أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - من كتاب أركيولوجيا المواقيت















المزيد.....



من كتاب أركيولوجيا المواقيت


أحمد عبد العظيم طه

الحوار المتمدن-العدد: 7525 - 2023 / 2 / 17 - 04:53
المحور: الادب والفن
    



أطْوَلُ قامَةٍ بالمِنْطَقَةِ "سكريبت مُدَبْلجْ"


صَمْتًا صَمْتًا.. سُكُوُنًا سُكُوُنًا..
انْتِبَاهٌ وإنْصَاتٌ بخِشُوُعٍ..
إنَّ أطْوَلَ قامَةٍ في المِنْطَقَةِ بأسْرِهَا سَيَتَكَلّمْ
ومِنْ واجِبَكَ أنّ تُدْرِكَ ذلك ولا يَفُوُتَكَ مِنْهُ شَيّئًا
لأنّهُ لا يَتَكَرّرُ كثيرًا
وَعُمُومًا هو يَكُوُنُ في صَالِحِكْ,,
لأنّكَ سَتَعْرِفُ حَقِيقَتَكَ
وحَقِيقَةُ مَنْ مَعَكَ مِنْهُمْ
كمَا سَتَعْرِفُ حَقِيقَةَ البَاقِينْ
وَسَتَعْرِفُ حَتْمًا مَنْ هو أَطْوَلُ قامَةٍ في المِنْطَقَةِ أيُّها الجَاهِلْ
فاصْمُتْ واسْتَمِعْ..
وعلى مَنْ يَقْرَءُوُنَها أنّ يُعْمِلـُوا أَلْسِنَتِهِمْ فيها لِتَسْمَعَ آذَانِهِمْ بها
– ذلكَ أنّهَا في السَمَاعِ أكْثَرَ طُوُلاً وأحْلىَ –
,,

{كَشَطْرِ الشِعْرِ بالعَرّضِ}

إنَّ الشِعْرَ قد انّتَشَرَ كالمَالِ في الأيَادِي
لذَا فلَنْ يَظْهَرَ أَحَدُهُمْ
إلَّا إذا كانَ يَكْتُبُ بفِئةٍ ضَخْمَةٍ
أوّ رَقْمٍ خَيَاليـِ’’’

يَقُوُلُ أَطْوَلُ قامَةٍ في المِنْطَقَةِ: أنا أَطْوَلُ قامَةٍ في المِنْطَقَةِ بأسْرِهَا.. هَلْ سَيَعْتَرِضُ أَحَدْ؟؟
(يَصْمُتُ قَلِيلَاً ولَنْ يَعْتَرِضُ أَحَدٌ بالطَبْعِ فَيُكَرِرُ..)
- أيُّها الجُبَنَاءُ القِصَارِ ومُتوَسِّطِي الطُوُلِ وذَوِيِ القَوَائِمِ الخَشَبِيّةِ.. هَلْ سَيَعْتَرِضُ أَحَدْ؟؟
(يَتَنَخّمُ ويَبْصِقُ ويَكُونُ الجَمِيعُ قَد الْتَفَتَ وانْتَبَهَ وصَمَتَ؛ فَيُكْمِلُ الذي هو أَطْوَلُ قامَةٍ في المِنْطَقَةِ بأسْرِهَا)
- إذَنْ ما دُمْتُمْ على هذا القَدْرِ مِنَ الضِعَةِ وضَعْفِ المُسْتَوَىَ والثِّقَةِ المُزَعْزَعَةِ والاعْتِدَادِ المُزَيَّفِ
سَأضْطَرُ إلى مُوَاجَهَتِكُمْ بِكُمْ عَلّكُمْ تَقْضُوُنَ على بَعْضِكُمْ البَعْضْ أَيُّها النَاسْ، وَسَأحْكِي حَقَائِقَكُمْ القَاسِيَةُ عليّكُمْ لأنَّهَا مَرِيرَةٌ كَأمَرِّ مِنَ الحَنْظَلِ والدَمِ والصَبْرِ..
(يَنْظُرُ نَظْرَةً عَظِيمَةً ويَتَوَفْرُ على نَفْسِهِ مِنْ مَعِينِهَا الذي لا يَجِفُّ ويَتَكَلّمُ وَيَقُوُلْ)
- يا أَيُّهَا الشُعَرَاءُ سأبْدَأُ بِكُمْ يا أبْنَاءَ المَجَانِينْ, وبالطَبْعِ سَتَسُرُكُمْ هذه التَسْمِيَةُ على اعْتِبَارِ أنَّهَا مَدِيحٌ مُقَنَّعٌ – مِثْلمَا يَقُوُلُ أَحَدَهُمْ لأحَدِهِمْ "يابْنَ المَرّأَةِ الوِسْخَةِ" مُطْرِيًا على ذَكَائِهِ؛ ولَكِنْ لا لا..
فإنَّ المَوّضُوعَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ وأَشَدُّ تَعْقِيدًا يا أبْنَاءَ المَجَانِينْ, فَيَبْدُوُ أنَّ الجُنُونَ مِنْ فَرّطِ نُدْرَتِهِ في مِنْطَقَتِنَا وَشِدّةَ جَهْلِ النَاسِ بِهِ قَدْ جَعَلَهُ المُدّعُونَ بِضَاعَةً رَائِجَةً ومُصْطَلَحًا جَمِيلَا..
لذَلكَ سَأُنِيرُ أنا الأمْرَ لَكُمْ فأنا أَطْوَلُ قامَةٍ في المِنْطَقَةِ بأسْرِهَا وَيَحِقُّ لي الإنَارَةَ غَصْبًا وبالّقُوَّةِ إذا أَرَدْتُمْ..
فَلَا يَحْنَقُ أوّ يَتَعَصَّبُ أوّ يَسْخَرُ أَحَدٌ بتَعَالٍ ليّسَ لَهُ فيِهِ، ولا يَتَّخِذُ أحَدَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ نِدًّا فَيُهَيِّئُ لَهُ الشَيّطَانُ أَفْكَارًا جَبّارةً سَتَجْعَلَهُ أحْسَنَ وأَطْوَلَ، إنَّ الشَيطَانَ في هذه الحَالَةِ يَضَعَ عُضْوَهُ الكَبِيرُ في رَأْسِ مَنْ يُفَكِّرْ, فَلْيَسْتَعِذْ مِنّهُ ويُتِمُّ ما يَقْرَأَهُ بعَيّنَيّهِ وفَمِهِ خَاضِعًا كالمَرّأةِ المَدِيِنَةِ لبَعْلِهَا بالسَتْرِ والاقْتِنَاءِ,, فإنّي سَأَخُوُضُ في أنّفُسِكُمْ التي كَأعْرَاضِكُمْ حَرَامٌ عَلَيّكُمْ وحَلَالٌ لي أنا الذي سَأَلِجَكُمْ فيهَا بنَفْسِي الضَخْمَةِ كمَا يَلِيقُ بأَطْوَلِ قامَةٍ في المِنْطَقَةِ بأسْرِهَا وليّسَ كمَا يَفْعَلُ فيكُمْ السُوُقَةُ بأَعْضَائِهِمْ الأُخْرَى...
وقَطْعًا سَأدْخُلُ علَيّكُمْ في المَوّضُوُعِ مُبَاشَرةً وأُصَنِّفَكُمْ لثَلَاثِ فِئَاتٍ ضَارِبًا لَكُمْ الأَمْثَالَ بِكُمْ وأَنّتُمْ تُحِبُوُنَ هذا لأنّكُمْ أَبْنَاءَ مَجَانِينْ,,

• فِئَةُ البَقْةُ التي تَرَى نَفْسَهَا تِنّينا
لا داعي لإيرَادِ أشْخَاصٍ بعَيّنِها؛ ولكنّنَا نُحَذِرُ مِنْ أنَّ تلكَ الفِئَةِ تَنْتَشِرُ كالجرائِدِ الحُكُومِيَّةِ في مَبْنَى الوَزَارَةِ أوّ كَعَرَبَاتِ الأُجْرةِ في المَوَاقِفِ العُمُوُمِيَّةِ (أَيُّ التَشْبِيهَيّنِ أَقْرَبُ فَخُذُوُهْ لأنّني لا أهْبِطُ عادَةً إلى هذا الحَدِّ الرَدِيءِ مِنَ الوَاقِعِ إلّا فيمَا نَدُرّ وقَدْ حَدَثَ أوّ حَصَلَ كمَا يُنَاسِبُ المَقَامُ الوَاطِئْ) وإنّهُمْ إمَّا أغْنِيَاءُ يَهْتَمْونَ بمَظْهَرِهِمْ جِدًا كالنِسَاءِ – ويُسَافِرُوُنَ إلى الخَارِجِ كَثِيرًا لِيُتِمّوا هُرَائَهُمْ على الناسِ – وإمَّا فُقَرَاءَ فاسِقِينَ يَسْرَحُوُنَ كالضَوَالْ ويَتَرَدّدُونَ في دَفْعِ أَقْوَاتِهِمْ للمَطَابِعِ ولكِنَّهُمْ يَشْتَرِكُونَ جَمِيعًا – أيّ تلكَ الفِئَةِ – في مَحَبْتِهِمْ لصُنْعِ التَحَالُفَاتِ واهْتِمَامِهِمْ المُضْحِكِ بالسِيَاسَةِ – بصُورَةٍ أَشَدُّ إضْحَاكًا – وإنَّهُمْ يُثَرّثِرُوُنَ ويَكْتِبُونَ بغَزَارَةٍ مُرّهِقَةٍ علَيّهِمْ وعلى السَامِعِينَ لَهُمْ ويُراءُونَ بطَرِيقَةٍ واضِحَةٍ ومُنَفْرَةٍ وهُمْ يَتَمَيّزُونَ بالغَيّظِ مِنَ الذي يَصْمُتُ في وجْهِهِمْ فاحْذَرُوُهُمْ.. ذلكَ أنَّ أنّفُسَهُمْ مِنَ الدَاخِلِ تَتَقَلّبُ كمَا يَتَقَلّبُ النَائِمُ وإنّهُمْ كالبَقِّ المَلِيءِ إنْ لَمْ يَلّدَغَكَ تَرَكَ أَثَرًا سَيِّئًا على الحَائِطِ’’’

• فِئَةُ الكَلّبُ الذي يَلّهَثُ
غَالِبًا ما تَرَاهُمْ حَزَانَى في حَيَوَاتِهِمْ اليَوّمِيّةِ ويُمَثْلُوُنَ على النَاسِ أَنَّهُمْ طَبِيعِيّونَ مِثْلَهُمْ، رَغّمَ أنَّهُمْ كذَلِك بالفِعْلِ ولَكِنّهُمْ تَعَوّدُوُا هذه الحَالَة، وهُمْ مُتَوَتّرُوُنَ طُوَالَ الوَقْتِ يُفَكِّرُوُنَ بالقَصَائِدِ التي لَمْ تَكْتَمِلُ وتلكَ التي يَنّوُوُنَ كِتَابَتِهَا وهُمْ خَلُوُقُوُنَ جِدًا مَعَ بَعْضِهِمْ البَعْضِ ويَتَحَفْزُوُنَ لِلّغَرِيبِ بِشِعْرِهِمْ حِينَ يُلّقِي شِعْرَهُ – فَلابُدَ مِنْ وُجُوُدِ ثَغْرَةٍ لِلّتَعْلِيقِ وإلّا فإنّهُ لا يَسْتَحِقُّ الإشَادَةَ والنَصَائِحَ العَامْةَ الغَالِيَةَ كَأنّ يَهْتَمَّ بالقِرَاءَةِ ودِرَاسَةِ العَرُوُضِ أَوّ يَسْتَحِقُّ كَلِمَةُ "جميل" كاخْتِصَارٍ لِشَيّءٍ لا يُرّجَىَ مِنّهُ نَفْعَا. وهُمْ يَعْشَقُوُنَ بِشِدّةٍ أَدْوَارِ القُضَاةَ الرَاشِدِينْ ويَقْرَئُوُنَ دُوُنَ مَحَبّةٍ لِلّقِرَاءَةِ ولَكِنّهُمْ يُمَارِسُوُنَهَا حتّى يَكُوُنُوا صَادِقِينَ مَعَ أَنّفُسِهِمْ في أَنّهُمْ قَدْ قَرَئُوُا كَثِيرًا ويَغْضَبُوُنَ في دَوَاخِلِهِمْ جِدًّا إذا تَنَاوَلَ شِعْرَهُمْ بالتَجْرِيحِ أَحَدَ الحَمْقَىَ المُتَكَلّمِينَ غَيّرَ أَنَّهُمْ لا يُظْهِرُوُنَ ذلك ويَكْظِمُوُنَ كَمَا أَنَّهُمْ يُعَادُوُنَ الأَشْكَالُ المُبْتَسَرَةُ كَقَصِيدَةِ النَثْرِ والنُصُوُصِ المَفْتُوُحَةِ بِلَا شَكْلٍ وبَقِيَّةِ هذه الاصْطِلَاحَاتِ الفَارِغَةِ والرَطَانَةِ الزَائِفَةِ أوّ يَكْتُبُوُنَ مِثْلَ هذه الأشْيَاءِ كَمُسَايَرَةٍ لِمَا يَحْدُثُ ولِأَنَّهُمْ قَد اقْتَنَعُوُا فَجْأةً فَهُمْ مُقْتَدُوُنَ بَارِعُوُنَ لِمَا قَد انْتَشَرَ مِنَ الكِتَابَةِ ولَكِنّ بطَرِيقَتِهِمْ فَتَرَاهُمْ يُصَوّرُوُنَ الشَيّءَ بالشَيّءِ وهو لا يَنْفَعُ أوّ يَكْسِرُوُنَ مُوُسِيقَاهُمْ عُنّوَةً لأنَّهَا خَطَأٌ أوّ يَبْتَدِعُوُنَ أَفْكَارًا تُشْبِهُ الأَفْكَارَ الأُخْرَى وعَوِيصَةً مِثْلَهَا وجَيِّدَةً لِمَعْنَى مِثْلَهَا كذَلك,,
إنَّهُمْ كَائِنَاتٌ بَدِيعَةٌ ولَكِنْ يَعِيبَهُمْ وَفْرةَ العَدَدِ فَهُمْ يُأخَذُوُنَ على مَحْمَلِ الإجْمَالِ وإنَّ ذلكَ يُتْعِبَهُمْ لأَنَّهُمْ مُتَفَرّدُوُنَ أَمَامَ أَنّفُسِهِمْ تلكَ الفَرَادَةَ التي لا تَسَعُ سِوَىَ شَخْصًا وَاحِدًا، ذلكَ أَنَّ أَنّفُسَهُمْ ضَيِّقَةً عَلَيّهِمْ هُمْ أنّفُسَهُمْ فَمَا بَالَهُمْ بالآخَرِينَ وهُمْ لا يَعْرِفُوُنَ لمَاذَا يَتِمُّ إغْفَالَهُمْ بهذا الإجْحَافِ المُهِينْ في "نَشْرْ" أَعْمَالِهِمْ التي احْتَرَقَتْ دِمَائَهُمْ في كِتَابَتِهَا حَقِيقَةً، والذين "نَشَرُوُا" مِنّهُمْ يُرِيدُوُنَ المَسأَلةَ كَعَادَةٍ شَهْرِيّةٍ لِيَشْعُرُوُا ذلكَ الشُعُوُرُ الرَهِيبُ مَعَ ذَوِيهِمْ ومَعَ أَنّفُسِهِمْ مَرَّةً ثَانِيَةً، إنّهُمْ كَائِنَاتٌ بَدِيعَةٌ فَلَا تَحْذَرُوُهُمْ لأَنَّهُمْ سَيَتَوَقْفُوُنَ مِنْ تِلّقَاءِ أَنّفُسَهُمْ عِنّدَ سِنٍ مُعَيَّنَةٍ كَالّكَلّبِ الذي يُحَاوِلُ التَجْوِيدُ في لُهَاثِهِ فَيَصِلُ إلى غَلّقِ فَمِهِ فَيَجِدَهُ أَفْضَلُ لأَنَّ سَمْعَهُ قَد بَدَأَ في العَمَلِ فَيَظَلُّ صَامِتًا سَعِيدًا بِصَمّتِهِ فَقَدْ اكْتَشَفَ أَنَّ الأمّرَ بِرُمَّتِهِ لَيّسَ بتلكَ الأهَمْيَّةِ التي كانَ يَتَصَوَّرَهَا’’’

• فِئَةُ المَجُوُسِيُّ أَمَامَ النَارِ
هو الشاعر يجلس أمام الشعر كجلسة المجوسي أمام النار هو الشعر نار ترنو لصاحبها وتعلو عليه حتى إذا أحاطته تلوّى فكانت له البلاء والسلوى وجعلت أنفاسه صهدًا وعينيه جمرا وملأتْ رأسه بمنظرها فصرخ بما يصطليه ألمًا وعذابًا وشعرا كفرض عينٍ عليه إزاء النعمة المُحْرقة’’’
,,


{كماركيزٍ وما شابَه}

يَقُوُلُ أَطْوَلُ قامَةٍ بالمِنْطَقَةِ:
أَيُّهَا الرُوَاةُ والرِوَائِيِّوُنَ..
إنَّنَي لَمْ أَكْتُبُ رِوَايَةً بَعْدْ
ولَكِنَّنِي حِينَ أَكْتُبُ أَوَّلُ رِوَايَةً خَارِقَةً
سَأجْعَلَكُمْ تَخْجَلُوُنَ مِنْ أَنّفُسِكُمْ
ومِنْ بَعْضِكُمْ البَعْضِ
سَأجْعَلَكُمْ تَعُوُدُوُنَ بمَلَفَّاتِكُمْ الكَبِيرةِ
وبتَقَارِيرِكُمْ اليَوّمِيَةِ
إلى المَدَارِسِ الإعْدَادِيَّةِ
وإلى رُؤَسَائِكُمْ في العَمَلِ
وإلى أمْنِ الجَامِعَاتِ,,,

يَدْخُلُ أَطْوَلُ قَامَةٍ في المِنْطَقَةِ بأسْرِهَا في نَوّبَةٍ مِنَ التَشَنُّجِ ويَتَقَلَّصُ وَجْهَهُ ليُصْبِحَ مُخِيفًا ولكِنَّهُ لا يَذّرُفُ دَمْعَةً واحِدَةً لأنَّهُ لا يَبْكِي ولا يَنْهَارُ أبَدًا – كَمَا يُخْشَىَ على النَاسِ مِنْ حُزْنِهِ أَنّ يَفِيضَ علَيّهِمْ فَيَقْتُلَهُمْ، تَمْضِي بُرّهَةٌ على هذا النَحْوِ ثُمَّ يُدَوّي صَوّتُهُ في البَرّيَةِ أعْلَىَ مِمَّا كَانَ بَلّ وأَنّقَىَ، كَأنَّ شَيّئًا لَمْ يَحْدُثُ بَتَاتًا.. وَيَصِيحُ الأَطْوَلُ مُتَكَلِّمًا..

- يَا أَيُّهَا النَاثِرُوُنَ مِنْ وِجْهَةِ نَظَرِكُمْ المَقْطَعِيَّةِ، أَيُّهَا الزَوَاحِفُ المُتَفَاوِتَةُ في البُطّءِ والحَجْمِ قَدْ حَانَ الآنَ دَوّرُ الحَكْيِّ والقَصِّ والرَوُّيِ وتلكَ الحَرَكَاتِ السَرّدِيَّةِ ذَاتِ الأَسْمَاءْ التي مَا لَهَا مِنّ سُلّطَةٍ إلَّا على عُقُوُلِكُمْ الطُوُلِيَّةَ والعَرّضِيَّةَ والدَائِرِيَّةَ حَوَّلَ مِحْوَرهَا، فَلَسّتُمْ سِوَىَ إحْدَاثِيَّاتٍ لأَنّفُسِكُمْ وبِيئَاتِكُمْ وأَوّهَامِكُمْ التي تَخْتَلِقُوُنَ، وإنَّكُمْ غَيّرُ فَارِقِينَ كَمَا يُخَيِّلُ لَكُمْ شَيّطَانُكُمْ الأَعْرَجُ إلّا الذين خَرَجُوا على اللُّغَةِ بغَضَبِهِمْ وضِيقِ أَرّزَاقِهِمْ مِنْهَا وحَارَبُوُهَا في رَمْزِهَا المُدَرَّعِ حَتّى نَخَّ وانّهَارَ مُسْتَوِيًا تَحْتَ سَنَابِكِهِمْ فَدَانَتْ لَهُمْ اللُّغَةُ التي أَضْحَتْ بِلَا رَمْزٍ مُدَرَّعٍ أوّ دِرّعٍ مَرّمُوُزٍ فَرَأَوّهَا عَارِيَةً فَنَكَحُوُهَا غَصّبًا كَالسَبِيَّةِ إذّ يَلِجَهَا الفَاتِحُوُنَ وهي تَصْرُخُ بِصَرِيخِ الحَرَائِرِ فإنّ أَذَاقُوُهَا الوَيّلَ كَمَا يَجِبُ وتَهَيَّجَتْ مَفَاتِنُهَا تَفَتَحَتْ مَدَاخِلُهَا واسْتَنَامَتْ لَهُمْ وتَفَاعَلَتْ مَعَهُمْ فَأَطْبَقَتْ علَيّهِمْ الّلَذّةَ بالّمَعْنَىَ في اليَقْظَةِ والنُعَاسِ وكَانُوُا فُجَّارًا كِبَارَا عَائِلِينَ لَهَا ومُسْتَوّلِدِينَ مِنّهَا، وفَقَطْ يَفْعَلُ هذا الذين أَطْرَافُهُمْ تُفَكّرُ مَعَهُمْ.

أَطْوَلُ قَامَةٍ في المِنْطَقَةِ بأسْرِهَا يُحَوِّطُ فَمَهُ بيَدَيِّهِ ويُيَمِّمَ وَجْهَهُ نَحْوَ السَمَاءْ ذَاتِ البَدْرِ المُكْتَمِلِ ويَعْوِي كَالذِئْبِ الرَئِيسِ مُنّتَشِيًا بِمَا أَنّجَزَ ومَا يَدُوُرُ في رأسِهِ مِنَ الغَلَبَةِ والأَنّيَابِ الطَوِيلَةِ نَاصِعَةُ البَيَاضِ, إنَّهُ هُنَا يَقُوُلُ..

- لا تَفْرَحُ لا تَفْرَحُ.. واحْزَنْ واكْتَئِبْ فإنَّكَ مِنَ الأَكِيدِ مُصَابٌ ولكَ القَليِلُ مِنَ الصِدْقِ الذي لا تَعْرِفُ كَيّفَ تُخْرِجُهُ وعليَّكَ الكَثيرُ مِنَ العُهْدَةِ الثَقِيلَةِ أيُّهَا الرَاوِيَةُ البَطِيءُ، يا ذَا التَفَاصِيلُ السَادِرَةُ في المَلَلِ والمُقْتَضَبَةُ ومَا بيّنَ بيّنْ؛ والأَحْدَاثُ المُتَوَالِيَةُ والمُتَوَازيَةُ والمُتَقَاطِعَةُ في أيٍ مِنَ الحَالَاتِ – وقِيمَتُكَ في التَقَاطُعَاتِ تَكْمُنُ – أيُّهَا الذي يَسْتَدّرِجُكَ ذِهْنُكَ إلى فِخَاخِ الحَجْمِ فَتَقَعُ فيهَا مَرِيضًا سَاذِجًا إمَّا كالدَابَةِ في البِئْرِ وإمَّا كالخَشَبَةِ، فاسْتَمِعْ واتَعِظْ واطْلَعْ بفَائِدَةٍ مِمَّا تَقْرَأ فإنّي مُفَصِلُكَ ومَنّ مَعَكَ لثَلاثِ طَبَقَاتٍ فمَا أنّتُمْ بفِئَاتٍ ومَا أنّتُم أَعْلَىَ وأَدْنَىَ’’’

• طَبَقَةُ السُلّحِفَاةُ المِسْكِينَةُ
تَجِدَهُمْ مُضّطَرِبُوُنَ على طُوُلِ الخَطِّ؛ أَيّضًا مُذَبْذَبِينَ كالمُنَافِقِينَ وإنَّ مُعْظَمَهُمْ مُصَابٌ بجُنُوُنِ العَظَمَةِ والإحْسَاسِ بالاضْطِهَادِ والبَاقينَ مِنّهُمْ بَهَالِيلْ أوّ عَادِيّوُنَ إلى حَدِّ السَمَاجَةِ – مَازِحِينَ كَثِيرًا بِلَا دَاعٍ مُقْنِعٍ – وهُمْ لا يَكْتُبُوُنَ سِوَىَ القِصَصِ القَصِيرةِ فَقَطْ – وأَحْيَانًا الرِوَايَاتِ القَصِيرةِ أوِّ الطَوِيِلةِ بالمُصَادَفةِ – ذلكَ أنَّهُمْ يَزّهَقُوُنَ بسُرّعَةٍ ولا رُوُحَ لَدَيّهِمْ في الكِتَابَةِ أوِّ الحَيَاةِ ولَيّسُوُا مَوّهُوُبِينَ أبَدًا سِيَّمَا في رَصِّ الكَلِمَاتِ بِجِوَارِ بَعْضِهَا البَعْضِ والقِيمَةُ عِنّدَهُمْ بعَدَدِ مَا تَحَبْرَ مِنَ الوَرَقِ، وهُمْ شَدِيدُوُ الاقْتِبَاسُ لِمَا أَعْجَبَهُمْ مِنّ أَفْكَارٍ مَكْتُوُبَةٍ تَخْرُجُ مِنّ بَيّنِ أَيّدِيهِمْ كالمُسُوُخِ أوّ أَكْثرَ إخْلَالاً وتَسْطِيحًا، وتَجِدَهُمْ يَكْتُبُوُنَ بتَنَطُعٍ مَعْرِفِيٍ وفَنّيٍ واضِحٍ لا يَلّتَفِتُوُنَ لَهُ، لأَنَّهُمْ غَيّرُ مُقْتَنِعِينَ بوُجُوُدِ مَنّ هو أَعْرَفُ أوّ أَفْنَنُ مِنّهُمْ وحَتّى إنّ وُجِدَ فهو لَنْ يَلّتَفِتَ فلَيّسَ ثَمَّةَ شَيّءٍ يُؤخَذُ عَلَيّهِمْ وإلّا فإنَّهُ مُتَرَبْصٌ بِهِمْ جَاحِدٌ لِمِثْلِهِمْ، وهُمْ غَيّرُ مُعْتَقِدِينَ نِهَائِيًّا في مَسْألةِ دَرَجَاتِ النَاسِ على النَاسِ فهُمْ الأَرّفَعُ مِنَ الجِهَاتِ الأَرّبَعِ ويُضْمِروُنَ ذلكَ ويُعْلِنُوُنَهُ عِنْدَ الحَاجَةِ وبِلَا مُنَاسَبَةٍ فصَادِقُوُهُمْ فإنَّهُمْ مَوَادٌّ جَيّدَةٌ للّحِكَايَاتِ عُمُوُمًا.

• طَبَقةُ الثُعْبَانُ ضَئِيلُ الرَأسِ
سَرِيعُوُنَ ومُرَاوِغُوُنَ ويَكْتُبُونَ أَحْدَاثُهُمْ وأَفْكَارُهُمْ بانْسِيَابِيّةٍ مِنّ طَبِيعَتِهِمْ فَيُصِيغُوُنَ أَشْكَالًا لَوّلَبِيَةً تَسْتَفِزُ الأَبْصَارُ وتُشْعِرُهَا بحَرَارَةِ الحَرَكَةِ المُتّصِلةِ وشَأنِ السُرّعَةِ النَاقِلةِ – وهُمَا مِنْ أَدَوَاتِ تَحْفِيزِ القَارِئِ على القِرَاءَةِ – ولكِنّ يَعِيبَهُمْ ضآلةُ حَجْمِ أَدْمِغَتِهِم بالسَلِيقَةِ مِمَّا يُوّجِبُ قِلّةِ مَا بِدَاخِلَهَا مِنَ المَادّةِ الفَاعِلةِ، وذلكَ مَا يُقْلِقَهُمْ بقُوّةٍ ويَعْرِفُوُنَهُ بحَدْسِهِمْ الرَدِيءِ، فهُمْ يَحْمِلُوُنَ مُخَيّلَةٍ ضَيّقَةٍ كالعُلّبَةِ – العُلّبَةُ إذَا زَادَتْ عَنْ حَجْمِهَا تَكُوُنُ صُنْدُوُقًا لذَا لَمْ أَقُلّ كالعُلّبَةِ الصَغِيرَةِ – وهُمْ يُشَذّبُوُنَ عَوَاهِنَ الأُمُوُرِ حَاسِبِينَ أَنّهُمْ يُظْهِرُوُنَ فَنَّهَا بَيّنَمَا يَنّزَعُوُنَهُ؛ وهُمْ يَفْتَقِدُوُنَ بمُنّتَهَىَ الأَلَمْ ذلكَ الشَيّءَ الذي يَسْتَشْعِرُوُنَ رَائِحَتَهُ ولكِنّهُمْ لا يَنْفَذُوُنَ إلَيّهِ أَلَا وهو اسْتِبْطَانُ المَعْنَىَ ثُمَّ تَجْرِيدَهُ وفَهْمَهُ ثُمَّ تَجْسِيمَهُ وطَرّحَهُ مُرَكّبًا في أَنّسَاقٍ لا تَبْدُوُ مُرَكّبَةً، ولَكَمْ حَاوَلُوُا أَنّ يَفْعَلُوُا لكَ وأُخْفِقُوُا فَتَوَهْمُوُا أَنّهُمْ فَعَلُوُا وقَدْ كَتَبُوُا كَلَامًا كَثِيرًا يَبْدُوُ كَالكَلَامِ الكَبِيرِ الآخَرِ وهو شُبّهَةٌ لِمَا يَقْصِدُوُنَ فَعَزَّ الذي لَمْ يَأتِ وارّتَفَعَ عَمَّا يَكْتُبُوُنْ، وهؤلاءِ هُمْ مَنْ تَمْتَلِئُ أَدْرَاجُهُمْ بِرِوَايَاتِهِمْ ومَجْمُوُعَاتِهِمْ القَصَصِيَّةِ بأَعْدَادٍ مُعْجِزَةٍ وكَمّيَاتٍ ضَخْمَةٍ ولا يُوّضَعُ في مِيزَانِ أَعْمَالِهِمْ غَيّرُ القَشِّ لأَنّهُ يُشْبِهُهَا في التَهَيُّشِ وقِلّةِ القِيمَةِ, فعَلىَ مَنّ يُصَادِفَهُمْ إرّشَادِهِمْ بالّحُسْنَىَ والتَنْوِيهِ لَهُمْ أنَّ مَا يَفْعَلُوُنَهُ هو مَا يَمْلَأُ الحَيَاةُ بأَسْخَفِ مِنَ اللازِمِ’’’

• طَبَقَةُ التِمّسَاحُ العَجِيبْ
يَتَبَايَنُوُنَ في الضَخَامَةِ وذَكَاءِ الانّقِضَاضِ وقَسْوَةِ الفَتّكِ ومَدَىَ اليَقْظَةُ مِنَ النَوّمِ وأَمَاكِنِ السِبَاحَةِ والصَيّدِ، ويَخْتَلِفُوُنَ في أَنّفُسِهِمْ التي تَعْطَلُ كَثِيرًا وتَعْمَلُ بمَعْرِفَتَهِمْ إذّ يَضُخُوُنَ بدَاخِلِهَا كَمْيَّةٍ مِنَ الطَاقَةِ المُخَبْأةُ لِمِثْلِ تلكَ الظُرُوُفِ، فهُمْ حَرِيصُوُنَ على الحَيَاةِ جِدًّا كالنَاسِ ويُرِيدُوُنَ تَعْبِئَتِهَا لصَالِحِهِمْ – لذلكَ فهُمْ يُنَظّمُوُنَ وجُوُدَهُمْ جَيّدًا إلى حَيّثُ يُسْتَهْلَكُ في مَحَلّهِ، وهُمْ يَمْتَلِكُوُنَ قُدرَاتٍ رَهِيبَةٍ في التَخَفّي كالتَلَوُّنِ بألّوَانِ الحَشَائِشِ المُحِيطَةِ والغَوّصِ في أَعْكَرِ البِرَكِ وأَعْتَاهَا إظْلَامًا وقَذَارَةٍ، فَيَرّبِضُوُنَ بالأَحْرَاشِ والمَاءِ لفَتَرَاتٍ طَوِيلةٍ مُقْفَلِي الفُكُوُكِ حَتّى تَتَضِحُ الفَرَائِسُ وتَقْتَرِبُ بغَبَاءِ حَاسّتِهَا فَيُطْبِقُوُنَ علَيّهَا ويُشْبِعُوُنَها اخْترَاقًا بأسْلِحَتِهِمْ الحَادَةِ ثُمَّ يَكْتُبُوُنَهَا خَالِصَةً ويَلّتَذُوُنَ بألَمٍ إذّ يُحَرّكُونَ مَصَائِرِهَا التي دَانَتْ لَهُمْ – ذلكَ أَنّهُمْ صُنَّاعٌ مَهَرَةٌ للمَصَائِرِ ولا يَحْتَاجُوُنَ مِنَ الخَارِجِ سِوَىَ هذه الجُثَثِ وهذه الأَجْوَاءُ المُعَقَدَةُ بالطَبِيعَةِ والمُرِيبَةُ بالشُعُوُرِ ليَرّتَكِبُوُا جَرَائِمُهُمْ المُتَفَاوِتَةُ في البَشَاعَةِ والظُلّمِ والنَوّعِ والطُوُلِ وحِنّكَةِ التَنّفِيذِ، ولكنّهَا تَتَوَحَدُ جَمِيعًا في قُوَةِ الأَثَرِ على المُشَاهِدِ لَهَا، كَمَا أنَّ هذه الكَائِنَاتِ القَاتِلَةُ تَمْتَلِكُ قُدرَاتٍ أُخْرَىَ عَجِيبَةً تَتَنَاقَضُ وطَبِيعَتِهَا الضَخْمَةُ كالتَحْلِيقِ في الغَيّبِ والمَسَافَاتِ البَعِيدَةِ جَوًّا لِقَنّصِ أَشْيَاءٍ بعَيِّنِهَا والدُخُوُلِ بمَجَاهِيلٍ سَادِرَةٍ في الغُمُوُضِ ومَلِيئَةً بالمَكَائِدِ، ولكنّهُمْ يَخْرُجُوُنَ بقُوَتِهِمْ الذَاتِيَّةِ أوّ يَمُوُتُوُنَ دُوُنَهَا مَوّتًا عَظِيمًا لا يُشْبِهُ مَوّتًا آخَرَ، إنّهُمْ يَمُوُتُوُنَ مِنْ أَجْلِ ضَحَايَاهُمْ كالمُخْلِصِينَ غَيّرَ أَنَّ جَرَائِمَهُمْ لا يُسْقِطُهَا الزَمَنْ ويَنْتَفِعُ بها نَسْلَهُمْ’’’




في مَدِيحِ الكَمْأةِ البَرّيَةِ

حين كان الضحِكُ إما ليس له طعمٌ
– خاصةً بالنهار –
وإما شديدُ المذاقِ كالسُّمِ – خاصةً مع المقاماتِ الصَديقةِ ليّلاً –
كَتَبْتَ أنتَ – مدينةَ اللذةَ –
فكُنْتَ كَمَنّ شَجّ رأسهُ وكَتَبَ مِنْ دَمِها فأيقَنَ قلّبَهُ بما كَتَبْ
وحينَ بدأتَ في الضَحِكِ كالناسِ – ذلك أنّهُمْ خاتَلُوُكَ بكثرتِهِمْ –
بِتَّ تَسْتَشْعِرَ ذلك الحنين القاسي للضَحِكْ ذو المَذَاقِ السَامْ
الضَحِكُ الذي كانَ يَضْرِبُ الرُوُحُ في مَنْبَتِها فتَهْتَزُ كالأرضِ
– مُثيرةً لغُبارٍ هو الفَنُّ خالصًا ومُحَرَرًا –
حِينَئِذٍ كتَبْتَ أنتَ – الأيّكْ – على محْمَلِ الحصافةِ والعقلِ الذي يتذكْرُ الرُوُحْ
ويتصوّرها كالحبيبةِ المُهاجِرَةِ
وكُنْتَ تَقُولْ: "مالَهَا الأرّوَاحُ تَقْتَرِنُ بالأيامِ فإنْ تغَيّرَتْ تَغَيّرَتْ"

وحينَ أمسى الضَحِكُ كالتصرُفاتِ وكالنُقُوُدِ بِحِسابٍ وقَدْرٍ مَعْلومٍ
– كأيِّ شَيّءٍ آخر –
– وكانتْ نَفْسَكَ قَدْ اسْتَتَبَتْ على رُوُحُكَ –
– النَفْسُ عاقِلةٌ تَسْمَعُ وَتَتَكَلّمْ والرُوُحُ مُبْصِرَةٌ تُبْطِنُ وتُظْهِرُ –
كَتَبْتَ أنّتَ – غُرْفَةً تَرَى النِيل – كَتِمْثالٍ نِصْفِيٍ رائِعٍ لشَخَصٍ
كأنه سَيَتَكَلَمْ
التِمْثالُ لنَحَاتٍ كانَ يَعْرِفُ بمُجَسْمَاتِهِ الجُهَنْمِيةِ ولا تَغُرَّهُ الوُجُوُهِ
.......................

فاقْطَعْ الطَرِيقَ عليّكَ أيُّها الرَجُلُ وقُمْ بمُواجَهَتِكَ
– وقَطْعِ شَرَايينَكَ إن اسْتَوّجَبَ الطِعَانْ –
ذلك فإنهُ لنْ يُضْحِكَكَ ضَحِكًا مَسْمُومًا يَضْربُ الرُوُحُ في مَنْبَتِها فَتَفِيقُ بأكْمَلِهَا
سوى النَزَقِّ المَجْنونِ لمَنْظَرِ دَمَكْ وهو يَفُوُرُ أمَامَكَ
.......................

وإنّكَ لنْ تُنْجِزَ عَمَلَكَ الخَالِد المُؤبْد الذي تُريدَهُ مارِقًا على الصَفِ
ومُطْلَقًا بالضَبْطِ كالحَرّبةِ التي يُقْذفُ بها ولا تَسْقُطـُ أبدًا,,
إلّا إذا اسْتَرْدَدَتَّ رُوُحكَ وضَحِكْتَ كما الأوَّلِ
.. ضَحِكْتَ بجُنُونْ..
ذلك أنَّ في الأمْرِ ما يُضْحِكُ حتى المَوّتْ.




عيّنٌ في ثُقبِ المُجْتَمَعْ


تَوّطِئَةٌ:
يا ربُّ إني مُوُقِنٌ أهْدَيّتَهُ الإيقَانْ
فاغْفِرّ لرُوُحِي إذَا مَشَتْ
في هَيّئَةِ الإنّسَانْ
’’

ما رأَتْهُ العَيّنْ 1997:
انطَلَقَ النَاسُ على النَاسِ على النَاسِ
كالكِلابِ على الذِئَابِ على الضِبَاعِ على الوُعُوُلِ
وبَاتَتْ مِصّرُ مَحْمِيّةً طَبِيعِيّةً للدَرَجَةِ الثالثَةِ مِنَ الضَوَارِيِ
والوُعُوُلِ الجَرّبَاءِ والعَرّجَاءِ والذُبَابِ الرَمَادِيِ الكَبِيرِ ذُو الصُوُرَةِ البَشِعَةِ
فكَانَ الغَنِيُّ أَشَدُّ جَهْلاً مِنَ الفَقِيرِ
وكَانَ الفَقِيرُ أَشَدُّ جَهْلاً مِنَ الدَابّةِ
فأمْسىَ الجَهْلُ عِلّمًا قَائِمًا بِذَاتِهِ في الحَيَاةِ والمَوّتِ والفَنِّ
وغَرَضًا مِنْ أَغْرَاضِ الشِعْرِ
وظَهَرَ المَرَضُ في البَرّ والبَحْرِ والهَوَاءِ والعُيُوُنِ
فصَارَ المَرّضَىَ والأَصِحَاءُ سَوَاءْ
والذين يَعْلَمُوُنَ والذين لا يَعْلَمُوُنَ مَرّضَىَ
حَتّى أنّ الوُجُوُهَ والأَبْدَانَ قَدْ أَصَابَهَا القُبْحُ في أَشْكَالِهَا بالفِعْلِ
لكأنَّ السُلالَةَ قَدْ تَمَّ حَقْنَهَا بالدَمَامَةِ رَأسًا
فَحَقَّ قَوّلاً مَأثُوُرًا أَثْبَتَهُ الزَمَانُ في صُوُرَتِهِ العُمُوُمِيِّةِ
"مَاذَا سَتَفْعَلُ المَاشِطَةُ في الوَجْهِ العَكِرّ"
قَدْ طَفَحَتْ النَفْسُ على الوَجْهِ فَأمْسَىَ عَكِرًا عَنْ ذِي قَبْلْ
فأيّنَ كَانَ جَمِيلَا؟
ومَتَىَ كَانَ النَاسُ صَالِحِينَ؟
أُوُلَئِكَ المَجَانِينْ الذين لا يَقُوُلُونَ مَا لا يَفْعَلُوُنْ؟!
كَأنّهُمْ العَرّضُ المَأسَوِيُ وكَأنّهُمْ المُتَفَرّجِينْ الذين لا يَفْهَمُوُنَ فَيَضْحَكُوُنْ
قَدْ طَغَىَ الوَاقِعُ على النُصُوصِ المَكْتُوُبَةِ واسْتَعْصَىَ على الوَحْيِّ فَانّقَطَعْ
فتَوَحْدَ النَاسُ كُلٌ على حِدَةٍ
لا يَجْمَعُ بَيّنَهُمْ سِوَىَ اللُغَةِ والطُقُوُسِ والجَهْلِ والفَشَلِ
وتَحَوّلَ الدِيِنُ إلى أَحَاجِيِ وأَسْرَارٍ سِحْرِيَةٍ
والفَنُّ إلى جُنُوُنٍ أَبّلَهٍ
والسِيَاسَةُ إلى عُهْرٍ فَقَطْ
فاشْتَبَهَ المُؤمِنُوُنَ بالكَفَرَةِ والمُفَكْرِوُنَ بالهَرَاطِقَةِ والرَوّحَانِيّوُوُنَ بالمَعَاتِيِهِ
واشْتَبَهَ المُحْبَطُوُنَ بالشُعَرَاءِ والفَنّانُوُنَ بالبَاعَةِ الجَائِلينَ والسَاسَةُ بالرَاقِصَاتِ
والعُلَمَاءُ بالمَاعِزِ الجَبَليِّ
والآدَمِيّوُنَ بالوُعُوُلِ
وكُلٌ بِضِدِهِ اشْتَبَهَ
وسَادَتْ الخُرَافَةُ بشَكْلٍ خُرَافِيٍ يَفُوُقُ العُصُوُرُ الخُرَافِيّةَ
فَعُلّقَتْ الأَحْجِبَةُ تَحْتَ إبِطِ الأَطِبَّاءِ والجُنُوُدِ
ودُفِنَتْ الأَعْمَالُ السُفْلِيّةُ في مَدَاخِلِ الوَزَارَاتِ
وسَرَىَ السَخَفُ في البِلَادِ كَمَسْرَىَ النَارِ في قَشِّ الأُرّزِ
حَتّى حَلَّ الغَبَاءُ والكَذِبُ مَحَلَّ الخَوّفِ والرَجَاءِ
وصَارَ الضَمِيرُ الجَمْعِيُّ ضَمِيرًا عِيًّا ومَعْدُوُمًا ومَيِّتًا
فتَعَطْلَتْ الأَرّوَاحُ في الطُرُقِ وبَطُلَتْ القُلُوُبُ عِنّدَ التَعَامُلِ...
ولَقَدْ يَعُزُّ القَوّلُ على أَحَدِهِمْ فَيَطْعَنُ فِيِهِ
ذلكَ أَنَّهُ طَاعِنٌ في القَوّلِ ولَيّسَ لَدَيِّهِ "رَقِيِبٌ عَتِيِدٍ"
وَلَيّسَ لَدَيِّهِ وجْهًا عَكِرًا قِنَاعًا مُشَوّهًا يَلّبَسْهُ في اليَقْظَةِ ولا يَخْلَعْهُ في النَوّمِ
غَيّرَ أنَّهَا الحَقِيقَةُ يا رَفِيقُ في الجَهَالَةِ والبَلَاءِ المُقِيمِ
أَيُّهَا المُسْتَوّطِنُ بالزُوُرِ والمُنْتَحِلُ للّنَسَبِ الكَرِيمِ
فَمَنّ كَانَ يُصَدّقُ أَنَّكَ سَتَرِثُ هذه الأَرّضَ الذَكِيّةَ مِنّ دُوُنِ الأَرّضِ
إنَّ الأَنّعَامَ لا تُصَدّقُ
والشَيّطَانَ لا يُصَدّقُ
والشْعُوُبِ المُجَاوِرَةِ لا تُصَدّقُ
الجَمِيعُ لا يُصَدّقونْ
’’’
فَمَنّ لَكِ يا بَلَدُ إلّا اسْمُكِ والمَجْدُ البَائِدِ
وأمَلاً في عَالَمِ الغَيّبِ يَبْدُوُ مِنْ هُنَا بَرَّاقًا كَنَصّلِ الفَأسْ
"ومَتىَ الحَرّبُ العَالَمِيَّةُ الثَالِثَةُ؟"
فإنَّ مِثْلَ هذا السُبَاتُ الكَابُوُسِيُّ الفَظِيعِ
لا تُوّقِظْهُ سِوَىَ المَصَائِبَ العَظِيمَة




كابوسٌ شَعْبِيٌ


ما عَايَرَهُ العَقْلُ 1995:
يا أيُّهَا الرَجُلُ المَدّعُوُ بالحَاكِمْ
إنَّنَي أَكْرَهُكَ كَثِيرًا
وبمُنّتَهَىَ الصَرَاحَةِ أَكْرَهُكَ كَثِيرًا جِدًّا
- ولكِنَّنَيِ أَحْتَرِمُكَ؛ وهذا لَيّسَ لأَنَّكَ حَاكِمٌ فأَنَا أَتَنَاسَىَ ذلكَ لِمَرَضِيِ؛ ولَكِنّ لأَنَّكَ بالفِعْلِ قَدْ قَهَرّتَنِيِ وأَصَبْتَنِيِ بالضِيِقِ المُزّمِنِ في كُلِ شَيّءٍ أنَّتَ وفَصِيلُكَ الذي يَتْبَعُكَ أوّ أنَّكَ تَتْبَعُهُ واللهُ أَعْلَمُ بتِلّكَ الأُمُوُرِ’’’

كَمَا أَنَّ النَاسَ الذين تَحْكُمَهُمْ لَهُمْ دَخْلٌ كَبِيرٌ بالمَوّضُوُعِ
فإنَّهُمْ يَبْدُوُنَ كَقَطِيعٍ مِنَ البَرّيَاتِ بغَابةٍ اصطِنَاعِيِّةٍ
لَقَدْ نَجَحْتَ في بَرّبَرَتِهِمْ أَيُّهَا الرَجُلُ المَنّكُوُبُ في تَارِيِخِهِ
فَلَكَ أَنّ تَفْخَرَ بذلكَ,
فَأَنّتَ الحَاكِمُ الذي بَرّبَرَ مَنّ يَحْكُمَهُمْ بمَهَارَةٍ وتَفَانٍ يُحْسَدُ عليّهِمَا
وإنَّكَ الشَخْصُ الذي عَمِلَ وسَوَّىَ حَتّى يُرِيحَهُمْ مِمَّا كُرِّمُوُا بِهِ
وهَا أَنَّتَ تَدْخُلُ التَارِيخَ مِنّ أَقْدَمِ أَبْوَابِهِ
وتَضَعُ قَدَمَكَ في أَوّطَإ مَنَازِلِهِ
- فلِمَاذَا لا تَفْخَرُ وتَقُوُلُ أَنَا الذي بِيَدِهِ الحُكْمِ والعَدْلِ والظُلّمِ وتَأخُذُكَ السُلّطَةُ بالإثّمِ!

فَمَا حَدَثَ وجَرَىَ يَجْعَلُكَ مُتَفَرِّدًا بالبِدَائِيِّةِ المُبْهِرةِ
– التي بَهَرَتْ أَنّظَارَ العَالَمْ –
مَا حَدَثَ يَجْعَلُكَ واضِحًا بيّنَ جَمِيعِ الحُكّامِ الأَذّكِيَاءِ والأَغْبِيَاءِ وَوُجُوُهِ السَعْدِ
وحَتّى أَنّصَافِ المُتَعَلّمِينَ والجَهَلَةِ
فأَنَّتَ صَاحِبُ أَكْثَرَ الأَشْكَالِ الحَاكِمَةِ قُدْرَةً على إثَارَةِ الضَحِكِ والدَهْشَةِ
وَرَوَاجِ الجُنُوُنِ والمُخَدْرَاتِ ونَكَدِ الصُدُوُرِ
إنَّكَ المُعْجِزُ في صِحْتِكَ وفي مَرَضِكَ
في يَقْظَتِكَ وفي نَوّمِكِ
في طُوُلِ عُمّرِكَ وطُوُلِ نَحْسِكَ
أَنَّتَ والذين مَعَكَ ويُحيطوُنَ بِكَ كَدَجَاجِ البَيّضِ
فأنَّتَ دِيكَهُمْ ودِيكِ أُمْهَاتِهِمْ
وآبَائِهِمْ مِنّ قَبْلِهِمْ
أنَّتَ دِيِكُ البَرَابِرَةُ
- فَيَا أَيُّهَا الرَجُلُ الدِيِكُ كَيّفَ أَقْنَعَتَ الجَمِيعْ بأنَّ حَيَوَاتِهِمْ في بَيّضِهِمْ؛ وأَنَّ مَنّ لا يَبِيضُ يَرّحَلُ أَوّ يَعْمَلُ عَمَلاً شَرِيفًا كَالنَاسِ؟!



±
شَذَرَاتٌ لتَحْفِيزِ غَرِيزةَ البَقَاءِ


مَا رَاجَعَهُ المُحَرِرُ 1999:

1
إنَّ السمَاءَ لا تَفْتَديِ العَامَّةَ والدَهْمَاءَ بذِبْحٍ عَظِيمْ
فَدَافِعُوُا عَنّ أَنّفُسِكُمْ
إنَّهُ لَيّسَ مَأمُوُرًا
ولَقدْ أَصْبَحْتُمْ عَامَّةً ودَهْمَاءً
فَمَاذَا تَنّتَظِرُوُنْ.. هَهْ؟؟

2
أَجْيَالٌ كَامِلَةٌ وُلِدَتْ وَتُّوُلَدُ
بِلَا فَائِدةٍ تُذّكَرُ
لِمَنْ يَعْقُبُهَا..

مَا الذي جَاءَ بِهِمْ هؤلاءِ الكِلَابِ.. هَهْ؟!

3
إنَّ الوَضْعَ السِيَاسِيَ في الوَاحَاتِ الخَارّجَةِ
لا يُشْبِهُ شَيّئًا سِوَىَ الكَلّبِ
إنّ تَحْمِلَ علَيِّهِ يَلّهَثُ
وإنّ تَتّرُكْهُ يَلّهَثْ
.. هَهْ!!

4
مَالِقَيصَرِ لِقَيّصَرِ
ومَالِّنَاسِ بِهِ
تلكَ نهَايةُ الحِكْمَةُ
.. الحِكْمَةُ
.. هَهْ؟

5
إنَّ الحَاكِمَ على شَيّءٍ
إذَا زَادَ إحْكَامَهُ علَيِّهِ كَسَرَهُ
ويُدْعَىَ عِنّدَئِذٍ بالغَشِيمِ
مِنْ غَشَمٍ
أَوّ بالهَاوِيِ
مِنْ حِرّفَةٍ
.. هَهْ,,

6
الشَرّقُ شَرّقٌ
والغَرّبُ غَرّبٌ
ومِنْطَقَةُ الوَسَطُ هذه تَبْدُوُ كالّخِصّيَةِ
لا تَلِجُ ولا تَخْلُوُ مِنَ الدَنَسْ!
هَهْ’’

7
حُكّامُ مِنْطَقَةُ الوَسَطْ ثلاثَةُ أَنّوَاعٍ
إمَّا مُنَافِقٌ مُوَالِسٌ صَرِيحْ
أَوّ أَحْمَقٌ جَائِعٌ كَذُوُبْ
وإمَّا مُنَاضِلٌ ثَوّرِيٌ وهذا شَرُّ الثَلاثَةْ
هَهْ..

8
نَحْنُ المِصْرِيّوُنَ في صَلابةِ الحِجَارةِ
أَوّ أَشَدُّ صَلابَةً
.. هكذا نَفْخَرُ الآنَ بِكُلِ فَخْرٍ
ولا نَحْتَاجُ الطِبُّ النَفْسِيُّ في شَيّءٍ
ولا تَنْقُصُنَا كَلِمَةٌ مِنْ أَحَدٍ.. هَهْ!

9
عِنّدَمَا يَمُوُتُ الرَجُلُ
تَرّتَبِكُ المَرّأةُ
فَخَطِّطُوُا لارّتِبَاكَتِكُمْ
عَسَاكُمْ نَسَيّتُمُوُهَا عَسَاكُمْ
لَعَلّكُمْ جُبَنَاءَ لَعَلّكُمْ
هَهْ...

10
هذه الوَمَضَاتُ المُشَتَّتَةُ
لابُدَّ أَنّ تَخْتَرِعَ لَهَا مَنْطِقًا
في الوَمّضِ والإشَارَةِ
لتَجْتَمِعَ في أَقْرَبِ فُرّصَةٍ

11
الوَضْعُ مِنْ سَيّءٍ لأَسّوَأَ
لَيّسَ جَدِيدًا علَيّنَا
إنّمَا الجَدِيدُ أنَّ أَعْمَارَنَا تَذّهَبُ هكذا..
خَوّفًا وطَمَعًا..
بِلَا تَغَيُّرٍ يُذّكَرُ..
يَالَلّعَارِ بالفِعْلِ

12
لا أُخْفِيكُمْ سِرًا
فأنّتُمْ فَاشِّيُّوُ الأَسْرَارِ
...
أَنَا أكْرَهُكُمْ بشَكّلٍ مُقَزِّزٍ

13
الدَوّرَةُ الكَوّنِيّةُ للأَرّضِ تَأنَفُ هذه المِنْطَقَةُ
ذلكَ هو التَفْسِيرُ الوَحِيدُ لِمَا يَحْدُثُ
مِنَ الأَكِيدِ أَنَّهُ هو
أَوّ هو أَنَّهُ
...
المُهِمُّ الآنْ فِيمَنّ سَيَبْقَىَ للدَوّرةِ الكَوّنِيةِ المُقْبِلَةِ

14
الذين يَتْلُوُنَ الكِتَابَ قَدْ حَفِظُوُهْ
ثُمَّ أَمَّا بَعْدْ,,
سَنُدَمِرُكُمْ وأَنّفُسِكُمْ عَدَا الذين يَسِيِروُنَ ورَاءَنَا صَامِتِيِنْ
بِلَا أسْئِلَةٍ جَدِيِدَةٍ
بِلَا حَاجَاتٍ مُسْتَجَدّةٍ
...

15
أَيُّهَا النَائِمُوُنَ تَحْتَ الرَمَادِ
إنَّكُمْ بَطَاطَا أوّ ذُرَةٌ
جَمِيِعُكُمْ أَكْوَازٍ تَحْتَرِقُ
فَأَمَّا البَطَاطَا سَتَحْتَمِلُ حَتّى تَنّضُجَ
ثُمَّ تَهْتَرِئُ
وأَمَّا الذُرَةُ فَيَبْقَىَ يُطَقْطِقْ
...



#أحمد_عبد_العظيم_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا أيتها العارفة...
- نصوص قانية
- مؤتمر الدهماء
- قصتان
- ثلاثية الإيروتيك المُظلل
- قصائد عبر نوعية
- طبيعة صامتة
- قصص متوسطة
- النفق السائر
- قصص قديمة
- استزاف القلم الأحمر حتى يجف
- الغواية
- عقدة الذنب
- الفجيعة الخالدة
- معتقل الأرواح
- بانج بانج كراااك طك
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/30
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/29
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/28
- بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/27


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - من كتاب أركيولوجيا المواقيت