أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة النخلة .














المزيد.....

مقامة النخلة .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 7971 - 2024 / 5 / 8 - 19:29
المحور: الادب والفن
    


أحسنت أبا أنس العزيز , وبارك الله بعمتنا النخلة , وما أحلى مفردات وردت في مقالك كدنا ان ننساها , فسلاما لتلك الباسقة التي احتفيت بها , ذات العثوق الدانية , تتعايش مع كل الفصول , وعندما تتغيَّرُ أشكالُ كلِّ الشجَرُ وتتناثرُ أوراقُهُا , تبقى وحدَها المطمئنَّةَ التي لا تتأثر ,ذات الطلع النضيد , التي تساقطت رطبا جنيا عندما هزتها المجدلية , حتى القمر اعجبه أن يتسمى بعرجونها .

عندما صغرت المساحات , وأضحت البيوت التي كانت واسعة أعشاشا , وأختفت حدائقها الزاهية , ضاعت البركة عندما اختفى القنوان الداني , وتعودنا الا نرى عمتنا المنتصبة الا طشاشا , ولم نعد نسمع البلابل تغني , حيث كنا نعرف وقتها انها سكرت بالتَمَر المعشوق نصفَ المأكول , فلا اله الا انت ايها العادل الذي لا تظلم فتيلا , والفتيل كما أوضحت خيط رقيق يكون في شق نواة التمر , يامن وعدتنا بجنتك دون ان نظلم نقيرا , والنقير هو نقطة صغيرة في ظهر النواة يخرج منها جنين الانبات, نحن الذين عرفناك ولم ندعو من دونك الذين لايملكون قطميرا , والقطمير هو غشاء رقيق يغطي نواة التمر , فسلاما لكل هذه الأستشهادات بأشرف الشجر النخيلا.

يقولون ثلاث مظاهر تذهب الحزن عن المرء: القمر في ليلة بدر, والماء الجاري , وسعف النخل حين يعانق السماء, وقد جاء في الأمثال كن كالنخل عن الأحقاد مرتفعاً, يرمى بالحجر فيلقي أطيب الثمر, وكن مثل النخل صبوراً لا تهزك الرياح , قد تميل قليلاً, لكن تصمد في المكان , وشبهوا المؤمن بشجرة النخل التي لا تسقط أوراقها, وشكلها الظاهري ثابت, و تسمو بفرعها ونفعها الدائم ,الكريمة بعطائها, حتى لو قطعت أطرافها.

النخل كريم , يكثر من الصدقة للطيور والعصافير, و ينمو في الفلا سمقاً, و يتحمل العطش وملوحة الأرض ويوفّر الظل لفسحة واسعة من الأرض, تثمر صيفاً, وطرحها يؤكل طول العام, و مهما إنحنى جذعها أو التوى, تستمر في العطاء بسخاء, ليتنا نكون كالنخلة التي تموت واقفة وتبقى شامخة, بالرغم من أن النخلة مجرد شجرة, إلا أنها أشد إنسانية من الكثير من البشر, فهي تعطي في كل الأحوال.

يقول الشاعر عبد السلام بركات : (( كم تشبهين نخلةَ العراقِ يا عصفورةَ المطرْ في أصلها رسوخْ وفرعها شموخْ تعيش في السهولِ والتِّلالْ تفيضُ بالثمار والظلالْ وتشكرُ السَّماءَ حين يهطل المطرْ وتجزل العطاءَ حين يُحبسُ المطرْ حزينةٌ كنخلةِ العراق يا عصفورةَ المطرْ تهجرُها نساؤُها يغتالُها أبناؤُها تغتابُها أفياؤُها طيبةُ الثِّمارِ حين يضحك القدرْ وحلوةُ الثِّمار حين يعبسُ القدرْ شامخةٌ كنخلةِ العراق يا عصفورةَ المطرْ وأنتِ والعراقُ مجروحانِ في الصَّميمْ وأنتِ والعراقُ غارقانِ في الدِّماءِ والحميمْ)).

رحم الله عبد الرزاق عبد الواحد حين قال :
(( مرَّة قيلَ لي
لمَ مِن دونِ كلِّ الشَّجَرْ
تحتفي بالنخيلْ؟
أعشقُ النخلَ والتَّمرَ
أعشقُ فيه البَلابلَ والطَّلعَ
والسَّعَفَ اللايحولْ
رغمَ كلِّ اختلاف الفصول
حين أصبحتُ في سنِّ جدّي
ونظرتُ لمجدِ العراقْ
صرتُ أدري لماذا
دمُ ألفِ شهيدٍ
لسعفةِ نخلٍ يُراقْ..)) .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة ابن الملوح ( المقامة المطولة ) .
- مقامة الهلوسات (العقد الثامن - الشيخوخة).
- مقامة التملك .
- مقامة المستملحات : ( تواصل صوفي ).
- مقامة السالكين .
- مقامة الطأطأة .
- مقامة السدى .
- مقامة الصواع .
- مقامة 2024.
- مقامة العتيبة
- مقامة العقاب .
- مقامة الحب المستحيل .
- مقامة الحروب .
- مقامة الحرام .
- مقامة الصباحات .
- مقامة الحضارة .
- مقامة الأبتسامة و السعادة .
- مقامة الأبتسامة .
- مقامة أزدواجية المعايير .
- مقامة ألأرق .


المزيد.....




- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...
- بغداد السينمائي يحتفي برائدات الفن السابع وتونس ضيف الشرف
- أبرز محطات حياة الفنان الأمريكي الراحل روبرت ريدفورد
- حوار
- ماري عجمي.. الأديبة السورية التي وصفت بأنها -مي وزيادة-
- مشاهدة الأفلام الأجنبية تُعاقب بالموت.. تقرير أممي يوثق إعدا ...
- وفاة الممثل والناشط البيئي روبرت ريدفورد عن عمر يناهز 89 عام ...
- نجم الفنون القتالية توبوريا يعرب عن تضامنه مع غزة ويدعو إسرا ...
- نجم الفنون القتالية توبوريا يعرب عن تضامنه مع غزة ويدعو إسرا ...
- عودة قوية للسينما البحرينية إلى الصالات الخليجية بـ-سمبوسة ج ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة النخلة .