أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - حدث في العاشرة مساءً














المزيد.....

حدث في العاشرة مساءً


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7991 - 2024 / 5 / 28 - 04:49
المحور: الادب والفن
    


الجالسون على جهة اليمين، يرونها قادمة من جهة الشمال، والآخرون الذين اختاروا الجلوس ناحية الشمال، يرونها مقبلةٌ من اليمين، أنا فقط، كنت أراها تتهادى في مشيتها بخفة ودلال نحوي.
بقيتْ لحظات واقفةٌ دون أن تنظر لأي لأحدٍ منهم.
بدت كأنها لا تعلم بوجودهم ، كانت بارعةُ في التجاهل!
ثباتها وثقتها بنفسها يدلان على مهارتها، لقد أثارت أعجابي بتصرفها حين دخل زوجها الأعرج، فاستقبلته بفرح طابعة على خده قبلة ثم أحاطته بذراعيها الطويلتين الناعمتين، لكنه بامتعاض شديد، أبعدهما عن رقبته مبتعدًا عنها صوب كرسي وضع عند طرف السرير.
ظننتها محرجة مثلي، لكنها على العكس، لقد احتوت الموقف بذهابها إلى طاولة الزينة، وحملها لقنينةَ عطر كنت قد أهديتها إياها في عيد ميلادها، رشت القليل منه على ملابسها ورقبتها وخلف أُذنيها، امتلأ المكان بالرائحة، لمعت عيناها وهي تنظر إلى القنينة، لقد تذكرتْ وأنا متأكد من ذلك، القبلة الطويلة التي تبادلناها، ما زال طعم القبلة حاضرا على شفتيّ!
أستيقظتْ ذاكرتي وأنا أستعرض أحداث تلك الليلة التي قضتها في أحضاني متشبثة بيّ كطفل، أحسست بقشعريرة لذيذة، تبًا لها!
كيف هان عليها فعل هذا بيّ؟! ألم تجد غير هذا العطر؟!
صوت الزوج الجّهوري أعادني إلى المكان والزمان، لكن بحالة أسوأ!
كفه الغليظة السوداء، وهي تحيط بخصرها الغضّ، جعلت النار تشتعل بيّ ولا تنطفئ، كدت أن أصرخ: إبعد يدك عنها أيها القذر!
الظلام الذي حل فجأة إلا من مصباح متدل من الوسط فوق رأسيهما، أنساني ما كنت فيه، وحولني فقط إلى مستمع لموسيقى انبعثت من أحد الأركان لتحدث ضجيجًا عاليًا، مكثتُ على مقعدي أترقب الأحداث، لقد أخبرتني، عند العاشرة سينتهي كل شيء ..
اضطراب الزوج، و توتره وهو يجر ساقه العرجاء، يوحي بأن شيئًا سيئًا سيحدث.
بدأ يذرع الأرض كالمجنون وهو يقف أمام المرآة يحدث نفسه: تلك هي العلةُ، تلك هي العلةُ يا نفسي، علةٌ لا أسميها لك أيتها النجوم الطاهرة، تلك هي العلة، فجأة توقف عن محادثة المرآة ملتفتًا نحوي.
تسّلل الرعب إليّ من ثقب في قلبي، حينما أخرج قنينة العطر من جيب بنطاله، ظل يحدق فيها طويلًا قبل أن يردد لثلاث مرات، سأقتلها.
أخذتْ نبضات قلبي في التسارع وأنا أرى المسدس في يده الأخرى، جبيني يتفصد عرقًاً، ماذا أفعل؟!
لقد عرف كل شيء، لم أستطع منع الخوف من السيطرة عليّ، كيف أمنعه من الاقتراب منها، ها هو يدس يده في جسدها وهي غافية، يتحسس كل جزء منه، تبدو كآلهة للجمال خرجت للتو من محرابها، .. الدماء تغلي في عروقي وأنا أرى رأسه بين ثدييها، كدت أن أصرخ بأعلى صوتي: إنهما ملكي، إبعد شعرك المجعد عنهما أيها العبد .. أوووه ! أبعد شفاهك الغليظة عن فمها، لقد قبلها، يا ويلي!
الحرائق التي شبت في جسدي، لم تتركني إلا وأنا دخان أسود، يداي ترتجفان كيديه حينما كان يهم بإطلاق الرصاص عليها، ليفعل أي شيء، يمزقها إربًا إربًا، أو حتى يخنقها إلا أن يقترب بأنفاسه من أنفاسها،
عند العاشرة مساءً، تصفيق الجمهور غطى على أصوات الرصاصات الثلاثة التي أطلقها عليها.



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصائد متفرقة
- جلست أحتسي فقري
- بيرة بالليمون
- جلسة سرية
- اليوم الثامن
- بلغاري .. عربي
- الفاصل كان لحظة
- قالت رأيتكَ
- أزواج الزوجة
- الحب في زمن الكورونا
- أدوات استفهام
- آدم الأخير
- فوز الكلابي موشاة بأحلام قصصها
- يوميات سائق كيا
- نشط منذ ساعة
- نافذة على الخريف
- مداهمة قلب
- موت الوهم
- لمن الصورة؟
- ليلة الحفل


المزيد.....




- التشكيلي يحيى الشيخ يقترح جمع دولار من كل مواطن لنصب تماثيله ...
- عمر خيرت: المؤلف المتمرد الذي ترك الموسيقى تحكي
- ليوناردو دافنشي: عبقري النهضة الذي كتب حكاية عن موس الحلاقة ...
- اختفاء يوزف مِنْغِله: فيلم يكشف الجانب النفسي لطبيب أوشفيتس ...
- قصة القلعة الحمراء التي يجري فيها نهر -الجنة-
- زيتون فلسطين.. دليل مرئي للأشجار وزيتها وسكانها
- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - حدث في العاشرة مساءً