقد المُفتقد كلُ نبضٍ للحضرة لفقدهِ، وليعرف أعوانك بسروري الشيطاني تجاه قرار الرب المُرغم عليهم والذي قد كفر بهم جميعًا، كُفرًا بواحًا".

& لا تُوصِدوا الأسماع... فالعزفُ ما زال مُستمرًا... لمْ يَمُتْ العازف فوق قيثارتهُ حتى أنها الراحة المؤقتةُ تُهدد بالرحيل، اليأسُ يُحاوطْ أسواره، لمْ يقفْ للحظةٍ عن النخرِ في الحوائِط... الأنفاق تتسع، ذروةُ الألم تتواطأ مع الشعورِ بهِ، حتى ينهار برفقٍ حليمْ، الجسدُ المُعتمِ يتهاوى، أركانه فُتِحَتْ فوق الرؤوس، الماءُ الراكدِ يتعفن حتى يُصاب ما بداخلهِ بالغثيان، كلٌ مُصابٌ بما حَلَّ عليهِ، إنتشر في جميعِ الزوايا، لكن البُقعة الحمراء الوحيدة ما زالت تُتَمْتِمْ بما حَلَّ عليها مِنْ قولٍ نابعٍ مِنْ هذا المُتعفن، ما زالت تلفِظ ُبالرشدِ، لمْ يُصبْها العاهِنُ ببلواهِ الملعونة دومًا، رغم امتلاءِ الأجوفانِ مِنْ أثرِ الارتشاحِ المُطردِ عبثًا. "الترنيمةُ المُعتادةُ انطمستْ بالقرحِ، لن تتذكرها وإن بقِيتَ عليها ما بقيَّ لكْ"... ها هُمْ... فاتحي الأفواه القاذفةِ لبراكين التعفن النَتِنْ المُواري لما يَصْدُرُ عنكَ... ها هم... الدائنون أمام بابك الموصد، الموتورون خلفَ الجبلِ ماكِثونَ حتى ينتفِضَ الفجرُ مِنْ مَكْمَنِهِ عائِدًا، المُلاحَقُ مِنْ قِبَلَ نفسهِ، المُستثارُ بشهوةٍ لا قِبَلَ له بها إلا بالنظر الأجوف... ها همْ... جميعًا، دون فقدِ أحدٍ منهم، كُلُهُمْ على أهبةِ الفتكِ بكَ، أيها الراقدُ في ارتشاحكَ حتى ثمالةُ أنفكَ النازفُ قرحكَ، لا حولَ لكَ ولا داعمْ، سوى البُقعةُ الحمراءَ قرينة البركة واللعنة في ذاتها الواحدة، حانت لحظة بُكاؤكَ المرير مُولّوِلاً، عناؤكَ الفائِتْ، هناؤكَ بعدَ لحظاتٍ، سَتَلْقَى ما ليس لكَ بهِ قِبَلٌ، فالوسيط ما زال حيًا بروحِكَ، لا نجاةَ مِنْ التهاوي إلّا بالطلبِ... فعلى مَنْ رجاؤكَ... أيها الضالْ؟

-$- ولِمَنْ ولائُكَ أيها المُغْترُ؟ وفيمَ اجتماعُكَ أيها المُودِعُ؟ وأين سعادتكَ أيها التَعِسُ؟ وعلامْ انشغالَكَ أيها العاطِلُ؟ وأكمْ مِنْ أسئلةٍ سَتُشَنُ عليكَ تَفَهُّمِهَا إنْ وَعِيتَ لها في الواقِعِ بالفعِلِ إذا وقَعَ، وليسَ في الكِتابةِ بالقَلَمِ حتى تَرّضَى... "وجاءَ النَوّمُ فَحَلّتْ البركةُ"... ذلكَ أنَّ الأمورَ قد تتدرجُ إلى مرتبةٍ قُصوى مِنَ الكذبِ هذا حين تَخْتَلُ الذاتْ مِنْ تحتِ ذاتِها فتختلِقُ الصِدْقَ كنوعٍ مِنَ الحاجةِ والحاجة ُأمُ الاختلاق... فاحذرّ تلك الخيانةَ المُرّةَ كالمرضِ الطويلِ إذ تأتيكَ في سَمْتِ الأمانةِ النادرةِ والراحةَ الطهورةَ، وأنساقٌ شتى مِنَ السَكِينةِ المُزيّفةِ والسرورِ الموقوتِ، فكْرّ في الأمرِ مَليًّا وتريّثْ وتروّى واستحْضِرْ كُلَ تعابيرِ الهدوء الفاعِلِ والبُطءِ المقصود، ذلك ليَتِمَّ عليكَ حَذَرَكَ وجادْةَ صَوَابَكَ، وليطْغَى في نفْسِكَ التي تعْلَمَها – كما لمْ تعْلَمَها قبْلاً وبعْدًا – هذا الإحساسُ العارِمِ بالصدْقِ المَخْلوقِ وليس المُخَلّق، ففي تلك البُقْعة الجوهرية مِنَ الحياةِ؛ عِنْدَ المِفْصَلِ الوحيد للبابِ الكبيرِ حين تختلُ الذات مِنْ تحتِ ذاتِها وتتشرخُ الألواحُ المُتَشَاكِلَة ُالتي تستُرها وتتشرذمُ الطاقة ُالمُقدسة ُالتي تدفعُها ويكادُ المَرْءُ ينفطِرُ قلبهُ لوعة ًوحيرة ً.. عِنْدَئِذٍ، ووراءَ كلُ هذه الأجواءُ الكئيبة ُ، يمْكُثُ سارقُ الأعمارِ ومُوّهِمُ الفردَ والجماعة َ، ذلك الذي يتغذى على الكذبِ والخيانةِ وحاجةِ الأرواحِ إلى مأوىً بالعراءِ. وهكذا يُتِمُّ مَنْ أَتَمَّ على صاحِبهِ ما تَتَامْ على الورقِ البريءِ مِنَ الحِبْرِ الأحْمَرِ – كالدَمِ الطازِجِ أَحْمرْ – مما يَسْتَحْضِرُ في الغَفْوةِ بعد تلاوةِ ما نَزَفهُ السِنُ الأحمر، فتناثر على الأثوابِ والقلوبِ.. أقولُ أنهُ يستحْضِرُ نوعًا غابرًا مِنَ التَقدمَةِ إذ يكونُ المذْبحُ خاليًا إلا منهما؛: ليذبحَ قُربانهُ على شِرعةِ البدءِ، فَيُتَقَبْلُ مِنْ أحدِهِما ويُتْركُ مِنَ الآخَرِ، وإنْ يقولُ المُتَقَبْلَ منهُ لصَاحِبهِ مُنْتَشِيًا "لا يُحْزِنُكَ كَوّنِي أصْدقُ مِنْكَ نِيَة ًوأهْدَأ ُروحًا وعُمْقًا وأقْربُ سَمْعًا وبَصَرا". فقدْ أوّغَرَ في صدْرِ أخيهِ كأنهُ لمْ يَقْصدَ كأنهُ لا يُدْرِكُ وكانَ يتلائَمُ في هذا الشُعُورِ الزاهي حتى على نفْسهِ، فَتَتَمَوّهُ عليهِ خيلائَهُ كالحرباءةِ حتى إذا قال المَتْروكُ مِنْهُ "إني أنا لستُ مَنْ أحْزنُ مِنْكَ كونَكَ ما كُنْتَ أنتَ تكونُ، إنما لكَ أنا أحْزَنُ وعليّكَ أُشْفِقُ أنا وأبتسِمُ وأتألمُ وأكْتُبُ ما قد هو بِكَ رشَحْ عِندْ وجْهَكَ، فالذي قدْ مِنْكَ قَبِلَ ومِنْيِ تَرَكَ، هو لكَ، هو وهْمٌ تصورناهُ يكونُ، فأوغلتَ بهِ أنتَ حتى عليكَ حق وهْمُكَ واستفقْتُ أنا فوجدتني بالغُرفةِ وليسَ قُربانًا أمامي يقبع، فنبْهتُكَ فألفيتُكَ غائِبًا وعلى مِذْبَحُكَ تَهيمْ".. فاليوم قد طفِقا يتجادلان حتى تدافعتْ أنفُسَهُما سرًا وجهرًا وظهرَ التعبُ الكريهُ الشائِهُ في اللسانِ والعينِ والثمراتِ. وقالَ قائِلٌ في المدينةِ "سيقتَتِلانْ" وكانَ منهُما على مَضَضٍ إذ يتبديان عندهُ كالناس لا سواء لها، فلما لاح ما نبْأ بِهِ استوسط وأَسَرَّ لأحدِهما "ألَا تُداري سوءةَ أخيكَ في عيّنكَ، قالَ بَلى، قالَ فدَعْهُ حتى حينْ" وجَهَرَ للآخَرِ "أوَتُريدُ لنفْسِكَ فَدْيًا سِوَاكَ، قالَ لا، قالَ فدَمَهُ عليكَ حرامْ ولْتَعْملْ على نفْسِكَ فإنّكَ قريبْ" بيّدَ أنهما استمعا وجَهِلا على أنْفُسِهُما بالّغَيِّ فالتحما يتمرغان على الوحلِ الغريقِ وصاحَ قائِلّهُما بالحقِ وناداهُما بقوّلٍ فَصْلٍ يَضَعُ الأُمُورُ في شواخِصِها على إطلاقِها بلا أحدٍ، بلا ندٍ، فتَأَبْى عليهِ المُتعارِكانْ وطالهُ منْهُما أذىً كالقذْفِ، وخطأ ًكالنَعْتِ، فسامَحَهُما وكانَ لا يُسامِحُ، ووادَعَهُمَا وكانَ لا يُوادِعُ، وقال في نفسِهِ إليهِ "جَلّ النَاكحُ عن المُحْتَلِمِ، وعَزَّ الرُمْحُ على الطريدةِ"... ثم اختفى عليهما كبرقٍ استمرَ بُرهة ًثُمّ فَنَى.

# ثُمَّ نَظَرتْ بنجْدَيّها، فكُنتُ عاريًا أمامها كما أنا الآن أمامكم دونَ زيفٍ، ولنْ يَنْسى العَلِيُّ مِنْكُّمُ بسْمةَ كلاهُما حينها، كالمَارِقِ أمامَ المَعْبَدِ لحظة الذُرّوةِ في الطـُقُوسِ، وسَيَبْصُقُ الدنيءُ مَلّكُومًا بألامِ الماضي من غير آتٍ، من غير رابطِ وقتَ حاضِرهِ، فالزمن المُتداخلُ كدوائر الفِكْرِ العميقة ُفي رأسِ العاقِلِ قدْ عَلِمَ مُنْذُ نشأتهُ وتَسَطْرَ في ذهْنِهِ نصًا وكيانًا فلا تَعَجُّبُ مِنْ تداخُلهِ المُرّبكِ لما فيكَ أنتَ غير الذي أقصِدُ عن عَمْدٍ، أنتَ المُتواري خلف السدود بلا سببٍ، أنتَ السببْ... أنتَ، أنتَ... وأنا لستُ مِنْي، هكذا دونَ ارتيابٍ مِمّا أنتَ عليهِ قائِمًا مِنْ تحليلٍ ونسْج ٍزائِفٍ وليدُ التفكُكِ فيكَ أنتَ، ولنْ تعودَ إلّا إنْ رَجِعْتَ عن خاطِرِكَ المُدَمْرِ لمنْ حولكَ، النظرةُ المُرتاعة ُمِنْ ألحانِهِمْ الهادِفَةِ لابُد وأنْ يكونَ فيها قطرةً مما لديكَ وإنْ تفاوتَ النصُ في إدلائِهِ لِمَا قدْ أنعمْ عليهِ بهِ. سَأخرقُ السفينةَ عن عَمْدٍ وأقْتُلُ الصبيَ الفاتِنَ وقْتَها، وأُقيمُ جِدَارَ الروحِ بسُخْريةٍ لسْتَ تعْلَمُها، ويَسْتَفِزْكَ العملُ دونَ النظرِ خلفهِ رغم قُدْرَتَكَ الهائِلةَ على قلّبِ الآيةِ والتباس الحالِ. لنْ تبقى الدروبُ في الاتجاهِ الأوحدِ ما دُمْتَ تساوِرُ الشُكُوكَ تِجاهَ الآخَرَ في رجْعَتِهِ. الكُوبُ الزجاجيُ قدْ انشطر ولكنَّ ما شُطِرَ منهُ ما زالَ مَرّئِيًّا لدَيَّ، ولنْ يُرى لكَ إلّا عندَ الكشفِ بِكِلّتا رِئَتيّكَ. ألمْ تَعْلمْ: "العازِفُ قدْ عَزَفْ، مألوفُكَ اختلفْ".

& سيتمادى منْ تمادى في أمْرهِ بعْدْ، سَيَقِفُ الساكنَ عن سكونِهِ بلا حِرَاكٍ بعْدْ. لا عليَّ إلّا مَنْ عليَّ، لا دِنَوَّ إلّا مِنَ الذي قدْ دَنَا، مَنْ هو مقصِدي في ما قدْ خَرَجْ فسَيُصابُ بما قدْ عَنَيّتُ بَعْدْ، وَمَنْ لمْ يُوَكّلُ بما قدْ قيلَ، فكفاهُ ذُلّاً أنهُ قدْ عَلِمَ مُسْتَقَرّهُ ومَرّجِعَهُ بَعْدْ، وعَلِمَ مآلهُ الناجِمِ عنْ موقِفِهِ الذي كانَ يسْكُنُ في أوّلِهِ قَبْلْ.
سَيُسْرِعانْ الخُطَا نَحْوَ المصيرِ الأزْرقِ، وكُلٌ إلى عَرينهِ عائِدًا، ولنْ يَجِدَا العَرينَ ولا الأشْبالُ المُنْتَظِرةُ لحظةَ عوّدَتِهِ المحْمُودةَ لدَيّهِمْ. سَيَهِجُّ العَاقِلَ بما قدْ طَفَحَ عليّهِ ذِهْنَهُ ويَصْطَدِمُ الهَاذِي بِفَيّضِ عَقْلهِ، إلّا مَنْ حَقْ عَلَيّهِ قَوّلَنَا بالعَصْفِ، ومَنْ عَلِمَ مكانَنَا بالعِنْيَةِ عَنَا.
فهذا ما وَرَدَ إليَّ مِنْ أمْرِهِمَا، والجَهْلُ بما وَرَدَ سَيَصِلُ إليَّ لاحِقاً مِنْ أمْرِكُمْ.



#أحمد_عبد_العظيم_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغواية
- عقدة الذنب
- الفجيعة الخالدة
- معتقل الأرواح
- بانج بانج كراااك طك
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/30
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/29
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/28
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/27
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/26
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/25
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/24
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/23
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/22
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/21
- بازل لزهرة الخشاش - رواية - 30/20
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/19
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/18
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/17
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/16


المزيد.....




- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - استزاف القلم الأحمر حتى يجف