أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - معتقل الأرواح















المزيد.....

معتقل الأرواح


أحمد عبد العظيم طه

الحوار المتمدن-العدد: 7490 - 2023 / 1 / 13 - 00:18
المحور: الادب والفن
    


قال الناقد للكاتب ردًا على سؤاله: كي تكتب روايه جيدة؛ عليك بقراءة ألف رواية رديئة.
وقد اعتبر الكاتب أن الناقد صار يمارس نوعًا متداولاً من اللغو، لذا فهو لم يناقشه في عبارته الخالدة!، بل شد على يديه مبديًا قدرًا محترمًا من الانبهار والتوقير جرّاء كل هذه الخبرة.. ثم إنه قام ونادى على القهوجي وحاسبه على مشروباتهما خلال ما ينيف عن ساعة.
بعدما عاد الكاتب إلى حجرته – المستأجرة – ببدروم إحدى العمائر، وجلس إلى لاب توبه، وفتح صفحة Word بيضاء جديدة لا اسم لها، وأشعل سيجارة، وقرب المطفأة المليئة من يمناه، وحشر أُظفر بنصره الأيسر بين سنين من أسنانه وتفل قطعة بقدونس كانت تعلق بأسنانه فجاءت بزجاج الشاشة والتصقت فوق الصفحة البيضاء ولم يزحها، بعد كل هذا قال في نفسه: لا بأس من تجريد البداية، تسطيحها، ولتكن مجرد تصوير لشيء أو حدث عادي يمكن الاستغناء عنه أو إبقاءه فيما بعد؛ إعتقد أنه لا بأس من ذلك، فإن بداية كل شيء غالبًا ما تمتلئ بالكلام الفارغ...
ليكن مثلاً: كانت منفضة السجائر– التي ليست منفضة بل كوب زجاجي - تفيض بأعقاب ورماد السجائر.

***

- أحيانًا يُجبر الوقت الناس على ارتكاب أخطاء لا يقدرون على أثمانها..
- لا يوجد وقت للوعظ وأنت تعرف.
- ليس لديّ غيره يا أخي! فماذا أفعل؟!
- إذن أنت لن تدفع؟
- هناك فارق بين لن أدفع وليس معي.. ليس معي...
- قلت ستتصرف..
- فشلت.
- أنا أيضًا فشلت، والآن ليقاسي كلٌ منا نتيجة فشله.. سلام..

بعد أن أغلق شكري توفيق الهاتف بهذه الطريقة في وجه رفعت عبد المقصود، أخذته الحيرة لبعض الوقت فيما إن كان هذا سيظلمه أم لا، أيضًا فيما إن كان للأخير أن يُعوّل على حق الصداقة إلى هذا الحد أم لا..
في النهاية قرر أنه سيؤجل رفع إيصال الأمانة لأسبوعٍ آخر، فمن الجائز وإن بنسبة ضئيلة أن يُضحي ذلك مفيدًا...


***

البداية:
بدأت هذه الحكاية في أحد الأزمان (والأزمان صارت كثيرة وتُطبق على بعضها كرُقاقات السيليكون بـ هارد ديسك كوني رهيب)، وليس فرضًا تبعًا لإحدى وجهات النظر المُمعنةُ بالحكايات أن يأتي الزمان مُعرفًا بالساعة والتاريخ، إنما الأهم هو أن يأتي مُحتويًا لتفاصيل زمنية مرتبة ومنطقية ومفهومة. وانطلاقًا من هذا المُنطلق فقد بدأت الحكاية هكذا:-
كان صباحًا مُبكِرًا، عقب موعِد الشروق بقليل، وكانت السماء ثلجية شاحبة، والعصافير تبدأ السعي في سماء المدينة حديثة الإنشاء.. المثلثة .. الزجاجية.. مدينة العمر الطويل (هكذا كان يُقال في الإعلام المُتلفز كشعارٍ للمدينة).. وقد خرج توفيق الحداد من بيته الذي قضى أول ليلة فيه إلى الشارع.
أدار سيارته الدودج وسار يتفقد المدينة التي بهرته عندما زارها فأصر على الشراء بها.. كانت الشوارع خالية في هذا التوقيت الساكن (بالنسبة لسكان المدينة) كما أنه لم تكن سمات تدل على كثافة كبيرة فليس إلا بضع رجال ونساء يجرون فرادى ومزدوجين، وكافي شوب فاتح ويُرى شخصين يجلسان إلى المنضدة الملاصقة لزُجاج الواجهة، وشخصٌ مضرج في دمائه على جانب الطريق الأيسر..

رأى الشرطة تحيط بالمكان، والمجني عليه يدخل على نقالة إلى سيارة الإسعاف وقد أحيط مكان سقوطه ببودرة سوداء، وأُقيمت حول السيارة المُحدِثة للحادِثة ثلاثة متاريس شُدت عليها أشرطة تحذير في مثلثٍ تتوسطه السيارة، وقد أوجِدت فرجة مناسبة إلى يمين الشارع بالكاد تسمح بمرور السيارات العابرة (التي صارت إلى حد الزحام والبطء وأن كل سائق أخذ نظرة من تلك الزاوية غير المتاحة للناس الواقفة) وكان هناك من يأخذ عينة دماء متجلطة من فوق إكصدام السيارة.
كما أن الطبقة الزجاجية التي تغطي الأسفلت والتي قطعًا لا تشرب الدماء قد صنعت بؤرة كبيرة للدماء لم تتجلط كلية بعد – إضافة إلى عدة خطوط دموية متجلطة وتتعرج عن البؤرة يمينًا ويسارًا، وكان عددًا وافرًا من الناس الذين لابد وأن يوجدوا ويحيطوا بأية حادثة!..


***

(إنت هنا في المُثلثة الزجاجية.. عارف يعني إيه المثلثة الزُجاجية.. يعني كل حاجه معموله على الشعره)
يدخن سيجارة متكئًا على نافذته.. وكان توفيق الحداد يتفحص هذه الطبيعة الصامتة بشيءٍ من السعادة والكثير من الحيرة، لأنه اعتبر أن هؤلاء الذين رآهم – وأغلبهم لم يره – يُشكلون مؤشرًا معتمدًا لما ستكون عليه الحياة ههنا.. حياة براقة.. راقية.. هادئة.. مزدحمة إذا شاء للتأكيد أنه توجد أماكن ههنا لمحبي الازدحام..
فجأة صدم توفيق الحداد شخصًا، هكذا فجأة بالطبع صدمه، كان يُمسك المقود ويسير في خط مستقيم بمنتصف الشارع ويختطف النظر إلى قبة بيت زجاجي مثلثة بيضاء وصدم شخصًا.. وعندما نزل في ثوانٍ مُسرعًا مخضوضًا فهو رأى العجب حقيقة أمامه!..
إذ حدث بمجرد أن لامست قدماه الأسفلت المزجج للشارع أنه راى فيما يرى اليقظ الواعي؛ المنتبه لما حدث حتى وإن كان تحت وطأة الفزع، رأى الشرطة تحيط بالمكان، والقتيل يدخل على نقالة إلى سيارة الإسعاف وقد أُحيط مكان سقوطه بقلم فسفوري أسود وأُقيمت ثلاثة متاريس شُدت عليها أشرطة تحذير، وهناك من بتُؤدة يأخذ عينة دماء متجلطة من فوق إكصدام السيارة، كما أن الطبقة الزجاجية للأسفلت والتي قطعًا لا تشرب الدماء قد أوجدت بركة صغيرة من الدماء لم تتجلط كلية بعد – إضافة إلى عدة بقع متجلطة يمينًا ويسارًا وعددًا وافرًا من الناس الذين لابد أن يوجدوا ويحيطوا بأية حادثة!..

قال ضابط الشرطة لتوفيق الحداد: من الأفضل أن تهدأ أو تدعه يُلبسك الكلابشات.. هذه إجراءات عاديةٌ يا سيد توفيق ولا داعي لمثل هذا الكلام.. نحنُ نُعاملك بمنتهى الذوق الذي في الدنيا.
قال توفيق الحداد لضابط الشرطة ذاهلاً: أنا لم أقل شيئًا.. هناك شيئًا ما خطأ..
وقال ضابط الشرطة: "عظيم".. وأشار إلى حامل الكلابشات فأوثق توفيق الحداد من أمام، وساقه إلى سيارة الأتاري وسط انفعالات متفاوتة من الناس الواقفين، فبين من يقول له: "كله مكتوب.. قضاء وقدر.. استعِن بالله واجمد" ومن يقول له: "في حد يمشي بالسرعه دي وهو شارب.. إنت مجنون؟!" ومن يقول للناس المحيطين بينما ينظر نحوه: "المثلثة الزجاجية أصبحت ملقف هواء للقاصي والداني.. عيب إداره.. هذا عيب إداره والله العظيم"
- الحوادث بتحصل في كل حته يا أخينا.. متفتيش وتقول إداره كل واحد ليه أجل..
- ربنا يصبر أهله
- وانت ماكنتش شايف خالص كده؟!
- إنتوا.. إنتوا خلاص موتّوه! ما يمكن يعيش!..

بالمقعد الخلفي لسيارة الأتاري أحاطه مخبرين غليظين، وقال له الذي إلى يمينه: أنه يشعر أنه رآه قبل ذلك ولكن لا يُذكر أين. ولم يقل الذي إلى يساره وألبسه الكلابشات شيئًا بينما يتفحصه بنظرات ممعنة كل حين.

"إقطع هنا"
هكذا قال المُخرج السينمائي الذي يُمنتج شغله أولاً بأول ذلك للمونتير المُحترف بحماس، قال له: "إقطع هنا" عند نظرة المُخبر الأخيرة إلى المُمَثل، وعلى الرغم من أن المشهد يمتد إلى نظرة المُمَثل الحائرة الذاهلة إلى المُخبر ثم اعتداله بوجهه ونظره بمرآة السيارة الداخلية وضحكه لنفسه ضحكة بلهاء، إلا أن المُخرج السينيمائي قد فضّل أن يُقطع المشهد عند اللقطة المذكورة آنفًا..

- اشمعنى كده؟
- أهو.. شُفت نظرة المُخبر حقيقية أوي عن نظرة المُمَثل.. وهتنهي المشهد بشكل أنا محتاجه..
- تسمح لي أقول رأي مُتواضع؟ وياريت متعتبرنيش باعدّل عليك.. زي ناس (وأشار بإبهامه إلى إلى خلفه)..
- لا طبعًا.. اتفضل.. تقول رأيك دي قصه خلصانه من بدري..


قال المونتير المحترف: أنه يرى النهاية الطبيعية للمشهد مُصورة كأروع ما يكون لنهاية مشهد من هذا النوع، كذلك لابد من أن يأخذ باله من أنه يصنع سينيما ذات طبيعة معينة؛ وقابلة بقدر كبير للانفعالات والتفاعُلات الغير مألوفة، وختم كلامه بـ : "خُد بالك من اللي بيحبه الجمهور شوية يا أخي!".

تنحنح المُخرج السينيمائي قبل ان يرد على تلك اللماحية التي للمونتير المحترف، قال: ما يعني أنه يوافقه من حيث المنطق النقدي المُحكم هذا، ولكن يبدو أنه يختلف معه على مفهوم الروعة بالنسبة لكافة مشاهِد الفيلم.

أخذهما الكلام في الأمر لدقائق، فكان المونتير يعضد رأيه: فيسوق أمثلة لأفلام مرت من تحت يديه وأُخرى تفرج عليها، والمُخرج يرُد: بجملٍ مجردةٍ يُعبر بها عن نظرةٍ إخراجيةٍ يريد تأديتها كما يراها، مُضيفًا: أن الأهم من أنها قد تفلح أو تفشل هو أن تصل وتُوثق بفيلم كهذا..

- يبقى ماكُنتش بقى صورت باقي المشهد! صورته ليه صحيح؟
- كان لازم أقارن.. حبيت أقارن مش أكتر.
- ................


خرج المُخرج السينيمائي نصف الليل من استوديو "قنينة" والواقع على مساحة شاسعة من الطرف الشرقي لمدينة "المثلثة الزجاجية" ويُعد من أبرز معالمها، وقد اكتشف بعدما أدار سيارته الستروين ومشى بها في تلك الشوارع الساحرة للمدينة أن سجائره نفدت منه آناء العمل.. توقف أمام كُشك بقالةٍ زجاجيٍ وابتاع سجائره وزجاجة بيرة باردة ثم عاود الانطلاق بالسيارة، فكان ينظر أمامه ويُمسك المقود بيسراه، بينما تقبض يمناه علبة السجائر لفمِه. بحث بأسنانه عن طرف شريط القزاز الأحمر الذي يُفض عن طريقه الغطاء البلاستيكي للعُلبة فلم يجده، مما استدعى منه نظرة مُتفحصة خاطفة إلى عُلبة السجائر.
وقد جرى الحادث بالضبط في خلال تلك النظرة المُتفحصة الخاطفة، عندما أحس المُخرج السينيمائي بعجلات سيارته تدهس شيئًا رخوًا وتعبُره.


***

(المؤلف: هو بالطبع الفيلم فيه مُمَثل بيخبط واحد بعربيته، وبعدين فيه مُخرج بيخبط واحد تاني، ولكن في الأخير أنا المؤلف – أنا الشخص الواقعي الوحيد هنا)

داس مكابح السيارة بأقصى قوته فأصدرت صريفًا مزعجًا زاد من فزعه؛ وحين هبط من السيارة في غضون بضع ثوانٍ لا غير، فهو قد لقي ما لم يستطِع استيعابه وأصابه بالصدمة والتشوش في الكلام، فأخذ يردد: "لا لا لا..." لمرات كثيرة مُتعاقِبه.
لقد وجد تقريبًا ما صوره كتمثيل بالصباح يأتيه سعيًا بالليل – وعدا عن كون أن هذا مشهد نهاري وأن ذاك مشهد ليلي وهناك اختلاف جذري يتمثل في نسبة الواقعية التي يحوزها المشهد الأخير.. كانت سيارات الشرطة تحيط بالمكان، والناس تتجمهر، وعسكري مرور بزيه الفسفوري وعصاه الحمراء المضيئة يُنظم حركة السيارات العابرة من الحارة السالكة إلى يسار الشارع، وسيارة الإسعاف ترجع بظهرها وتنزلق النقالة الحاملة للجثة المغطاة بداخلها، ويُرى من يرفع البصمات عن المقود، ومن يأخذ أقوال الشهود، ومن يبسمل ويُحوقل بصوتٍ عالٍ، ومن يلعن السيارات وأم السيارات بصوتٍ أعلى وكانت تفاصيل كاملة لحادثة جرى على وقوعها ثلث ساعة على الأقل وليس بضع ثوانٍ فقط لا غير.


- هو فين الظابط؟!
- خير؟ عايز مني إيه؟ أنا مش قلت لحضرتك تستريّح بدل ما انت مجرجر الراجل المحترم دا وراك كل شويه! خلاص احنا قربنا نخلص وهنمشي كلنا، في القِسم بقى اتصل باللي انت عايزه.. خلاص.. ماشي.. اتفضل بقى ارجع مكانك إذا سمحت...

نظر المُخرج السينيمائي إلى يديه فوجد أن كلبشًا يحيط معصمه الأيسر ويربطه إلى مُخبر بدين على مشارف المعاش، وأن يمناه لازالت تقبض على علبة السجائر المُغلقة، وكان ذلك ما دعاه إلى النظر إلى السماء والضحك بطريقةٍ بلهاء مسترسلةٍ، وبينما يضحك بهذه الطريقة المُفتعلة تذكر ما قاله المونتير المحترف عن روعة النهاية الأساسية للمشهد المُصور فأزاد في الضحك..
قال له المخبر البدين وهو يتجه به إلى سيارة الأتاري: إنت بصراحه شارب كام بيره؟
قال المُخرج السينيمائي: مشربتش زفت.. إنتوا بتحبكوها أوي كده ليه؟! ما كفايه حَبْك بقى..
قال المُخبر البدين له: يا سيدي احنا مُتأسفين.. اركب يا سيدي.. وعلى الله تنزلني تاني عشان حتتبستف تاني وحتتإذي.. أنا بكلمك بالحُسنى أهوت..


من مكانه بالمقعد الخلفي لسيارة الأتاري، سمع المُخرج السينيمائي فجأة الكثير من السُباب الموجه لشخصه بصيغة واضحة وصارخة وقريبة عما عداها من لغط الناس المُتجمهرة.
وبدا له أنهم أقارب الضحية حضروا إلى موقِع الحادث، وأن الأمور تتحول إلى طورٍ غير مُستساغ من الواقعية – بل الواقعية الفجة بالأحرى.


- فينه.. فينه الاعمى ابن الكلب الوسخ دا.. فييين!!!
- لو ماتت هقطع من لحمك باسناني يا...... يا ابن........ ينعن تلاته.......
- ينعن أم اللي ركبهاله يا أخي على أم اللي يدخّل المثلثه الزجاجيه أشكال زي دي..
- ...................
- ................................


***

استيقظ السيناريست الشاب من نومه حبورًا، مبتسمًا، واستقبل يومه بحمّامٍ بارد، ثم ارتدى ملابسه وصنع قهوته وشربها، ونظر بالساعة فوجدها تشير إلى التاسعة صباحًا فاطمئن للوقت.. لازال هناك ساعتين إن لم يَصِرْ أكثر على الموعد المضروب له بمقر المُنتِج الكبير.
راح يُقلب في ورق السيناريو وهو يُدخن ثالث سيجارة، لم يكُن يُراجع فيه شيئًا – فهو يكاد يحفظه حِفظاً على نحو ما، لكنه كان يستمتع برؤية الكلمات المرتصة بعد كتابتها على الكُمبيوتر، كذلك بتلك الفراغات البيضاء التي تحُدها خطوط سوداء لتنظيم المسافات بين الصوت والضوء والتفاصيل.

بعد أن نزل إلى الشارع، أصر في دخيلته على ألّا يشير إلى سيارة أجرة مُكيفةٍ، وقد فعل. كان الحدث يتطلب هدوءً، شديدًا، مُميتًا، في حال تحوّل إلى جمودٍ أو انذهال عن الواقع. أيضًا كان يتطلب كمًا وفيرًا من الجرأةِ والانتباه والسرعة. فلئِن يواجه المُقاتِل موته فذلك شيءٌ طبيعي، أما أن الموت هو الذي يواجه المُقاتِل فذلك بِدّعٌ لا مِراء فيه.

هو بشكلٍ ما يعرف أنه ما دام قد تداخل بشخصه في النص – عبر اندفاعةٍ حماسيةٍ لم تدرس جيدًا – فإن ذلك لن يمر على الشرطة بلا تداعٍ واقعيٍ، فهم لا يعرفون ما يسمى بمرور الكرام وأحسنت يا أخي وما إلى ذلك من عبارات معلبة لا يشتمل عليها قاموسهم ولا قانونهم، وبالتالي فهو ظل على تحفزه الغريب طوال الوقت، في المسافات التي يتقدم بها السائق بسرعة جنونية نسبة للقيادة بشوارع مدينة وليس على طريق سريع، في المراوغات والغرز، في الانعطافات والانحناءات، في كسر الإشارات بلا توقف.. وبالقطع هو يعلم المثلثة الزجاجية علم اليقين، كذلك يدرك وقد خَبُر هندستها عميقاً أن شوارعها لا تخلو من الكمائن ولا تسمح لقاطنيها بإكمال مشاويرهم إلا بعد الحادثة...



#أحمد_عبد_العظيم_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بانج بانج كراااك طك
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/30
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/29
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/28
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/27
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/26
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/25
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/24
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/23
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/22
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/21
- بازل لزهرة الخشاش - رواية - 30/20
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/19
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/18
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/17
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/16
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/15
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/14
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/13
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/12


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - معتقل الأرواح