مقامة الشجاعة .

صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 7972 - 2024 / 5 / 9 - 14:09
المحور: الادب والفن
    

مالي أراك من النوائب تفزع ؟ مليئة بالحكم هذه القصيدة , كيف تذكرتها ؟ وماالذي دعاك الى أستدعائها ؟ ملؤها الشجاعة والأقدام والتحريض على مقارعة الخطوب , تثير في نفوسنا الخامدة شرارة الصحو وأستدراك الأمور , و الشجاعة من شيم العظماء, والعرب دوماً عرفوا بالشجاعة والإقدام والسعي للوصول إلى أهدافهم مهما كلفهم الأمر, وتغلب على اشعارهم صفات الرجولة والشجاعة لتدل على إنها من أهم الصفات لديهم.
ومادمنا فتحنا موضوع الشجاعة فلنتحدث بما يستجلي الهمم , ويوقظ الصحوة في نفوس أجيال ولدت مخدرة بترياقات الجهل والتخلف , ولنعلمهم ليكونوا شجعانا , فالحياة لا تروق للجبناء, والشجاعة الحقيقية موطنها العقل لا الجسد, ولنفهم ان الجبناء لا يعرفوا للنجاح سبيل, ولنشرح لهم ان الشجاعة لا تعني عدم الخوف, ولكنها تعني الصمود والثبات إلى النهاية, وانها ليست خيارا للمرء, وانما ان يكون شجاعا أو يموت, تحتاج الحياة إلى المزيد من الجرأة, فليتشجعوا ويحاولوا, ان كل الذين هزموا أعدائهم , لم يكونوا أقوى, بقدرما كانوا أشجع.
تذكرت وأنا أدبج تعليقي هذا قصيدة المتنبي (عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ....وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ)... خصوصا البيت الشهير ( تمر بك الأبطال كلمى حزينة ...ووجهك وضاء وثغرك باسم ) , او البيت الذي يسبقه (وَقَفْتَ وَما في المَوْتِ شكٌّ لوَاقِفٍ....كأنّكَ في جَفنِ الرّدَى وهْوَ نائِمُ ) .
تعجبني أختياراتك ...وتستفزني الى درجة اني شعرت كمن يريد التوجه لساحات القتال وهو أعزل , أي قتال ..أو كما قال مسكين الدارمي ( كساع الى الهيجا بغير سلاح ) , المهم اني تحفزت , وأخذت شحنة كبيرة من الأرادة , الشجاعة ليست بالضرورة تعني القتال أو الدخول في المعارك, بل تعني محاربة العوائق والوصول للأهداف, مهما كانت العواقب, لا تخاف على شخص شجاع, فلا يوجد ما يخيفه, فمن استطاع التغلب على خوفه فقد سلم , والجبناء ليس لديهم قوة المواجهة, والشجاع لا ينصر نفسه فقط بل ينصر العالم , وإن هيبة الشجعان ترعب جيوش الجبناء دوماً, اننا ندرك ان الأحلام أيضاً تحتاج لمزيد من الشجاعة, في الحب والحرب لا يفلح جبان , فكلاهما للشجعان, فلنبطل فساد العالم بشجاعتنا , ورجاء أبتسم .

#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل